من وعد بلفور إلى إبادة غزة… جرائم الاستعمار والصهيونية مستمرة
تاريخ النشر: 1st, November 2024 GMT
القدس المحتلة-سانا
تاريخ أسود للدول الاستعمارية الغربية وخاصة بريطانيا في مأساة الشعب الفلسطيني ونكبته المستمرة، يمتد من المؤتمر الأوروبي الاستعماري الأول الذي عقد في لندن عام 1840، وتبنى أكذوبة الصهيونية العالمية بأن فلسطين أرض بلا شعب لشعب بلا أرض، مروراً بمؤتمر كامبل بنرمان الاستعماري في لندن أيضا عام 1907، ثم وعد بلفور المشؤوم بعد 10 أعوام على هذا التاريخ، حيث تمر غدا ذكراه الـ 107.
ففي الثاني من تشرين الثاني عام 1917 وجه وزير خارجية بريطانيا آنذاك آرثر جيمس بلفور رسالة إلى اللورد اليهودي ليونيل وولتر دي روتشيلد أحد زعماء الحركة الصهيونية بأمر من رئيس حكومته ديفيد لويد جورج، أكد فيها أن بريطانيا ستبذل كل جهدها لإقامة كيان لليهود على أرض فلسطين، وذلك بعد محادثات استمرت ثلاث سنوات بين الحكومة البريطانية من جهة، واليهود البريطانيين والمنظمة الصهيونية العالمية من جهة أخرى، استطاع خلالها الصهاينة إقناع بريطانيا بقدرتهم على تحقيق أهدافها والحفاظ على مصالحها في المنطقة.
بريطانيا عرضت نص الوعد المعروف باسم /وعد من لا يملك لمن لا يستحق على الرئيس الأميركي توماس ويلسون ووافق على محتواه قبل نشره، كما وافقت عليه فرنسا وإيطاليا رسمياً عام 1918، ثم تبعتها موافقة الولايات المتحدة الرسمية والعلنية عام 1919، وبعد ذلك بعام وافق المجلس الأعلى لقوات الحلفاء في مؤتمر سان ريمو على أن يعهد إلى بريطانيا بالانتداب
على فلسطين، وأن يوضع وعد بلفور موضع التنفيذ حسب ما ورد في المادة الثانية من صك الانتداب، وفي الـ 24 من تموز عام 1922 وافق مجلس عصبة الأمم المتحدة على مشروع الانتداب الذي دخل حيز التنفيذ في الـ 29 من أيلول 1923.
الفلسطينيون أصحاب الأرض الحقيقيون رفضوا الوعد المشؤوم من البداية، ولم يستسلموا للوقائع التي بدأ الاستعمار البريطاني بفرضها على الأرض أثناء احتلاله لفلسطين بين عامي 1920 و1948، عبر جلبه العصابات الصهيونية الإرهابية إلى أرض فلسطين، حيث خاضوا ثورات متلاحقة ضد الاحتلال البريطاني وضد هذه العصابات كان أولها ثورة البراق عام 1929 ثم ثورة 1936.
وبدعم من القوات البريطانية صعدت هذه العصابات إرهابها وارتكبت جرائم حرب وتطهير عرقي بحق الفلسطينيين أسفرت عن تهجير 750 ألفاً منهم فقط خلال الأشهر الأربعة الأولى من عام 1948، وفي الـ 14 من أيار من العام ذاته أعلنت بريطانيا إنهاء الانتداب، ليعلن الصهاينة في اليوم التالي إقامة كيانهم الغاصب الذي ضمته الدول الكبرى إلى منظمة الأمم المتحدة، وذلك بعد تمريرها في الـ 29 من تشرين الثاني عام 1947 القرار الأممي رقم 181 الذي عرف بـ قرار التقسيم الجائر رغم رفض الفلسطينيين والدول العربية له.
التاريخ حتى اليوم يعيد نفسه فالولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وألمانيا، القوى التي خططت لإقامة كيان الاحتلال ودعمت إرهابه منذ وعد بلفور، مروراً بنكبة عام 1948 ونكبة عام 1967، وصولاً إلى الإبادة الجماعية اليوم لم تغير موقفها، وما زالت تكرر ادعاءاتها بالحرص على حقوق الإنسان في بيانات تستهدف فيها الدول الأخرى لزعزعة استقرارها، أما عندما يتعلق الأمر بـ “إسرائيل” فيصبح ميثاق الأمم المتحدة ومبادئ حقوق الإنسان وجميع قواعد القانون الدولي حبرا على ورق، لتواصل محرقتها بحق الشعب الفلسطيني مدعومة بكل ما تطلب من مال وسلاح ودعم في مجلس الأمن وباقي المحافل الدولية، رغم المظاهرات الحاشدة التي تخرج بشكل شبه يومي في عاصمة وعد بلفور وباقي العواصم الغربية، للمطالبة بوقف الإبادة الجماعية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في قطاع غزة منذ أكثر من عام بدعم من الدول الغربية وفي مقدمتها الولايات المتحدة.
رغم المجازر والتهجير وهدم البيوت على رؤوس أصحابها، ورغم الاعتقال والتعذيب والحصار، يؤكد الفلسطينيون مواصلتهم النضال بكل قوتهم، للدفاع عن أرضهم وحقهم في إقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس، وستبقى معركة طوفان الأقصى شاهداً على تمسك الشعب الفلسطيني بحقه في تقرير المصير، وأنه لن يسمح بأي وصاية عليه أو بتكرار نكبة 1948، هو باق في أرضه، مقاوم حتى نيل حريته.
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
كلمات دلالية: الشعب الفلسطینی وعد بلفور فی الـ
إقرأ أيضاً:
الحوثي: عملياتنا مستمرة في البحر اسنادا لغزة ولبنان ولا يمكن أن تتوقف
أكد زعيم جماعة الحوثي، اليوم الخميس، أن جماعته ستواصل ملاحقة السفن المرتبطة بإسرائيل والولايات المتحدة، مشيرا إلى وجود جهود حثيثة لتعقب حركة السفن المرتبطة بالعدو في مختلف المسارات البحرية.
وقال عبدالملك الحوثي، في كلمة له بثتها وسائل إعلام الجماعة، أنه جرى استهداف أربع سفن مرتبطة بإسرائيل وحلفائها هذا الأسبوع، مما رفع العدد الإجمالي للسفن المستهدفة إلى 202 سفينة.
وأشار إلى أن هذه العمليات أثارت استياء الولايات المتحدة لفشلها في تأمين الملاحة البحرية للكيان الصهيوني في البحر الأحمر وباب المندب، لافتا إلى أن واشنطن تنفذ غارات أسبوعية وتكثف الضغوط السياسية والاقتصادية لوقف الهجمات البحرية.
وأردف: "لدينا أزمة في الاستيلاء على تلك السفن لاصطيادها، لكن هناك عمل وملاحقة لها للبحار الأخرى".
وأوضح أن الولايات المتحدة تسعى لإقحام التحالف السعودي والإماراتي في اليمن لصالح إسرائيل، مؤكداً أن تورطهم سيعود عليهم بالخسائر والأعباء دون تحقيق أي مكاسب.
وأشار إلى أن محاولة توريط السعودية والإمارات، إن حدث "فهو مخجل، واشتراكهم في هذه المعركة سيكون مخزياً لهم وفضيحة لهم وعاراً عليهم".
وأكد أن علميات الجماعة، لا يمكن إيقافها إلا بوقف العدوان ورفع الحصار عن غزة وإنهاء الهجمات على لبنان، مضيفاً أن الشعب اليمني يدعم قضايا الشعب الفلسطيني واللبناني بوحدة وتنسيق تام.
وذكر أن الأسبوع الماضي شهد إطلاق 13 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرات مسيرة ضد أهداف إسرائيلية داخل عمق فلسطين المحتلة، مما يعكس تطور القدرات العسكرية لما يسميه بـ "محور المقاومة".
وانتقد الحوثي، دعم الولايات المتحدة اللامحدود لإسرائيل، مؤكدًا أن الترسانة العسكرية الإسرائيلية تعتمد بشكل كبير على التمويل والتسليح الأمريكي، وأن الأمريكي لا يقدم الدعم العسكري فحسب، بل يشرف على عمليات إسرائيلية عبر خبرائه ودعمه الاستخباراتي الكامل.
وندد بالجرائم الإسرائيلية التي تجاوزت خلال هذا الأسبوع أكثر من 25 مجزرة أسفرت عن استشهاد وإصابة ما يزيد عن 1400 فلسطيني، معتبراً أن العدو يسعى لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، بدءًا بالشمال، عبر سياسة الإبادة الجماعية والتجويع.