لافروف في أول زيارة له إلى دولة في الاتحاد الأوروبي منذ بدء الحرب: نحو مستقبل غير محسوم
تاريخ النشر: 1st, November 2024 GMT
يستعد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف للقيام بزيارة هي الأولى له إلى دول الاتحاد الأوروبي منذ بدء الغزو الشامل لروسيا على أوكرانيا في عام 2022، مما قد يُحدث ضجة كبيرة في الساحة السياسية الدولية.
ووفقًا للتقارير من وسائل الإعلام التابعة للدولة، سيقوم لافروف بالسفر إلى مالطا في ديسمبر 2024 للمشاركة في اجتماع حاسم لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا (OSCE).
كما تعد هذه الزيارة مهمة بشكل خاص حيث تمثل عودة لافروف إلى الاتحاد الأوروبي الذي تم استبعاده منه إلى حد كبير بسبب العقوبات المستمرة والتوترات الدبلوماسية.
وكانت آخر زيارة للافروف إلى أي دولة من دول الاتحاد الأوروبي في ديسمبر 2021، قبل شهرين فقط من بدء الحرب في أوكرانيا.
وقد قوبلت محاولاته السابقة للتواصل مع الاتحاد الأوروبي بمقاومة، كما يتضح من رفض بولندا منحه دخول البلاد خلال اجتماع منظمة الأمن والتعاون في أوروبا في ديسمبر 2022، عندما رفضت وارسو طلب تأشيرة دخوله بسبب النزاع المستمر.
يتساءل أحدهم: كيف سيتاح لوزير الخارجية الروسي لافروف دخول الاتحاد الأوروبي رغم إدراجه في قائمة العقوبات؟وتسعى منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، التي تضم 57 دولة، بما في ذلك جميع دول الاتحاد الأوروبي، إلى تعزيز الأمن والاستقرار عبر أوروبا وأمريكا الشمالية وآسيا.
وأكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، أهمية أن يضمن البلد المضيف إمكانية مشاركة جميع الدول الأعضاء، مما يبرز التوازن الدقيق للدبلوماسية الذي يلعب دورًا في هذا الوقت المحتدم.
ومن المتوقع أن تحمل زيارة لافروف إلى مالطا تداعيات مهمة على العلاقات بين الاتحاد الأوروبي وروسيا. تأتي هذه الزيارة في وقت فرضت فيه الاتحاد الأوروبي عقوبات صارمة على روسيا، مستهدفة المسؤولين الرئيسيين، بما في ذلك لافروف والرئيس فلاديمير بوتين، ردًا على العدوان المستمر في أوكرانيا.
على الرغم من هذه العقوبات، لم تصدر الاتحاد الأوروبي حظر سفر ضد لافروف، وهو أمر قد يثير نقاشات داخل المفوضية الأوروبية ومجلس الاتحاد الأوروبي بشأن ملاءمة مثل هذه الزيارة.
ويظل سياق هذا الاجتماع متمثلاً في التداعيات المستمرة للحرب في أوكرانيا، التي لم تؤدي فقط إلى توتر العلاقات الروسية مع الدول الغربية، بل أيضًا زادت من المخاوف الأمنية عبر أوروبا.
ومن المتوقع أن يثير وجود لافروف في مالطا تساؤلات جدية حول مستقبل الدبلوماسية في هذا المشهد المتزايد الاستقطاب حيث سيراقب المجتمع الدولي عن كثب كيف ستتطور هذه الاجتماع وما إذا كانت ستؤدي إلى أي شكل من أشكال الحوار أو المصالحة بين روسيا والاتحاد الأوروبي.
Relatedحرب المعلومات: معهد بريطاني يكشف استغلال روسيا للأعاصير لتأجيج الانقسام الأمريكيالاتحاد الأوروبي يتجه لفرض المزيد من العقوبات على روسيا تحسبا لفوز ترامب في الانتخابات الأمريكيةبعد مشاركته في قمة مجموعة بريكس في روسيا.. زيلينسكي يرفض زيارة غوتيريش إلى أوكرانياروسيا تعلن إسقاط 51 طائرة مسيرة أوكرانية وكييف تؤكد تعرضها لعدة هجمات جوية خلال الليلبالإضافة إلى ذلك، من المرجح أن تثير زيارة لافروف ردود فعل من مختلف الأطراف المعنية، بما في ذلك أوكرانيا ودول البلطيق، التي كانت صارمة في معارضتها لأي شكل من أشكال الانخراط مع المسؤولين الروس في ظل النزاع المستمر. ويمثل اجتماع منظمة الأمن والتعاون في أوروبا نقطة حاسمة للافروف، حيث قد يواجه تدقيقًا من الدول الأعضاء الأخرى بشأن أفعال روسيا وسياساتها.
بينما يستعد لافروف لهذه الزيارة المحتملة المثيرة للجدل، تبرز تساؤلات حول موقف الاتحاد الأوروبي من روسيا وسط العقوبات المستمرة والتداعيات الجيوسياسية الأوسع لزيارته، إذ تشير هذه الرحلة إلى لحظة حاسمة في العلاقات بين الاتحاد الأوروبي وروسيا وحيث يراقب العالم كيف يتعامل لافروف مع هذه الساحة الدبلوماسية الحساسة.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية بايدن: أدليت بصوتي مبكرًا وهذه الانتخابات هي الأكثر أهمية في حياتنا روسيا تتهم بريطانيا باستخدام ممر البحر الأسود لتزويد أوكرانيا بالأسلحة وزير خارجية كوريا الشمالية يزور روسيا بعد ساعات من اتهام البنتاغون بيونغيانغ دعم موسكو عسكريا الغزو الروسي لأوكرانيا منظمة الأمن والتعاون في أوروبا الحرب في أوكرانيا سيرغي لافروفالمصدر: euronews
كلمات دلالية: الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024 إسرائيل حزب الله دونالد ترامب فيضانات سيول الصراع الإسرائيلي الفلسطيني الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024 إسرائيل حزب الله دونالد ترامب فيضانات سيول الصراع الإسرائيلي الفلسطيني الغزو الروسي لأوكرانيا منظمة الأمن والتعاون في أوروبا الحرب في أوكرانيا سيرغي لافروف الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024 إسرائيل حزب الله دونالد ترامب كامالا هاريس فيضانات سيول ضحايا إيران روسيا الحرب في أوكرانيا الصراع الإسرائيلي الفلسطيني لبنان منظمة الأمن والتعاون فی أوروبا وزیر الخارجیة الروسی الاتحاد الأوروبی یعرض الآن Next فی أوکرانیا هذه الزیارة الحرب فی
إقرأ أيضاً:
ويتكوف: الشركات الأمريكية ستعمل في روسيا عقب إنهاء الحرب في أوكرانيا
أفاد ستيف ويتكوف، المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بأن الشركات الأمريكية قد تستأنف أعمالها في روسيا في حال التوصل إلى اتفاق سلام ينهي الحرب في أوكرانيا. جاء ذلك خلال مقابلة مع برنامج "Face The Nation" على شبكة CBS، حيث قال ويتكوف: "من المتوقع أنه في حال الوصول إلى اتفاق سلام، ستتمكن الشركات الأمريكية من العودة ومزاولة أعمالها هناك. وأعتقد أن الجميع سيرى في ذلك خطوة إيجابية".
ويأتي هذا التصريح في ظل جهود إدارة ترامب لدفع عجلة المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا، حيث أجرى الرئيس ترامب اتصالات منفصلة مع كل من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي هذا الشهر، بهدف التوصل إلى حل ينهي الصراع المستمر منذ عام 2022.
من جانبه، أشار وزير الخزانة الأمريكي، سكوت بيسنت، إلى إمكانية تخفيف العقوبات الأمريكية المفروضة على روسيا، وذلك بناءً على استعداد موسكو للتفاوض وإنهاء الحرب في أوكرانيا. وفي مقابلة مع تلفزيون بلومبرغ، أوضح بيسنت أن الولايات المتحدة قد تنظر في تقليص العقوبات أو زيادتها، اعتمادًا على سير المحادثات الرامية لإنهاء النزاع.
تجدر الإشارة إلى أن هذه التصريحات تأتي عقب اجتماعات رفيعة المستوى بين مسؤولين أمريكيين ونظرائهم الروس في المملكة العربية السعودية، دون مشاركة الجانب الأوكراني. وقد أثارت هذه الخطوة تساؤلات حول مستقبل العلاقات الاقتصادية والدبلوماسية بين واشنطن وموسكو، خاصة في ظل تأكيد الرئيس ترامب على ضرورة تعاون روسيا وأوكرانيا لوضع حد للحرب التي اندلعت إثر الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير 2022.
في سياق متصل، أعرب كيريل دميترييف، رئيس صندوق الثروة السيادي الروسي، عن توقعاته بعودة عدة شركات أمريكية إلى السوق الروسية بحلول الربع الثاني من عام 2025. وأشار دميترييف إلى أن هذه الشركات ستواجه تحديات نظرًا لاستحواذ الشركات المحلية على العديد من القطاعات التي كانت تسيطر عليها سابقًا العلامات التجارية العالمية، وذلك بعد انسحاب العديد من الشركات الغربية إثر فرض العقوبات الاقتصادية على موسكو.
من الواضح أن هناك توجهاً نحو إعادة بناء العلاقات الاقتصادية بين الولايات المتحدة وروسيا، مرتبطاً بشكل وثيق بالتقدم في المفاوضات السلمية لإنهاء الصراع في أوكرانيا. ويبقى السؤال حول كيفية تأثير هذه التطورات على المشهد الاقتصادي العالمي، ودور الشركات الأمريكية في المرحلة المقبلة.
مع استمرار تداعيات الحرب في أوكرانيا على الاقتصاد العالمي، يتزايد الحديث في الأوساط الاقتصادية والسياسية عن مستقبل العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة وروسيا. وبينما تتكبد روسيا خسائر اقتصادية بسبب العقوبات الغربية، يظل السؤال الأبرز: هل ستعود الشركات الأمريكية لاستئناف أعمالها في روسيا بعد انتهاء الحرب؟
قبل اندلاع النزاع في أوكرانيا، كانت العديد من الشركات الأمريكية الكبرى نشطة في السوق الروسية. من شركات التكنولوجيا مثل Apple وMicrosoft، إلى عمالقة النفط والطاقة مثل ExxonMobil وChevron، بالإضافة إلى شركات المنتجات الاستهلاكية مثل McDonald's وPepsiCo.
كانت روسيا تمثل سوقًا واعدة، سواء من حيث استهلاك السلع والخدمات أو الاستثمارات في مجالات التكنولوجيا والطاقة. ومع تصاعد التوترات وفرض العقوبات، انسحبت معظم هذه الشركات أو علّقت عملياتها.
فرضت الولايات المتحدة وحلفاؤها الأوروبيون حزمة عقوبات اقتصادية غير مسبوقة على روسيا، شملت تجميد الأصول، وحظر المعاملات المالية، وقيودًا على التصدير. هذه العقوبات لم تؤثر فقط على الاقتصاد الروسي، بل أثّرت أيضًا على الشركات الأمريكية التي خسرت استثمارات بمليارات الدولارات.
بحسب خبراء اقتصاديين، هناك عدة عوامل ستحدد عودة الشركات الأمريكية إلى روسيا بعد انتهاء الحرب، وأبرزها: الوضع الجيوسياسي ويتطلب استئناف العلاقات التجارية استقرار الأوضاع السياسية وتخفيف التوترات بين موسكو وواشنطن، ورفع العقوبات وهو ما تحتاج الولايات المتحدة إلى مراجعته في إطار سياساتها الاقتصادية تجاه روسيا قبل السماح للشركات بالعودة، والإصلاحات الاقتصادية الداخلية والتي قد تضطر روسيا إلى إجراء تغييرات جذرية في بنيتها الاقتصادية لجذب الاستثمارات الأجنبية من جديد.
بعض الشركات الأمريكية الكبرى لم تغلق أبوابها بالكامل في روسيا، بل أبقت على وجود محدود تحسبًا لأي تغيرات مستقبلية. في المقابل، أعلنت شركات أخرى، مثل McDonald's وStarbucks، عن بيع أصولها بالكامل والخروج نهائيًا من السوق الروسية.
وقد تبدأ الشركات الأمريكية في استئناف أنشطتها تدريجيًا بمجرد انتهاء الحرب ورفع العقوبات تدريجيًا، وربما تضع واشنطن شروطًا قاسية لعودة الاستثمارات، تتعلق بتعويضات مالية أو تغييرات سياسية في موسكو.
كما قد نشهد إعادة هيكلة جذرية في العلاقات التجارية بين البلدين، مع تعزيز قوانين الحماية التجارية في المستقبل.
وتظل عودة الشركات الأمريكية إلى روسيا رهينة بالتطورات السياسية والاقتصادية على الساحة الدولية. وحتى ذلك الحين، سيبقى الاقتصاد الروسي في حالة ترقب لمستقبل علاقاته مع الغرب.