لبنان ينفي طلب واشنطن وقف إطلاق النار «من طرف واحد»
تاريخ النشر: 1st, November 2024 GMT
نفى مكتب رئيس حكومة تصريف الأعمال في لبنان نجيب ميقاتي، “أن تكون الولايات المتحدة قد طلبت من بيروت إعلان وقف إطلاق النار من جانب واحد”.
وفي بيان لوكالة رويترز، قال مكتب ميقاتي: “إن موقف الحكومة واضح بشأن السعي إلى وقف إطلاق النار من الجانبين وتنفيذ قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 1701، الذي أنهى آخر جولة من الصراع بين الطرفين في عام 2006”.
وفي وقت سابق اليوم، أفادت تقارير إعلامية، “بأن المبعوث الأمريكي إلى لبنان أموس هوكشتاين طلب من لبنان أن يعلن وقفا لإطلاق النار من جانب واحد مع إسرائيل كجزء من المفاوضات الدائرة بهذا الشأن”.
ونقلت وكالة “رويترز” عن مصدر سياسي لبناني رفيع المستوى ودبلوماسي كبير قولهما: “إن المبعوث الأمريكي طلب من لبنان هذا الأسبوع إعلان وقف إطلاق النار من جانب واحد مع إسرائيل كجزء من الجهود الرامية إلى مساعدة المفاوضات على التوصل إلى حل للصراع المستمر منذ أكثر من عام”.
وقالت المصادر إن “الجهود التي بذلها المبعوث الأمريكي في لبنان نقلت إلى رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي، لكن مثل هذا الإعلان كان ينظر إليه على أنه غير قابل للتطبيق في لبنان، حيث أنه يعادل الاستسلام”، وفق ما أوردت الوكالة.
المصدر: عين ليبيا
كلمات دلالية: بلينكن ونتنياهو تسوية في لبنان نجيب ميقاتي وقف إطلاق النار إطلاق النار من
إقرأ أيضاً:
بريطانيا تعود لمربع العدوان إلى جانب واشنطن: مشاركة في القصف وتقاسم لفشل الردع وأثمان المغامرة
يمانيون../
في تطور لافت يحمل دلالات سياسية وعسكرية عميقة، أعلنت وزارة الدفاع البريطانية رسميًا عن مشاركتها إلى جانب الولايات المتحدة في العدوان المتواصل على اليمن، من خلال تنفيذ ضربات جوية استهدفت العاصمة صنعاء وعدداً من المحافظات الشمالية، في سابقة تعكس حجم الفشل الأمريكي في تحقيق أهدافه العدوانية، وحاجته المُلِحّة لتوريط شركاء دوليين في مستنقع مكلف.
بيان الدفاع البريطانية وصف الهجوم بـ”عملية عسكرية مشتركة” نُفذت مساء الثلاثاء، مستعرضًا تفاصيل مشاركة طائرات تايفون FGR4 في قصف “مبانٍ جنوب صنعاء” باستخدام قنابل موجهة من طراز بافواي 4، مدعومة بطائرات فوييجر للتزود بالوقود في الجو، في محاولة لإضفاء الطابع العملياتي المنظم على غارات وصفتها مصادر ميدانية بـ”العشوائية” و”الانتقامية”، نتيجة لفشل العدوان في تحقيق أي اختراقات استراتيجية حتى اللحظة.
اللافت أن البيان البريطاني لم يأتِ بجديد سوى تأكيد ما سبق وأن حذر منه قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي، الذي أشار إلى أن الولايات المتحدة تسعى إلى الزج بحلفائها في المعركة، بعد أن تكسرت أدواتها العسكرية والاستخباراتية أمام صمود اليمنيين وضرباتهم النوعية في البحر الأحمر وباب المندب.
العودة البريطانية إلى مربع العدوان، بعد فترة من الحذر والتملص من التورط المباشر، تكشف عن أمرين جوهريين:
أولًا، عجز واشنطن عن مواصلة العدوان منفردة أو تحقيق أي ردع حقيقي أمام الضربات اليمنية المتواصلة التي استهدفت مصالحها وملاحتها.
ثانيًا، اضطرار بريطانيا للمشاركة من باب “تقاسم الخسارة” لا “تقاسم النصر”، في لحظة تبدو فيها الولايات المتحدة منهكة سياسياً وعسكرياً في المنطقة.
كما أن تباهي البيان البريطاني بتنفيذ الغارات “ليلاً” يضيف بُعداً إنسانياً قاتماً للعدوان، إذ يُعد هذا التوقيت أحد أساليب الترويع المقصودة لإحداث أقصى قدر من الصدمة لدى السكان المدنيين، وهي ممارسة لا تبتعد كثيراً عن أساليب الجيوش الصهيونية التي تُعنى ببث الرعب قبل إصابة الأهداف، أو حتى في حال عدم وجود أهداف عسكرية أصلًا، وهو ما يؤكده قصف منازل مدنيين وممتلكات خاصة في صنعاء وصعدة والجوف.
ميدانياً، شهدت صنعاء ومحيطها غارات جوية أمريكية – بريطانية استهدفت منشآت ومنازل سكنية، كما تعرضت محافظتا صعدة والجوف لعدة ضربات مشابهة، ما أدى إلى أضرار مادية كبيرة في الممتلكات، دون أن تسجل أهداف عسكرية ذات قيمة.
سياسياً، يُعد هذا التطور امتدادًا لتورط غربي مباشر في دعم الكيان الصهيوني عبر ضرب خطوط الدعم اليمني المفتوحة نصرةً لغزة، ضمن مسار متصاعد من التصعيد العدواني ضد محور المقاومة. لكن في المقابل، فإن انضمام بريطانيا إلى قافلة الدول المعادية لليمن يفتح أبواب ردود الفعل اليمنية، والتي لن تكون رمزية، لا سيما بعد أن باتت القوات المسلحة اليمنية تعتبر الملاحة البريطانية هدفاً مشروعاً شأنها شأن الأمريكية.
ختاماً، فإن مشاركة بريطانيا ليست دليلاً على القوة، بقدر ما هي علامة على التورط، وانخراط أوسع في أزمة لن تخرج منها لندن بأقل من خسائر سياسية واستراتيجية، وربما أمنية، خاصة بعد إدراج مصالحها البحرية ضمن قائمة الأهداف اليمنية المحمية بردع واقعي ومجرب.