أطلقت وزارة الثقافة، اليوم الجمعة، أولى الجولات التثقيفية للأسبوع الثقافي الرابع والثلاثين، بمشروع "أهل مصر"، بمحافظة الأقصر، برعاية الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، وتنظمه الهيئة العامة لقصور الثقافة، بإشراف الكاتب محمد ناصف، نائب رئيس الهيئة، تحت شعار "يهمنا الإنسان"، حتى 8 نوفمبر المقبل، ضمن برامج العدالة الثقافية لوزارة الثقافة المعنية بأبناء المحافظات الحدودية.

محافظ الأقصر: تقصي حقيقة تعديات حوض المدلى بالقرنة واتخاذ الإجراءات القانونية

وزار 200 طفل من 6 محافظات حدودية أحد مصانع الألباستر غرب الأقصر، وهي  أشهر الحرف التاريخية بالمدينة.

 وقدم محمد عمران صاحب المصنع شروحا لتقنيات النحت وصقل الأحجار بأساليب مشابهة لتلك التي استخدمها قدماء المصريين، على حجر الألباستر، الجرانيت، البازلت، والحجر الجيري، وهي الأحجار التي كانت تشكل أساس الفنون والحرف اليدوية في مصر القديمة.

وأشار "عمران" أن حجر الألباستر يحظى بأهمية خاصة، حيث كان يستخدم قديما لإضاءة المقابر عبر انعكاس أشعة الشمس عليه ليمدها بوهج هادئ ليلاً، وبطريقة طبيعية، وهو ما يشير إلى فهم عميق لقدرات المواد الطبيعية، وأضاف أن قدماء المصريين كانوا يبدعون أشكالا مختلفة مثل الفازات والتماثيل والأطباق، وكل هذا باستخدام أدوات يدوية وتقنيات بدائية لكنها فعالة، مع الاعتماد على الشمس وتجفيف القماش والمواد اللاصقة لتشكيل قطع فنية تدوم عبر العصور.

وأضاف أن الألباستر يأتي في ثلاثة ألوان الأبيض الشبيه بالكريستال، والبني بلون الشمس، والأخضر بلون القمر.

 واستعرض العملية الكاملة لتشكيل الحجر، بدءا من نقله من الجبال وحتى الانتهاء من صقله وتلميع سطحه ليظهر بأفضل مظهر طبيعي.

وأكد صاحب مصنع الألباستر أن الحرفيين يكتسبون مهارات متقدمة في النحت والتفريغ اليدوي باستخدام الأدوات التقليدية، "آلة المغضاب" بما في ذلك مرحلة التنعيم بالحجر الرملي، ثم وضع القطعة في فرن بدرجة حرارة عالية لتصل إلى مظهرها النهائي اللامع.

تحدث عن "شغل الجيلي"، وفيه يتم قطع وتشكيل القطع الحجرية كالألواح والتماثيل باستخدام أدوات تقليدية، حيث يبدأ الحرفي أو الفنان بصقل الحجر بالقلم لعمل رسومات أولية، ومن ثم يستخدمون "الأزاميل"والتي يزيد عددها عن مائة نوع لحفر ونحت التفاصيل بدقة.

واستكمل شروحه بتوضيح أنه بعد الانتهاء من عملية الحفر، يتم تلوين القطع باستخدام ألوان طبيعية مستخرجة من الجبال، مع إضافة الملح والخل لتعزيز ثبات الألوان، وأشار أن الألوان لا تتأثر بالغسل، مما يجعلها مناسبة للأعمال التي تعرض في الشوارع.

واختتم توضيحاته مؤكدا أن هذه الحرفة تستمر لإحياء التراث المصري القديم وتعتمد بشكل كامل على الحرف اليدوية القديمة، وتساهم في تعريف الأجيال الجديدة بفنون مصرية تاريخية والحفاظ على هذا التراث العريق.

واختتم اليوم بزيارة لساحة ومسجد الشيخ الطيب بمركز ومدينة القرنة.

ويستضيف الأسبوع الثقافي أطفال المحافظات الحدودية الستة: شمال سيناء، جنوب سيناء، البحر الأحمر" حلايب والشلاتين وأبو رماد"، الوادي الجديد، مطروح، أسوان، بالإضافة إلى عدد من أطفال المناطق الجديدة الآمنة بالقاهرة، وتعقد فعالياته بقصر ثقافة الأقصر الذي يشهد ورش الأسبوع، بخلاف العديد من الجولات لأهم معالم المدينة التاريخية العريقة.

الأسبوع تنظمه هيئة قصور الثقافة وينفذ بإشراف لاميس الشرنوبي، رئيس إقليم القاهرة وشمال الصعيد الثقافي، والمدير التنفيذي لمشروع أهل مصر أطفال، ويقام ضمن برنامج الإدارة المركزية للدراسات والبحوث برئاسة د. حنان موسى، رئيس اللجنة التنفيذية لمشروع أهل مصر، بالتعاون مع إقليم جنوب الصعيد الثقافي، برئاسة عماد فتحي، وفرع ثقافة الأقصر، برئاسة حسين النوبي.

مشروع "أهل مصر" أحد أهم مشروعات وزارة الثقافة المقدمة لأبناء المحافظات الحدودية "المرأة، والشباب، والأطفال" وينفذ ضمن البرنامج الرئاسي، الذي يهدف لتشكيل الوعي، وتعزيز قيم الانتماء والولاء للوطن، ورعاية الموهوبين، وتحقيق العدالة الثقافية.

IMG-20241101-WA0052 IMG-20241101-WA0048 IMG-20241101-WA0050 IMG-20241101-WA0049 IMG-20241101-WA0051 IMG-20241101-WA0044 IMG-20241101-WA0046 IMG-20241101-WA0045 IMG-20241101-WA0043 IMG-20241101-WA0047

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الأقصر قصور الثقافة وزارة الثقافة محافظة الاقصر محافظ الأقصر الهيئة العامة لقصور الثقافة قصر ثقافة هيئة العامة لقصور الثقافة المحافظات الحدودیة أهل مصر IMG 20241101

إقرأ أيضاً:

“التـراث العربي في الأندلس” محور محاضرة ثقافية في المعهد الثقافي العربي بميلانو

نظّم المعهد الثقافي العربي بالجامعة الكاثوليكية في مدينة ميلانو الإيطالية، بالتعاون مع هيئة الشارقة للكتاب، فعالية ثقافية استهلّها بمحاضرة تناولت التراث العربي والإسلامي في الأندلس، واختتمها بحفلٍ لتكريم المشاركين المتميّزين في ورشة الخط العربي، بحضور سعادة أحمد بن ركاض العامري، الرئيس التنفيذي لهيئة الشارقة للكتاب، وماريو جاتي، مدير جامعة القلب المقدّس الكاثوليكية، والدكتور وائل فاروق، مدير المعهد العربي بميلانو.

نشر الثقافة العربية وقيمها الإنسانية
وأكّد سعادة أحمد بن ركاض العامري أن الفعالية تأتي في إطار رؤية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الرامية إلى نشر الثقافة العربية وقيمها الإنسانية في مختلف أنحاء العالم، وتعزيز جسور التبادل الفكري والمعرفي بين الحضارات، مشيراً إلى أنّ الاحتفال بتخريج مجموعة من الطلبة الإيطاليين المتقنين لفنون الخط العربي يعكس نجاح الجهود المشتركة في تقريب المسافات بين الشعوب، وإعلاء قيم التسامح والمحبة والانفتاح.
وقال العامري: “نعتز بأن المعهد الثقافي العربي أصبح يشكّل منصّة حيوية لتعزيز الحضور العربي في أوروبا، سواء من خلال نوادي السينما والكتاب والقراءة، أو عبر الفعاليات الثقافية المتواصلة، بما يمثل استكمالاً لمسيرة نشر المعرفة والارتقاء بقيم الإنسانية المشتركة التي تعمل الهيئة على تعميمها في مختلف مدن وعواصم العالم”.

ملتقى المعجبين بالمنجز الحضاري العربي
بدوره، قال الدكتور وائل فاروق: “على مدى شهرين ونصف تمكّن المعهد من تنظيم سلسلة متكاملة من الفعاليات الثقافية، وذلك في إطار سعينا إلى توسيع دائرة الاهتمام بالثقافة العربية وإثراء الحوار الحضاري. واليوم نكرّم الطلبة المتميزين في فنّ الخط، أولئك الذين أثبتوا إبداعاً والتزاماً يعكسان شغفهم بهذا الفن العريق واحتفاءهم بتراثنا البصري المتجذّر عبر القرون”.
وأضاف فاروق: “ما يبعث على الفخر والاعتزاز أنّ المعهد العربي بات ملتقى لأشخاص من مختلف الثقافات الغربية، اجتذبهم الإعجاب بالمنجز الحضاري العربي، واليقين بإسهامات هذه الحضارة في نهضة العالم الحديث. ونستمدّ إلهامنا من رؤية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، مؤسس هذا الإنجاز الثقافي، الذي فتح أمامنا آفاقاً أرحب لنشر قيم الحوار والتسامح والإبداع. فأصوات المبدعين المتأثرين بالثقافة العربية وروادها من العلماء الذين أسهموا في صياغة معارف الإنسانية، تضعنا أمام مسؤولية مواصلة بناء جسور التفاهم والارتقاء بواقع الثقافة العالمية نحو مزيد من الازدهار والتأثير”.

الإسهامات الإبداعية للعرب في الأندلس
وفي سياق متصل، تناولت المحاضرة التي قدّمها الكاتب والمؤرّخ الإسباني الأب خوسيه باسكوال مارتينيز الأثر العميق للثقافة العربية في تشكيل النسيج الاجتماعي لأوروبا، مسلّطاً الضوء على الإسهامات الإبداعية للعرب في الأندلس على مرّ التاريخ. واستعرض مارتينيز جوانب متعدّدة من هذا الإرث، شملت تطوّر اللغة، وأساليب الأزياء، والتقاليد الاجتماعية، وصولاً إلى نظم الريّ وفنون الموسيقى، وما تركته من بصمات حضارية أغنت المشهد الأوروبي.

استكشاف جماليات وروحانيات الخط العربي
وعلى مدى شهرين ونصف، نظّم المعهد العربي مجموعة من الأنشطة الثقافية المتنوعة عبر نادي القراءة ونادي السينما وورش الخط العربي، اختُتمت بتكريم الطلبة المتميّزين في فنّ الخط العربي، حيث قام سعادة أحمد بن ركاض العامري، يرافقه مدير الجامعة الكاثوليكية، بتكريم هذه النخبة المبدعة، تقديراً لإسهاماتهم في حفظ جماليات الخط العربي وتعزيز حضور الثقافة العربية في هذا المحفل العلمي والثقافي الأوروبي. ورغم أن معظم الطلبة لا يتحدّثون اللغة العربية أو يكتبونها بطلاقة، إلا أنهم تمكّنوا من إتقان فنون الخط العربي.
وأشار المشاركون في الدورة إلى أنّ البرنامج التدريبي على الخط العربي لم يقتصر على التعرّف إلى جماليات الحرف فحسب، بل انصبّ أيضاً على استكشاف روحانيّاته ودلالاته الفنية، مؤكدين أنّ تجربة تعلّم خطّي الرقعة والديواني كانت مميّزة، إذ عملوا على خطوط تتطلّب دقّة ومهارة عالية، وتمكّنوا بفضل إرشادات المشرفين من استيعاب أسرار هذا الفن الراقي، ممّا فتح أمامهم آفاقاً جديدة لفهم الثقافة العربية من منظور جمالي وفكري.
وفي ختام الفعالية، عرض المعهد فيلم “أنا مع العروسة” بحضور مخرجيه جابرييل ديل غراند وخالد سليمان الناصري، تلته جلسة حوارية معهما تناولت الأبعاد الحضارية التي يضيئها العمل، وقدرته على تجسيد روح التآخي الإنساني والثقافي.


مقالات مشابهة

  • "أهل مصر".. رأس محمد تستقبل أطفال المحافظات الحدودية
  • تعامد الشمس على معابد الكرنك بالأقصر... شاهد
  • تسيير قوافل إلى المحافظات الحدودية البحر الأحمر ومطروح والوادي الجديد وجنوب سيناء
  • أطفال المحافظات الحدودية في ضيافة متحف شرم الشيخ ضمن مشروع أهل مصر
  • استكمال الفعاليات الفنية بالمحافظات الحدودية بعروض فرقة التلقائيين للأطفال
  • ختام البرنامج الرئاسي أهل مصر للمحافظات الحدودية في الوادي الجديد
  • وزارة الثقافة تُطلق برنامج المنح الثقافية البحثية والأولويات البحثية للقطاع الثقافي
  • ورش متنوعة في "أهل مصر" وتفاعل إيجابي بين أطفال المحافظات الحدودية
  • “التـراث العربي في الأندلس” محور محاضرة ثقافية في المعهد الثقافي العربي بميلانو
  • تواصل منافسات التصفيات التمهيدية لأولمبياد المحافظات الحدودية بأسوان