ماذا تبقى من الدفاع الجوي الإيراني بعد الضربة الإسرائيلية؟
تاريخ النشر: 1st, November 2024 GMT
قالت صحيفة "كلكلست" الإسرائيلية، إن النظام الدفاعي الإيراني يُعد أحد الأكبر في العالم، ويتضمن العشرات من البطاريات طويلة المدى، ورادارات كشف التخفي، وصواريخ مضادة وغيرها، موضحة أن سلاح الجو الإسرائيلي اخترق تلك المنظومة، ودمر 4 بطاريات فقط، ولكنه تسبب بتعطيل الدفاع عن البلد بأكملها.
ووصفت كلكلست الاختراق الإسرائيلي، في تقرير تحت عنوان "الدفاع الجوي الإيراني.
وسلطت الصحيفة الضوء على ما نُشر في وسائل الإعلام حول الأهداف التي ضربتها إسرائيل، والتي كانت عبارة عن مكونات مهمة لبطاريات صواريخ بعيدة المدى من طراز "إس 200" و"إس 400"، زودت روسيا إيران بها، وفيها رادارات حساسة للغاية، بالإضافة إلى صواريخ سريعة يمكنها القضاء على هدف من مسافة تزيد عن 300 كيلومتر.
النفط يقفز بعد تقارير عن استعداد إيران لضرب إسرائيلhttps://t.co/jg3zyrLfzl
— 24.ae (@20fourMedia) November 1, 2024
ضربة موجعة
أما الهدف الثاني الذي تم تدميره، فهو موقع رادار ميداني كبير في غرب إيران، وهو رادار ليس له هوائي كبير كما يظهر في الأفلام، ولكنه مجمع على شكل مربع به مجموعة من الهوائيات التي يبلغ ارتفاعها عشرات الأمتار.
وقالت الصحيفة إن الرادار الذي تم ضربه هو نموذج متطور يمكنه اكتشاف الحركة الجوية من مدى يزيد عن ألف كيلومتر، وحساس بشكل كبير، ويتنبأ بمسار الصواريخ الباليستية، وحتى يكتشف الأقمار الاصطناعية في مدار منخفض، موضحة أن تحييد ذلك الرادار يشكل ضربة موجعة للتشكيل الدفاعي الإيراني.
وأضافت أنه على الرغم من تلك الأضرار التي أصابت المنظومة الدفاعية في إيران، إلا أنه لا يزال هناك الكثير لديه، لأنه يُعد خامس أكبر نظام في العالم.
تشكيل المنظومة الدفاعية
وقالت الصحيفة إن إنشاء تلك المنظومة الدفاعية بدأ في خمسينيات القرن الماضي على أساس المدافع الأمريكية والبريطانية المضادة للطائرات، حيث رأى الغرب إمكانات إيران كحليف، نظراً لقربها من أراضي الاتحاد السوفيتي وثروته النفطية، كما أرادت إيران إقامة شراكة مع الولايات المتحدة للحفاظ على قوتها في مواجهة التوسع السوفيتي.
وتلقى الجيش الإيراني آنذاك تدريبات على الأساليب الأكثر تقدماً في مجال الدفاع الجوي، خوفاً من أن تكون أراضيهم بمثابة جسر لدخول الاتحاد السوفيتي إلى الشرق الأوسط، وبجانب المعرفة والرادارات الجديدة والصواريخ، تدربت القوات الإيرانية مع الأمريكيين لعقود من الزمن.
وفي فترة ما بعد الثورة وبدء الحرب العراقية الإيرانية، أصبح نظام الدفاع الجوي ضرورياً بشكل كبير، حيث كان لدى العراقيين قوة جوية هجومية ومتنوعة وماهرة، وكان لدى الإيرانيين مساحة كبيرة للدفاع عنها، والعديد من الأصول الحساسة، مشيرة إلى أن مساحة إيران تعادل 74 مرة مساحة إسرائيل.
وفي السنوات الأولى، تمكن العراقيون من اختراق الأهداف وضربها، لكن في وقت لاحق من الحرب، تحسن التشكيل في الاعتراضات، وتخصص في الخدمات اللوجستية المعقدة عن طريق تشغيل العديد من البطاريات والمقاتلات، وبمرور الوقت، حصل الإيرانيون على صواريخ من روسيا والصين وإجراء هندسة عكسية لها، بالإضافة إلى المعدات الأمريكية التي خلفتها الثورة.
دفاعات بعيدة المدى
ورصدت كلكلست الأنظمة المضادة للطائرات الموجودة في المنظومة الإيرانية، والتي تأتي في مقدمتها بطاريات الصواريخ بعيدة المدى، وعلى رأسها صواريخ "صياد" التي تم تطويرها محلياً، مشيرة إلى أن طرازي "صياد 3 و4" تم تجهيزهما برادار وتوجيه لاسلكي من الأرض، ويمكنهما إصابة هدف من مسافة 300 كيلومتر؛ وسرعتها القصوى تزيد عن 5 ماخ.
وتحدثت الصحيفة عن صواريخ "إس 200"، والتي دخلت الخدمة عام 1967، والتي على الرغم من قدمها إلا أنها صواريخ سريعة وقوية، وتم تحسينها محلياً، ويصل مداها إلى 350 كيلومتراً، ويعرفه الجيش الإسرائيلي جيداً، حيث تم إطلاقه، خلال السنوات الأخيرة، من سوريا على الطائرات الإسرائيلية.
دفاعات متوسطة المدى
أما بشأن الدفاعات متوسطة المدى، فذكرت الصحيفة أنها أنظمة دفاعية أكثر قدرة على الحركة، ومرونتها تدعم الصواريخ طويلة المدى، من خلال إغلاق الزوايا في المناطق الحساسة، موضحة أن الإيرانيين يعتمدون على بطاريات "بوك" الروسية التي يصل مداها إلى 40 كيلومتراً، فضلاً عن بعض التطويرات التي أجروها عليه حتى وصل مداها إلى 60 كم أو أكثر.
وإلى جانب ذلك، يستخدم الإيرانيون منظومة دفاع "سوم خرداد"، وهي على هيئة مركبة تتكيف بشكل جيد مع صحاري البلاد، وتحمل من 3 إلى 4 صواريخ ويمكنها حمل صواريخ صياد 2 المُطورة، مما يزيد مدى الاعتراض إلى حوالي 100 كيلومتر.
ويمكن لهذه الأنظمة أن تعمل بشكل مستقل ومتصلة ببطاريات طويلة الأمد، أو يتم نشرها حول مواقع حساسة مثل المطارات والمنشآت العسكرية والبنى التحتية الوطنية، وتم تجهيز الطائرات بدون طيار الإيرانية متوسطة الحجم أيضًا بأجهزة استشعار بصرية تعمل بالأشعة تحت الحمراء يمكنها اكتشاف الأسلحة الخفية والطائرات بدون طيار، ووفقاً للصحيفة، يشكل هذا تهديداً كبيراً للطائرات الإسرائيلية.
هل بدأت إيران تشكك في قدرة وكلائها؟https://t.co/mlwPOxb64h pic.twitter.com/e1wqdGk8b8
— 24.ae (@20fourMedia) October 31, 2024
الدفاعية قصيرة المدى
أما عن الدفاعات الجوية قصيرة المدى، فتستخدم إيران بطاريات "بانتسير" وبطاريات "تور"، وكلاهما روسي الصنع، ويمكنهما إسقاط الطائرات، والمسيرات على مسافة 20 كيلومتراً، بالإضافة إلى ذلك، هناك بطاريات محلية، تم تطويرها من نسخ فرنسية وصينية.
وأضافت الصحيفة أن الصواريخ ليست سوى نصف القصة، لأن إيران لديها محطات رادار ميدانية تسمى "قدير"، تعرف كيفية اكتشاف أي حركة في الهواء من مسافات بعيدة، وهذه المحطات المتقدمة تتفوق على الأهداف منخفضة التسلل، وبالتالي فهي مدعومة برادارات البطاريات المضادة للطائرات، مشيرة إلى أن الإيرانيين يشغلون العديد من الرادارات المتنقلة التي تعمل على التشويس في إطار الحرب الإلكترونية.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله السنوار الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية إيران وإسرائيل إسرائيل الهجوم الإيراني على إسرائيل إيران إسرائيل وحزب الله عام على حرب غزة غزة وإسرائيل الدفاع الجوی
إقرأ أيضاً:
ماذا يعني رفع إيران ميزانيتها العسكريّة؟
سرايا - مرر مجلس النواب الإيراني مشروع ميزانية العام المقبل، الذي يبدأ بتاريخ 21 آذار، بزيادة مخصصات المؤسسات العسكرية، إذ صرحت المتحدثة باسم الحكومة الإيرانية فاطمة مهاجراني أن ميزانية الدفاع ارتفعت بنحو 200%، على أمل أن تلبي هذه الزيادة احتياجات البلاد الأمنية والعسكرية.
ويرى أستاذ السياسة والباحث في الشأن العسكري حسين حقيان أن الزيادة بنسبة 200% في ميزانية الدفاع الوطني قد تكون مفيدة في 3 مجالات وهي: الاحتياجات التنظيمية للقوات المسلحة، والاحتياجات الداخلية للبلاد، والأهداف الإستراتيجية في بُعد الردع.
ويوضح ما يعنيه بالاحتياجات التنظيمية للقوات المسلحة، قائلا إنه "على الرغم من أن القوات المسلحة في إيران تتمتع بموارد مالية كبيرة، هناك فجوة واضحة بين الأهداف والإمكانيات المتاحة لها، كما أن إيران تقدم دعما لعدة جبهات مقاومة".
ويضيف أنه في ظل هذه الظروف، فإن الرواتب الشهرية للعسكريين ليست كافية لتلبية متطلبات العيش، مما يدفع بعضهم للعمل في وظائف إضافية، معتبرا أن هذا الوضع لا يؤثر فقط على كفاءة عملهم، بل يحمل أيضا مخاطر تتعلق بالأمن، وبالتالي، فإن جزءا من زيادة الميزانية يمكن تخصيصه لتحسين الوضع الاقتصادي للعسكريين.
وبشأن ما يتعلق بالاحتياجات الداخلية للبلاد، يقول حقيان إن "الإيرانيين سيتذكرون عام 2024، بأنه رغم الانخراط في نزاع علني مع إسرائيل، فإن معظم الخسائر كانت بسبب الهجمات الإرهابية على الحدود الشرقية، حيث لم يتوفر الحد الأدنى من تجهيزات حراسة الحدود لقوات الشرطة، مثل المركبات والسترات الواقية من الرصاص".
وأضاف أن الاعتماد على أساليب تقليدية في تأمين الحدود كان من أسباب ارتفاع الخسائر، "فبالتالي، فإن زيادة الميزانية العسكرية قد تتيح تجهيز قوات الشرطة وحرس الحدود، وإقامة أنظمة مراقبة ذكية وإلكترونية على الحدود".
ويتابع الباحث في الشأن العسكري موضحا الأهداف الإستراتيجية في مجال الردع، قائلا إنه "بعد تجاوز إيران وإسرائيل الخطوط الحمر المتعلقة بالصراع المباشر، تسعى إيران لتعزيز قدراتها الردعية عبر تحديث أسلحتها".
ويردف أن عملية "الوعد الصادق 1" كشفت أن صواريخ "كروز" الفرط صوتية والهجمات الجماعية بالطائرات المسيّرة بدون طيار لم تكن فعالة بالقدر الكافي، بينما في عملية "الوعد الصادق 2" برزت الحاجة لوجود طائرات إنذار مبكر حساسة ضد الاختراق الجوي "أواكس"، وهي مسألة أُدرجت في خطط وزير الدفاع الجديد.
كما يقول إن إيران تحاول التغلب على العقبات التكنولوجية والعسكرية وتعزيز قدرتها الردعية، والتي تشمل الاحتياجات المحددة من صواريخ كروز الفرط صوتية، وأقمار صناعية للتجسس والاتصالات، وطائرات إنذار مبكر، وسفن دورية بحرية، "وبالتالي، فإن تحقيق هذه الأهداف يتطلب تدفق استثمارات ضخمة على القطاع الصناعي، والذي يمكن توفيره عبر زيادة الميزانية" حسب قوله.
ويختم حقيان بالقول إن إيران تنوي استكمال بناء قواعد الصواريخ المنتشرة في كافة أنحاء البلاد بسرعة، حيث تتيح هذه القواعد المنتشرة إمكانية الحفاظ على قدرة الردع، وتقلل من احتمالية القضاء على القدرة العسكرية بالكامل في أول موجة من أي هجوم، مما يتيح لإيران الاحتفاظ بالقدرة على توجيه ضربة انتقامية وتحقيق الردع المطلوب.
من جانب آخر، يرى الباحث العسكري محمد مهدي يزدي أن إعلان خبر زيادة الميزانية العسكرية يحمل جانبا من الحرب النفسية، ويظهر أيضا دعم الحكومة للقوات المسلحة، وتحديدا في ما يتعلق بردود إيران العسكرية على إسرائيل.
ويضيف أن زيادة الميزانية العسكرية تدعّم قدرات القوات المسلحة بشكل ملحوظ، وتزيد من قدرات إيران الدفاعية والهجومية بشكل كبير.
ويخلص إلى أن هذه الزيادة تحمل رسالة إلى دول المنطقة، التي استخدمت إسرائيل مجالها الجوي لشن الهجوم، وتؤكد لهم بأن إيران لن تتراجع عن الدفاع عن أرضها وأمنها.