الحرب الإسرائيلية على لبنان
تاريخ النشر: 1st, November 2024 GMT
علي ناصر محمد
يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي الصهيوني حرب التدمير والتهجير الممنهجة على مناطق لبنان، في الجنوب، في صور وبعلبك والبقاع، مروراً بالضاحية الجنوبية لبيروت، حيث يعمد إلى تدمير البنية التحتية والمرافق الحيوية والمستشفيات والمساجد والكنائس والمدارس ودور العلم، في محاولة لمحو كل مقومات الحياة في هذه المناطق.
وقد سقط نتيجة هذا العدوان 2822 شهيداً و12937 جريحاً، وكان في مقدمتهم الشهيد حسن نصر الله، أمين عام حزب الله.
إن التهديدات التي يطلقها العدو الإسرائيلي ضد المدنيين اللبنانيين، والتي تطالب بإخلاء مدن بأكملها، تُعد جريمة حرب إضافية تُضاف إلى سجل جرائمها التي يرتكبها على مدار الساعة. تشكل هذه الإنذارات انتهاكاً صارخاً لحقوق الإنسان، وتساهم في تفاقم معاناة الشعب اللبناني.
إن هدف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في توسيع دائرة الحرب، بعد فشل حربه على غزة، هو استدامة هذه الحرب، لا سيما باللجوء إلى جميع الوسائل الإرهابية، لأن وقفها يعني إحالته إلى القضاء والإطاحة بحكمه، خصوصاً في ظل اتساع المعارضة الداخلية وردود الأفعال الدولية على المستوى الشعبي والقانوني.
يحزُّ في نفوسنا أن نشاهد بيروت التاريخ والحضارة وجوهرة الشرق وجنة الله على الأرض وهي تُدمر بهذه الطريقة المتوحشة بأسلحة الدمار الإسرائيلية التي استهدفت الإنسان والعمران في هذا البلد الجميل في ظل الصمت العربي والإسلامي والدولي، وكأن ما يجري في بيروت لا يعنيهم.
بيروت التي قال عنها الكاتب الكبير الأستاذ محمد حسنين هيكل: “إنها نافذة زجاجية معشّقة وملونة في جدار عربي، وإذا خُرق هذا الجدار، وقع هذا الزجاج الجميل بين الجدار والنافذة. المشكلة أن أصحابها والعرب يمكن أن يدمروا هذه النافذة.”
وهذا ما حدث، وكانت نتائج الاقتتالات هي الشاهد على ما أصابها؛ فآثار الحروب والصراعات العربية والإقليمية والدولية واضحة على ملامحها الخارجية.
اليوم، يشهد اللبنانيون تكرار تلك المعاناة، حيث يعود شبح الحرب ليخيم على سماء مدنها من قبل العدو الإسرائيلي، وهو امتداد لحرب الاجتياح سنة 1982 والحروب الأخرى. فلبنان يدفع ثمن موقعه ومواقفه المشرفة من القضايا العربية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.
ستظلّ بيروت صامدة، رغم كل ما أصابها ويصيبها، وهي تعرف كيف تنهض من بين الأنقاض كطائر الفينيق.
إننا نناشد الأمة العربية من المحيط إلى الخليج وشعوب العالم قاطبة أن تقف ضد العدوان على لبنان وفلسطين، كما نناشد الدول الأعضاء في مجلس الأمن أن يقفوا وقفة جادة ومسؤولة لوضع حد لحرب الإبادة في غزة والضفة الغربية ولبنان، فهذه الصراعات والحروب التي تخوضها إسرائيل تهدد الأمن والاستقرار في العالم.
فلا سلام إلا بقيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس.
نعم للسلام.. لا للحرب..
المصدر: موقع حيروت الإخباري
إقرأ أيضاً:
وفاة أيقونة المسرح اللبناني أنطوان كرباج في بيروت عن 89 عاما
توفي الممثل والمسرحي اللبناني أنطوان كرباج، الأحد، في بيروت عن 89 عاما إثر معاناة مع مرض ألزهايمر أرغمته على الغياب عن الساحة الفنية في السنوات الأخيرة، بعد مسيرة تمثيلية طويلة شكّل خلالها أحد أبرز أركان المسرح والتلفزيون في لبنان.
وفارق كرباج الحياة مساء الأحد في "بيت القديس جاورجيوس" حيث كان يعيش منذ سنوات بفعل إصابته بمرض ألزهايمر، وفق ما أفادت مصادر في دار المسنين هذه التابعة لمطرانية بيروت للروم الأرثوذكس.
وكانت عائلة كرباج أوضحت أنّ الممثل الذي لاحقته مرارا شائعات الوفاة في السنوات الأخيرة، انتقل للعيش في مركز لرعاية المسنين في شباط/ فبراير 2020 نظرا لحاجته إلى عناية طبية ومراقبة متخصصة باستمرار نتيجة إصابته بالزهايمر.
ظهرت موهبته التمثيلية في سنوات حياته المبكرة، وبدأ كرباج المولود في قرية زبوغا بمنطقة المتن الشمالي في أيلول/ سبتمبر سنة 1935، التمثيل على خشبة مسرح الجامعة في أواخر خمسينات القرن العشرين.
والتحق كرباج بعدها بمعهد المسرح الحديث التابع للجنة مهرجانات بعلبك الدولية بإدارة منير أبو دبس، وساهم في إنشاء فرقة المسرح الحديث التي أدت دورا رائدا في الحركة المسرحية في لبنان والعالم العربي.
ولاحظ زميله وصديقه الممثل والمسرحي رفعت طربيه في تصريح لوكالة "فرانس برس" أن أنطوان كرباج "أبدع في المسرح الإغريقي في "أوديب ملكا" ومسرحيات شكسبير كـ"ماكبث" التي بدأ بها حياته المسرحية".
لكن التعاون الأبرز مسرحيا في مسيرة الممثل كان مع الأخوين عاصي ومنصور الرحباني منذ نهاية الستينات، إذ قدّم على مدى سنوات أدوارا لا تزال محفورة في ذاكرة الجمهور اللبناني، بينها الطاغية "فاتك المتسلط" في مسرحية "جبال الصوان" (1969)، و"المهرب" في "يعيش يعيش"(1970)، و"الوالي" في "صح النوم" (1971)، و"الملك غيبون" في "ناطورة المفاتيح" (1972)، والقائد الروماني في "بترا" (1977).
"ممثل عالمي"
وأشار الصحفي الذي رافق الحركة الثقافية منذ سبعينات القرن العشرين ميشال معيكي إلى أن كرباج "كان الصوت الهادر في مسرح الأخوين رحباني، بحضوره وصوته وأدائه" و"من أبرز القامات المسرحية في لبنان".
وأضاف: "كان (...) سريع النكتة وحاضر الذهن، وهذا ما لفت انتباه عاصي الرحباني فاختاره ليتولى بطولة مسرحياته".
أما طربيه فقال إن كرباج "كان يتمتع بقلب طفل في التعامل وكان عظيما على المسرح بحضوره الهائل وصوته الرائع". ورأى فيه "ممثلا عالميا من طينة الممثلين الذين نفتقر إليهم ليس فقط في لبنان بل في العالم".
ومع أن كرباج "كان من كبار الأسماء على صعيد التمثيل"، إلا أنه بحسب معيكي "لم يكتب نصوصا مسرحية ولم يخض الإخراج. بل برز على الخشبة كممثل كبير وقدير وفي التلفزيون".
وبعد انقطاع سنوات، عاد كرباج إلى المسرح الرحباني مع مسرحية "حكم الرعيان" سنة 2004، من تأليف منصور الرحباني وإخراج مروان الرحباني، ثم شارك في "زنوبيا" (2007) و"عودة الفينيق" (2008).
وعلى التلفزيون، قدّم أنطوان كرباج عشرات الأدوار التي أثرت المكتبة الفنية اللبنانية، بدءا بمشاركته في مسلسل "من يوم ليوم" للأخوين الرحباني في مطلع السبعينات، ثم بأدائه شخصية "جان فالجان" في مسلسل "البؤساء" عن قصة الكاتب الفرنسي فيكتور هوغو (1974)، ودور "المفتش" في مسلسل "لمن تغني الطيور" (1976)، وأيضا دور "بربر آغا" في المسلسل الشهير الذي حمل اسم الشخصية سنة 1979.
كما كان لكرباج في سنوات مسيرته الطويلة مشاركات في أعمال سينمائية، خصوصا في ثمانينات القرن العشرين، مع المخرج سمير الغصيني في فيلمي "نساء في خطر" (1982)، و"الصفقة" (1984)، وفي "امرأة في بيت عملاق" للمخرج زيناردي حبيس (1985).
"صرح" مسرحي
وقد غاب أنطوان كرباج عن الساحة الفنية في الأعوام الأخيرة، واقتصرت إطلالاته على بعض الأدوار الصغيرة في مسلسلات لبنانية في سنوات مطلع القرن الحالي، قبل أن يغيب تدريجا بسبب تدهور وضعه الصحي.
وقال معيكي: "كان أهم ما فيه ذاكرته ويا للأسف أصابه المرض في ذاكرته. كان يكتفي بقراءة المسرحية مرة أو مرتين فيحفظها من دون أن يضطر إلى مراجعة دوره".
وإثر الإعلان عن نبأ وفاة كرباج، حفلت صفحات الشبكات الاجتماعية في لبنان برسائل تعزية من مشاهير ومستخدمين آخرين أشادوا بالممثل الراحل بوصفه أحد رواد المسرح في لبنان ومن أهم وجوه "الزمن الجميل" في الفن اللبناني.
ووصف وزير الثقافة اللبناني غسان سلامة كرباج في منشور على منصة "إكس" بأنه "كان صرحا (...) من صروح المسرح اللبناني في عصره الذهبي".