تحذير خطير في أحدث تقرير للبنك الدولي عن الوضع الاقتصادي والإنساني في اليمن
تاريخ النشر: 1st, November 2024 GMT
حذّر البنك الدولي، من تفاقم الأزمة الإنسانية والاقتصادية في اليمن جراء استمرار الصراع الذي تشهده البلاد منذ عقد من الزمن.
وقال البنك الدولي في أحدث إصدار له من تقرير "المرصد الاقتصادي لليمن" "يواصل الاقتصاد اليمني مواجهة تحديات متزايدة، مع استمرار الصراع المطول والتفتت السياسي وتصاعد التوترات الإقليمية التي تدفع البلاد إلى أزمة إنسانية واقتصادية أكثر حدة".
وأضاف التقرير الذي حمل عنوان "مواجهة التحديات المتصاعدة"، أن انكماش الناتج المحلي في اليمن سيتواصل للعام الثاني على التوالي، حيث "من المتوقع أن ينكمش بنسبة 1% في عام 2024، وذلك بعد انخفاضه بنسبة 2% في عام 2023، الأمر الذي سيؤدي إلى المزيد من التدهور في نصيب الفرد من إجمالي الناتج المحلي الحقيقي، لتصل نسبة الانخفاض إلى 54% منذ عام 2015".
وتابع التقرير "دفع الصراع معظم اليمنيين إلى براثن الفقر، في حين وصل انعدام الأمن الغذائي إلى مستويات تاريخية، حيث يواجه أكثر من 60 في المائة من السكان الآن عدم كفاية الوصول إلى الغذاء".
وأفاد التقرير أن الإيرادات المالية للحكومة المعترف بها دولياً شهدت تدهوراً كبيراً في النصف الأول من العام الجاري 2024، حيث تقلصت بنسبة 42%، بسبب استمرار الحصار الذي فرضه الحوثيون على صادرات النفط، مما منعها من تقديم الخدمات الأساسية للسكان.
وأضاف "كما أدى توقف الحكومة عن تصدير النفط، إلى جانب الاعتماد الكبير على الواردات، إلى تكثيف الضغوط الخارجية، مما تسبب في انخفاض قيمة العملة المحلية في مناطق نفوذها ...".
وأوضح أنه ومنذ عام 2023، تدهورت الظروف المعيشية بشكل كبير بالنسبة لغالبية السكان في اليمن، وفي يوليو/تموز 2024، أشارت المسوحات الهاتفية التي أجراها البنك الدولي إلى أن الحرمان الشديد من الغذاء تضاعف بأكثر من الضعف في بعض المحافظات.
وأشار التقرير إلى أن استمرار تفاقم التفتت الاقتصادي بين المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون والمناطق التي تسيطر عليها الحكومة الشرعية في التفاقم، مع تقويض التفاوت في التضخم وأسعار الصرف للاستقرار وجهود التعافي المستقبلية. وفي الوقت نفسه، أدت التوترات الإقليمية، وخاصة في البحر الأحمر، إلى انخفاض حركة المرور عبر مضيق باب المندب الاستراتيجي وقناة السويس بنسبة تزيد عن 60 في المائة. ومع ذلك، لم تسفر هذه الاضطرابات بعد عن زيادات كبيرة في أسعار المستهلك.
وقالت دينا أبو غيدا، مديرة مكتب البنك الدولي في اليمن: "إن التحديات الاقتصادية والإنسانية التي تواجه اليمن تزداد حدة، ولكن الفرصة لا تزال سانحة لعكس هذا الاتجاه النزولي من خلال الدعم المناسب".
وأضافت: "إن الأمر يتطلب اتخاذ إجراءات فورية، بما في ذلك معالجة الاختلالات المالية والخارجية، وتخفيف انعدام الأمن الغذائي، وتعزيز الاستقرار. ونحن نواصل التزامنا بالعمل بشكل وثيق مع الشركاء لدعم تعافي اليمن وتمهيد الطريق لمستقبل مستدام ".
وأوضح التقرير المخاطر المحتملة التي تهدد القطاع المصرفي في اليمن، والذي واجه توترات متزايدة بين الحوثيين والحكومة الشرعية بشأن الرقابة التنظيمية في النصف الأول من العام. وفي حين ساعدت جهود الوساطة الإقليمية والدولية في تخفيف بعض التوترات، فإن الوضع لا يزال هشًا.
ويوصي التقرير في هذا الشأن بتعزيز المرونة المؤسسية لإدارة التضخم والتحديات المالية، ويقترح التقرير أيضًا تحسين طرق التجارة والوصول إلى الخدمات المالية لتخفيف الضغوط الاقتصادية ومنع المزيد من التفتت.
وأكد التقرير أن التوقعات الاقتصادية لليمن لعام 2025 لا تزال قاتمة، مع استمرار الصراع الإقليمي والصراع الداخلي الذي يهدد بتعميق التشرذم وتفاقم الأزمة الاجتماعية والإنسانية.
واستدرك: "ومع ذلك، فإن السلام المحتمل قد يحفز التعافي الاقتصادي السريع، إذا تم التوصل إلى اتفاق سلام دائم. وهذا من شأنه أن يمهد الطريق للمساعدات الخارجية الحيوية وإعادة الإعمار والإصلاحات اللازمة لاستقرار البلاد واقتصادها
المصدر: مأرب برس
إقرأ أيضاً:
انتقادات واسعة لموقف المبعوث الأممي في منتدى اليمن الدولي
شمسان بوست / خاص:
كشفت مصادر مطلعة عن استياء واسع بين المشاركين في منتدى اليمن الدولي، الذي عُقد في العاصمة الأردنية عمّان على مدى ثلاثة أيام، بسبب امتناع المبعوث الأممي إلى اليمن، هانس غروندبرغ، عن التفاعل المباشر مع ممثلين من مختلف الأطياف السياسية، رغم الدعوات المتكررة لإجراء حوار مباشر.
وأوضحت المصادر، التي فضلت عدم الكشف عن هويتها، أن غروندبرغ لم يشارك في الجلسة الختامية التي خُصصت لمناقشة المسار السياسي ومستقبل عملية السلام، كما رفض عقد لقاءات ثنائية غير رسمية مع الأطراف اليمنية أو التفاعل مع نحو 250 شخصية سياسية واجتماعية حضرت المنتدى، وهو ما أثار انتقادات واسعة في ظل الحاجة الملحة إلى جهود حقيقية لدفع عملية السلام إلى الأمام.
وفي ظل غياب التغطية الصحفية، تحدث مشاركون عن ما وصفوه بـ”عدم الجدية” في التعاطي مع قضايا اليمنيين، معتبرين أن عزوف المبعوث الأممي عن التواصل المباشر يعكس فجوة متزايدة بين الأمم المتحدة وأصحاب المصلحة في الأزمة اليمنية.
وأكد مسؤولون إعلاميون في المنتدى أنهم أبلغوا غروندبرغ بمخاوفهم بشأن افتقاره للتواصل مع المشاركين، محذرين من أن ذلك قد يؤثر سلبًا على جهود الوساطة الأممية. كما ناقش بعض الحاضرين فكرة الانسحاب الاحتجاجي بسبب ما وصفوه بـ”النهج غير الفعال” الذي يتبعه المبعوث الأممي.
وفي وقت لاحق، ظهر غروندبرغ في خطاب عام، لكن مشاركين اعتبروا أن ذلك لم يعالج مخاوفهم، بل زاد من القناعة بأن البعثة الأممية باتت بعيدة عن إدراك تعقيدات الأزمة اليمنية ومتطلبات الحل الشامل.