قراءة في مشروع بصائر المعرفة القرآنية والتفسير الوسيط لسورة النساء
تاريخ النشر: 1st, November 2024 GMT
الحياة مع القرآن الكريم؛ من تلاوة وتدبر وتفكر واستنباط وامتثال لأوامر الله تعالى، كانت وستظلّ نهج العلماء الربانيين وطلاب العلم المخلصين. وقد شاء الله لي أن أَطَّلع على كتاب “التفسير الوسيط لسورة النساء (بث الحياة الإنسانية، وتنظيمها الإلهي الحقوقي، وحماية المستضعفين، وخاصة النساء والأطفال مِن الاضطهاد)” لمؤلفه الشيخ الدكتور عبد السلام مقبل المجيدي اليماني[1]، ضمن موسوعة بصائر المعرفة القرآنية في 256صفحة.
فوجدت فيه تميزًا وإبداعًا واضحين في منهجه، وروحًا متألقة في صياغة العبارات، وتفسير آيات الذكر الحكيم. وبدت كلماته، وكأنها ترافقني خلال القراءة، تُنير لي المعاني، وتقرّبني من أفق الفهم العميق لهذا العلم الرفيع.
في قراءتي، لاحظت أنّ الشيخ حرص فيه على خطابه العالمي لكلّ بني الإنسان، كما هو رسالة القرآن الكريم بلغة سهلة، معبّرة، ممزوجة بالأدب الرفيع، حقّقتْ أهدافها فيما يرمي إليه المفسرّ المجيدي في الوصول إلى العقل، وتحريك المشاعر وملامسة القلب، ورفع الران عن الفطرة، كما أنّ المتبحّر في علم التفسير، يُلاحظ استفادته الكبيرة ممن سبقوه في هذا الفن من المتقدّمين؛ كالطبريّ، وابن كثير، والقرطبي، والزمخشري وغيرهم.. ومن المعاصرين؛ كمتولّي الشعراوي، وصاحب الظِّلال وغيرهم.. فمزج بين معارفهم وبين ما وصل إليه، وأضافه في مقطوعات فنيّة وأدبيّة رائعة، تُسرُّ الباحثين عن بصائر المعرفة القرآنيّة.
وحسب علمي المتواضع؛ فإنّه قد انفرد بعناوين خاصّة به؛ فمثلاً عند تفسيره لسورة النّساء، وضع هذا العنوان على الغلاف: (بث الحياة الإنسانية، وتنظيمها الإلهي الحقوقي، وحماية المستضعفين، وخاصة النساء والأطفال مِن الاضطهاد). والعنوان الطويل يُعبّر عن مضمون السورة، وما وصل إليه من بحث ودراسة حسب اطّلاعه.
وتحدّث الشيخ في كتابه عن السِّياق التَّاريخي لسورة النِّساء، ولم يكن ناقلاً بل ناقداً لمن سبقوه عندما فسّر بعض الآيات الكريمة من خلال أسباب النّزول وعزّز أدلّته بالسّيرة النبويّة، مستخدماً منهج العلماء المتخصّصين في روايات السيرة النبويّة.
وقد ركّز على الأحكام المتعلّقة باليتامى والنّساء، والميراث، وقدّم خريطةً بيانيّة لبصائر سورة النّساء للتَّعبير عن صورتها المتكاملة.
محتوى كتاب “التفسير الوسيط لسورة النساء”كتب مقدّمة في أهمّ الأسس الحقوقيّة التي تضمن (بثّ الحياة الإنسانيّة) ووضعها في سبعة محاور، وقسّمها على الآتي:
– المحور الأوّل: (بداية الحياة الإنسانيّة – الطفل والمرأة)، وفصّل في هذا المحور من خلال حديث السورة عن اليتامى وحقوق المرأة، والمستضعفين في المجتمع، وحمايتهم من الظلم والجور وفقَ التَّشريعات الربّانيّة التي جاءت في القرآن الكريم.
– المحور الثاني: (نشوء الأسرة المركزيّة)؛ أهمّ قوانين الزواج التي تقيم البناء الأُسريّ وتُحافظ على حقّ الإنسانيّة في الاستقرار والانتشار، وأبحر في الآيات المتعلّقة بذلك فتوسّع في تفسيره الكبير المتكوّن من ثلاثة أجزاء، واختصره في كتاب (العرض الوسيط).
– وفي المحور الثالث: (حصون استقرار الأسرة المركزيّة ليتحقّق بث الحياة الإنسانيّة)؛ وتحت هذا العنوان شرح الآيات الكريمة المتعلّقة بالمحور، فأفاد وأجاد، وتميّز عن غيره في تقسيمه وعرضة واستنباطه، وجزالة أسلوبه وروحه المتدفقة، ومناقشاته العقليّة، وعاطفته الإيمانيّة، وحرصه على هداية الناس. ذلك فضل الله يُؤتيه من يشاء.
تأملات في الموسوعة والكتابإنّ ما قدّمه الشيخ من كتابات رائعة في تفسيره (بصائر المعرفة القرآنيّة)؛ تدلّ على أنّ هذا العالِم الكبير في علم التفسير عاش بمشاعره وأحاسيسه وضميره وقلبه وعقله عقوداً من الزمن لهذا المشروع الكبير، الذي أخذَتْ ثمارهُ تظهر للوجود بفضل الله ومنّه وتوفيقه: ﴿ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ﴾.
فهذا التَّفسير (بصائر المعرفة القرآنيّة)، في السورة التي درستها وقرأتها، واستفدت منها، لاحظت أنّه ليس نسخةً من الطبريّ، ولا الرازيّ، ولا القرطبيّ، ولا ابن كثير، ولا الشعراويّ، ولا السعديّ، ولا سيّد قطب، ولا النابلسيّ، ولا الزحيلي، ولا الشنقيطيّ، ولا النسفيّ، ولا النيسابوريّ (رحمهم الله)، ولا غيرهم..
وإنّما هو خاصّ بالمجيدي، بما فتح الله عليه فله طعمه الخاص، ولونه الخاص، ومنهجه الخاص. ونستطيع أن نقول منهجيّته مُبتكرة مباركة بإذن الله، تُعبّر عن روح العصر الذي يعيش فيه الدكتور المفسّر عبد السّلام، من حيث التقسيمات والمنهجيّات، ووسائل الإيضاح، وتوزيع الأفكار، واستخراج الدروس والفوائد، والوقوف على العبر والأحكام، واستخدام الألفاظ والمصطلحات للتّعبير عن المعاني والقيم والجواهر المكنونة في كتاب الله العزيز، فخاطب الفرد والأسرة والمجتمع، ومنظمّات حقوق الإنسان، والمرأة، والمؤسّسات القضائيّة والدوليّة، والإنسانيّة بخطاب الله لها من خلال القرآن الكريم. كما أنّه استخرج الكثير من القوانين من الآيات القرآنيّة، فمثلاً:
قانون نظام الإرث الإسلاميّ القائم على ستّة مقاصد: بثّ الجنس الإنسانيّ، والعدالة والتكافل والحقوق والواجبات وإعانة الوارث حسب المسؤوليّات القائمة والمستقبليّة، فيُمثّل رحمة حقيقيّة بالإنسانيّة، وتكريم لها، وإعانة لها على البثّ الذي يعني الإظهار والاستقرار والانتشار والتكاثر المؤدّي إلى الإعمار، وبيّن من خلال استخراجه لمجموعة من القوانين من الآيات المتعلّقة بالإرث: أنّ نظام الإرث الإسلاميّ تكريم للإنسانيّة، ورحمة بها، وإعانة لها على الاستقرار والانتشار والتكاثر المؤدّي للإعمار.
وفي تفسيره لقوله تعالى: ﴿يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ﴾؛ قال: يجب على الأجيال الحاليّة الاهتمام بالأجيال القادمة، وكلمة (وصيّة) فرض خاص يُشعر بمدى العناية والرعاية للموصي بهم، والمخاطب هنا: الوالدان والأقرباء والمنظمات الأهليّة والحكوميّة.
ففكرة اِستخراج قوانين روحها العدل والحكمة والمصلحة من الآيات الكريمة، فكرةٌ رائعة، وهي نادرة في التَّفاسير الّتي اطّلعت عليها على حسب معرفتي المتواضعة.
كيف أرى مشروع بصائر المعرفة القرآنية؟إنّ الحديث عن مشروع الشيخ الدكتور عبد السلام المجيدي اليماني (بصائر المعرفة القرآنية) يطول، ولكنّ هذا المشروع في نظري من أعمدة النهوض الحضاري الإسلامي، ويتضمّن مقوّمات ووسائل وبصائر معرفيّة قادرة على المساهمة الجادّة والعظيمة، للتصدّي للمشاريع الغازية التي تجتاح الأمّة الإسلاميّة، وتستهدف ثوابتها العقائديّة والأخلاقيّة والروحية، ومرجعيّتها الكبرى القرآن الكريم والمقام الرفيع لنبيّنا صاحب الخلق العظيم ﷺ، ولأصحابه الميامين (رضوان الله عليهم).
كما استعرض المؤلف في تفسيره نهاية السورة التي تأتي بخاتمة تحمل رسالة شاملة. فخاتمة سورة النساء تقدم إعلاناً عن الدستور الإلهي الذي يدعو الأمم كافة إلى التمسك به بوصفه منهجاً متكاملاً يجمع بين العقل والهداية الإلهية، ويمثل حلاً شاملاً لمشكلات البشرية، وهي دعوة للأمم لتقدير القيم القرآنية واعتبارها رافداً أساسياً لحماية الإنسانية من الضياع.
إن التفسير الذي قدّمه أخي الدكتور عبد السلام المجيدي اليماني، يتميز بعمق التحليل وتركيز واضح على الجوانب الإنسانية والتشريعية في السورة. كما يهدف إلى إبراز كيف أنّ السورة تُعنى بتأسيس مبادئ العدالة الاجتماعية، وحقوق الفئات المستضعفة كالأيتام والنساء، وتفاصيل العلاقات الاجتماعية والاقتصادية التي تساهم في تعزيز التماسك الأسري والمجتمعي.
في ختام القوللا يسعني إلا أن أثمّن هذا الجهد المبارك الذي بُذل في تفسير سورة النساء، والبقرة، والأعراف، وغيرها من الكتب، وفيها قَدّم بصائر عميقة توجّه القارئ نحو الفهم الكلي للمفاهيم القرآنية والحقوق الإنسانية. وقد أظهر المؤلف عبد السلام المجيدي هنا فهماً دقيقاً للمعاني والغايات الإلهية التي جاءت في هذه السورة المباركة، وحرصه على تبيان الحكمة الربانية وراء تشريعات الإسلام فيما يتعلق بحقوق المستضعفين من النساء والأطفال وغيرهم.
هذا التفسير ليس مجرد شرح للآيات، بل هو عرض لأبعاد إنسانية واجتماعية بُنيت عليها الآيات، ما يجعله مرجعاً مميزاً لمن يرغب في فهم عميق للقرآن. إنه تفسير يعكس رسالة الإسلام في العدل والرحمة، ويُظهر كيف يمكن للتفسير أن يكون دليلاً عملياً ينير دروب السالكين.
نسأل الله (عزّ وجل) بأسمائه الحسنى وصفاته العُلى وباسمه الأعظم أن يُسهّل الصِعاب ويُزيل العقبات من أمام شيخنا وأستاذنا الدكتور عبد السلام المجيدي، ويُمدّه بالقوّة الماديّة والمعنويّة، ويهيّئ له من يُعينه على تحقيق هذا الهدف النبيل والمقصد السامي، ليرى النور متكاملاً، ويضع له القبول ممتدّاً عرضاً وطولاً زماناً ومكاناً إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، وأن يتولّى ويوفّق كلّ العاملين لنصرة دين الإسلام أينما كانوا.
وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين.
[1] أستاذ الشريعة الإسلامية في جامعة قطر حالياً.
الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.
المصدر: عين ليبيا
كلمات دلالية: الدکتور عبد السلام الحیاة الإنسانی القرآن الکریم الإنسانی ة فی تفسیره القرآنی ة من خلال ة التی
إقرأ أيضاً:
يغفر له ما بين الجمعتين.. فضل قراءة سورة الكهف يوم الجمعة
قراءة سورة الكهف.. من سنن يوم الجمعة قراءة سورة الكهف، لحديث أبي سعيد الخدري قال: قال سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من قرأ سورة الكهف يوم الجمعة أضاء له من النور ما بين الجمعتين» رواه الحاكم والبيهقي، فقراءتها يوم الجمعة سنة عن سيدنا محمد صل الله عليه وسلم.
وتستعرض «الأسبوع» في السطور التالية فضل قراءة سورة الكهف يوم الجمعة، وفقًا لما جاء في الكتاب والسنة النبوية.
فضل قراءة سورة الكهف يوم الجمعةأشار الكثير من العلماء إلى فضل قراءة سورة الكهف يوم الجمعة، وهي كالتالي:
1- سورة الكهف نور يهدي المسلم الذي يقرؤها، ويعفيه من فعل المعاصي.
2- سورة الكهف ترشد المسلم إلى طريق الخير وتبعده عن الشر.
3- جاء عن عبد الله بن عمر «رضي الله عنه» أن النبي «صلى الله عليه وسلم» قال: (من قرأ سورةَ الكهفِ في يومِ الجمعةِ سطع له نورٌ من تحت قدمِه إلى عنانِ السماءِ يضيءُ به يومَ القيامةِ، وغُفر له ما بين الجمعتين).
4- تلاوة عشر آيات من سورة الكهف تعفي المسلم من فتنة المسيح الدجال.
5- قراءة سورة الكهف يوم الجمعة، تضيء للمسلم ما بين الجمعتين.
أحاديث نبوية عن فضل قراءة سورة الكهف يوم الجمعةوورد العديد من الأحاديث النبوية الشريفة عن فضل قراءة سورة الكهف يوم الجمعة، وجاء عن البَرَاءِ بنِ عازِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: كَانَ رَجُلٌ يَقْرَأُ سُورَةَ الْكَهْفِ، وَعِنْدَهُ فَرَسٌ مَرْبُوطٌ بِشَطَنَيْنِ، فَتَغَشَّتْهُ سَحَابَةٌ فَجَعَلَتْ تَدْنُو، وَجَعَلَ فَرَسُه يَنْفِرُ مِنْهَا، فَلَمَّا أَصْبَحَ أتَى النَّبيَّ- صلى اللَّه عليه وسلم- فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ: «تِلْكَ السَّكِينَةُ تَنَزَّلَتْ لِلقُرْآنِ».
وفي حديث نبوي آخر، عن سورة الكهف يوم الجمعة، «من قرأ سورة الكهف يوم الجمعة فهو معصوم ثمانية أيام من كل فتنة تكون فإن خرج الدجال عصم منه».
وأشارت دار الإفتاء المصرية إلى قوله -صلى الله عليه وسلّم-: «من قرأ سورة الكهف في يوم الجمعة أضاء الله له من النور ما بين قدميه وعنان السماء»، وعن أبي سَعيدٍ الخُدريِّ عنِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّه قال: «مَن قَرَأَ سورةَ الكَهفِ يومَ الجُمُعةِ أضاءَ له من النورِ ما بَينَ الجُمُعتينِ».
ومن الأحاديث النبوية التي وردت في فضل قراءة سورة الكهف يوم الجمعة ما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في الحديث النبوي الشريف حيث قال «مَنْ قَرَأَ سُورَةَ الْكَهْفِ يَوْمَ الجُمُعَةِ أَضَاءَ لَهُ النُّورُ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْبَيْتِ الْعَتِيقِ» أخرجه البيهقي في «شعب الإيمان».
أثر قراءة سورة الكهف على الإنسانوأوضحت دار الإفتاء أن فضل سورة الكهف يوم الجمعة كبير، كما أن قراءة تلك السورة لها أثر كبير على الإنسان، فهي تساهم في نزول السكينة على قارئها مشيرة إلى أن أحد الصحابة كان يقرأ سورة الكهف وفي نفس الوقت الذي كان فيه دابة ببيته، وحين بدأت الدابة في ضرب الأرض والقيام بحركات عصبية، دعا ربه أن يسلمه من تلك الدابة فوجد سحابة غشيته، وتوجه إلى النبي وروى له ما حدث، فقال صلى الله عليه وسلم، أن هذه السحابة هي عبارة عن السكينة والرحمة، وجاءت بسبب قراءته لسورة الكهف.
ولفتت إلى ما جاء عن الإمام مسلم في صحيحه: «قَرَأَ رَجُلٌ الكَهْفَ، وفي الدَّارِ دَابَّةٌ فَجَعَلَتْ تَنْفِرُ، فَنَظَرَ فَإِذَا ضَبَابَةٌ، أَوْ سَحَابَةٌ قدْ غَشِيَتْهُ، قالَ: فَذَكَرَ ذلكَ للنبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فَقالَ: اقْرَأْ فُلَانُ، فإنَّهَا السَّكِينَةُ تَنَزَّلَتْ عِنْدَ القُرْآنِ، أَوْ تَنَزَّلَتْ لِلْقُرْآنِ».
سورة الكهففضل سورة الكهف يوم الجمعة وفتنة المسيح الدجالوقالت الإفتاء إنه من فضل سورة الكهف يوم الجمعة هو العصمة من المسيح الدجال، ففتنته عظيمة وقد حذر منها كل الأنبياء، وإن قام العبد بقراءة سورة الكهف، يقيه الله سبحانه وتعالى من هذه الفتنة، مشيرة إلى ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم: «مَنْ قَرَأَ الْعَشْر الْأَوَاخِر مِنْ سُورَة الْكَهْف عُصِمَ مِنْ فِتْنَة الدَّجَّال».
وأوضحت الإفتاء أن العلماء قد اختلفوا بين إن كان هناك بعض الآيات المحددة في سورة الكهف هي التي تقي من فتنة المسيح الدجال، أم كل آياتها، فبعض العلماء قال أن أي آيات من السورة، في حين أن البعض الآخر ذهب إلى أن العصمة تكون في أول ثلاث آيات، والبعض الآخر قال إنها تتحقق بآخر 10 آيات، وهنا حثت الإفتاء على أنه من المستحب أن تقرأ السورة كاملة وتحفظ كاملة، مشيرة إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم:: «مَن حَفِظَ عَشْرَ آياتٍ مِن أوَّلِ سُورَةِ الكَهْفِ عُصِمَ مِنَ الدَّجَّالِ».
وقت قراءة سورة الكهف يوم الجمعةوبيّن الدكتور محمد عبد السميع، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن قراءة سورة الكهف تبدأ من بعد غروب شمس يوم الخميس، وأكد على ذلك بحديث النبي صلى الله عليه وسلم، حين قال «من قرأها ليلة الجمعة»، ويستمر وقت قراءة سورة الكهف، حتى غروب شمس يوم الجمعة.
وتابع محمد عبد السميع عن فضل قراءة سورة الكهف يوم الجمعة، أن المسلم الذي يحافظ على قراءة سورة الكهف ما بين الجمعتين، له كبير الفضل عند الله، ومن بين فضائل سورة الكهف يوم الجمعة أنها تضيء للمسلم ما بين الجمعتين، حيث تضيء له قلبه وفكره، كما جاء عن حديث النبي صلى الله عليه وسلم «من قرأ سورة الكهف يوم الجمعة أضاء له ما بين الجمعتين».
قراءة سورة الكهف جهرًا أم سرًا؟وبشأن قراءة سورة الكهف جهرا أم سرا؟ أوضحت دار الإفتاء، عبر صفحتها الرسمية «فيسبوك» أنه من المستحب قراءة سورة الكهف في أي وقت خلال يوم الجمعة، كما يجوز قراءتها سرًا أو جهرًا.
وأكدت دار الإفتاء أنه لا حرج في قراءة القرآن في المساجد يوم الجمعة قبل صلاة الجمعة، ومنه سورة الكهف، وذلك لأنه أمرٌ حسنٌ يجمع الناس على كتاب الله تعالى ويهيئهم لأداء شعائر الجمعة.
اقرأ أيضاًتغفر الذنوب.. فضل قراءة سورة الكهف يوم الجمعة
«نور يوم القيامة».. فضل قراءة سورة الكهف يوم الجمعة