سيرة نبينا محمد.. خطيب المسجد النبوي: ليست مجرد حديث عابر أو حدث غابر
تاريخ النشر: 1st, November 2024 GMT
قال الشيخ الدكتور أحمد الحذيفي؛ إمام وخطيب المسجد النبوي، إن سيرة نبينا محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ وشمائلَه الكريمةَ ليست مجردَ حديثٍ عابر، أو حَدَثٍ غابر، دون أن يكون لها أثرٌ في حياة المسلم؛ فقد جعل الله تعالى نبينا ـ صلى الله عليه وسلم ـ موضع القدوة والائتساء.
سيرة نبينا محمدواستشهد “ الحذيفي” خلال خطبة الجمعة الأخيرة في ربيع الآخر اليوم من المسجد النبوي بالمدينة المنورة، بما قال سبحانه: (لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا)، منوهًا بأنه تعالى حين كمّل خصاله وجمّل خِلاله .
وتابع: وهيّأه لأن يكون مثالَ السموِّ الإنسانيِّ والكمالِ البشري، وأفاض عليه أنوار تلك الرسالة الربانية، والشريعة الإلهية، فأضاءت الدنيا بذلك، منوهًا بأن دواوين السنة والتاريخ والسّيَر تحدثنا أنه ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان رحمةً للعالمين تسري على قَدَم.
وأوضح أنها تتمثَّلُ في إِهاب بَشَر، وأنه كان نهرًا دفّاقًا من الرأفة والرحمةِ والعفوِ وحسنِ الخُلُقِ ولِينِ الجانب، فلم يكن ـ صلى الله عليه وسلم ـ بِالفَظِ ولا الغليظ، ولم يكن عابسَ الوجهِ ولا متجهِّمَ الـمُحَيَّا أو خَشِنَ القولِ والطبع.
أعظم دلائلِ نبوتِهوأضاف أنه قد كانت أخلاقُه السَّمِيَّةُ وشمائلُه السَّنِيَّةُ من أعظم دلائلِ نبوتِه وصدقِ دعوتِه، وكأنما اجتمع فيه من الشمائل والفضائلِ ما تفرَّق في غيره من بني الإنسان اجتماعَ مجاري الماءِ في قَرارة الوادي.
وأشار إلى أن من أعظم مظاهرِ فضلِ اللهِ على هذه الأمةِ أن امتنَّ عليها بذلك النبي الأكرمِ ـ صلى الله عليه وسلم ـ الذي قال فيه جلّ شأنه: (لَقَدۡ جَآءَكُمۡ رَسُولٞ مِّنۡ أَنفُسِكُمۡ عَزِيزٌ عَلَيۡهِ مَا عَنِتُّمۡ حَرِيصٌ عَلَيۡكُم بِٱلۡمُؤۡمِنِينَ رَءُوفٞ رَّحِيمٞ).
وبين أنه ـ صلى الله عليه وسلم ـ يَعَزُّ عليه ما يشُقُّ على أمتِه ويُعنِتها، يُحِبُّ منها أولَها وآخرَها، وسابقَها ولاحقَها، مستشهدًا بحديث أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أتى المقبرة فقال: (السلام عليكم دارَ قومٍ مؤمنين، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، ودِدْتُ أنا قد رأينا إخوانَنا).
واستطرد: قالوا: أَوَلَسْنا إخوانَك يا رسولَ الله قال: (أنتم أصحابي، وإخوانُنا الذين لم يأتوا بعدُ)، إن ذلك النبيَّ الكريمَ -صلوات الله وسلامه عليه- حقيقٌ بأن يمتلئَ القلبُ بحبِّه وتوقيرِه والشوقِ إليه، وأن يلهجَ اللسانُ بكثرة الصلاةِ عليه.
أعظم المقاصد والغاياتوأفاد بأن الإسلام جعل حماية الأنفس وحفظ الأرواح من أعظم المقاصد والغايات، وشرع الأسباب المؤدية لتلك المسالك، موصيًا المسلمين باتخاذ الأسباب الشرعية والصحية للمحافظة عليها، ومنها المبادرة بأخذ التحصينات واللقاحات ضدّ الإنفلونزا الموسمية، ولا سيما في مواطن الزحام كالحرمين الشريفين ومواسم العمرة والزيارة، والله المسؤول أن يحفظنا وإياكم والمسلمين من كل سوء وبلاء.
ونبه إلى أن هذا اليوم من الأيام التي تُندب فيه كثرة الصلاة والسلام على خير الخلق وسيد الأنام قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ: (إن من أفضل أيامكم يوم الجمعة.. فأكثروا عليّ من الصلاة فيه، فإن صلاتكم معروضة عليّ).
وأوصى المسلمين، بتقوى الله وعمارةِ السرائر، فإنها خيرُ ما تَتَحلَّى به البواطنُ والضمائر، وإن طِيبَ البواطنِ والجوانِحِ ليتضوَّع على الألسُن والجوارح، قال جلّ شأنه: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَٰنُ وُدًّا).
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: إمام و خطيب المسجد النبوي خطيب المسجد النبوي خطبة الجمعة من المسجد النبوي ـ صلى الله علیه وسلم ـ
إقرأ أيضاً:
معنى حديث ناقصات عقل ودين.. شيخ الأزهر يصحح المفاهيم المغلوطة
صحح فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، المفهوم المغلوط لدى الناس لحديث رسول الله: ما رأيت من ناقصات عقل ودين أغلب للب الرجل الحازم من إحداكن فقيل: يا رسول الله، ما نقصان عقلها؟ قال: أليست شهادة المرأتين بشهادة رجل؟ قيل: يا رسول الله، ما نقصان دينها؟ قال: أليست إذا حاضت لم تصل ولم تصم.
وقال شيخ الأزهر في تصريح سابق ضمن برنامجه الرمضاني "الإمام الطيب" إن اجتزاء حديث مقيد بجو معين وسبب ورود معين ونقول ان النبي - صلى الله عليه وسلم - سجل على النساء انهن ناقصات عقل ودين هذه خيانة للعلم.
وأضاف شيخ الأزهر، في شرح حديث "ناقصات عقل ودين" أنه يجب أن نأخذ هذه الأحاديث في ضوء الفلسفة العامة للإسلام ولأحاديث النبي الأخرى الكثيرة في المرأة واحترام المرأة بل في ضوء الايات القرآنية التي ساوت بين المسلمين وفي أصل الخلقة.
وأشار إلى أنه لا يجوز أن نأخذ حديث ورد في مناسبة معينة ووقت معين لأقرر أن الإسلام وأن نبي الإسلام دائما يصف المرأة بأنها ناقصات عقل ودين.
وأكد أنه لابد من دراسة ملابسات الحديث وجو الحديث، فهذا الحديث المذكور فيه أيضا إلى جواره بروايات أخرى فسر النبي "يكفرن العشير" و"يكفرن الإحسان" النبي يتحدث عن مجموعة من النساء كانت أمامه والمفسرون وشراح الحديث يقولون ان نساء الأنصار كن اغلب لازواجهن من نساء المهاجرين، في الغلبة والمعاملة حتى أن نساء الأنصار نقلت هذا الطبع إلى نساء المهاجرين.
وقال شيخ الأزهر إنه يفهم من هذا الحديث أن المرأة أقوى من الرجل النبي يقول "ما وجدت من ناقصات عقل ودين أذهب للب الرجل الحازم من احداكن" يعني تغلب الرجل وتغلب عقله وتذهب عقله وتؤثر عليه، فهل معنى ناقصات عقل ودين أن الرجل يلعب بالمرأة، بالعكس الحديث يثبت تقرير طبيعة وحقيقة أن المرأة أقوى من الرجل.
وتابع: علينا أن نفهم هذا الحديث في ظروفه وملابساته في هذ الجو، فالنبي لا يعني سب المرأة بل يثبت أن المرأة هي أقوى من الرجل.