لافروف يكشف توقف مفاوضات التطبيع بين تركيا والأسد.. هذه نقطة الخلاف
تاريخ النشر: 1st, November 2024 GMT
كشف وزير الخارجية الروسي، الجمعة، عن توقف عملية التفاوض بين تركيا والنظام السوري على خلفية اختلاف في مواقف الطرفين إزاء الوجود العسكري التركي في شمال غربي سوريا، وذلك على الرغم من تكثيف أنقرة جهودها خلال الأشهر الأخيرة بهدف تطبيع العلاقات مع دمشق.
وتوجهت الأنظار الأسبوع الماضي إلى روسيا حيث اجتمع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين على هامش قمة مجموعة دول "بريكس"، حيث تحدثت تقارير عن وضع ملف التطبيع بين تركيا ونظام بشار الأسد على الطاولة خلال اللقاء.
وقال لافروف في حديثه مع صحيفة "حرييت" التركية، إن ملف التطبيع التركي مع النظام السوري "كان أحد المواضيع التي تناولها لقاء أردوغان مع بوتين"، مشيرا إلى أن بلاده "تبذل جهودا متواصلة لإنهاء الصراعات بين دمشق وأنقرة".
وأضاف أن "تطبيع العلاقات السورية التركية له أهمية كبيرة للاستقرار المستدام في سوريا وتعزيز الأمن في منطقة الشرق الأوسط"، موضحا أنه ناقش هذا الملف من نظيريه الإيراني والتركي أواخر شهر أيلول /سبتمبر الماضي خلال اجتماع وزراء خارجية الدول الضامنة لعملية "أستانا" في نيويورك.
ولفت وزير الخارجية الروسي إلى إجراء سلسلة من الاتصالات على مستوى وزارات الخارجية ووزارات الدفاع وأجهزة المخابرات في إطار الصيغة الرباعية لروسيا وإيران وتركيا والنظام السوري في العاصمة الروسية موسكو العام الماضي.
وبحسب لافروف، فإن هذه الاتصالات حددت القضايا التي تتطلب اهتماما خاصا في ملف التطبيع، بما في ذلك عودة اللاجئين السوريين و"مكافحة الإرهاب" وضمان أمن الحدود.
وتركز أنقرة التي أعادت مسار التطبيع المتعثر مع الأسد إلى الواجهة خلال الأشهر الأخيرة على ضرورة استئناف العلاقات من خلال بحث ثلاث ملفات رئيسية هي مكافحة الإرهاب في إشارة منها إلى وحدات حماية الشعب الكردية التي تشكل العصب العسكري لقوات سوريا الديمقراطية "قسد" شمال شرقي سوريا، فضلا عن ملفي عودة اللاجئين السوريين وضمن أمن حدودها مع سوريا.
وفي السياق، دعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الأسد إلى إجراء لقاء في تركيا أو بلد ثالث من أجل بدء حقبة جديدة من العلاقات، إلا أن النظام السوري شدد على ضرورة سحب القوات التركية من الأراضي السورية في المقام الأول.
وقال وزير خارجية روسيا، التي تعد حليفا رئيسيا للأسد، في حديثه للصحيفة التركية، إن "اختلاف مواقف دمشق وأنقرة (بشأن انسحاب القوات التركية) أدى إلى توقف عملية التفاوض".
وأضاف أن نظام الأسد "يصر على أنه من الضروري أولا توضيح مسألة انسحاب الوحدات العسكرية التركية من الأراضي السورية. بينما تؤكد تركيا التزامها بسيادة سوريا ووحدة أراضيها من حيث المبدأ، لكنها تعرض مناقشة مسألة سحب القوات في وقت لاحق".
وزير الخارجية الروسي، شدد على أن بلاده "ستشجع بنشاط الاستئناف السريع لعملية التفاوض، بما أن هناك إشارات من العاصمتين باهتمام جدي باستئناف الحوار"، حسب تعبيره.
يشار إلى أن دمشق كانت تعد حليفا اقتصاديا وسياسيا مهما لأنقرة قبل انطلاق الثورة السورية عام 2011، حيث شهدت العلاقات بين البلدين مرحلة مزدهرة، تكللت بلقاءات عائلية بين الأسد وأردوغان، إلا أن العلاقات تدهورت بشكل غير مسبوق في تاريخ البلدين؛ على خلفية رفض أنقرة عنف النظام ضد الاحتجاجات الشعبية، ثم اتجاهها إلى دعم المعارضة السورية.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات سياسة دولية سياسة دولية تركيا روسيا أردوغان الأسد النظام السوري الأسد تركيا أردوغان روسيا النظام السوري المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
سوريا من الحضن العربي إلى الأحضان التركية والصهيونية
القاضي/ علي يحيى عبدالمغني
أنفقت السعوديّة ودول الخليج خلال عقد من الزمن عشرات ومئات المليارات من الدولارات لتدمير سورية، ونقل إليها الأتراك والأمريكيون الجماعات والعناصر التكفيرية من كافة دول العالم لإسقاط النظام السوري، إلا أنه صمد في وجه هذه المؤامرة الدولية، وتمكّنت سوريا بمساعدة الحلفاء من جُلِّ المحافظات السورية التي وصلت إليها هذه الجماعاتُ التكفيرية.
دفعت إيران وحزب الله أثمانًا باهظة في هذه الحرب الكونية، التي استمرت عشر سنوات تقريبًا، إلا أن النظامَ السوريَّ للأسف لم يستغل هذا النصر الذي تحقّق، ويثبت وجوده ووجود حلفائه على الأرض، ويعيد إعمار ما دمّـرته الحرب، وظن أنه في مأمنٍ من عودتها مجدّدًا.
بتخطيطٍ أمريكي وصهيوني مع النظام التركي، غيَّرت السعوديّة ودول الخليج طريقة تعاملها مع النظام السوري، وبدأ “ابن زايد وابن سلمان” يغازلان “بشار الأسد” باستضافته في الرياض وأبو ظبي، وفتح سفارتيهما في دمشق، وإعادة سورية إلى الجامعة العربية، وإقناعه بضرورة تخليه عن حلفائه، لإعادته إلى الحضن العربي، مقابل إعادة إعمار سوريا وفك الحصار المفروض عليها، وكذلك فعل النظام التركي عن طريق روسيا، وانخدع بهذه الوعود الكاذبة.
وقع الأسد في المصيدة، فبدأ يضايق حلفاءه الذين حافظوا على بقائه، ويقلص وجودهم في سوريا، فأخرج سفير صنعاء من السفارة اليمنية وسلّمها للأطراف الموالية للإمارات والسعوديّة، وزوّدهما بمعلوماتٍ دقيقة ومفصلة عن تواجد إيران وحزب الله وبعض القيادات الفلسطينية في سوريا ولبنان.
وحتى تعود سوريا إلى الحضن العربي وَكما كانت دولةً مدنية علمانية بعيدة عن الصراعات الإقليمية والدولية خالية من وجود محور المقاومة؛ قدمت السعوديّة والإمارات والأتراك المعلوماتِ التي وصلتها من المخابرات السورية عن تواجد إيران وحزب الله وبعضِ القيادات الفلسطينية في كافة المحافظات السورية للإدارة الأمريكية وحكومة الكيان اللتين تكفلتا بإخراج سوريا من محور المقاومة وإعادتها إلى الحضن العربي.
خلال العدوان “الصهيوأمريكي” على قطاع غزة ولبنان تلقت إيرانُ وحزبُ الله ضرباتٍ موجعةً في سوريا، كشفت ظهر الأسد وأظهرت عورته وقلّمت مخالبَه، وما أن توقف العدوان الصهيوني على لبنان حتى بدأ الإرهاب التركي الخليجي يجتاح المدن والبلدات السورية التي تساقطت كالفراش، واحدةً تلو الأُخرى حتى وصلت الجماعات المسلحة إلى العاصمة دمشق خلال أَيَّـام معدودة دون أن يطلق الجيش السوري طلقة واحدة لإيقاف هذا الاجتياح المدروس والمعد مسبقًا.
وجد الأسد نفسه وحيدًا في ميدان المعركة، وفريسة سهلة للحيوانات التركية والأمريكية، ولم يكن أمامه سوى اللجوء إلى الدب الروسي الذي أخذ نصيبَه من الكعكة، وأثبت حُسن نواياه للأمريكي في سوريا ليعوِّضَه عنها في أوكرانيا، وبذلك خسر الدبُّ والأسدُ وجودَهما في دمشق واللاذقية وغيرهما.
سقطت سوريا من الأحضان العربية إلى الأحضان الصهيونية والتركية، التي باتت اللاعب الوحيد فيها، والمستفيد الأول من تدميرها، وبات الأسد جثةً هامدةً في المتحف الروسي، والقطط والفئران تنبش ضريحَ والده، والعصابات الصهيونية على بُعد عشرين كم من دمشق العاصمة، وفي الختام الأسد استسلم للقطط، والعرب سلّموا سوريا لأيادٍ أمينةٍ تركية وصهيونية.
* أمين عام مجلس الشورى