النائب علاء عابد يكتب: تحركات الرئيس.. ودعم القضية الفلسطينية
تاريخ النشر: 1st, November 2024 GMT
شدد الرئيس القائد عبدالفتاح السيسى فى مؤتمر «بريكس» الذى عُقد مؤخراً فى مدينة كازان الروسية على «الأهمية الكبيرة لتجمع البريكس، والدور الحيوى الذى يمكنه القيام به لتطوير المنظومة الدولية، مستعرضاً أولويات مصر فى هذا الإطار، والمتمثلة فى أهمية تعزيز التعاون المشترك لاستحداث آليات مبتكرة وفعالة لتمويل التنمية، على غرار مبادلة الديون من أجل المناخ، مع تعظيم الاستفادة من الآليات التمويلية القائمة، فى ظل ارتفاع فجوة تمويل التنمية إلى حوالى 4 تريليونات دولار فى الدول النامية».
ما يميز تكتل «بريكس» هو أنه غير تقليدى، فدوله لا يجمعها نطاق جغرافى واحد، بل تنتشر فى أربع قارات مختلفة، وبالتالى لا تشترك فى التراث الثقافى والتاريخى ولا الهيكل الإنتاجى، وإنما تشترك فى كونها دولاً نامية وناشئة، تسعى لتحسين وضعها الاقتصادى الدولى، أى أنها لا تنتمى إلى «دائرة الحضارة الغربية المهيمنة»، بل تشكل مزيجاً من حضارات مختلفة وضاربة فى التاريخ، ولديها عوامل مستقبل اقتصادى واعد.
ورغم حداثة عهد التكتل وقلة عدد أعضائه، فإنه يُعد أحد التكتلات الاقتصادية الواعدة فى العالم، والتى يؤكد الخبراء تفوقها على أكبر التكتلات الاقتصادية كمجموعة «السبعة الكبار» (G7)، حيث تضم «بريكس» بشكلها الحالى أكثر من 45% من سكان العالم (3.25 مليار نسمة) و33.9% من إجمالى مساحة اليابسة، ويبلغ حجم اقتصاد المجموعة 29 تريليون دولار، بما يمثل حوالى 29% من حجم الاقتصاد العالمى. وبحسب بيانات البنك الدولى أضافت الدول الخمس الجديدة 3.24 تريليون دولار إلى اقتصادات المجموعة.
ويمثل حجم الناتج المحلى الإجمالى لمجموعة «بريكس» بناء على معيار تعادل القوة الشرائية نسبة 36.7% من الاقتصاد العالمى، ويشكل حوالى 16% من التجارة العالمية، حيث يسهم التكتل بحوالى 16% من حركة الصادرات، و15% من واردات العالم من السلع والخدمات، كما يقدر إجمالى الاحتياطى النقدى الأجنبى المشترك للمجموعة بأكثر من 4 تريليونات دولار. وتسيطر المجموعة -بعد انضمام السعودية والإمارات وإيران- على 80% من إنتاج النفط العالمى، وعلى 38% من إنتاج الغاز و67% من إنتاج الفحم فى السوق العالمية، كما أنها تتحكم فى أكثر من 50% من احتياطى الذهب والعملات، وتنتج أكثر من 30% مما يحتاجه العالم من السلع والمنتجات بقيادة الصين والهند.
وتعد اقتصادات دول «بريكس» مكملة لبعضها (الغاز والنفط والمعادن والتكنولوجيا والكفاءات البشرية والثروات الزراعية والإمكانات العسكرية)، وباتت المجموعة تمتلك بنكاً للتنمية وصندوق احتياطات نقدية للدول النامية التى تحتاج إلى مساعدات وقروض.
بمعنى أن العالم يشهد تحولاً متسارعاً فى ميزان القوى الاقتصادية، الذى تأسس منذ عقود على مركزية نفوذ مجموعة السبع بقيادة الولايات المتحدة، ويمكن أن يؤدى توسع مجموعة «بريكس» أكثر إلى زيادة وزنها الاقتصادى ونفوذها الجيوسياسى بشكل كبير، ما يعزز دورها على الساحة العالمية، حيث إنها أصبحت بديلاً بعد تصدع النظام العالمى الأحادى القطبية والمنظومة الدولية التى بنى عليها بعد الحرب العالمية الثانية ومحورها الغرب بقيادة الولايات المتحدة اقتصادياً ومالياً، عبر نظام «بريتون وودز» بمؤسساته المالية والنقدية، أو ما يسمى بعصر التفوق الأمريكى والغربى فى مرحلة ما بعد الحرب الباردة وانهيار الاتحاد السوفيتى.
وشدد الرئيس خلال الاجتماع الختامى الموسع لقمة «بريكس» على أن منطقة الشرق الأوسط «تعيش على وقع الحرب الإسرائيلية المستمرة، لما يزيد على العام، على أبناء الشعب الفلسطينى المحاصرين بقطاع غزة، والمحاطين بأشكال القتل والترويع كافة»، محذراً من «توسيع الصراع والانزلاق نحو حرب شاملة».
وقال الرئيس إن «هذه الاعتداءات، التى امتدت إلى الأراضى اللبنانية، تعد أكبر دليل على ما وصل إليه النظام الدولى من تفريغ للمبادئ وازدواجية للمعايير، فضلاً عن غياب المحاسبة والعدالة، إزاء الانتهاكات التى ترتكب فى حق المواثيق الدولية، وقواعد القانون الدولى والإنسانى، الأمر الذى نتجت عنه كارثة إنسانية غير مسبوقة، واستمرار الحرب وتوسعها».
ورغم إنهاء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة عامها الأول، لا تزال مصر تتصدر الجهود الإقليمية والدولية نحو تنفيذ وقف فورى ودائم لإطلاق النار، وصد كافة المحاولات الإسرائيلية الهادفة إلى تصفية القضية الفلسطينية، التى تعد امتداداً تاريخياً للدور المصرى إزاء قضية العرب الأولى، حيث ظلت القضية على رأس أولويات اهتمام الرئيس القائد عبدالفتاح السيسى، نتيجة الإيمان والقناعة بعدالة القضية، وبحق الفلسطينيين فى إقامة دولتهم التى انتزعتها إسرائيل منهم منذ 76 عاماً.
* رئيس لجنة النقل والمواصلات بمجلس النواب
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: مصر القضية الفلسطينية بريكس الرئيس عبدالفتاح السيسى أکثر من
إقرأ أيضاً:
الرئيس السيسي: كل الدعم للفلسطينيين في معركة البقاء والمصير.. وحل القضية لن يكون بالتهجير
أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية أنه لا حل للقضية الفلسطينية، إلا من خلال العمل على تحقيق العدل، وإقامة الدولة الفلسطينية، وعدم القبول بتهجير الشعب الفلسطينى من أرضه، تحت أى مسمى.
جاءت تصريحات الرئيس خلال الندوة التثقيفية الحادية والأربعين، التي أقامتها القوات المسلحة بمناسبة الاحتفال بيوم الشهيد والمحارب القديم تحت عنوان "شعب أصيل"، بمركز المنارة الدولي للمؤتمرات بالقاهرة الجديدة، وبحضور كبار رجال الدولة وقادة القوات المسلحة والشرطة، بالإضافة إلى أهالي وأسر شهداء القوات المسلحة والشرطة.
وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بأن الندوة شهدت عرض عدد من الفقرات والأفلام التسجيلية التي تجسد بطولات القوات المسلحة، كما قام السيد الرئيس بتكريم عدد من أسر الشهداء ومصابي العمليات الحربية.
وأضاف السفير محمد الشناوي، المتحدث الرسمي، أن السيد الرئيس قام بإلقاء كلمة في ختام الندوة، وفيما يلي نص الكلمة:
بسم الله الرحمن الرحيم
السيدات والسادة.. الحضور الكريم،
تبلغ سعادتي مداها كل عام، بأن أتواجد معكم وبينكم، لنرسل معا رسالة لأصحاب العطاء من شهدائنا الأبرار، الذين قدموا المثل والقدوة فى التضحية، من أجل بقاء هذا الوطن، والحفاظ على مقدرات شعبنا العظيم.. والتى تعبر بجلاء، عن إرادة هذه الأمة عبر تاريخها.. بأنها قادرة وقاهرة لكل مانع، يقف حائـلا أمام تحقيـق أمنـها وســلامتها وريـادتها.. فلهذا الوطن رجال صنعوا المستحيل، وحققوا لمصر دائما فى الماضى والحاضر صمودا، أكد وحدة الشعب المصرى، وجعله أكثر صلابة.. فكل عام وشعبنا الأصيل، فى خير وأمن وسلام.
وإنه لمن حسن الطالع، أن يتواكب احتفالنا هذا العام، بيوم الشهيد، متزامنا مع العاشر من رمضان، الذى خاضت فيه مصر أشرف المعارك، وقدم فيها الرجال جلائل الأعمال، التى عبرت بنا إلى آفاق الكرامة والكبرياء، بوحدة شعب وصلابة جيش، عقدوا العزم على تحقيق النصر.
إن شهداءنا الأبرار، لم يقدموا أرواحهم فحسب، بل قدموا المستقبل لمصر.. فقد مهدوا لنا طريق الاستقرار والأمان، الذى نواصل فيه اليوم مسيرة البناء والتنمية.. وبفضل تضحياتهم استطاعت مصر، أن تواجه التحديات، وتمضى قدما فى تنفيذ المشروعات القومية، التى أصبحت شاهدا، على صلابة هـذا الوطـن وعزيمـة شـعبه.
إننا اليوم، نرى نتائج هذه التضحيات واضحة، فى كل ربوع مصر، من مدن جديدة تبنى، ومشروعات ترسم ملامح القوة للجمهورية الجديدة.. وما كان ليتحقق كل ذلك، لولا الدماء الطاهرة التى سالت، ليبقى هذا الوطن آمنا مستقرا، قادرا على التقدم والبناء.
وإذ نحتفى اليوم بذكرى شهدائنا العظام، فإننا نؤكد التزامنا تجاه أسرهم، فهم لم يفقدوا أبناءهم فحسب، بل قدموا للوطن أغلى ما يملكون.. فمصر لا تنسى أبناءها الأوفياء، وستظل دائما سندا لهم، كما ستظل قواتنا المسلحة - درع الوطن وسيفه - صامدة فى وجه أى تهديد، حامية لمقدرات هذا الشعب العظيم.
الحضور الكريم،
على الرغم من الأحداث المتلاحقة، التى يمر بها العالم ومنطقتنا، والمخاطر والتهديدات التى خلفت واقعا مضطربا، وخاصة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، ومساعى مصر الدائمة، لتقديم رؤى من أجل تحقيق الأمن والسلم للمنطقة، كفاعـــــل رئيسـى فــــى هــــذه القضــــــية.. والتى أوضحت فيها مصر منذ بدايتها، موقفا ثابتا راسخا، بأنه لا حل لهذه القضية، إلا من خلال العمل على تحقيق العدل، وإقامة الدولة الفلسطينية، وعدم القبول بتهجير الشعب الفلسطينى من أرضه، تحت أى مسمى.. ولم يكن هذا الموقف ليتحقق، إلا بوعى الشعب المصرى، واصطفافه حول القيادة السياسية، معبرا وبجلاء عن صدق النية وحب الوطن.. واسمحوا لى، أن أقدم تحية للشعب الفلسطينى الصامد فوق أرضه، مؤكدا أننا سنقدم لهم كل عمل، من شأنه أن يساندهم فى معركة البقاء والمصير.
السيدات والسادة،
وقبل أن أختتم كلمتى، أوجه تحية واجبة، للشعب المصرى وقواته المسلحة، على ما بذل من جهود خلال السنوات الماضية، والتى سعينا فيها إلى بناء قدرات هذه الأمة، عسكريا وسياسيا واقتصاديا، والتى ساعدتنا على تجاوز كل التحديات، وأهلتنا لمواجهة كل التهديدات.. فما تحقق على أرض مصر ورغم كل الظروف، جعلنا نقف على قدمين ثابتتين، ندافع عن حاضرنا.. ونؤمن مستقبل الأجيال.
وفى الختام، وباسم الشعب المصرى، نتوجه بتحية تقدير وإجلال، لشهدائنا الأبرار وأسرهم الكريمة، لما قدموه من تضحيات وبطولات.. وأعدكم أمام الله - سبحانه وتعالى - أننا سنستمر فى العمل، لتحقيق ما تتطلعون إليه، من رفعة وتقدم واستقرار.. لوطننا الغالى مصر.
أشكركم، وكل عام وأنتم بخير.
ودائما وبالله: "تحيا مصر، تحيا مصر، تحيا مصر".
﴿والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته﴾
اقرأ أيضاًالرئيس السيسي يوفد مندوبين للتعزية
«الرئيس السيسي» في ذكرى انتصار العاشر من رمضان: نستلهم العزيمة والإصرار على استرداد الحقوق
الوزير: الرئيس السيسي يدعم العاملين بقطاع الصناعة باعتبارهم الركيزة الأساسية لتحقيق التنمية