السيد نصر الله لقادة العدو : إذا اخترتم الحرب .. فستعودون أيضا إلى العصر الحجري
تاريخ النشر: 14th, August 2023 GMT
وفي كلمة في الذكرى الـ 17 لانتصار تموز 2006، أضاف أنّ "المشهد العظيم في مثل هذا اليوم من عام 2006 كان العودة الشجاعة والسريعة للناس والتي ثبّتت الانتصار العسكري".
وأشار السيد نصر الله إلى أنّ مشهد عودة قوافل السيارات على كل الطرقات أعربت "عن ثبات شعبنا بالموقف وتمسكه بالأرض وعن التزامه الحاسم بخيار المقاومة مهما عظمت التضحيات".
وبيّن أنّه "لولا البناء على نتائج حرب تموز 2006 لما تحققت الانتصارات لاحقاً"، لافتاً إلى أنّ "لبنان اليوم أمام مرحلة جديدة هي من نتائج هذه الانتصارات".
وأوضح، في السياق، أنّ "عملية ترسيم الحدود البحرية وبدء التنقيب ما كانت لتتحقق لولا البناء على نتائج حرب تموز في 2006".
وأكّد السيد نصر الله أنّ الضمانة الحقيقية للحفاظ على حقوق لبنان وثروته النفطية "هو احتفاظ لبنان بكل عناصر القوة وفي مقدمها المقاومة".
وأضاف أنّ "ما يمنع العدو من الانتقاص من حقوق لبنان هو فهمه أنّ أي محاولة ستُقابل برد الفعل القوي الذي سيجعله نادماً"، مردفاً أنّ "المقاومة جعلت الجبهة الداخلية الإسرائيلية جزءاً من الحرب بعد أن كانت قبل 2006 بمنأى عن ذلك".
وأفاد السيد نصر الله بأنّه "بعد 2006، أضاف الصهاينة عنصراً رابعاً للعقيدة الأمنية المتمثل بالدفاع والحماية، بحيث اضطر للتفتيش عن منظومات اعتراض الصواريخ، وعمل جهداً كبيراً وأنفق بشكل هائل".
وتابع أنّ "الأهم في الجبهة الداخلية، هو عدم استعداد مستوطني ومستعمري ومحتلي هذه الأرض للتضحية وتحمل التبعات".
وشدّد السيد نصر الله على أنّه "بعد 17 عاماً من المناورات والتجهيزات والتطوير لم يتمكن الإسرائيليون من ترميم صورة الجيش الإسرائيلي".
ووفقاً له، فإنّ "العدو انتقل من الهجوم ومن كونه صاحب المبادرة إلى أن يكون في موقع الدفاع، فيما الجيش الإسرائيلي اليوم في أسوأ حال نسبة لأي زمن مضى".
وأوضح أنّ الجيش الاسرائيلي "يعاني من ضعف الروح القتالية وانعدام الثقة بين العناصر والقادة ومع المستوى السياسي، وضعف الإقبال على الوحدات القتالية، وغياب الإنجازات البرية، ومحاولة الاقتحام الفاشلة في غزة شاهدة على ذلك".
ورداً على التهديدات الإسرائيلية بتحويل لبنان وإعادته إلى العصر الحجري، هدّد السيد نصر الله قادة "إسرائيل" قائلاً: "إذا ذهبتم إلى الحرب مع لبنان، أنتم ستعودون إلى العصر الحجري".
وأكّد أنّ "محور المقاومة أمسك بزمام المبادرة بنسبة كبيرة، وإسرائيل اليوم تختبئ خلف الجدران"، مضيفاً أنّ "العدو يستطيع أن يحسب كم صاروخ دقيق تحتاج المقاومة لاستهداف بنيته التحتية الأساسية".
وشدّد السيد نصر الله على أنّه "إذا تطورت المعركة إلى معركة مع محور المقاومة لن يبقى شيء إسمه إسرائيل"، لافتاً إلى أنّ - "مسار محور المقاومة هو مسار تصادي".
وحرب تموز 2006، التي أطلقها الاحتلال الإسرائيلي ضد لبنان عقب عملية "الوعد الصادق" التي نجح فيها حزب الله في أسر جنديين إسرائيليين في عملية نوعية على الحدود اللبنانية-الفلسطينية المحتلة، في 12 تموز 2006، يطلق عليها الإسرائيلي "حرب لبنان الثانية"،
وقد هدف من خلالها إلى تدمير قوة حزب الله واحتلال أجزاء واسعة من لبنان، لكنه فشل في ذلك بعد نجاح المقاومة في لبنان في التصدي له وتكبيده خسائر فادحة في القوات المهاجمة كما في جبهته الداخلية.
وقد انتهت الحرب بعد 33 يوماً من القتال، من غير أن تنجح القوات الإسرائيلية في احتلال أراضٍ لبنانية، وبعدما تعرّضت لضربات نوعية في البرّ والبحر والجو، ورشقات صاروخية أوقعت عشرات القتلى والجرحى من المستوطنين ووصلت إلى جنوبي حيفا.
كما تكبّد "جيش" الاحتلال نحو 150 قتيلاً معظمهم من قوات النخبة، فضلاً عن مئات المصابين، وخسائر فادحة في الدبابات والإمكانات العسكرية.
حادثة الكحالة بعهدة القضاء
وبشأن الحادثة الأخيرة عند كوع الكحالة، أوضح السيد نصر الله أنّها كانت "حادثة طبيعية حيث انقلبت بسبب عطل تقني، فالشاحنات تمر من هناك ويحصل حوادث".
وتابع أنّ "الحادثة كانت طبيعية إلى أن قامت إحدى القنوات التلفزيونية المعروفة بتحريض الناس بأنّ الشاحنة تنقل السلاح".
وأفاد السيد نصر الله بأنّ "الشاحنة بقيت لأكثر من 3 ساعات نقل خلالها الشباب سائقها إلى المستشفى واستدعوا رافعة لنقلها وعملنا على استيعاب الوضع منذ البداية".
وأردف أنّ "هناك ناس قدّموا الموضوع على أنّ حزب الله اعتدى على أهل الكحالة، لكن خلال الساعات الـ3، كان الشباب يعالجون انقلاب حادث الشاحنة ولم يحصل أي شيئ إلّا بعدما حرّضت هذه القناة التلفزيونية".
وقال إنّ "الذي يتحمل بالدرجة الأولى التداعيات المحتملة لما كان سيحصل في البلد ككل وسفك الدماء والتحريض على القتل هي هذه القناة الخبيثة".
وأضاف السيد نصر الله أنّ "عدد الذين كانوا في ميدان الحادث معروف، وبعضهم جاء من خارج الكحالة، فالمشكل معهم وليس مع أهل الكحالة"، مؤكّداً أنّ هذه الحادصة اليوم في عهدة القضاء، الذي يجب أن يعالج مسألة التحريض الإعلامي.
وقال إنّ "الشهيد أحمد قصاص استشهد بالدفاع عن المقاومة وعن جهوزيتها"، مشيداً بـ"بصيرة ووعي عائلته".
وأشار إلى أنّه "صدرت مواقف مسؤولة وخصوصاً في الوسط المسيحي تدعو إلى التهدئة ومنها موقف الرئيس ميشال عون"، مضيفاً أنّ "هناك قوى سياسية دافعت عن المقاومة، والشكر لهم جميعاً".
وشدّد السيد نصر الله على أنّ "حادثة الكحالة أثبتت أنّ مؤسسة الجيش هي المؤسسة الضامنة للأمن والسلم والاستقرار في البلد".
لكن في المقابل، "هناك زعامات سياسية، بمعزل عن خلفياتها من الواضح من سلوكها وبيانها ومعها وسائل إعلام معينة، تدفع البلد نحو الانفجار والحرب الأهلية"، وفق السيد نصر الله.
وأردف قائلاً: "هؤلاء يعملون على التعبئة والتحريض في أكثر من ساحة لكن بعدها من يسيطر على الموقف؟ هل من مصلحة المسيحيين بالدرجة الأولى الذهاب الى الحرب الأهلية؟".
ولفت إلى أنّ "هناك احتمال آخر أنّ هؤلاء هدفهم أن يقنعوا الرأي العام اللبناني أنّ الحل في لبنان هو التقسيم لكن هذا لن يحصل"، مؤكّداً أنّ "التقسيم ليس في مصلحة أي طائفة، والمرحلة تحتاج إلى تدبر وتعقل وليس السير مع الغرائز".
وشدّد الأمين العام لحزب الله، في السياق، أنّ "الكل خاسر في الحرب الأهلية، خاسر حتى القوي، لأنّها تستنزف الجميع وهناك الكثير من الدول والأطراف الذين سيعملون على تسعير هذه الحرب من بينهم إسرائيل".
وأردف أنّه "لا خيار أمام هذا البلد إلاّ الشراكة والسير مع بعض لو ببطء أفضل من أي خيار آخر".
وأعلن السيد نصر الله أنّ "الحوار مع التيار الوطني الحر جدي وإيجابي، ويحتاج إلى بعض الوقت كونه يحتاج إلى التشاور مع بعض القوى السياسية"، في أنّ "هناك قوى سياسية لا تريد أي حوار بين اللبنانيين، بل تريد تخندقاً واصطفافات وتعبئة".
كذلك، تقدّم السيد نصر الله بواجب العزاء بشهداء التفجيرات في باكستان وفي البادية السورية وفي شيراز، مشيراً إلى أنّ "هناك قراراً أميركياً بعودة داعش إلى العمل في العديد من الساحات كما يبدو".
المصدر: ٢٦ سبتمبر نت
كلمات دلالية: السید نصر الله أن د السید نصر الله تموز 2006 على أن إلى أن
إقرأ أيضاً:
قبلان: التحريض على المقاومة لا يخدم لبنان
وجه المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان رسالة الجمعة، واستهلهل:" تأكيدا من الله العزيز الحكيم لحقيقة القوة الأكبر من واقع الأرض وطغيان فراعنتها وطغاتها قال تعالى:(وَمَا جَعَلَهُ اللّهُ إِلاَّ بُشْرَى وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ، وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللّهِ، إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ)، قال ذلك بسياق حسمه تعالى لتفاهة وخفّة الظلمة والطغاة الذين يعيشون عقدة القوة والجبروت وفساد الدم وحقد الدوافع على الإنسان وقيمته الوجودية والأخلاقية، فيما الإنسان يعيش وسط أقل من ذرّة فيزيائية في بحر هذا الكون الواسع، والقضية هنا قضية واقع إلهي يقول للخليقة: الأرض أقل من لعبة جبروت وطغيان، وواقع الكون أوسع من إمكانات البشر ونار غرائزهم الشرهة، وصفة الوجود أعمق من مادية الإنسان وقصور حسّه، وبكل مفصل من مفاصل هذا الوجود تجد الله تعالى، وضمن هذا السياق يحسم اللهُ حقيقة الإنتصار على الظلمة والجبابرة والطغاة ويقدّم هذه النتيجة كأمر سهل ومحسوم في عالم السنن وواقع الأعمال الوجودية، ويخلص لنتيجة مفادها أنّ سنن الله حاضرة بمفاصل التاريخ وطبيعة الصراع، كما أن واقع الأرض مفتوح على غوث السماء".
وقال :"وما يجري على الجبهات التي يشعلها طغاة الأرض وتنتهي بانكشاف قوتهم وقصور قدرتهم عن تحقيق أهدافهم دليل قوي على سفاهة مشروعهم وسخافة عقولهم، وهذا يفترض بالمستضعفين أن يعيشوا الحقيقة السماوية والسنن الدنيوية، وأن يتكاتفوا بسياق تأمين الأرضية اللازمة لكسر الطغاة وتحقيق مطالب الإنسان بكل ما تحتاجه صيغته الإجتماعية والوجودية، وأميركا وإسرائيل فيث هذا السياق مظهر من مظاهر هذا الطغيان المجنون الذي لا بد من مواجهته وتمزيق قواه وعراه".
ورأى ان "القضية تكمن بتنظيم القوة العادلة وتأمين شروطها وليس بقوة واشنطن وإسرائيل الجامحة، والخطير بهذه المعادلة الأنظمة والشعوب التي تصر على لعب دور النعجة العمياء في هذا المعسكر الطاغي، والشرق الأوسط خير دليل على ذلك، والقضية هنا أن تكون ممانعا أبيا، معتصما بالله وشريكا في نضال الإنسانية وقضاياها، والخطورة بالفساد السياسي، لأن ذلك يحول أنظمة بكاملها مجرد جيش في معسكر الطغيان العالمي، ويدفع بها لأن تكون طغمة قاتلة بمشروع إبادة أطفال ونساء غزة ولبنان، واللحظة للتاريخ، وواقع الإنسان من واقع هويته الإلهية، ومن يخسر مع الله يخسر كل شيء".
وتابع :" ولبنان قضية أخلاقية وغزة ضمير إنساني، ومحور الصراع الحق والإنسان والأخلاقيات الكيانية والدولية، واليوم لبنان يعيش محنة قتال أخلاقي، وما تقوم به المقاومة قوة سيادية ضامنة ومنطق وطني وأخلاقي قل مثيله، والأصوات المحرضة على المقاومة منحازة بشدة لصالح الآلة الصهيونية وإرهابها، والخصومة السياسية مفهومة إلا أن تصير شراكة مع آلة الحرب الصهيونية، والجبهة الجنوبية لا تحتاج إلى دعم عسكري بل إلى تضامن وطني".
أضاف :" ويجب الإنتباه إلى أن البلد يعيش لحظة تاريخية برمته، والمنطقة تغلي فوق بركان وشيك، والمقاومة تقاتل بوتيرة أكبر وأشد مراسا وتأثيرا، والواقع القتالي كبير وضامن رغم القوة المفرطة التي يندفع بها الإسرائيلي وداعموه، والخشية فقط من الأتاوة السياسية، وللتحذير أقول: منطقة الشرق الأوسط محكومة بتوازنات تاريخية معقدة، وترامب سيعوم فوق هذه التعقيدات ليس أكثر، ووسط هذه الخريطة لبنان قوي بمقاومته ومشروعه الوطني وشعبه الحاضن".
واستطرد المفتي قبلان : وللمرة الألف أقول: لا يراهنن أحد على نسف التركيبة السياسية أو الروحية في البلد، والتعويل على تداعيات الحرب خطأ قاتل، ونتيجة الحرب لن تصب بمصلحة تل أبيب، ولبنان كان وسيبقى بلد الشراكة والتضامن الوطني، والدولة مطالبة بإغاثة مواطنيها وتأمين حقوقهم، والتهرب خيانة، والجهات الرسمية ترمي أعباء النزوح على الجمعيات الأهلية والمبادرات الفردية، وإرضاء أي جهة دولية لا يكون على حساب لبنان وسيادته الوطنية، ولبنان ومقاومته وواقعه الوطني قوي جدا وليس بموقع ضعيف، وترك مئات الأطنان من المساعدات الإغاثية بالمدرج الغربي للمطار تحت الشمس والمطر والقصف الصهيوني يصب بصالح إسرائيل وليس بعون النازحين".
وتابع :" والعرب ستندم على سكوتها عن إبادة غزة، والتاريخ يتغير بشدة، وإسرائيل ربحت الأطلسي وخسرت قدرتها الذاتية، والمقاومة أكدت مجددا أنها أكبر من أكبر مشروع دولي وأهم من أخطر اندفاعة أطلسية، واللحظة الآن للسيادة والوحدة الوطنية والعائلة اللبنانية التي أكدت أنها فوق الزواريب السياسية، ونهاية الحرب ليست بعيدة، وما يجري الآن تحضير مادة التسوية بالنار، وسيادة لبنان محمية بالتضحيات والقدرات الضامنة، وواقع الجبهة الجنوبية يؤكد القيمة السيادية الفعلية للبنان".
ورأى المفتي قبلان "ان التحريض على المقاومة لا يخدم لبنان، والتجربة الحالية للتضامن الأهلي تؤسس لنوع من إلفة وطنية لا سابق لها، ولا مقايضة سياسية، ولا تراجع عن أولويات لبنان، ولا انتقاص وطنيا، ولا سيادة فوق سيادة لبنان".