الجزيرة:
2025-01-29@00:02:53 GMT

اللوبيات.. القوة الخفية للسياسة الأميركية

تاريخ النشر: 1st, November 2024 GMT

يعد كلا الديمقراطيين السيناتور روبرت مينينديز والنائب هنري كويلار مثالين حديثين على التأثيرات التي تمارسها جهات خارجية في السياسة الأميركية، فالأول متهم بتلقي رشى من الحكومة المصرية لتمرير صفقات أسلحة، في حين يواجه الثاني اتهامات بقبول أموال من كيان أذربيجاني.

ويعكس هذا الواقع كيفية استخدام "اللوبيات" أو جماعات الضغط لممارسة النفوذ، بما في ذلك حكومات أجنبية وجماعات مصالح كبرى.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2الانتخابات الأميركية.. ترقب وإثارة وخوفlist 2 of 2ماذا يفعل المسؤول الأميركي بعد مغادرة منصبه؟end of list تطور اللوبيات في الولايات المتحدة: من أصول بريطانية إلى نظام معقد

استمدت فكرة اللوبيات من بريطانيا في القرن الـ17، وانتقلت إلى أميركا حيث حظيت بحماية التعديل الأول للدستور، الذي كفل حرية التعبير وحق تقديم العرائض. وبدأت اللوبيات بالظهور بوضوح في أميركا خلال القرن الـ19، حين استخدم صانع البنادق الشهير صمويل كولت الضغط لتمديد براءات اختراعه.

قوانين تضبط اللوبيات ولكنها تفتح أبواب النفوذ

خلال الحرب العالمية الثانية، دفعت المخاوف من تدخلات أجنبية الكونغرس لإقرار قانون تسجيل العملاء الأجانب، مما فرض على جميع الكيانات الأجنبية الإفصاح عن علاقاتها مع صانعي القرار الأميركيين. وعلى الرغم من محاولات ضبط النفوذ، فقد ارتبطت اللوبيات بفضائح مالية، مثل فضيحة جاك أبراموف في التسعينيات.

الإنفاق على اللوبيات: أرقام خيالية وتأثيرات واسعة

وفقا لمنظمة "أوبن سيكريتس"، أنفقت جماعات الضغط الأميركية 5.6 مليارات دولار في عام 2023، حيث تصدرت صناعة الدواء والصحة قائمة المُنفقين، تلتها صناعات التكنولوجيا والنفط. ومن بين اللاعبين البارزين، حلت "غرفة التجارة الأميركية" في الصدارة بإنفاق 69 مليون دولار، في حين تصدر عمالقة التكنولوجيا مثل ميتا وأمازون المشهد أيضا بمئات الملايين لدعم مصالحهم.

الدور المثير للجدل للكيانات الأجنبية

استنادا إلى بيانات معهد كوينسي، يتضح أن أكثر من نصف دول العالم تنفق أموالا للتأثير في السياسة الأميركية، حيث تتصدر السعودية والصين قائمة الدول الأجنبية من حيث الإنفاق على أنشطة الضغط. وتنوعت الأهداف بين الضغط للحصول على صفقات الأسلحة، كما فعلت الإمارات ومصر، إلى تحسين السمعة ومعالجة قضايا حساسة، مثل الضغط الإسرائيلي لإزالة تصنيف شركة "إن إس أو" (NSO) من قائمة المراقبة الأميركية.

نموذج "أيباك": قوة ضغط إسرائيلية استثنائية

تعتبر لجنة الشؤون العامة الأميركية الإسرائيلية "أيباك" من بين اللوبيات الأكثر نفوذا، حيث تأسست أيباك عام 1954 وتهدف إلى بناء الدعم لإسرائيل في الكونغرس. وتجاوزت إنجازات أيباك الدعم المادي إلى القدرة على إسقاط خصومها السياسيين، كما حدث مع بول فيندلي، النائب الجمهوري الذي فقد مقعده بعد دعمه للقضايا الفلسطينية.

الاستنتاج: تأثير مستمر بلا نهاية

سواء كانت اللوبيات أميركية أو أجنبية، فإن تأثيرها في السياسة الأميركية يظل مستمرا عبر الأموال والعلاقات والشبكات المعقدة. وبغض النظر عن هوية الفائز في الانتخابات الرئاسية المقبلة، سيظل لمثل هذه الجماعات كلمة مسموعة في صنع القرار، مدفوعة بأموال تتدفق من اللوبيات ذات النفوذ والمصالح على امتداد "كي ستريت".

1/11/2024المزيد من نفس البرنامجأميركا وكوريا الشمالية.. قصة عداء قد يقود لحرب عالميةplay-arrowمدة الفيديو 02 minutes 53 seconds 02:53مسؤول أميركي في "يو إس إيد": استقلت بسبب ازدواجية معايير التعامل بين غزة وأوكرانياplay-arrowمدة الفيديو 00 minutes 43 seconds 00:43ضمير يستيقظ بأروقة خارجية أميركا.. حكاية مسؤولة اختارت الاستقالة على الصمتplay-arrowمدة الفيديو 02 minutes 41 seconds 02:41الجزيرة تتقصى مراحل "صناعة الرئيس" في الولايات المتحدةplay-arrowمدة الفيديو 01 minutes 01 seconds 01:01كم ثمن كرسي رئاسة أميركا؟play-arrowلماذا يتفرد حزبان بالمنافسة السياسية في أميركا؟play-arrowلا نزال هنا.. سكان أميركا الأصليون يستعرضون قصص صمودهم في "الطريق 66"play-arrowمدة الفيديو 01 minutes 59 seconds 01:59من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebook-f-darktwitteryoutube-whiteinstagram-whiterss-whitewhatsapptelegram-whitetiktok-whiteجميع الحقوق محفوظة © 2024 شبكة الجزيرة الاعلامية

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات arrowمدة الفیدیو

إقرأ أيضاً:

بين القوة الناعمة وساحات المعارك.. نساء حكمن العالم

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

من القصور الملكية إلى ساحات الحروب، أثبتت النساء أنهن أكثر من مجرد وجوه ملكية وقيادية، فقد استطعن الجمع بين الذكاء السياسي والاستراتيجيات العسكرية، ليتحدين القوى العظمى ويحققن انتصارات غير مسبوقة، ولم يكن نجاحهن مجرد صدفة، بل كان نتيجة لتخطيط دقيق، وإيمان عميق بمستقبل أوطانهن، فتعلمن كيف يفرضن سيطرتهن في الأوقات العصيبة، وكيف يخلقن تحالفات استراتيجية تمكّنهن من مواجهة التحديات الداخلية والخارجية.

ففي عالم تغلب عليه الهياكل التقليدية، كانت هؤلاء النساء نوافذ نحو التغيير، وبذكائهن الحاد واستراتيجياتهن المبتكرة، استطعن كسر الحواجز التي كانت تقيدهن، وفتحن أبوابًا جديدة للأجيال القادمة، وتركن إرثًا لا يُمحى، تجسد في تحول العالم من خلال القوة الناعمة والتوجيه الحكيم، وأثبتن أن القيادة لا تعتمد على الرجال فقط، بل تتمحور حول القدرة على التحمل والرؤية المستقبلية والشجاعة في اتخاذ القرارات المصيرية، فالقوة التي تمتعن بها لم تكن محصورة في الحروب أو الصراعات السياسية فحسب، بل امتدت لتشمل الإصلاحات الاجتماعية والاقتصادية، فقد عرفن كيف ينهضن بمجتمعاتهن من خلال إصلاحات جذرية، سواء في مجال التعليم  أو القضاء أو حقوق المرأة، ولم يكن لديهن فقط القدرة على قيادة الجيوش، بل أيضًا على إدارة الاقتصاد وتنظيم المجتمع بما يضمن استقرارًا وازدهارًا طويل الأمد.

فعلى مر العصور، تميزت النساء اللاتي حكمْن العالم بقدرة استثنائية على القيادة، وجسّدن معنى القوة والنفوذ في أبهى صورهما، فلم تكن هذه الشخصيات مجرد رموز رسمية، بل كنَّ قوى حقيقية غيرت مجرى التاريخ وسمحت لشعوبهن بالخروج من أزمات كبرى، أو دفعتهن إلى عصور من الازدهار السياسي والاقتصادي، فعرفن كيف يوازنَّ بين الحكمة والصلابة وبين العاطفة والعدل، ليكنَّ على رأس هرم السلطة في أوقات كانت تُعتبر فيها القيادة حكراً على الرجال.

 

كليوباترا السابعة

كليوباترا السابعة.. 

أسطورة جمعت بين السياسة والجاذبية وفضلت الانتحار بدلًا من الأسر 

آخر ملوك الأسرة البطلمية في مصر، كانت واحدة من أكثر الشخصيات النسائية شهرة في التاريخ القديم، وُلدت في الإسكندرية عام 69 ق.م، وكانت تتمتع بذكاء استثنائي وثقافة واسعة، حيث أتقنت عدة لغات، بما في ذلك اليونانية والمصرية، مما أتاح لها التواصل مع شعبها بشكل مباشر، على عكس أسلافها، فكانت ملكة استثنائية في وقت مضطرب للغاية، وتولت الحكم في سن الـ 18 إلى جانب شقيقها الصغير، بصفتهما ملوكًا مشتركين، ولكن سرعان ما دخلت في صراع على السلطة، وطردت شقيقها لتصبح الحاكمة الوحيدة، ولعل أبرز محطات حياتها السياسية كانت علاقاتها مع قادة روما، الذين كانوا يهيمنون على البحر الأبيض المتوسط في ذلك الوقت.

تحالفت مع يوليوس قيصر، مما عزز موقعها كملكة، وأنجبت منه ابنًا يُدعى قيصرون، الذي طمحت أن يكون وريث روما ومصر، وبعد اغتيال قيصرروما ، تحالفت مع مارك أنطونيوس، أحد أبرز القادة في روما، حيث أصبح ارتباطهما رمزا للسياسة والحب، وسعيا معًا لإنشاء إمبراطورية شرقية تقف في وجه نفوذ أوكتافيان، الذي أصبح لاحقًا الإمبراطور أغسطس.

كانت نهايتها مأساوية؛ حيث هُزم أسطولها وأسطول أنطونيوس في معركة أكتيوم عام 31 ق.م، وبعد دخول أوكتافيان إلى الإسكندرية، اختارت كليوباترا الانتحار بدلًا من الأسر، لتصبح أسطورة خالدة جمعت بين الذكاء السياسي والجاذبية الشخصية، مما جعلها رمزًا للمرأة القوية التي تحدت التقاليد والعقبات.

 

حتشبسوت

حتشبسوت..ليست مجرد ملكة وصية 

ظهرت في النقوش والتماثيل باللحية الملكية وزي الرجال لإثبات شرعيتها كفرعون

 

واحدة من أعظم ملوك مصر القديمة وتُعد من أوائل النساء اللواتي حكمن مصر كفرعون، وُلدت حوالي عام 1507 ق.م، وكانت ابنة الفرعون تحتمس الأول، تزوجت من أخيها غير الشقيق تحتمس الثاني، وبعد وفاته تولت الوصاية على العرش نيابة عن تحتمس الثالث، ابن زوجها من زوجة أخرى، ولكنها سرعان ما نصّبت نفسها فرعونًا حاكمًا لمصر، وهو ما كان أمرًا غير مسبوق للنساء في ذلك العصر.

تميز عهد حتشبسوت بالسلام والاستقرار، ما أتاح لها التركيز على الإنجازات الاقتصادية والثقافية بدلًا من الحروب، وكان من أبرز إنجازاتها حملتها التجارية الشهيرة إلى بلاد بونت (يُعتقد أنها الصومال الحديثة)، والتي جلبت الذهب والعاج والأخشاب الثمينة والحيوانات النادرة إلى مصر، مما عزز الاقتصاد المصري ورفع مكانتها بين الحضارات الأخرى، كما أعادت بناء العديد من المعابد والمنشآت الدينية، وكان أشهرها معبدها الجنائزي الفخم في الدير البحري بالقرب من وادي الملوك، والذي يعتبر تحفة معمارية، يبرز تطور العمارة المصرية القديمة ويعكس رؤيتها الثاقبة.

ظهرت حتشبسوت في النقوش والتماثيل بزي الرجال، بما في ذلك اللحية الملكية، لإثبات شرعيتها كفرعون ولتؤكد أنها ليست مجرد ملكة وصية، بل حاكم متكامل السلطة، ومع ذلك، بعد وفاتها، حاول تحتمس الثالث محو ذكرى حتشبسوت، حيث أُزيلت نقوشها وتماثيلها، ربما لتأكيد شرعيته كحاكم، ولكنها ظلت في ذاكرة العصور نموذجًا ملهِمًا للقيادة النسائية في عالم ذكوري، إذ أظهرت قدرة استثنائية على تحقيق الإنجازات الاقتصادية والثقافية والسياسية. 

نفرتيتي

نفرتيتي..

واجهت الأعداء وقدمت القرابين ورمز الجمال المثالي والقوة الملكية 

واحدة من أعظم وأشهر النساء في التاريخ المصري القديم، كانت زوجة الفرعون أخناتون وشريكته في حكم الأسرة الثامنة عشرة، وُلدت حوالي عام 1370 ق.م، وكانت ملكة استثنائية اشتهرت بجمالها الفائق الذي جسده تمثالها النصفي الشهير، المعروض اليوم في متحف برلين. 

كانت نفرتيتي شريكة فعالة في الثورة الدينية التي قادها زوجها أخناتون، وقد تخلى الزوجان عن عبادة آلهة مصر التقليدية وقاما بترسيخ عبادة الإله الواحد "آتون"، إله الشمس، وانتقلا إلى مدينة جديدة أسماها أخناتون "أخت آتون" (تل العمارنة حاليًا)، لتكون مركزًا لعبادة آتون، ولم تكن نفرتيتي مجرد ملكة، بل كانت أيضًا قائدة عسكرية ودبلوماسية، فالنقوش تظهرها وهي تضرب أعداء مصر أو تقدم القرابين للإله آتون، مما يعكس دورها النشط في الحكم، كما كانت تُعتبر رمزًا للجمال المثالي والقوة الملكية، ولكن رغم شهرتها، اكتنف الغموض نهاية حياتها، فتشير بعض النظريات إلى أنها توفيت قبل أخناتون، بينما تشير أخرى إلى أنها تولت الحكم بعد وفاته تحت اسم فرعوني جديد، وربما كانت هي الملكة "سمنخ كا رع".

كان إرث نفرتيتي عظيمًا، إذ جسدت نموذجًا للمرأة القوية التي جمعت بين الجمال والذكاء والقدرة على القيادة، فتمثالها النصفي، الذي عُثر عليه في عام 1912، يظل شاهدًا على حضورها البارز في التاريخ، ويعكس تأثيرها العميق الذي تجاوز عصرها ليبقى خالدًا في الذاكرة الإنسانية.

بوذية شيبورا (وو تشاو)

بوذية شيبورا (وو تشاو).. إمبراطورة الصين 

من جارية صغيرة  الي حاكمة وحيدة للبلاد 

أول وأشهر امرأة حكمت الصين بشكل كامل، ولدت في عائلة متواضعة في زمن أسرة تانغ، لكنها دخلت القصر الإمبراطوري كجارية صغيرة، وبفضل ذكائها الفذ وجاذبيتها، أصبحت محظية للإمبراطور تايزونغ، ثم زوجة للإمبراطور قاوزونغ، ما مهد الطريق لصعودها إلى السلطة، وعندما تعرض زوجها لمرض أقعده، استولت وو تشاو على السلطة الفعلية كوصية، وأظهرت مهارات قيادية استثنائية، وبعد وفاة زوجها، أقصت أبناءها من الحكم وأعلنت نفسها الإمبراطورة الوحيدة، مؤسِّسةً سلالة "شو". 

قامت بإصلاحات شاملة غيّرت وجه الصين، خلال فترة حكمها، أما سياسياً فقد عززت الجهاز البيروقراطي عبر تعيين الأشخاص بناءً على الكفاءة وليس النسب، كما شجعت الزراعة عبر تحسين أنظمة الري ودعمت التجارة الدولية، مما جعل الصين قوة اقتصادية مزدهرة، ودعمت انتشار البوذية كوسيلة لتعزيز سلطتها، ومولت بناء العديد من المعابد البوذية.

على الرغم من إنجازاتها، وُصفت وو تشاو بالقسوة تجاه معارضيها، حيث استخدمت أساليب صارمة للتخلص منهم، ومع ذلك، فإن إرثها السياسي والثقافي يعد علامة بارزة في تاريخ الصين، فقد أظهرت أن القيادة ليست حكراً على الرجال، وأصبحت رمزاً للمرأة القوية التي تجاوزت العقبات الاجتماعية والسياسية في طريقها إلى القمة، واليوم تُعتبر مثالاً يحتذى به في التاريخ الصيني والعالمي، حيث أثرت رؤيتها الإصلاحية على مستقبل الصين لقرون لاحقة.

 

الملكة إليزابيث الأولى

الملكة إليزابيث الأولى 

الفترة الذهبية  لإنجلترا.. حكمت لمدة 45 عامًا ومهدت الطريق لظهور بريطانيا كقوة عظمى 

الملكة إليزابيث الأولى والمعروفة بلقب "الملكة العذراء"، كانت واحدة من أعظم حكام إنجلترا وأكثرهم تأثيرًا في التاريخ، وُلدت عام 1533، ابنة الملك هنري الثامن والملكة آن بولين. واجهت طفولة صعبة بعد إعدام والدتها وإعلانها ابنة غير شرعية، لكنها تمكنت من الصعود إلى العرش عام 1558 بعد وفاة أختها الملكة ماري الأولى.

استمر عهد إليزابيث لمدة 45 عامًا، ويعتبرها المؤرخون كفترة ذهبية لإنجلترا، حيث شهدت ازدهارًا في الثقافة والفنون، خاصة مع ظهور أسماء مثل ويليام شكسبير وكريستوفر مارلو، وفيما بعد أصبح هذا العصر يُعرف بـ"العصر الإليزابيثي"، وعلى الجانب الاقتصادي، دعمت إليزابيث الاستكشاف والتجارة البحرية، مما أدى إلى تعزيز مكانة إنجلترا كقوة بحرية، ولعل أبرز إنجازاتها هو التصدي للأسطول الإسباني عام 1588، حيث حقق أسطولها البحري انتصارًا حاسمًا ضد الإسبان، مما عزز هيمنة إنجلترا البحرية.

كانت إليزابيث شخصية كاريزمية، تتسم بالذكاء السياسي والبصيرة، واستخدمت صورتها وظهورها العام لتعزيز حب الشعب لها، مما جعلها رمزًا للوحدة الوطنية، ولكنها عانت من تحديات داخلية مثل التمردات والمؤامرات، وكان أبرزها مؤامرة ماري ملكة اسكتلندا، التي أُعدمت بأمرها، وقد توفيت إليزابيث عام 1603، لتنهي سلالة تيودور، لكنها تركت إرثًا عظيمًا جعلها واحدة من أبرز الشخصيات النسائية في التاريخ، كان حكمها يمثل العصر الذهبي لإنجلترا، وفتحت الطريق لظهور بريطانيا كقوة عالمية. 

كاثرين العظيمة

كاثرين العظيمة 

امتلكت عرش روسيا  بعد الإطاحة بزوجها القيصر  في انقلاب عسكري وقمعت ثورة الفلاحين 

كانت كاثرين العظيمة واحدة من أعظم الحكام في تاريخ أوروبا، وُلدت باسم صوفيا فريدريكا أوغستا في بروسيا (بولندا الحالية)، وبدأت حياتها كأميرة ألمانية صغيرة قبل أن تصبح إمبراطورة روسيا، محققة صعودًا سياسيًا استثنائيًا، حيث دعمته النخبة الروسية، لتظهر منذ البداية قدرة فذة على القيادة، حيث كرّست جهودها لتحديث روسيا على النمط الأوروبي مع الحفاظ على النظام الاستبدادي.

عملت كاثرين على تحديث الإدارة الحكومية وتقوية النظام القضائي وتعزيز التعليم، كما أنشأت العديد من المدارس وشجعت تعليم النساء، وهو أمر نادر في ذلك الوقت، وأطلقت "المرسوم الكبير" لتحديث القوانين وتحقيق العدالة الاجتماعية، فيما وسّعت كاثرين حدود روسيا بشكل كبير عبر الحروب والتحالفات الدبلوماسية، حيث ضمت بولندا وأوكرانيا والقرم والقوقاز، مما جعل روسيا واحدة من أكبر الإمبراطوريات في العالم.

كانت كاثرين راعية للفنون، ودعت الفلاسفة والمفكرين الأوروبيين للتواصل معها، مثل فولتير وديدرو، وأسست متحف الإرميتاج في سانت بطرسبرغ، الذي أصبح من أشهر المتاحف العالمية، ولكنها رغم النجاحات، واجهت تحديات كبيرة مثل ثورة الفلاحين بقيادة بوغاتشيف، لكن ردّت بقسوة، مما أثار انتقادات لسياساتها الاستبدادية، ومع ذلك، تظل كاثرين العظيمة رمزًا للتحول الثقافي والسياسي، وتحولت روسيا في عهدها إلى قوة أوروبية عظمى.

أنديرا غاندي

أنديرا غاندي  

اول امرأة هندية تقود الحرب ضد باكستان وتم اغتيالها على يد حارسها الشخصي 

أول امرأة تتولى رئاسة وزراء الهند، تعد واحدة من أقوى الشخصيات في تاريخ البلاد السياسي، وُلدت في 19 نوفمبر 1917 في أسرة ناهضت الحركة الوطنية الهندية، وكانت ابنة جواهر لال نهرو، أول رئيس وزراء للهند بعد الاستقلال، وقد نشأت في بيئة سياسية مؤثرة، ما شكل شخصيتها القوية وطموحها في خدمة وطنها.

تولت غاندي رئاسة الحكومة للمرة الأولى عام 1966 بعد وفاة لال بهادور شاستري، لتصبح شخصية محورية في الهند والعالم، وقد تميزت بأسلوب قيادي قوي وقرارات حاسمة وأحيانًا مثيرة للجدل، مما جعلها محط أنظار سياسيي العالم.

كما لعبت غاندي دورًا بارزًا في السياسة العالمية داعمة حركات التحرر في أفريقيا وآسيا، وقادت الهند في حرب 1971 ضد باكستان، مما أدى إلى استقلال بنجلاديش، كما واجهت غاندي تحديات كبيرة، خاصة بعد فرض حالة الطوارئ عام 1975، عندما علّقت الحقوق المدنية في مواجهة المعارضة السياسية المتزايدة. 

اُغتيلت أنديرا غاندي في 31 أكتوبر 1984 على يد حرسها الشخصي، لكن إرثها السياسي بقي حيًا، حيث تُعتبر رمزًا للقوة السياسية النسائية في العالم، وقد تركت بصمة عميقة في تاريخ الهند الحديث.

أنجيلا ميركل 

أنجيلا ميركل 

 أسطورة سياسية حكمت اقتصاد العالم من قلب برلين لمدة 16 عامًا  

المستشارة السابقة لألمانيا، تُعد واحدة من أبرز الشخصيات السياسية في القرن الواحد والعشرين، وُلدت في 17 يوليو 1954 في هامبورج بألمانيا الغربية، ونشأت في ألمانيا الشرقية تحت النظام الشيوعي، فيما حصلت على درجة الدكتوراة في الكيمياء الفيزيائية، مما جعلها تتمتع بمؤهلات علمية استثنائية قبل أن تدخل السياسة.

بدأت حياتها السياسية بعد توحيد ألمانيا في عام 1990، حيث انضمت إلى حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي (CDU) وانتخبت عضوًا في البرلمان الألماني، لكن صعودها إلى منصب المستشارة كان في عام 2005، عندما أصبحت أول امرأة تتولى هذا المنصب في تاريخ ألمانيا، ومن ثم استمرت في منصب المستشارة لفترة طويلة بلغت 16 عامًا، حيث أصبحت واحدة من أكثر القادة تأثيرًا في أوروبا والعالم.

أظهرت ميركل شجاعة سياسية كبيرة عام 2015، عندما قررت فتح أبواب ألمانيا أمام اللاجئين خلال أزمة الهجرة في أوروبا، وهو قرار أثار جدلاً واسعًا ولكنه جعل ألمانيا واحدة من أكثر الدول التي استقبلت لاجئين، حيث لعبت  دورًا مهمًا في تعزيز الاتحاد الأوروبي، وبرغم التحديات، كانت مرشدًا في السياسة الأوروبية الموحدة، كما عملت على تحسين قوانين العمل والتعليم وتعزيز دور المرأة في السياسة والمجتمع، كما قدمت دعمًا كبيرًا للطاقة المتجددة، خاصة بعد حادثة فوكوشيما في 2011، حيث قررت إغلاق محطات الطاقة النووية في ألمانيا والتحول إلى مصادر طاقة أكثر أمانًا.

لُقبت بالمرأة الحديدية، وبعد مغادرتها منصب المستشارة في عام 2021، تركت  إرثًا كبيرًا؛ فقد أصبحت رمزًا للثبات السياسي والقيادة الحكيمة في أوقات الأزمات، وتعد اليوم واحدة من أقوى النساء في السياسة المعاصرة، وواحدة من أعظم القادة الأوروبيين في تاريخ الاتحاد الأوروبي.

 

جوان دارك

جوان دارك.. 

قادت  الجيش الفرنسي نحو الانتصار وتم إعدامها حرقًا 

المعروفة أيضًا بـ"القديسة جوان"، هي واحدة من أبرز الشخصيات في تاريخ فرنسا وأوروبا في العصور الوسطى، وُلدت في 6 يناير 1412 في قرية دومريمي في شمال شرق فرنسا، ونشأت في بيئة ريفية فقيرة، ولكنها سرعان ما أصبحت رمزًا للقوة والشجاعة والنضال من أجل وطنها. 

 زعمت جوان في سن الخامسة عشرة، أنها تلقت رؤى ورسائل من القديسين، وتحديدًا من القديسة ميخائيل والقديسة كاثرين والقديسة مارغريت، يأمرونها بالقتال من أجل تحرير فرنسا من الاحتلال الإنجليزي الذي كان قد استمر لعدة عقود خلال حرب المئة عام، وفي عام 1429، انطلقت جوان دارك إلى الجيش الفرنسي، حيث تمكنت من رفع معنويات الجنود وتنظيمهم، وقادت الجيش الفرنسي في معركة أورليان، وهي معركة حاسمة ضد القوات الإنجليزية، وحققت انتصارًا كبيرًا.

تم تتويج تشارلز السابع ملكًا على عرش فرنسا في ريمس بعد انتصار الجيش، وعلى الرغم من انتصاراتها، تم القبض عليها عام 1430 من قبل القوات الإنجليزية، وواجهت محاكمة بتهم مختلفة مثل الهرطقة والسحر، وفي 30 مايو 1431، تم إعدام جوان حرقًا على يد الإنجليز في روان عن عمر يناهز 19 عامًا. 

ورغم وفاتها المأساوية، أصبحت جوان دارك رمزًا للأمل والوطنية في فرنسا، ففي عام 1920، تم تطويبها من قبل الكنيسة الكاثوليكية، وأصبحت قديسة، بفضل إسهاماتها في تحرير فرنسا ونضالها من أجل العدالة.

بينظير بوتو

بينظير بوتو 

أول رئيس وزراء دولة اسلامية تولت المنصب مرتين وتم اغتيالها عندما قررت الترشح للمرة الثالثة 

أول امرأة في التاريخ تتولى منصب رئيس وزراء دولة إسلامية، تعتبر واحدة من أكثر الشخصيات السياسية تأثيرًا في باكستان والعالم الإسلامي، وُلدت في 21 يونيو 1953 في كراتشي بباكستان، وكانت الابنة الكبرى لرئيس الوزراء الباكستاني السابق ذو الفقار علي بوتو، الذي قُتل في عام 1979 في ظروف غامضة، وقد نشأت في عائلة سياسية بارزة، وكان من المتوقع أن تواصل بينظير مسيرة والدها السياسية.

بعد وفاة والدها، اضطرت بينظير إلى العودة إلى باكستان في عام 1986 بعد فترة من المنفى، لتقود حركة المعارضة ضد حكومة الرئيس الجنرال ضياء الحق، الذي كان قد تولى السلطة عبر انقلاب عسكري، وفي عام 1988، فازت بينظير بوتو في الانتخابات العامة لتصبح أول امرأة تتولى رئاسة وزراء باكستان، وهو إنجاز غير مسبوق في العالم الإسلامي.

واجهت تحديات هائلة خلال فترة حكمها، بما في ذلك الفساد السياسي والاقتصادي، فضلاً عن التوترات المستمرة مع الجيش الباكستاني، وتم عزلها مرتين من منصبها، الأولى في عام 1990 ثم في 1996، بعد اتهامها بالفساد، وفي عام 2007، قررت العودة إلى باكستان مرة أخرى للترشح في الانتخابات، رغم المخاطر الأمنية، في 27 ديسمبر 2007، تعرضت لمحاولة اغتيال أثناء تجمع انتخابي في راولبندي، حيث قُتلت إثر إطلاق النار عليها. 

 

شجرة الدر 

شجرة الدر

جارية في بلاط الأيوبيين وأصبحت سيدة السلطة والحكمة في تاريخ العرب

تُعد نموذجًا استثنائيًا للقيادة والشجاعة في عصر عُرف بتحدياته السياسية والاجتماعية، وُلدت في القرن الثالث عشر الميلادي وكانت من أصل أرمني أو تركي، حيث بدأت حياتها جارية في بلاط الأيوبيين، لكنها أثبتت جدارتها بحكمتها وذكائها حتى أصبحت ملكة لمصر، وظهرت كقائدة مميزة بعد وفاة زوجها الملك الصالح نجم الدين أيوب أثناء الحملة الصليبية السابعة على مصر عام 1249م، وفي ذلك الوقت، كانت البلاد تعيش أزمة خطيرة مع وجود جيوش الصليبيين بقيادة الملك الفرنسي لويس التاسع.

تولت شجرة الدر السلطة بحنكة وسرعة، وأدارت شئون البلاد بذكاء نادر، حيث قادت الجيش المصري لتحقيق انتصار حاسم في معركة المنصورة وأسر لويس التاسع، وعلى الرغم من نجاحاتها العسكرية والسياسية، واجهت شجرة الدر تحديات كبيرة بسبب كونها امرأة في مجتمع تقليدي، وبعد فترة قصيرة من حكمها، تنازلت عن العرش لصالح الأمير عز الدين أيبك، الذي تزوجته لاحقًا، ولكن زواجها من أيبك لم يكن خاليًا من النزاعات، حيث انتهى بمقتلها في ظروف غامضة عام 1257م.

بلقيس ملكة سبأ 

بلقيس ملكة سبأ  

أيقونة عربية خالدة تعكس قدرة المرأة على تحقيق الريادة والنجاح في أصعب الظروف

تعد واحدة من أبرز الشخصيات النسائية في التاريخ القديم، واشتهرت بحكمتها وقيادتها البارعة لمملكة سبأ، التي كانت من أقوى الممالك في جنوب الجزيرة العربية، تحديدًا في اليمن، خلال القرن العاشر قبل الميلاد، وتميزت بقيادتها الحكيمة التي ساهمت في ازدهار مملكتها على المستويات الاقتصادية والسياسية، كما عُرفت بتجارة البخور والمسك، مما جعلها مركزًا تجاريًا حيويًا يربط بين الشرق والغرب. 

تتجلى شهرة بلقيس في القصة التي وردت في القرآن الكريم، حيث ذُكر لقاؤها بالنبي سليمان عليه السلام، وأظهرت القصة عقلها الحكيم عندما أرسلت هدية لسليمان لتختبر نواياه، وهو ما يعكس براعتها في التعامل مع المواقف السياسية بحنكة وذكاء، وعندما زارت قصر سليمان، أُعجبت بحكمته وقوته، مما دفعها للإيمان برسالته. 

بلقيس ليست مجرد ملكة في صفحات التاريخ، بل هي رمز للمرأة القائدة التي استطاعت أن تجمع بين الحكمة والقوة لتحقيق الاستقرار والازدهار لمملكتها، كما تُلهم قصتها الأجيال بأن القيادة الحقيقية تقوم على الحكمة، الحوار، والاستعداد للتغيير من أجل تحقيق الأفضل. 

مارجريت تاتشر

مارجريت تاتشر 

 المرأة الحديدية التي غيرت وجه السياسة البريطانية

أول امرأة تتولى رئاسة وزراء بريطانيا، تُعد واحدة من أبرز القادة السياسيين في القرن العشرين، وُلدت في 13 أكتوبر 1925 في مدينة غرانثام بإنجلترا، وعرفت منذ صغرها بالطموح والجدية، درست الكيمياء في جامعة أكسفورد، قبل أن تتجه إلى دراسة القانون والسياسة، لتبدأ رحلتها المهنية التي ستغير وجه بريطانيا. 

تولت رئاسة حزب المحافظين عام 1975، وفي عام 1979 أصبحت رئيسة للوزراء، حيث استمرت في منصبها حتى 1990، لتكون الأطول خدمة في هذا المنصب منذ القرن التاسع عشر، كما عُرفت بلقب "المرأة الحديدية" بسبب شخصيتها القوية وسياساتها الحازمة التي أحدثت تغييرات جذرية في الاقتصاد والسياسة البريطانية. 

ركزت سياساتها على تحرير الاقتصاد وتقليل الاعتماد على الدولة، حيث اعتمدت على خصخصة الشركات العامة وتقليص الإنفاق الحكومي، وعلى الرغم من الانتقادات التي واجهتها، حققت هذه السياسات نجاحًا في تعزيز قوة الاقتصاد البريطاني، لكنها أثارت انقسامات اجتماعية بسبب تأثيرها على الطبقات العاملة. 

وعلى الصعيد الدولي، لعبت دورًا رئيسيًا في إنهاء الحرب الباردة من خلال دعمها للتحالف مع الولايات المتحدة بقيادة رونالد ريغان، ومواقفها الحازمة تجاه الاتحاد السوفيتي، فيما رحلت تاتشر عن العالم في 8 أبريل 2013، لكنها تركت إرثًا سياسيًا كبيرًا، حيث كانت رمزًا للقوة والطموح، وأثبتت أن القيادة ليست حكرًا على الرجال، لتصبح مصدر إلهام للنساء في جميع أنحاء العالم.

إيميلدا ماركوس

إيميلدا ماركوس .. المرأة الفلبينية الأنيقة 

عُرفت بامتلاكها مجموعة هائلة من الأحذية الفاخرة التي تجاوز عددها 3000 زوج

زوجة الرئيس الفلبيني الراحل فرديناند ماركوس، لُقبت بالفراشة الحديدية، وتُعد واحدة من أكثر الشخصيات المثيرة للجدل في تاريخ الفلبين، وُلدت في 2 يوليو 1929، واشتهرت بجمالها وأناقتها قبل أن تدخل عالم السياسة كزوجة للرئيس الذي حكم البلاد من 1965 إلى 1986، وخلال فترة حكم زوجها، لعبت إيميلدا دورًا بارزًا في الحياة العامة، حيث عُرفت بحملاتها لتحسين البنية التحتية والثقافة، من خلال إنشاء مشاريع ضخمة مثل مركز الفنون الفلبيني، إلا أن هذا الدور كان مصحوبًا باتهامات بالفساد والتبذير. 

أصبحت إيميلدا رمزًا للبذخ المفرط، حيث عُرفت بامتلاكها مجموعة هائلة من الأحذية الفاخرة، التي تجاوز عددها 3000 زوج، مما أثار انتقادات واسعة النطاق باعتبارها رمزًا للفساد في ظل معاناة الكثير من الفلبينيين من الفقر، وفي عام 1986، أُطيح بحكم زوجها خلال ثورة "سلطة الشعب"، واضطرت الأسرة إلى الفرار إلى المنفى في هاواي، ولكن عادت إيميلدا إلى الفلبين في التسعينيات واستمرت في الحياة السياسية، حيث انتُخبت عضوة في البرلمان. 

روزا باركس

روزا باركس 

 أيقونة الحقوق المدنية ومناهضة التمييز والفصل العنصري 

تُعد رمزًا عالميًا للنضال ضد التمييز العنصري، وُلدت في 4 فبراير 1913 في ولاية ألاباما، وترعرعت في بيئة كانت فيها العنصرية والتفرقة العرقية جزءًا من الحياة اليومية، وفي الأول من ديسمبر 1955، أصبحت باركس رمزًا للحركة المدنية في الولايات المتحدة عندما رفضت التخلي عن مقعدها في حافلة بمدينة مونتغومري لرجل أبيض، كما كانت قوانين الفصل العنصري تقتضي حينها. 

هذا الفعل البسيط، لكنه الجريء، أدى إلى اعتقالها، وأشعل شرارة حملة مقاطعة حافلات مونتغومري، التي استمرت لأكثر من عام وقادها الدكتور مارتن لوثر كينغ جونيور، وكانت حملة المقاطعة نقطة تحول في النضال من أجل المساواة، حيث ساهمت في إلغاء قوانين الفصل العنصري في وسائل النقل العامة.

خلال حياتها، استمرت باركس في الدفاع عن حقوق الإنسان، وشاركت في العديد من الأنشطة والحركات المدنية، كما حصلت على العديد من الجوائز والتكريمات، منها الوسام الرئاسي للحرية والميدالية الذهبية للكونجرس، وتوفيت روزا باركس في 24 أكتوبر 2005، لكن إرثها لا يزال حيًا، وتُعتبر قصتها تذكيرًا قويًا بأن التغيير يبدأ بخطوة واحدة، وأن الشجاعة الفردية يمكن أن تُحدث فرقًا كبيرًا في مسيرة العدالة والمساواة.

مقالات مشابهة

  • إحالة شكوى بيراميدز ضد حكم الفيديو في مباراة الأهلي للجنة الحكام
  • بين القوة الناعمة وساحات المعارك.. نساء حكمن العالم
  • وزير الخارجية يلتقي المدير التنفيذي لمركز جنيف للسياسة الأمنية
  • وزير الخارجية والهجرة يلتقي المدير التنفيذي لمركز جنيف للسياسة الأمنية
  • بعد تداول الفيديو.. القبض على طفل يقود سيارة في الشروق
  • جيروزاليم بوست: نوايا نتنياهو الخفية في صفقة الرهائن مثيرة للقلق
  • متخصصون يكشفون الجوانب الخفية لـ "مدريد الإسلامية" بمعرض الكتاب
  • محبو Resident Evil يترقبون تجربة سينمائية مخلصة لألعاب الفيديو الشهيرة
  • نقابة الصحفيين تُطلق منحة تدريبية حول «التحقق من الصور ومقاطع الفيديو»
  • بلدة بورتوفينو الخفية.. أسرار البطاقة البريدية لإيطاليا