«COP28» يستعرض التحديات التي تواجه البيئة البحرية والساحلية الإمارات وضعت التشريعات لتنظيم استغلال الثروات المائية الحية إصدار قرارات مهمة للحفاظ على العديد من أنواع الأسماك الحيوية 16 محمية بحرية تمثل 12.01% من المناطق البحرية والساحلية زيادة الأرصدة السمكية المستدامة للدولة إلى 70% في عام 2030 الكهوف الاصطناعية والاستزراع يعزز مخزون الثروة السمكية للدولة غابات القرم تشكل ملاذات طبيعية آمنة للأسماك والأحياء البحرية 88.

6 % نسبة جودة المياه البحرية في دولة الإمارات العام الماضي 38 محطة لمراقبة جودة مياه البحر موزعة على سواحل الإمارات الانضمام للاتفاقيات الدولية الهادفة إلى حماية البيئة البحرية والساحلية

أبوظبي: «الخليج»

تحظى البيئة البحرية والساحلية في دولة الإمارات باهتمام خاص، لارتباطها الوثيق بثقافة المجتمع المحلي، وأهميتها الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، كونها مصدراً أساسياً لتحلية المياه والصيد، وشرياناً رئيسياً للتجارة مع العالم.

وتتعدد الجهود التي بذلتها الجهات المعنية في الدولة لاستدامة البيئة البحرية والساحلية وثرواتها، بما في ذلك إصدار وتطبيق التشريعات والنظم لحمايتها من التلوث، وتنظيم الأنشطة المقامة في البيئة البحرية أو على الشريط الساحلي، وإنشاء مناطق بحرية محمية للمحافظة على التنوع البيولوجي وتنميته، إلى جانب إطلاق المبادرات البيئية والحملات التوعوية، وتنسيق ودعم الجهود الإقليمية والدولية في هذا المجال.

وتستعرض حملة «استدامة وطنية» التي تم إطلاقها مؤخراً تزامناً مع الاستعدادات لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ «COP28» الذي يُعقد خلال الفترة من 30 نوفمبر إلى 12 ديسمبر من العام الجاري في مدينة إكسبو دبي، مبادرات دولة الإمارات المستدامة لحماية البيئة الساحلية والبحرية، حيث خصصت الحملة محوراً خاصاً ل«أبطال البحار» لتسليط الضوء على قصص النجاح الوطنية في مجال استدامة الحياة البحرية.

وتهدف «استدامة وطنية» إلى نشر الوعي حول قضايا الاستدامة البيئية، وتشجيع المشاركة المجتمعية، ودعم الاستراتيجيات الوطنية ذات الصلة بالعمل المناخي، بما يحقق التأثير الإيجابي على سلوك الأفراد ومسؤولياتهم، وصولاً لمجتمع واعٍ بيئياً.

وتشكل البيئة البحرية والساحلية عنصراً متكاملاً وأساسياً من عناصر النظام البيئي للأرض، ولذلك يسعى «COP28» إلى استعراض التحديات التي تواجهها، ووضع الحلول الناجعة التي تساهم في حمايتها من تداعيات التغير المناخي؛ بما يدعم تحقيق الهدف ال 14 من أهداف التنمية المستدامة، والذي يهدف إلى حفظ المحيطات والبحر والموارد البحرية واستخدامها على نحو مستدام لتحقيق التنمية المستدامة.

وسيشكل «COP28» منصة عالمية تجمع بين كل الدول والشركاء والمنظمات الدولية وأصحاب الشأن من أجل زيادة الالتزام الدولي بالحد من الانبعاثات الضارة التي تُفاقم من الاحتباس الحراري، بما يعود بالسلب على التنوع البيولوجي في العالم ويهدد حياة الكائنات الحية والبشرية، كما يعد المؤتمر فرصة لتحقيق كمٍّ هائل من الفوائد البيئية والاقتصادية للعالم، ومدّ جسور الحوار والتعاون فيما يتعلق بملف التغير المناخي.

الصورة

تنوع بيولوجي فريد

وتمتاز دولة الإمارات ببيئة بحرية متميزة، إذ تحتوي على تنوع بيولوجي فريد يشمل الشعاب المرجانية والحشائش البحرية وغابات أشجار القرم والعديد من الأنواع المهددة بالانقراض عالمياً، مثل السلاحف البحرية وأبقار البحر وأسماك القرش، والتي تتخذ من مياه الدولة موئلاً لها.

وأولت الإمارات اهتماماً كبيراً بالمحميات البحرية لدورها الرئيسي في المحافظة على الأنواع المهددة بالانقراض، حيث يبلغ عددها 16 محمية بحرية تمثل نحو 12.01% من المناطق البحرية والساحلية، ما جعل الدولة تحتل المرتبة الأولى في معيار «المحميات الطبيعية البحرية» في «مؤشر الاستدامة البيئية»، وهو مؤشر عالمي يقيس تقدم الدول في هذا المجال.

تشريعات وقرارات

وسعياً للمحافظة على البيئة البحرية وتنمية الثروات المائية الحية؛ وضعت دولة الإمارات الأطر والتشريعات التي تنظم استغلال هذه الثروات، ومنها القانون الاتحادي رقم 23 لسنة 1999بشأن استغلال وحماية وتنمية الثروات المائية الحية في الدولة، والقانون الاتحادي رقم 11 لسنة 2002 بشأن تنظيم الاتّجار الدولي بالأنواع الحيوانية والنباتية المهددة بالانقراض، والقرار الوزاري رقم 500 لسنة 2014 بشأن تنظيم صيد وتجارة أسماك القرش وتعديلاته.

كما أصدرت دولة الإمارات العديد من القرارات التي ساهمت في الحفاظ على الكثير من أنواع الأسماك الحيوية عبر تحديد مواسم الصيد الخاص بها والأطوال والأحجام المسموح باصطيادها، وأطلقت مجموعة واسعة من مبادرات تأهيل الموائل الطبيعية البحرية وإنزال الموائل الاصطناعية ما عزز المخزون السمكي في المياه المحلية.

الصورة

الحد من النفايات البحرية

وتولي دولة الإمارات جهوداً حثيثة لحفظ مواردها البحرية، ولهذا الغرض وضعت العديد من التشريعات البيئية التي تحدّ من النفايات البحرية وأخطارها، كما أطلقت وزارة التغير المناخي والبيئة العام الجاري برنامجاً متكاملاً لرصد النفايات البلاستيكية في البيئة البحرية والساحلية لدولة الإمارات عن طريق تنفيذ مجموعة من الدراسات العلمية والاستفادة من نتائجها في تعزيز الجهود المبذولة للحد من انتشار هذه النفايات.

وتركز هذه الدراسات على استخدام مجموعة واسعة من الأساليب لقياس كميات وأحجام البلاستيك في مياه البحر وشواطئ الدولة، كما تهدف الدراسات إلى تحديد أنواع وكميات التلوث البلاستيكي في مياه الدولة، ومن ثم وضع التدابير الاحترازية اللازمة بما يضمن الحفاظ على سلامة وصحة الإنسان والأحياء البحرية، بالإضافة إلى تسليط الضوء على ضرورة تبنّي المجتمع الاستهلاك المسؤول للحد من النفايات البلاستيكية وعدم التخلص منها في مياه البحر والبيئة بشكل عام.

حماية الثروة السمكية

وبهدف حماية الثروة السمكية واستدامتها، أطلقت وزارة التغير المناخي والبيئة بالشراكة مع هيئة البيئة أبوظبي برنامج المصايد السمكية المستدامة لدولة الإمارات، وتم تنفيذ هذا البرنامج من عام 2016 حتى عام 2018، وبموجبه تم تحقيق العديد من المخرجات، منها مسح المخزون السمكي.

كما أطلقت وزارة التغير المناخي والبيئة بالتعاون مع هيئة البيئة أبوظبي، الإطار الوطني للمصايد السمكية المستدامة لدولة الإمارات 2019 – 2030، والذي جاء اعتماداً على نتائج برنامج المصايد السمكية المستدامة للدولة، وذلك في إطار الجهود الشاملة التي تبذلها الجهات الحكومية لحماية الموارد البحرية وتحقيق استدامتها.

ويهدف الإطار الوطني إلى زيادة الأرصدة السمكية المستدامة للدولة إلى 70% في عام 2030، إلى جانب الحد من آثار الصيد المفرط على البيئة البحرية في دولة الإمارات وتشجيع المصايد السمكية المستدامة بيئياً والمجدية اقتصادياً والمسؤولة اجتماعياً، كما حدد الإطار خطة وطنية لإنعاش وتجديد المخزون السمكي في الدولة.

الكهوف الاصطناعية

ويعد برنامج الكهوف الاصطناعية، إحدى أهم المبادرات التي أطلقتها وزارة التغير المناخي والبيئة لتعزيز موائل الأحياء المائية والثروة السمكية في الدولة، حيث يهدف إلى إثراء البيئة البحرية بالأحياء المائية وتعزيز مخزون الثروة السمكية وبناء حاضنات لصغار الأسماك، وذلك من خلال إنزال عدد من الكهوف الاصطناعية الصديقة للبيئة في مناطق يتم تحديدها بالتنسيق والتعاون مع الجهات المختصة.

كما يحظى الاستزراع السمكي في الدولة – الذي يرتكز على تربية أنواع من الأسماك وتوفير الظروف الملائمة لها للتكاثر والنمو بهدف تطوير الإنتاج السمكي وزيادته – باهتمام متزايد في الدولة نظراً لما يمثله من دور أساسي في تعزيز الأمن الغذائي.

برامج وطنية

وتعمل وزارة التغير المناخي والبيئة على إعداد برامج وطنية لرفع كفاءة إنتاج مزارع الأحياء المائية المسجلة لديها، وتسعى لاستقطاب الاستثمار في هذا المجال من خلال الإرشاد الفني لرفع القدرات والأبحاث التي حددت بعض الأنواع القابلة لاستزراعها حسب الظروف البيئية والمناخية للدولة ومنها القشربات كالروبيان وبعض الأسماك الاقتصادية المحلية كالهامور والصبيطي والأنواع غير المحلية كأسماك السوبريم وسيباس.

وحرصاً على الحفاظ على التنوع البيولوجي للبيئة البحرية، أصدرت دولة الإمارات الخطة الوطنية للمحافظة على أسماك القرش وإدارتها في الدولة 2018 – 2021، والخطة الوطنية للمحافظة على السلاحف البحرية في الدولة 2019 – 2021.

غابات القرم

وحظيت غابات القرم بالكثير من الاهتمام في دولة الإمارات لإسهامها في تخزين الانبعاثات الكربونية وتشكيل ملاذات آمنة للأسماك والأحياء البحرية، إلى جانب دورها في حماية المناطق الساحلية من عمليات التعرية الناجمة عن الأمواج والتيارات البحرية وبعض الأنشطة البشرية.

استزراع 24 نوعاً من المرجان وإعداد خريطة لتوزيع الشعاب

وتمثل الشعاب المرجانية أحد المكونات الرئيسية للبيئة البحرية، لذا عملت وزارة التغير المناخي والبيئة بالتعاون والتنسيق مع كافة الجهات المعنية على مستوى الدولة على إيجاد بنية تشريعية تضمن حماية الشعاب المرجانية، كما طورت منظومتها البحثية في مجال حماية واستزراع الشعاب المرجانية، وتعمل بشكل دائم على توظيف أحدث التقنيات العالمية، وتطلق العديد من البرامج والمبادرات لتعزيز وضمان استدامة هذه الشعاب، ومنها مبادرة تأهيل المناطق الساحلية المتضررة والتي تتمثل في تثبيت واستزراع الشعاب المرجانية بالدولة بالتنسيق والتعاون مع السلطات المختصة في كل إمارة.

وكانت الوزارة قد نفذت مشروعاً بحثياً لاستزراع 24 نوعاً من المرجان في سواحل الدولة، والتي تم العمل على تطوير وتعزيز قدراتها على التكيف مع تداعيات التغير المناخي، كما أعدت الوزارة خريطة للتوزيع الجغرافي للشعاب المرجانية على طول الشريط الساحلي للدولة، وتم عبرها رصد 210 مواقع لوجود الشعاب المرجانية وتم تسجيل أكثر من 55 نوعاً من أنواع المرجان الصلبة.

جودة المياه البحرية

ونتيجة لنجاح الإجراءات والتدابير المتبعة من قبل الجهات الاتحادية والمحلية المختصة، المتعلقة بسلامة البيئة البحرية وحمايتها من المخاطر الطبيعية والبشرية، كشفت نتائج دراسة أعدتها وزارة التغير المناخي والبيئة، عن أن جودة المياه البحرية في دولة الإمارات ضمن أعلى مستويات تصنيف المياه البحرية خلال عام 2022، حيث بلغت نسبة الجودة 88.6 في المئة.

ووفقاً لأحدث بيانات الوزارة، وصل إجمالي محطات مراقبة جودة مياه البحر في الإمارات خلال العام الماضي إلى 38 محطة موزعة على سواحل إمارات الدولة كافة، حيث تلعب تلك المحطات دوراً رئيسياً في مراقبة معايير جودة مياه البحر الأساسية مثل درجة الحرارة والملوحة والحموضة والأكسجين المذاب وغيرها، كما أن مراقبة جودة مياه البحر تمثل إحدى الأدوات والبرامج المهمة التي تعزز من زيادة الموائل الطبيعية في البيئة البحرية.

معاهدات واتفاقيات

أما في إطار مشاركة دولة الإمارات في الجهود الدولية الهادفة إلى حماية البيئة البحرية والساحلية، فقد انضمت الدولة إلى العديد من المعاهدات والاتفاقيات الدولية، ومن ضمنها اتفاقية التنوع البيولوجي، واتفاقية الاتّجار الدولي بالأنواع المهددة بالانقراض (سايتس)، بالإضافة إلى انضمام الدولة لاتفاقية الأنواع المهاجرة ومشاركتها كأحد الأطراف في مذكرة تفاهم أسماك القرش التابعة لها ومذكرة تفاهم بشأن الحفاظ على أبقار البحر وإدارتها (Dugong dugon) وموائلها في جميع أنحاء نطاقها.

مياه الصابورة

كما انضمت الدولة إلى الاتفاقية الدولية لضبط وإدارة مياه الصابورة والرواسب في السفن، وبروتوكول التحكم في النقل البحري للنفايات الخطرة والنفايات الأخرى عبر الحدود والتخلص منها، وبروتوكول حماية البيئة البحرية من التلوث الناجم عن مصادر البر، وبروتوكول التلوث البحري الناجم عن استكشاف واستغلال الجرف القاري، والاتفاقية الدولية لمنع التلوث من السفن (ماربول 1973-1978)، واتفاقية الكويت الإقليمية للتعاون وحماية البيئة البحرية من التلوث وبروتوكولها، وانضمت دولة الإمارات أيضاً إلى التحالف العالمي للمحيطات الذي أطلقته المملكة المتحدة بهدف تعزيز حماية المحيطات والبيئة البحرية عالمياً من الضغوط التي تواجهها كالتلوث والتغير المناخي والصيد الجائر.

ووفقاً للأمم المتحدة، تغطي المحيطات والبحار والمناطق الساحلية أكثر من ثلثي سطح الأرض، وتحتوي على 97% من المياه الموجودة على الكوكب، وتسهم المحيطات في القضاء على الفقر عن طريق توفير فرص لسبل كسب العيش المستدام والعمل اللائق، ويعتمد أكثر من 3 مليارات نسمة على الموارد البحرية والساحلية كوسيلة لدعم الرزق، وفضلاً عن ذلك، فإن المحيطات تلعب دوراً حاسماً في تحقيق الأمن الغذائي العالمي، وكذلك صحة ورفاهية البشر، وهي المنظم الرئيسي للمناخ العالمي لقدرتها على امتصاص الغازات الدفيئة.

كما أكدت الأمم المتحدة أن المحيطات والبحار والموارد البحرية تتعرض للتهديد بشكل متزايد نتيجة الأنشطة البشرية، بما في ذلك زيادة انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، وتغير المناخ، والتلوث البحري، والاستخراج غير المستدام للموارد البحرية، والتغيرات الفيزيائية، وتدمير المواطن البحرية والساحلية.

المصدر: صحيفة الخليج

كلمات دلالية: فيديوهات الإمارات البيئة كوب 28 الاستدامة حمایة البیئة البحریة المهددة بالانقراض التنوع البیولوجی الشعاب المرجانیة فی دولة الإمارات المیاه البحریة الثروة السمکیة للمحافظة على الحفاظ على البحریة فی فی الدولة العدید من

إقرأ أيضاً:

الاجتماعات السنوية.. عصف ذهني يرسم خريطة العمل الحكومي

محمد بن راشد: دولتنا نجحت في بناء نموذج تنموي الأكفأ عالمياً

دبي: «الخليج»
تواصل دولة الإمارات نهجها الاستباقي في تقديم النموذج الأكثر كفاءة في منظومة العمل الحكومي، وهو ما ترسّخه الاجتماعات السنوية لحكومة دولة الإمارات منذ بدء انعقادها عام 2017، عبر 5 دورات متتالية، يعكسه التطوير الشامل الذي شهدته الدورة السادسة، بما يتماشى مع الأولويات الوطنية، لتحقيق المستهدفات الاستراتيجية، حيث باتت هذه الاجتماعات محطة وطنية سنوية تجمع الجهات الاتحادية والمحلية كافة، والفعاليات الوطنية، لمناقشة التحديات التنموية الحالية، ووضع تصور تنموي لمستقبل دولة الإمارات وصولاً إلى مئويتها 2071.
تجدد دولة الإمارات انطلاقتها كل عام، لاستكمال ترسيخ نموذجها التنموي الاستثنائي، عبر أكبر تجمع وطني للوزراء وممثلي الجهات الحكومية الاتحادية والحكومات المحلية، متخذي القرار، في الاجتماعات السنوية الحكومية، حيث يضع فريق الإمارات الواحد وبرؤية واحدة، خريطة طريق واضحة ومدروسة لمواصلة الإنجازات وتسريع الجهود، في عمل متكامل وشامل، يضمن أعلى درجات الكفاءة في تحقيق المستهدفات.
وتترجم الاجتماعات رؤية صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، في ترسيخ العمل الاتحادي والمحلي والتنسيق بين مختلف الجهات على المستويات كافة، لتسريع جهود التنمية في كل القطاعات، وفق الرؤى والمستهدفات الوطنية، بما يخدم المصالح الوطنية العليا لدولة الإمارات ويحقق طموحات أبنائها وتطلعاتهم. كما تأتي تنفيذاً لتوجيهات صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، بالعمل فريقاً وطنياً واحداً لتطوير الأداء الحكومي، وضع تصورات تنموية شاملة ومتكاملة للدولة خلال ال50 عاماً المقبلة.

محطة وطنية
أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، أن الاجتماعات السنوية لحكومة الإمارات تمثل محطة وطنية بارزة، تجمع كافة الجهات الاتحادية والمحلية والمجالس التنفيذية لمناقشة المواضيع التنموية الخاصة بالحكومة، إضافة لرسم خريطة واضحة للعمل الحكومي الموحد في الدولة وصولاً إلى مئوية الإمارات 2071.
وقال سموه: «الإمارات نجحت في بناء نموذج تنموي وحكومي هو الأكثر كفاءة عالمياً ومهمتنا استمرارية المحافظة عليه والبحث عن نجاحات جديدة لتنافسية دولتنا للعقد المقبل». وأضاف سموه: «إن هذه الاجتماعات محطة سنوية لتجديد الطموحات تجتمع فيها كافة فرقنا الوطنية ومؤسساتنا الحكومية الاتحادية والمحلية لمناقشة الأفكار والمشاريع الوطنية.. لدينا أولويات ومشاريع وطنية سنستعرضها لتوفير مستقبل أفضل لمواطنينا.. أولوياتنا ترتكز على المبادئ الخمسين لدولتنا وكافة المناقشات ستركز على تعزيز اقتصادنا وتنافسيتنا وترسيخ وحدتنا وهويتنا وثقافتنا الوطنية واستكمال مسيرتنا التنموية».

نموذج عالمي
أكد محمد القرقاوي، وزير شؤون مجلس الوزراء، أن التطوير والتحديث المستمرين في منظومة العمل الحكومي يأتيان في إطار رؤية صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وتوجيهات صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، بما يرسّخ كفاءة الأداء الحكومي ويعزز تنافسيته نموذجاً للعمل الحكومي الأكثر كفاءة عالمياً.
وأضاف: «إن دولة الإمارات استطاعت خلال فترة قياسية أن تقدم للعالم نموذجاً ريادياً في التكامل الحكومي بين الجهات والمؤسسات الاتحادية والمحلية والقطاع الخاص، وتوفير خدمات رائدة واستباقية للمجتمع، وتحقيق نتائج قياسية وعالمية ضمن أبرز الملفات الحكومية وترسيخ أفضل بيئة عمل وتتطلع لرؤية ومشاريع تنموية أكثر تقدماً في المرحلة المقبلة.
وأشار سموه إلى أن من أبرز الخطط والآليات التي تطورت بدءاً من الاجتماعات السنوية 2024، هي الخلوات الوطنية، مشاركة الجهات الحكومية في اجتماعات استثنائية، تمكين القيادات الحكومية الشابة وطنياً، تعزيز حضور صوت المواطن، الاحتفاء بالنتائج المميزة لفرق العمل الوطنية وتكريم منفذيها، في إطار أجندة فعاليات تفاعلية تشهد مشاركة المزيد من المؤسسات والجهات الحكومية الاتحادية والمحلية.

«نحن الإمارات»
تأتي رؤية «نحن الإمارات 2031» من أبرز الرؤى التي أطلقتها الاجتماعات الحكومية السنوية، حيث انطلقت في دورة عام 2022، تضم 152 مشروعاً حكومياً تحوّلياً في كل القطاعات، خلال العام الماضي أُعلنت وثيقة المبادئ الاقتصادية للدولة بهدف بناء الاقتصاد الأفضل والأنشط في العالم، استراتيجية الإمارات للحياد المناخي 2050 التي تُعدُّ خطوة رائدة للدولة إقليمياً وعالمياً، محركاً رئيسياً للتقدم الاقتصادي والاجتماعي المستدام في الدولة.
وفي سبيل تحقيق أعلى مستويات الأداء الحكومي وأفضل النتائج في المستهدفات، اعتمدت الاجتماعات خلال مسيرتها، أهدافاً استراتيجية عدة تستند إليها في أجندة نقاشاتها، أهم محاورها والاستراتيجيات التي تضعها، هي الأهداف التي عززت نجاحات الاجتماعات وضاعفت أثرها عاماً بعد عام في إنجازات واضحة وملموسة على الواقع.
من أبرز تلك الأهداف توحيد العمل الحكومي منظومةً متكاملةً اتحادياً ومحلياً، لضمان تحقيق أعلى مستويات الإنجاز وشموليته بما يلبي تطلعات قيادة الإمارات وشعبها، ويخدم أهداف التنمية المتوازنة، وإشراك جميع القطاعات الوطنية في وضع التصور التنموي، وصولاً إلى مئوية الإمارات 2071، تسريع الجهود ومضاعفتها، ضمن خطط واستراتيجيات مدروسة قادرة على إحداث التحولات النوعية المنشودة.
وتُمثِّل الرؤية المرحلية للدولة، برنامجاً تنموياً متكاملاً يرتكز على الجوانب الاجتماعية والاقتصادية والاستثمارية والتنموية في دولة الإمارات ضمن ملف شامل وتوجهات ومستهدفات محددة، تسعى إلى الارتقاء بجودة الحياة في مجتمع الإمارات، تعزيز مكانة الدولة شريكاً عالمياً ومركزاً اقتصادياً جاذباً ومؤثراً، إبراز النموذج الاقتصادي الناجح.
مسيرة متواصلة
شكَّلت الاجتماعات السنوية لحكومة الإمارات 2024 بمخرجاتها النوعية نقطة انطلاق استراتيجية لتسريع ومضاعفة الجهود لتحقيق إنجازات أكبر ونقلات جديدة تنعكس إيجاباً على تعزيز مسيرة التنمية والتنافسية العالمية لدولة الإمارات والارتقاء بجودة حياة شعب الإمارات. ورسمت الاستراتيجيات والمشاريع النوعية التي تم إطلاقها، القرارات والرؤى التي تمت مناقشتها، خارطة عمل وطني استراتيجي لاستكمال مسيرة البناء والتطوير، ضمان مستقبل واعد للأجيال القادمة. واكتسبت الدورة الأخيرة من الاجتماعات، أهمية كبيرة على طريق استكمال مسيرة الإمارات وفق رؤية «نحن الإمارات 2031»، وصولاً لمستهدفات «رؤية الإمارات 2071»، عبر مواصلة العمل ضمن خطط محدثة توحِّد الجهود للعمل بروح الفريق بتناغم وتنسيق كاملين، وفق ثقافة مؤسسية تقوم على الاستباقية والمرونة والتكامل والواقعية على المستويين الاتحادي والمحلي. كما أنها شهدت إطلاق مشاريع استراتيجية ومبادرات وطنية تشكل خارطة طريق تنموية خلال الفترة المقبلة، منها الاستراتيجية الوطنية للاستثمار 2031، الإعلان عن مشروع علمي للأبحاث القطبية وانضمام دولة الإمارات إلى قائمة الدول الرائدة في مجال البحوث والوجود القطبي، إطلاق منظومة ريادة الأعمال وصندوق «ريادة» لتطوير وتحفيز ريادة الأعمال في الدولة، فضلاً عن إطلاق حزمة مبادرات مجتمعية بقيمة نصف مليار درهم، غيرها من المشاريع والمبادرات.
أيضاً، شهدت اجتماعات استثنائية لمجلس الوزراء و5 مجالس اتحادية ولجان وطنية ومحلية، وتنظيم 3 خلوات وطنية في مسارات الهوية الوطنية والأسرة والذكاء الاصطناعي، إلى جانب 8 جلسات حوارية لقيادات حكومة الإمارات والجهات المحلية، أكثر من 10 جلسات رئيسية استعرضت التوجهات الوطنية المقبلة في ملفات الاقتصاد والاستثمار والذكاء الاصطناعي والتعليم والرياضة، تمكين الأسرة والمجتمع، إلى جانب الاحتفاء بالنتائج المميزة لفرق العمل الوطنية، تكريم منفذيها، انعقاد 3 اجتماعات استثنائية للمجالس التنفيذية في كل من حكومة إمارة عجمان، حكومة إمارة أم القيوين، حكومة إمارة رأس الخيمة، تطوير معارض تفاعلية للجهات الحكومية المحلية.

معارض تفاعلية وبرامج واحتفاء
شهدت الاجتماعات السنوية في نسختها الأخيرة لعام 2024 تنظيم معارض الإمارات التفاعلية للجهات الحكومية، وذلك لإبراز الإنجازات المتواصلة للجهات الحكومية على مستوى الدولة، جهودها في تحسين مستوى الخدمات والارتقاء بحياة المواطنين والمقيمين، تبادل الخبرات والتجارب فيما بينها لتعظيم الاستفادة من الحلول المبتكرة التي تقدمها لمواصلة الزخم في عمليات التطوير والتحسين بما يخدم رؤية دولة الإمارات بتعزيز تنافسيتها بين أفضل دول العالم للعيش والعمل والزيارة.
وتضمنت الاجتماعات فعاليات للاحتفاء بالإنجازات المميزة وتكريم فرق العمل الوطنية، حيث تم تكريم فرق الاتحاد التي تميزت بتحقيق إنجازات نوعية، وفق معايير شملت الابتكار، والأثر الإيجابي على المجتمع، وقدرتها على تعزيز سمعة الإمارات دولياً، إضافة إلى تكريم الفائزين بوسام الإمارات للثقافة والإبداع، الذي يُعتبر أرفع وسام من نوعه يحتفي بالأفراد المميزين الذين أثرَت مواهبهم ومساهماتُهم الفنية والإبداعية الجليلة المشهد الثقافي في دولة الإمارات، وعززت حضوره في الساحات الإقليمية والدولية، فضلاً عن تكريم الفائزين بجائزة الإمارات للذكاء الاصطناعي، وتخريج الدفعة الأولى من برنامج «قيادات نافس».
برنامج القيادات الشابة
أطلقت حكومة دولة الإمارات برنامج القيادات الحكومية الشابة 2024، ضمن أعمال الاجتماعات السنوية لحكومة دولة الإمارات، للتركيز على اكتشاف القادة الشباب في العمل الحكومي على مستوى الدولة. ولأول مرة في تاريخ الاجتماعات، سيتمكن القادة الشباب الذين تم اكتشافهم ضمن سلسلة من الاختبارات المتقدمة، من المشاركة مع المسؤولين الحكوميين في الاجتماعات والتعرف إلى توجهات الحكومة والاستراتيجيات والمشاريع الوطنية، لإعدادهم ليكونوا ضمن نخبة من القيادات الحكومية المستقبلية القادرة على تحقيق التحولات التنموية الكبرى. ويشكّل البرنامج الذي يضم في دورته الأولى 45 مشاركاً من القادة الشباب من مختلف الجهات الحكومية الاتحادية والمحلية، منصة وطنية لبناء القدرات والمهارات الاستثنائية الملهمة التي تمتلك حساً عالياً بالمسؤولية، روح المبادرة، قدرات القيادة الاستراتيجية التي تجعلهم جيلاً جاهزاً لصناعة مستقبلٍ أفضل لدولة الإمارات.
ويترجم البرنامج رؤى قيادة دولة الإمارات ونموذجها الحكومي في منح القيادات الشابة الفرصة للاستفادة من خبرات القيادات المؤثرة في الحكومة، التعرف إلى الخطط المستقبلية والأولويات الوطنية وأهم التوجهات والمشاريع الحيوية، بناء قدراتهم ليتمكنوا من صقل مهاراتهم القيادية بالحصول على التوجيه الاستراتيجي المباشر من قيادات تحرك وتقود التحولات المختلفة التي تحققها الدولة، وصولاً إلى تكوين مجتمع من القيادات الحكومية الاستثنائية الشابة عبر كافة القطاعات.
ويشكل المشاركون نخبة من القيادات الحكومية تحت ال35 عاماً، من بينهم 25 قائدة و20 قائداً، تم اختيارهم ضمن سلسلة من الاختبارات المهنية الخاصة من بين أكثر من 120 مرشحاً.
الثالثة عالمياً في الثقة بالحكومات

احتفظت دولة الإمارات بالمركز الثالث عالمياً على مؤشر «إيدلمان» للثقة بالحكومة لعام 2024، حيث يعكس الأداء الإماراتي قوة العلاقة بين المجتمع والحكومة مع تعزيز الشفافية وثقة المواطنين في القطاعات الاقتصادية والإعلامية.
وحققت الدولة 72 نقطة على المؤشر العام متفوقة على دول مثل ماليزيا وهولندا وكندا وإيطاليا والسويد والولايات المتحدة والمملكة المتحدة.
ويُعزى ذلك إلى الجهود المبذولة لترسيخ الشفافية وتوفير خدمات حكومية متطورة، حيث أسهمت السياسات الاقتصادية المتنوعة والمستدامة في تعزيز الثقة بالمؤسسات التجارية، حيث أشاد المواطنون بدور القطاع الخاص في دعم التنمية الاقتصادية.
وتتصدر الحكومة في الإمارات قائمة المؤسسات الموثوق في أدائها بنسبة 80%، تليها الشركات بنسبة 76% و69% للمؤسسات غير الحكومية في الدولة وأشاد التقرير بسياسات الإمارات المتقدمة في مجال التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، حيث يُنظر إليها كعامل رئيسي لدعم الابتكار وتحسين جودة الحياة.

إنجازات غير مسبوقة
تشهد الاجتماعات السنوية تطورات جذرية في آلية تنظيمها وأولوياتها وأجندة فعالياتها ومنطلقاتها وأهدافها، الكثير من الأطر التي حافظت عليها خلال الدورات السابقة، بما يتماشى مع توجهات القيادة للتطوير والتحديث المستمرين لهذا الحدث الوطني المهم، بما يتماشى مع الأولويات الوطنية، لتحقيق المستهدفات الاستراتيجية لحكومة دولة الإمارات، تطوير العمل الحكومي، وفق أفضل الممارسات العالمية.
ومن أبرز الخطط والآليات التي طُوّرت واستُحدثت بدءاً من اجتماعات 2024، «الخلوات الوطنية»، المشاركة الفاعلة للحكومات المحلية، تمكين القيادات الحكومية الشابة وطنياً، تعزيز حضور صوت المواطن في الاجتماعات، الاحتفاء بالنتائج المميزة لفرق العمل الوطنية، تكريم منفذيها، في إطار أجندة فعاليات تفاعلية تشهد مشاركة المزيد من المؤسسات والجهات الحكومية الاتحادية والمحلية.
كما أثمرت الاجتماعات السنوية في دوراتها السابقة منذ انطلاقها عام 2017، إنجازات غير مسبوقة حققت تحولات حقيقية ونوعية في قطاعات شتى على المستويات الاجتماعية والاقتصادية والتنموية، حيث شهدت إطلاق عشرات الاستراتيجيات الوطنية.

مقالات مشابهة

  • حماية المحاصيل من الصقيع.. استراتيجيات فعالة لتقليل الخسائر الزراعية
  • اليماحي: رؤية استباقية وحدث استثنائي
  • الإمارات تعزز شراكتها مع العراق في قطاع النفط والغاز
  • أكبر مشروع في العالم.. الإمارات تعزز مكانتها في قطاع الطاقة الشمسية
  • استشاري تنمية مستدامة: مصر تعزز استراتيجية التحكم في جودة المحاصيل الزراعية
  • «الخارجية» تتسلم نسخة من أوراق اعتماد سفير توفالو
  • «الخارجية» تتسلم نسخة من أوراق اعتماد سفير توفالو الجديد
  • الاجتماعات السنوية.. عصف ذهني يرسم خريطة العمل الحكومي
  • الإمارات..«ضابط» مناخ العالم
  • التعليم في الإمارات.. الطريق لصناعة المستقبل