قال الشيخ الدكتور أحمد الحذيفي؛  إمام وخطيب المسجد النبوي، إن سيرة نبينا محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ وشمائلَه الكريمةَ ليست مجردَ حديثٍ عابر، أو حَدَثٍ غابر، دون أن يكون لها أثرٌ في حياة المسلم؛ فقد جعل الله تعالى نبينا ـ صلى الله عليه وسلم ـ موضع القدوة والائتساء.

سيرة نبينا محمد

واستشهد “ الحذيفي” خلال خطبة الجمعة الأخيرة في ربيع الآخر اليوم من المسجد النبوي بالمدينة المنورة،  بما قال سبحانه: (لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا)، منوهًا بأنه تعالى حين كمّل خصاله وجمّل خِلاله .

وتابع: وهيّأه لأن يكون مثالَ السموِّ الإنسانيِّ والكمالِ البشري، وأفاض عليه أنوار تلك الرسالة الربانية، والشريعة الإلهية، فأضاءت الدنيا بذلك، منوهًا بأن دواوين السنة والتاريخ والسّيَر تحدثنا أنه ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان رحمةً للعالمين تسري على قَدَم.

وأوضح أنها تتمثَّلُ في إِهاب بَشَر، وأنه كان نهرًا دفّاقًا من الرأفة والرحمةِ والعفوِ وحسنِ الخُلُقِ ولِينِ الجانب، فلم يكن ـ صلى الله عليه وسلم ـ بِالفَظِ ولا الغليظ، ولم يكن عابسَ الوجهِ ولا متجهِّمَ الـمُحَيَّا أو خَشِنَ القولِ والطبع.

 أعظم دلائلِ نبوتِه 

وأضاف أنه قد كانت أخلاقُه السَّمِيَّةُ وشمائلُه السَّنِيَّةُ من أعظم دلائلِ نبوتِه وصدقِ دعوتِه، وكأنما اجتمع فيه من الشمائل والفضائلِ ما تفرَّق في غيره من بني الإنسان اجتماعَ مجاري الماءِ في قَرارة الوادي.

وأشار إلى أن من أعظم مظاهرِ فضلِ اللهِ على هذه الأمةِ أن امتنَّ عليها بذلك النبي الأكرمِ ـ صلى الله عليه وسلم ـ الذي قال فيه جلّ شأنه: (لَقَدۡ جَآءَكُمۡ رَسُولٞ مِّنۡ أَنفُسِكُمۡ عَزِيزٌ عَلَيۡهِ مَا عَنِتُّمۡ حَرِيصٌ عَلَيۡكُم بِٱلۡمُؤۡمِنِينَ رَءُوفٞ رَّحِيمٞ).

وبين أنه ـ صلى الله عليه وسلم ـ يَعَزُّ عليه ما يشُقُّ على أمتِه ويُعنِتها، يُحِبُّ منها أولَها وآخرَها، وسابقَها ولاحقَها، مستشهدًا بحديث أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أتى المقبرة فقال: (السلام عليكم دارَ قومٍ مؤمنين، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، ودِدْتُ أنا قد رأينا إخوانَنا).

واستطرد:  قالوا: أَوَلَسْنا إخوانَك يا رسولَ الله قال: (أنتم أصحابي، وإخوانُنا الذين لم يأتوا بعدُ)، إن ذلك النبيَّ الكريمَ -صلوات الله وسلامه عليه- حقيقٌ بأن يمتلئَ القلبُ بحبِّه وتوقيرِه والشوقِ إليه، وأن يلهجَ اللسانُ بكثرة الصلاةِ عليه.

أعظم المقاصد والغايات

وأفاد بأن الإسلام جعل حماية الأنفس وحفظ الأرواح من أعظم المقاصد والغايات، وشرع الأسباب المؤدية لتلك المسالك، موصيًا المسلمين باتخاذ الأسباب الشرعية والصحية للمحافظة عليها، ومنها المبادرة بأخذ التحصينات واللقاحات ضدّ الإنفلونزا الموسمية، ولا سيما في مواطن الزحام كالحرمين الشريفين ومواسم العمرة والزيارة، والله المسؤول أن يحفظنا وإياكم والمسلمين من كل سوء وبلاء.

ونبه إلى أن هذا اليوم من الأيام التي تُندب فيه كثرة الصلاة والسلام على خير الخلق وسيد الأنام قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ: (إن من أفضل أيامكم يوم الجمعة.. فأكثروا عليّ من الصلاة فيه، فإن صلاتكم معروضة عليّ).

وأوصى المسلمين، بتقوى الله وعمارةِ السرائر، فإنها خيرُ ما تَتَحلَّى به البواطنُ والضمائر، وإن طِيبَ البواطنِ والجوانِحِ ليتضوَّع على الألسُن والجوارح، قال جلّ شأنه: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَٰنُ وُدًّا).

 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: إمام و خطيب المسجد النبوي خطيب المسجد النبوي خطبة الجمعة من المسجد النبوي ـ صلى الله علیه وسلم ـ

إقرأ أيضاً:

الهلال الأحمر: الأزمة في غزة ليست مجرد كارثة إنسانية بل أمر دبلوماسي عميق يتطلب اهتمامًا عاجلًا

قالت المدير التنفيذي للهلال الأحمر المصري الدكتورة آمال إمام إن الأزمة في غزة ليست مجرد كارثة إنسانية بل إنها أمر دبلوماسي عميق يتطلب الاهتمام العاجل والمركز، ولا يمكن أن ننسى معاناة المدنيين، بل لابد من معالجة احتياجاتهم وحمايتهم.


جاء ذلك خلال مشاركة المدير التنفيذي للهلال الأحمر المصري في فعاليات مؤتمر القاهرة الوزاري لتعزيز الاستجابة الإنسانية في غزة، الذي عقد اليوم /الاثنين/ تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي وبمشاركة دولية واسعة.


وأضافت الدكتورة آمال إمام "أنه من غير المقبول أن يستمر هذا الكابوس المدمر لأكثر من عام، ما يقرب من 14 شهرًا، وأن يستمر في التصاعد، وأن تزداد المعاناة قسوة، وأن يزداد الوضع يأسًا يومًا بعد يوم". 


وتابعت "نشهد كارثة إنسانية غير مسبوقة النطاق، ولكن من المهم أن نتذكر أن هؤلاء المتضررين ليسوا مجرد مسألة أرقام إحصائية، ولكن هؤلاء أناس حقيقيون لديهم احتياجات حقيقية ويستحقون دعمنا الثابت".


وأوضحت أنه لا بد من القول إن المساعدات الإنسانية لا ينبغي أن تُستخدم كذريعة للفشل في حماية أرواح المدنيين؛ لأنهم يستحقون أكثر من تعاطفنا بل يستحقون عملنا الجماعي المستمر.


وشددت على أن الهلال الأحمر المصري بدعم من الحكومة المصرية كان في طليعة الجهود المبذولة لتقديم المساعدات الإنسانية إلى غزة بصفته جهاز مساند للحكومة وممثلًا مفوضًا من قبل الحكومة المصرية كمستلم لجميع المساعدات التي تذهب إلى غزة عبر مصر، وتنسيق المساعدات الإنسانية وإدارة الخدمات اللوجستية لتسليمها إلى غزة خاصة من خلال مراكز الخدمات اللوجستية في العريش.


وأشارت إلى أن فرق الهلال المدعومة بأكثر من 50 ألف متطوع عملت مخلصة بلا كلل على الأرض بالمعدل المطلوب؛ لتوفير الوصول إلى الإمدادات المنقذة للحياة والضروريات الأساسية ودعم خدمات الطوارئ الأساسية على الرغم من كل التحديات والاختناقات من الجانب الآخر في إدخال المساعدات إلى غزة وحجم القيود التشغيلية التي تتجاوز التوقعات.


وأكدت أنه وبدعم من الحكومة المصرية، تعمل جمعية الهلال الأحمر المصري بالتعاون الوثيق مع الشركاء من الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر، ولاسيما جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، والاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، واللجنة الدولية للصليب الأحمر، ووكالات الأمم المتحدة، والمنظمات غير الحكومية الدولية؛ لضمان وصول المساعدات إلى أولئك الذين هم في أمس الحاجة إليها وعدم نسيان الفئات الأكثر ضعفًا.


وأشارت المدير التنفيذي للهلال الأحمر المصري إلى أنه بهذه اللحظات الصعبة، كعاملين في المجال الإنساني نؤكد من جديد التزامنا بمبادئ الحياد والنزاهة والإنسانية، كما تم تكليف جمعية الهلال الأحمر المصري بتقديم الدعم للأفراد الذين يعبرون من غزة؛ بما في ذلك المصابين الذين تم إجلاؤهم طبيًا وأسرهم، وذلك بالتنسيق مع وزارتي الصحة والتضامن الاجتماعي، ويشمل مجموعة من الخدمات؛ بما في ذلك تقديم الرعاية الطبية، واستعادة الروابط الأسرية، وخدمات الصحة العقلية والدعم النفسي والاجتماعي، وتوزيع المواد الغذائية وغير الغذائية، ومستلزمات النظافة، والمساعدات النقدية متعددة الأغراض، والنقل، وما إلى ذلك.


وقالت "إن مهمة الهلال الأحمر المصري هي ضمان، عندما تسمح الظروف، تقديم المساعدات المنقذة للحياة والتي القطاع في أمس الحاجة إليها..لذلك نحث هذا الجمع على استخدام نفوذه وتكثيف جهوده الدبلوماسية؛ لتأمين وصول إنساني آمن وغير مشروط وغير معوق إلى غزة، حتى يصبح تدفق المساعدات المسموح بها إلى غزة مسارًا ثابتًا وقويًا".


وأضافت "أن وصول المساعدات مطلوب بشكل عاجل لإنقاذ الأرواح ويجب إعطاء الأولوية للغذاء والمياه الصالحة للشرب ومستلزمات النظافة والأدوية ومواد الصرف الصحي الأساسية والسماح بالمأوى المناسب كأولوية لإنقاذ الأرواح، دون أن يتم مهاجمتها قبل وصولها للمستفيدين، كما يجب رفع القيود المفروضة على تسليم مواد مثل: قطع الغيار للبنية التحتية للصرف الصحي، والألواح الشمسية، والمولدات، والمعدات الطبية والمواد اللازمة لإنتاج الغذاء على الفور".


وتابعت المدير التنفيذي للهلال الأحمر "أننا ندرك أن المساعدات الإنسانية وحدها ليست حلاً لهذه الأزمة، لذلك نكثف جهودنا لتلبية الاحتياجات الهائلة والعاجلة على الأرض، فإننا نفكر في المستقبل، والانتقال من الاستجابة للطوارئ للتعافي المبكر، وهو مرحلة حرجة تتطلب التخطيط والتنسيق الدقيقين".


وشددت على أن الهلال الأحمر المصري بالشراكة مع الأمم المتحدة والحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر وغيرها من المنظمات الإنسانية الدولية والمحلية، ملتزم بتقديم الدعم المستدام؛ لتتمكن المجتمعات الفلسطينية من البدء في إعادة بناء حياتها بأمان وكرامة.


وحثت جميع الشركاء والحكومات والوكالات الإنسانية على التكاتف والمساهمة في استجابة منسقة وفعالة لمعالجة الاحتياجات المتزايدة الفورية، مع وضع الأساس للانتقال إلى مرحلة التعافي المبكر.
وقالت "إن الطريق إلى التعافي لا يزال طويلاً وغير مؤكد، كما أن دعم المجتمع الدولي، وتعاون جميع الجهات الفاعلة الإنسانية، والالتزام المستمر من جانب مصر والهلال الأحمر المصري، كلها أمور ضرورية لجعل هذا التعافي ممكنًا".


ولفتت إلى أن أولويات الهلال الأحمر المصري تتمثل في تعزيز إدارة المستودعات وسلسلة التوريد لاستيعاب المساعدات وضمان مساحة كافية لكميات كافية على مخزون يكفي باحتياجات فترات زمنية أطول.


وأضافت أنه في هذا الصدد، يشار إلى أن الحكومة المصرية قدمت دعمًا كبيرًا للهلال الأحمر المصري في تنفيذ عمله الإنساني، ويشمل ذلك قرار رئيس الوزراء بإعلان مستودعات الهلال الأحمر بالعريش كمستودعات جمركية؛ مما يسمح لها باستيعاب شحنات المساعدات العابرة المعفاة بالكامل من الضرائب، حيث أن هذا التسهيل يبسط عملية تقديم المساعدات مما يدل على التزام الحكومة بدعم الجهود الإنسانية.


وأشارت إلى أنه يتم أيضًا توسيع إنشاء نقاط الخدمة الإنسانية والحفاظ على الخدمات بالنقاط القائمة بالفعل؛ مما يسمح بقدر أكبر من الوصول إلى الخدمات الأساسية مثل: الرعاية الطبية، والمساعدات الغذائية، والمياه والصرف الصحي، وإعادة الروابط العائلية، والدعم النقدي، والمأوى، وتعزيز قدرتنا على الاستجابة للطوارئ؛ لتعزيز جاهزية الاستجابة لسيناريوهات مختلفة للأزمة.


ووجهت المدير التنفيذي للهلال الأحمر المصري - في ختام كلمتها - الشكر للحكومة المصرية على دعمها وثقتها في الهلال الأحمر وعلى عقد هذا المؤتمر، مؤكدة أن الهلال الأحمر المصري بدعم من الحكومة يقف في تضامن ثابت مع المدنيين في غزة.


وأضافت "سوف نستمر في بذل كل ما في وسعنا لتوفير الإغاثة الفورية ودعم التعافي الطويل الأجل لهذا الشعب الفلسطيني الصامد..فالطريق أمامنا سيكون صعبًا، لكننا نعتقد أنه من خلال القوة الجماعية للمجتمع الدولي، يمكننا التغلب على بعض هذه التحديات".
 

مقالات مشابهة

  • أنوار الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم
  • حكم تسييد وتعظيم النبي صلى الله عليه وآله وسلم في الأذان والإقامة
  • بيان الأفضلية بين مكة والمدينة.. الإفتاء تجيب
  • “فندق بولمان زمزم المدينة ” رحلة فريدة لتغذية الروح بالقرب من المسجد النبوي
  • ما صحة حديث الشؤم في المرأة والدار والفرس؟.. أيمن الحجار يجيب
  • أبرز صيغ الصلاة على النبي.. أعظم القربات إلى الله عز وجل
  • الهلال الأحمر: الأزمة في غزة ليست مجرد كارثة إنسانية بل أمر دبلوماسي عميق يتطلب اهتمامًا عاجلًا
  • دعاء صلاة الاستخارة كما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم
  • إطلاق الدورة العلمية الأولى في المسجد النبوي لتعزيز عقيدة السلف الصالح
  • من أنوار الصلاة على سيدنا ومولانا محمد عليه الصلاة والسلام