منظمات أممية ودولية تعود للعمل في العاصمة صنعاء
حيروت – صنعاء

عادت منظمات أممية ودولية إلى العاصمة صنعاء ودشنت عملها، رغم اعتقال سلطات الحوثيين لعشرات الموظفين والعاملين في تلك المنظمات.

وشهدت صنعاء خلال الأيام القليلة الماضية، تدشين عودة منظمات أممية ودولية، حيث استقبلت قيادات جماعة الحوثي القائمين على تلك المنظمات في إطار أنشطة تلك المنظمات ومعالجة موضوع المشاريع المتعثرة، وفق وكالة سبأ التابعة للجماعة.

ويأتي تدشين عودة المنظمات إلى صنعاء في الوقت الذي لا تزال فيه جماعة الحوثي تعتقل العشرات من الموظفين والعاملين في المنظمات الأممية والوكالات الدولية منذ عدة أشهر تحت مزاعم التجسس.

ومطلع يونيو الماضي، اعتقلت جماعة الحوثي ما لا يقل عن 27 موظفا من وكالات الأمم المتحدة، أو المنظمات الإنسانية المحلية والدولية. وفي الأسابيع التالية اعتقلت عشرات من اليمنيين الآخرين الذين يعملون لصالح منظمات مماثلة.

وبعد أيام من الاعتقال بثت قناة المسيرة التابعة للحوثيين اعترافات لتسعة أشخاص لما سمتها بـ “خلية التجسس” .
وعقب ذلك دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، إلى الإفراج الفوري عن جميع موظفي الأمم المتحدة المحتجزين في اليمن من قبل سلطات الأمر الواقع الحوثية. وقال غوتيريش -في بيان له- إن الأمم المتحدة تدين أي احتجاز تعسفي للمدنيين، وتطالب بالإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع موظفي الأمم المتحدة المحتجزين. معتبرا ذلك تطور مثير للقلق ويثير مخاوف جدية بشأن التزام الحوثيين بحل تفاوضي للصراع.

وكانت ندوى الدوسري الباحثة غير المقيمة ومحللة الصراعات، قالت في تصريحات لصحيفة “نيويورك تايمز” إن “هدف اعتقالات الحوثيين لموظفي المنظمات تلك هو السعي للسيطرة على من يعمل لصالح الأمم المتحدة، والمنظمات الدولية، وتنصيب مناصريهم بدلا عنهم للسيطرة الكاملة على المساعدات الدولية”.

ويعد اليمن موطنا لواحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم. إذ يحتاج أكثر من نصف السكان، حوالي 18.2 مليون شخص، إلى شكل من أشكال المساعدة الإنسانية، وفقا للأمم المتحدة؛ وهذا يجعل عمل منظمات الإغاثة الإنسانية المحلية والدولية مهما جدا.

اللجنة الدولية للصليب الأحمر

والسبت الماضي استقبل رئيس مجلس الوزراء أحمد غالب الرهوي في حكومة الجماعة (غير معترف بها) مديرة العمليات الإنسانية باللجنة الدولية للصليب الأحمر ياسمين ديسموز التي تزور اليمن حاليا.

وناقش الرهوي مع المسؤولة الأممية الوضع الإنساني، وكذا التعاون بين حكومة الجماعة واللجنة الدولية في الفترة المقبلة وفقا لأولويات الاحتياجات الطارئة على المستوى الوطني بصورة عامة والحديدة بصورة خاصة.

فيما أشارت ديسموز، إلى أن زيارتها تأتي للاطلاع على سير برامج ومشاريع اللجنة الدولية في اليمن، والاطلاع عن كثب على الوضع الإنساني والاحتياجات القائمة سيما في مجالات الصحة والمياه والسجون.

ولفتت بهذا الشأن إلى زيارتها الميدانية لعدد من المحافظات ومنها الحديدة والتي جرى خلالها معرفة الاحتياجات خاصة في مجالي الصحة والمياه.. منوهة بالتعاون الذي لمسته من جميع المسؤولين والحرص على تعزيز وتطوير علاقات التعاون والعمل الإنساني المشترك.

والأربعاء الماضي، بحث جمال عامر مع مدير العمليات في اللجنة الدولية للصليب الأحمر “ياسمين ديسيموز” -التي تزور اليمن للمرة الأولى عقب توليها المنصب- حجم المعاناة التي يعيشها ما سماه “الشعب اليمني” جراء الحصار.

منظمة انتر سوس

وفي وقت سابق اليوم الأربعاء، بحث وزير الخارجية والمغتربين جمال عامر، في حكومة الحوثيين (غير معترف بها) مع المدير القطري لمنظمة إنتر سوس، كريم نايات، أنشطة المنظمة ومعالجة موضوع المشاريع المتعثرة.

وفي اللقاء أكد عامر، أن الوزارة تولي أهمية قصوى معالجة أسباب تعثر المشاريع والعمل على إيجاد الحلول لها أولاً بأول.

بدوره أعرب المدير القطري لمنظمة إنتر سوس، نايات، عن شكره لحكومة صنعاء على تقديم التسهيلات وتبسيط الإجراءات لعمل المنظمات الدولية العاملة في اليمن.

وكالة الأدفنتست للتنمية والإغاثة “أدرا”

كما التقى عامر، اليوم الأربعاء، المدير القطري لوكالة الأدفنتست للتنمية والإغاثة “أدرا” ثيري فان بيجنوت. وشدد عامر، على ضرورة التزام كافة المنظمات الدولية بمناقشة خطط المشاريع المقدمة مع الوزارات المعنية والتنسيق الدائم خلال جميع مراحل تنفيذ المشروع حتى الانتهاء منه بصورة كاملة.

وذكرت الوكالة أن المدير القطري لوكالة الأدفنتست للتنمية والإغاثة “أدرا” أشاد بالتغيير الإيجابي في تبسيط الإجراءات لعمل المنظمات الدولية الحكومية وغير الحكومية العاملة في اليمن خلال الشهرين الأخيرين.

وأكد فان بيجنوت أن ذلك سيساعد المنظمات في طلب المزيد من الدعم من المانحين لتنفيذ مشاريع جديدة.

أوتشا

ويوم السبت 19 أكتوبر الجاري ناقش جمال عامر، مع المنسق المقيم للأمم المتحدة منسق الشؤون الإنسانية باليمن جوليان هارنس، الإعداد لخطة الاحتياجات الإنسانية للعام القادم 2025م.

وأعرب هارنس عن تقديره للتعاون والتسهيلات التي تقدمها وزارة الخارجية والمغتربين للأمم المتحدة والمنظمات الدولية الحكومية وغير الحكومية العاملة في اليمن، مبينا أن معالجة بقايا القضايا والمسائل التي ما تزال عالقة سيسهم في حث المانحين على استئناف تمويلهم للمشاريع الإنسانية والتنموية في اليمن.

الهجرة الدولية

والسبت الذي قبل الماضي تسلم وزير الحوثيين جمال عام، أوراق اعتماد رئيس بعثة منظمة الهجرة الدولية عبد الستار إيسوييف، الذي قدم أوراق اعتماده كممثل للمنظمة لدى الجمهورية اليمنية، حسب الوكالة.

وفي اللقاء رحب الوزير عامر، بالرئيس الجديد لبعثة منظمة الهجرة الدولية، معبرا عن الأمل في أن يتم تجاوز الاختلالات التي كانت في المرحلة السابقة.

وطبقا للوكالة أوضح رئيس بعثة منظمة الهجرة الدولية، عن سعادته للعمل في الجمهورية اليمنية، معبرا عن تطلعه إلى مزيد من التعاون المشترك مع وزارة الخارجية والمغتربين والحكومة.

برنامج الأغذية العالمي

ويوم 21 أكتوبر بحث وزير الشؤون الاجتماعية والعمل سمير باجعالة، مع نائب ممثل برنامج الأغذية العالمي، سيمون هو ليما، إجراءات استئناف نشاط البرنامج بعد توقفه لعامين، وذلك بتوزيع ما يقارب مليون سلة غذائية، تستهدف الفئات الأشد احتياجا للغذاء في 221 مديرية.

وذكرت الوكالة أن سيمون أكد حرص البرنامج على استئناف وتوسيع نشاطه، وإيجاد التمويلات اللازمة لمساعدة السكان الأكثر احتياجا للغذاء في اليمن.

المصدر: موقع حيروت الإخباري

كلمات دلالية: منظمات أممیة ودولیة المنظمات الدولیة الهجرة الدولیة المدیر القطری الأمم المتحدة للأمم المتحدة فی الیمن

إقرأ أيضاً:

كارثة إنسانية تهدد اليمن.. تقارير أممية تكشف أرقامًا صادمة!

شمسان بوست / خاص:

حذرت بيانات حديثة صادرة عن منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) من تفاقم أزمة انعدام الأمن الغذائي في اليمن، خاصة في سبع محافظات، أغلبها خاضعة لسيطرة جماعة الحوثي. وأكدت المنظمة أن وقف المساعدات الخارجية الأميركية قد يزيد من تفاقم الأزمة خلال الأشهر المقبلة.

ارتفاع معدلات الجوع في مختلف المناطق
أظهرت التقارير أن انعدام الأمن الغذائي في اليمن ارتفع بنسبة 1% في يناير 2025 مقارنة بنهاية العام الماضي، حيث لا تزال الأزمة حادة في كل من المناطق الخاضعة للحكومة وتلك التي تسيطر عليها جماعة الحوثي. وسجلت أعلى معدلات انعدام الأمن الغذائي في محافظات الجوف، حجة، الحديدة، عمران، صنعاء (الخاضعة لسيطرة الحوثيين)، إلى جانب مأرب (التي يسيطرون على أجزاء منها) ولحج (الخاضعة بمعظمها للحكومة).

ووفقًا للبيانات، فإن 53% من السكان في مناطق الحكومة يعانون من استهلاك غير كافٍ للغذاء، بينما بلغت النسبة 43.7% في مناطق الحوثيين، ما يعني أن أسرة واحدة من كل أسرتين تواجه صعوبة في الحصول على احتياجاتها الغذائية. كما أن 20% من الأسر تعاني من الحرمان الغذائي الشديد، بواقع 24% منها في مناطق الحكومة و19% في مناطق الحوثيين.

تداعيات وقف المساعدات الأميركية

رجحت “فاو” أن يؤدي قرار وقف المساعدات الأميركية إلى تفاقم الأزمة الإنسانية، حيث كانت واشنطن قد قدمت خلال السنوات الماضية مساعدات تجاوزت 5.9 مليارات دولار منذ 2014. ومع إعلان الإدارة الأميركية الجديدة وقف دعم الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، قد تتأثر البرامج الإغاثية التي توفر الغذاء والمساعدات الأساسية لملايين اليمنيين.

انهيار القطاع الصحي وارتفاع وفيات الأمهات

إلى جانب أزمة الغذاء، يواجه اليمن واحدة من أعلى معدلات وفيات الأمهات في المنطقة، حيث تسجل 183 حالة وفاة لكل 100 ألف ولادة، وفق بيانات أممية أخرى. وأوضحت التقارير أن 40% من المرافق الصحية أصبحت خارج الخدمة، بينما يعاني القطاع الصحي من انهيار حاد بسبب الحرب وتوقف رواتب العاملين.

وبسبب نقص الكوادر المدربة، وضع صندوق الأمم المتحدة للسكان برامج تدريبية لتعزيز الرعاية الصحية للأمهات، استفادت منها أكثر من 400 ألف امرأة في المناطق النائية، وساعدت 50 ألفًا منهن على تلقي الرعاية الصحية اللازمة.

أزمة اقتصادية تفاقم الوضع الإنساني

توقع تقرير “فاو” أن يزداد الوضع سوءًا خلال الأشهر القادمة، مع دخول ذروة موسم الجفاف واستمرار التدهور الاقتصادي، نتيجة انخفاض قيمة العملة الوطنية وارتفاع أسعار الغذاء، خاصة في مناطق الحكومة.

تحذيرات أممية واستمرار المعاناة

مع استمرار الحرب وتراجع الدعم الدولي، يواجه اليمنيون خطر تصاعد أزمة الجوع وتدهور الأوضاع الصحية، وسط غياب حلول جذرية قد تنهي معاناة الملايين.

مقالات مشابهة

  • هذا ما بحثه وزير الصحة مع المنظمات الدولية
  • إدانات عربية ودولية واسعة لقرار الاحتلال وقف دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة
  • منظمات دولية ترفض استخدام المساعدات الإنسانية لغزة كأداة حرب
  • اقرأ غدًا في «البوابة».. تحذيرات أممية من تفاقم الأزمة الإنسانية.. إدانات عربية ودولية لقرار إسرائيل منع دخول المساعدات إلى غزة
  • الأمم المتحدة تتلقى 131 مليون دولار دعماً لخطة الاستجابة الإنسانية في اليمن
  • الأمم المتحدة: «الحوثي» يعوق العمليات الإنسانية للشعب اليمني
  • كارثة إنسانية تهدد اليمن.. تقارير أممية تكشف أرقامًا صادمة!
  • تمويلات جديدة لخطة الاستجابة الإنسانية في اليمن
  • مايكروسوفت: غالبية الخدمات المتأثرة تعود للعمل بعد انقطاع
  • «التعاون الإسلامي» تقدم مرافعة للعدل الدولية حول عدم التزام إسرائيل تجاه المنظمات الأممية