هناك الكثير من الناس يعتقدون أن علم النفس هو علم دراسة سلوكيات الإنسان فقط، ولكن هذا غير صحيح فعلم النفس يدرس سلوكيات الكائنات الحية أيضا كالنباتات والحيوانات وغيرها، حيث أن فى دراستها تأمل لآيات الله فى خلقه، فنجد نظام لكل فئة من فئات الكائنات الحية، كما تتصرف الحيوانات وتسلك بفطرتها وتلقائيتها عفويا، وقد يتعلم منها الإنسان كعالم النمل الذى تعلم منه سيدنا سليمان عليه السلام النظام والتآنى قبل الإقدام على الحرب، كما تعلم الإنسان النظام والنظافة من عالم النحل، وعلم الغراب قابيل دفن أخيه، وما نجده من أسراب الطيور التى تهاجر فى مجموعات منظمة، جميعها تدل على قدرة الخالق سبحانه وتعالى فى خلقه.
كما أن الإنسان قد يتعلم ذلك الرقي فى الأنظمة الطبيعية من التوازن البيئي بدلا من الفوضى البشرية التى قد تدمر التوازن البيئي إن لم يتم تعديل تلك الفوضى بالأنظمة البناءة.
ولكن قد نلاحظ أن بعض الأفراد لا يرحمون الحيوانات الضالة فى الشارع كالكلاب والقطط ويمارسون كافة أشكال العنف تجاهها من ضرب وغيرها من سلوكيات غير مقبولة، كما قد نجد أصحاب الحيوانات من الفئات الأخرى مثل الحمار والحصان قد يحملونها فوق طاقتها من الأحمال الثقيلة التى لا يمكنها حملها ويضربونها بعنف إن لم تسير سريعا، وإن حدث لها مكروه بسبب ذلك يبكون بجوارها لإنها مصدر رزقهم، كما قد نجد البعض فى عيد الأضاحى قد يعذبون الأضحية قبل الذبح، وكل هذا غير مقبول إجتماعيا أو دينيا، حيث أن جميع الرسالات السماوية أوصت بالرفق بالحيوان.
ما على الإنسان تجاه الحيوان:
1- فى الأضحية لا تذبح شاه أمام أخرى.
2- إجعل السكين المستخدم فى الذبح حادا تجنبا لتعذيب الأضحية، وإسقها وطبطب عليها قبل الذبح.
3- لا تجر الشاه بعنف لذبحها.
4- إذا كنت تمتلك حيوانا إرحمه وتعطف عليه ولا تهمله أو تعنفه.
5- فى حالة الحيوانات الضالة يمكنك أن تضع فى كل مكان قد توجد به حيوانات وعاء ماء ووعاء طعام مثل قطع الخبز وغيرها ليتناولها الحيوانات الضالة.
6- علم أبناءك الرفق بالحيوان والرحمة بهم وتجنب إيذاءه، وكن قدوة لأبناءك فى ذلك.
7- لا تشترى حيوانا لن تستطيع التكفل به مستقبلا حتى لا تضطر فيما بعد لإلقاءه فى الشارع بلا مأوى وتتحمل ذنبه.
8- إن وجدت حيوانا مريضا إبتعد عنه برفق وإرتدى كمامة وقفازا عند وضع طعاما له ولا تقترب منه وأبناءك أيضا تجنبا للعدوى.
9- لا تعطى الحيوانات أطعمة سامة أو غير صالحة للأكل، فهو لا يمكنه إدراك ضرره.
10- لا تحبس حيوانا، وإن لم تستطع إطعامه إتركه يبحث عن رزقه.
11- ضع حبوبا فى أماكن يمكن تواجد الطيور بها.
12- ضع أوعية بها ماء فى الشرفات والبلكونات لسقى الطيور.
13- لا تقم بإطعام الحيوانات الضالة وخاصة الكلاب لحوما نيئة حتى لا تصاب بمرض السعار فتصبح خطرا يهدد المارة.
14- لا تضرب حيوانا إعتقدت أنه أخطأ، لإن الحيوانات لا يمكنها إدراك الأخطاء البشرية فهى تتعامل وتسلك بفطرتها، فكن رحيم القلب لتصبح إنسانا ذو أخلاق طيبة.
اقرأ أيضاً«أيادي مصر» تنطلق في المنيا لدعم الحرفيين وتنشيط السياحة
بشرى تطالب بعودة الاحتفال بعيد الفن
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: الحيوانات علم النفس الرفق بالحيوان الحیوانات الضالة
إقرأ أيضاً:
الإنسان بين مرايا ذاته ومآرب غيره
د. بدر بن أحمد البلوشي
الله على الإنسان… هذا الكائن العجيب، الممتلئ بالتناقضات، الرقيق حينا والعنيف حين تتلبسه مصالحه.. كم يبدو جميلاً حين يتجرد من أناهُ، وكم يصبح مفزعا حين ينكفئ على ذاته ويرى العالم من ثقب رغباته.. ما أن تختلف الرؤى، حتى تبدأ معركة التأويلات، وما أن تتعارض المصالح، حتى تُستخرج السكاكين المُغلفة بالمجاملات.
الرؤية ليست قالباً جاهزا ينسكب في كل عقل، بل هي عدسة تتشكل من ذاكرة التجارب، وتراكم المعارف، وحساسية النفس تجاه الأشياء.. كل واحد فينا يرى الأمور من قمة جبل بناه بنفسه، لذلك ما يراه أحدنا شمسا، يراه الآخر سرابا.. هنا لا يكون الصدام ضرورة، لكنه غالباً ما يصبح قدرا حين يغيب احترام الاختلاف.
المصالح، تلك المفردة الملساء التي تخفي تحت جلدها شهوات ومكاسب وخسائر.. كم من مصلحة لبست رداء المبادئ، وكم من مبدأ ذُبح على محراب المصلحة.. المصالح لا تطرق الأبواب بأدب، بل تقتحم المشهد مدفوعة برغبة الهيمنة أو الخوف من الفقد.. وعندما تتصادم، تُسقط معها كل شعارات التعايش والتكامل.
في زاوية أخرى من الصورة، يتمدد الخطر الأخطر.. نرجسية الرأي.. حين يقدس الإنسان رأيه كأنه وحي منزل، ويقصي ما عداه، تنكمش المساحات المشتركة.. تغيب المرونة، ويُختزل الصواب في زاوية واحدة.. كم من فكرة قُتلت قبل أن تولد، فقط لأنَّ من حملها لم يكن يملك الصوت الأعلى.
الحوار، ذلك الغائب الأكبر عن مشاهد الاختلاف، لا يأتي إلا حين ننزع عباءة التفوق.. ليس الحوار ضعفا ولا مساومة، بل هو فن لا يتقنه سوى الأقوياء بثقتهم، الأوفياء لفكرة الإنسان قبل الموقف.. بدون الحوار، تصبح الكلمات خناجر، والمواقف جدرانا.
التاريخ لا يرحم من يعيد أخطاءه.. كم من حضارات تساقطت أوراقها لا لهجوم الأعداء، بل لخيانة الداخل، لتناحر الرؤى وتكالب المصالح.. إنها سنة كونية، أن الضعف لا يبدأ من الخارج، بل من الداخل حين تتحول العقول إلى معاول.
الإنسان يعيش بين مرآتين.. مرآة يرى فيها ذاته، وأخرى يرى فيها الجماعة.. إن بالغ في الأولى، أصبح أنانيا مهووسا.. وإن ذاب في الثانية بلا ملامح، صار تابعا بلا موقف.. التوازن بين الرؤية الفردية ومصلحة المجموع هو ذروة الحكمة.
الرؤية حين تتحول إلى سلاح، تفقد معناها.. حين تصير أداة إقصاء لا أداة بناء، تصبح الرؤية مشروعة على حساب الآخر، لا بالتشارك معه.. وكل فكرة تُطرح من على منصة مرتفعة تُقصي من تحتها، لا يمكن أن تبني مجتمعا.
الاختلاف حين يُدار بذكاء، يصبح فرصة للتطوير لا ذريعة للتمزيق.. اختلاف الزوايا هو ما يصنع الصورة الكاملة.. أما إذا تحول الاختلاف إلى ساحة حرب، وخضع لإملاءات المصالح الضيقة، فحتى أعظم العقول تغدو وقودا لصراع لا عقل فيه.
ويبقى السؤال، وهو بيت القصيد.. متى يدرك الإنسان أن الحقيقة لا تختبئ في جيب أحد، وأن المصلحة الآنية لا تبرر خنق الحوار؟ متى يعترف بأن الحق ليس نسخة واحدة، وأن الخلاف لا يعني العداء، وأننا جميعا عابرون فوق مسرح الحياة، فما نتركه من أثر هو ما يبقى، لا ما ننتزعه من مكسب؟