موقع 24:
2025-03-07@02:48:23 GMT

مانع العتيبة.. علم إماراتي نقش الشعر في وجدان العروبة

تاريخ النشر: 1st, November 2024 GMT

مانع العتيبة.. علم إماراتي نقش الشعر في وجدان العروبة

يعتبر الشاعر الدكتور مانع سعيد العتيبة من أبرز أعلام الإمارات، وكانت له مكانة عالية عند المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، فرافقه في حلّه وترحاله، وفي مجلسه، وتعلم منه الكثير وسار على نهجه وخطاه، وكان أحد المخلصين من الرعيل الأول الذين ساهموا في الارتقاء بنهضة الإمارات نحو المجد والعلا.

ونحن نعيش فرحة يوم العلم في الإمارات، يحتفي موقع 24 بقامة أدبية، استطاعت أن تنقش الجمال في وجدان محبي الشعر واللغة أينما كانوا.

ولد العتيبة في أبوظبي بمايو (أيار) عام 1946 وينحدر من عائلة عملت في تجارة اللؤلؤ، أتم المرحلة الثانوية عام 1963 ثم التحق بكلية في بريطانيا لمدة عامين، ولاحقاً درس الاقتصاد والعلوم السياسية، بجامعة في بغداد، وبعد التخرج شغل منصب رئيس دائرة البترول في حكومة أبوظبي.

واصل العتيبة رحلته التعليمية وحصل على درجة الماجستير، ثم الدكتوراة من جامعة القاهرة عام 1976، وفي عام 2000 حصل على درجة في الأدب العربي من المغرب، وكانت أطروحته بعنوان "خطاب العروبة في الشعر العربي".

وبسبب جهوده ومسيرته العلمية والعملية المشرفة، منح الشاعر الدكتور مانع سعيد العتيبة أكثر من 6 شهادات دكتوراة فخرية، من عدة جامعات عالمية تقديراً له، وتدرج في عدة مناصب مهمة، حتى أصبح عام 1990 المستشار الخاص لرئيس الامارات.

صدر للعتيبة أكثر من 5 مؤلفات في الاقتصاد، وترجمت أعماله لعدة لغات أجنبية منها: الإنجليزية، الفرنسية، الألمانية واليابانية، وقدم مجموعة من المحاضرات الاقتصادية في عدد من الجامعات.

بزغت رحلة العتيبة في فضاء الشعر منذ الطفولة، وتواصلت في عالم الإبداع، فأثرى خلالها المكتبة العربية ب 48 مجموعة شعرية، وقدم العديد من الأمسيات في كثير من الدول العربية، ويعتبر من فرسان الشعر العربي المعاصر، وأتحف المكتبة بالعديد من دواوين الشعر، الذي نظمه في عدة أغراض، سياسية، اجتماعية، اقتصادية، غزلية.
تأثر شعره بتوجهه الاقتصادي، فكانت له عدة قصائد تحدثت عن البترول، ومنها ديوانه "قصائد بترولية"، ومن إصدارته ديوان "المسيرة" وفيه يحكي عن معاناة شعب الإمارات قبل ظهور النفط، ويسطر شعراً مراحل تاريخية عاشها الأجداد الذين ركبوا البحر، وكابدوا أخطاره في سبيل لقمة عيش شريفة، وصوّر الدكتور مانع حياة الكد والكفاح وساعات الوداع الحزينة وأيام الانتظار القاسية ولحظات لقاء البحارة الغائبين مع أهاليهم.
ومن مؤلفات العتيبة المتنوعة أيضاً، "خطاب العروبة في الشعر العربي" 3 أجزاء صدر عام 2000، و"حوار الحضارات: الذات والآخر" عام 2008
وله رواية بعنوان "كريمة" تم تحويلها إلى مسلسل تلفزيوني.
وللشاعر العتيبة العديد من القصائد المتميزة التي تظهر مدى براعته في وصف الوطن وقيادته الحكيمة.
 ولكن تبقى القصيدة العاطفية الأقدر على تجسيد قوة لغة الشاعر وبراعته الأدبية، لتتوجه ملكاً للبلاغة والبيان، وعلماً إماراتيا يستحق الاحتفاء به في يوم العلم:
 يقول الشاعر مانع سعيد العتيبة في قصيدة له بعنوان:
 لِأَنَّ الصُّدُودَ وَفِعْلَ التَّصْدِي
 لِعَوْدَةِ عَهْدِ الصِّراعِ يُؤَدِّي
 فَإِنِّي أُعِدُّ لِأَيّامٍ حَرْبٍ
أَراها بِلا أَيِّ حَصْرٍ وَعَدِّ
وَلَسْتُ حَزِيناً لِمَوْتِ السَّلامِ
وَخَوْضِ غِمارَ المَعارِكِ وَحْدِي
 لِأَنَّ الّسَلامَ الَّذِي عِشْتُ فِيهِ
 تَبَدَّدَ فِي الزَّمَنِ المُسْتَبْدِّ
فَصارَ حَبِيبِي الوَدِيعُ عَدُواً
وَخانَ عُهُودَ وَدادِي وَوَدِي
 صَرَخْتُ: لِماذا؟ وَظَلَّ سُؤالِي
 يُجَلْجِلُ مِثْلُ الصَدَى دُونَ رَدِّ
وَأَصْبَحَ لِلحُبِّ طَبْعُ البِحَارِ
 فَمَنْ شَحَّ جٌزُرٍ إِلَى فَيْضِ مَدِّ
 فَهَلْ فِي صِراعِي مَعَ الحُبِّ جَدْوَى
 مُحالٌّ، وَلا الحُبُّ فِي الحَرْبِ يُجْدِي
 سَأَمْنَحُ كَفِّي مَخالِبَ صَقْرٍ
وَأَبْنِي أَمامَ العَواصِفِ سَدِّي
وَلَنْ أَتَرَدَّدَ فِي ذَبْحِ قَلْبِي
 إِذا ما عَصانِي وَهَيَّجَ وَجْدِي
 فَفِي الحَرْبِ أُغْلَقُ بابَ الحَنانِ
 وَأَقْرَعُ بِالسِّيْفِ أَبْوابَ مَجْدِي
وَأَدْفَنُ ذِكْرَى الهَوَى فِي جَراحِي
 بِصَمْتٍ وَأُعْلَنُ فِي الحُبِّ زَهْدِي
 لِأَنَّ الحَبِيبَ بِضَعْفِي عَلِيمُ
وَيَعْرِفُ ماذا أُسِرُّ وَأُبْدِي
فَلا بَسْمَةُ الوَجْهُ تُخْفِي شُجُونِي
 وَلا دَمْعَةُ العَيْنِ تَشْرَحُ قَصْدِي
 وَلا فِي المَكانِ رَحِيلِي
لِأَنِّي تَساوَتْ جَمِيعُ الأَماكِنِ عِنْدِي
 فَلا فَرْقَ ما بَيْنَ بُعْدٍ وَقُرْبِ
 بِغَيْرِ الهَوَى صارَ قُرْبِي كَبَعْدِي
 وَلكِنَّنِي راحِلٌ فِي الزَّمانِ
 عَلَى صَهْوَةِ الأَمَلِ المُسْتَجِدِّ
 أُفَتِّشُ عَنْ قاتِلٍ لا يَزالُ
يَعِيشُ طَلِيقاً بِلا أَيِّ قَيْدِ
لِأَنَّ القَتِيلَ أَنا، جاوزت
  نَداءاتُ ثَأْرِي حُدُودُ التَحْدِّي
 وَأَعْجَبَ كَيْفَ أَظَلُّ مُحِبًّ
 وَبِالحُبِّ أُطْفِئُ نِيرانَ حِقْدِي.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله السنوار الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية يوم العلم

إقرأ أيضاً:

مُعلّقة حسن المطروشي

 

 

 

آية السيابية

@aya_salim7

 

يقول ابن رشيق القيرواني: "كانت القبيلة من العرب، إذا نبغ فيها شاعر أتت القبائل فهنأتها وأقامت الولائم، واجتمعت النساء يلعبن بالمزاهر، كما يصنعون في الأعراس، ويتباشر الرجال والولدان، لأنه حماية لأعراضهم، وذبٌ عن أحسابهم، وتخليد لمآثرهم...."

ففي التاريخ العربي، لم يكن الشعر مجرد فنٍّ لغوي أو ترفٍ بلاغي؛ بل كان جوهر الهوية الثقافية وذاكرة الأمة وأداةً لتخليد المآثر والأحداث. كما كان وسيلة لحفظ الحقوق، ومدح المكارم، وهجاء الخصوم، ورثاء الأبطال. احتل الشعر مكانة مقدّسة في حياة العرب، ولذا كان سوق عُكاظ، المنصة التي كانت تُتداول فيها القصائد، ويتم الحكم على جودتها من قبل فطاحل الشعراء، ومن يفوز بنصيب من المجد في هذا السوق، يضمن لشعره خلودًا في ذاكرة العرب.

هكذا بدا الشاعر حسن المطروشي حين فاز بجائزة المعلّقة، التي أشرفتْ عليها وزارة الثقافة السعودية في الرياض. وكما كانت المعلقات رمزًا للخلود، ستُخلّد قصيدة حسن المطروشي بتعليقها في أحد أبرز المواقع في الرياض، وسط احتفاء يليق بعاصمة الحرف والمجد.

"المعلّقة" ليس برنامجا يتنافس فيه المتنافسون على جائزة وتكريم فقط. ولكنه استدعاء أسطوريّ لزمن "المُعلقات السّبع" التي علَّقها العرب على أستار الكعبة كفعل يعبر عن تقديس العرب للشعر. وكشاهد على سيادة الفصاحة. اليوم، وبكل فخر، تعلّق الرياض قصيدة الشاعر العماني الفائز حسن المطروشي الذي تَسيّدت حروفه بشموخ فوق المنصة. وهذا ما يجعلنا نقف بإجلال لنرى المشهد الثقافي العماني حاضرا وفي خطى ثابتة، ليتبوأ العمانيون أعلى مقامات الشعر والأدب على المستويين العربي والعالمي؛ احتفاءً بالهوية قبل كل شيء. وليس هذا بجديد؛ فالبوصلة هنا تعيد تشكيل ذاتها لتبرهن لنا أن الأدب العماني منذ الأزل هو بطاقة عبور إلى المطلق.

"النسل المطرود"، "السرير"، ثم "عابران على حافة الليل"، قصائد تحمل فلسفة ملهمة عميقة. ورسائل تشبه دهشة النبض الأول للكون. حاملةً في طيّاتها ذاكرة الجاهليين، ورؤية المعاصرين.

حسن المطروشي كان ولا يزال حارسا أمينا للغة في عُمان وخارجها. فتجد في دواوينه التي جمعتها مؤسسة الانتشار العربي ضمن مجلد واحد، تتحول قصائده إلى مدوّنة وجوديّة. ليثير من التساؤلات ما يعصف بذهن المتلقي في جدلية كبرى. يتناول المطروشي اللغة كمسار ضوئي ينير لك ما أرهقك ظلامه. لتقوم القصيدة مقام مفكّرة الفيلسوف الذي يبحثُ عن معنى الإنسان في عصر التكنولوجيا. أما عن تتويجه بالمركز الأول في برنامج المعلّقة، فما هو إلا دليل على أن الشعر جذر لا يُقتلع، حتى وإن مرَّت فوقه الحضارة بسرعة الضوء.

والمطروشي فاز بالعديد من الجوائز العالمية والعربية والمحلية. وله العديد من الإصدارات الشعرية والمقالات الأدبية بعضها في هواجس الذات والكتابة. وقد تم جمعها ونشرها في كتاب يحمل اسم بريد المحطات، صدر عن مؤسسة لبان في سنة 2022م.

ترجم المطروشي كتاب "اقتصاد المعرفة: البديل الابتكاري لتنمية اقتصادية مستدامة، سلطنة عُمان نموذجًا" للدكتور إبراهيم الرحبي، كما ترجم كتاب "مذكرات رجل عُماني في زنجبار" لسعود بن أحمد البوسعيدي. وقد تُرجِمَت دواوينه إلى اللغة الفرنسية والإسبانية. وله بعض القصائد المترجمة إلى اللغة الانجليزية والألمانية والإيطالية.

تبوأ المطروشي عددًا من المناصب في مؤسسات السلطنة الخاصة والحكومية. وقد تم تكريمه في العام 2021م من قبل الأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية.

انتهى برنامج "المعلّقة" بفوز حسن المطروشي من بين نخبة من الشعراء العربي بلغ عددهم 36 شاعرًا من مختلف الأقطار العربية.

ولكن بعد المعلّقة، التي مثّلت صوت التاريخ والوجدان الجمعي، هل سوف نشهد احتفاءً في السلطنة يرقى إلى مكانة المثقف العُماني، تكريمًا لدوره اليوم واستحضارًا لإرثه عبر التاريخ؟

مقالات مشابهة

  • مسؤول إماراتي: سنسعى لرفض دعوى السودان أمام محكمة العدل الدولية فورًا
  • وزير إماراتي يستضيف سفير الاحتلال على مائدة إفطار رمضانية
  • رجل أعمال إماراتي يساهم في «وقف الأب» بـ 20 مليون درهم
  • رجل أعمال إماراتي يساهم في حملة وقف الأب بـ 20 مليون درهم
  • نجم فم الحوت
  • مُعلّقة حسن المطروشي
  • مفتي الجمهورية: الموقف العربي خلال القمة يعيد لقضية فلسطين زخمها في وجدان الأمة
  • وفد إماراتي ينقل بهجة الأجواء الرمضانية إلى مستشفى «جريت أورموند ستريت» في لندن
  • وفد إماراتي ينقل بهجة الأجواء الرمضانية إلى مستشفى «جريت أورموند ستريت» في لندن
  • وفد إماراتي ينشر أجواء رمضان في مستشفى جريت أورموند ستريت بلندن