موقع 24:
2025-03-18@16:41:51 GMT

هل يعيد ترامب أمريكا إلى دبلوماسية انعزالية؟

تاريخ النشر: 1st, November 2024 GMT

هل يعيد ترامب أمريكا إلى دبلوماسية انعزالية؟

يبدو مؤكداً تقريباً أن ولاية ثانية للرئيس السابق دونالد ترامب ستمثل عودة إلى عصر المراسيم المتعلقة بالسياسة الخارجية، غير المرتبطة بأي عملية سياسية، في لحظة من الخطر الدولي الأقصى.

ترامب ابتعد إلى حد كبير عن التعقيدات السياسية والأخلاقية

وتقول صحيفة "نيويورك تايمز" إن ما وعد به ترامب في ولايته الأولى كان "أمريكا أولاً"، وما قدمه، كما يتذكره حلفاؤه وخصومه والعديد من مساعديه السابقين، كان صناعة سياسة خارجية فوضوية.


ويشير معظم ما قاله ترامب في حملته للعودة إلى منصبه إلى أنه في فترة ولايته الثانية، يخطط لمزيد من الشيء نفسه، وأنه يعتبر عدم القدرة على التنبؤ بتصرفاته سلاحه المميز، إذ قال لمجلس تحرير صحيفة "وول ستريت جورنال" في أكتوبر (تشرين الأول) إنه لن يضطر إلى تهديد الصين باستخدام القوة العسكرية الأمريكية بشأن تايوان لأن الرئيس شي جين بينغ "يحترمني ويعلم أنني مجنون"، مستخدماً كلمة نابية قبل كلمة "مجنون" للتأكيد. 

نهج بايدن

وغالباً ما يصف خبراء السياسة الخارجية الاختيار الذي سيتخذه الأمريكيون الأسبوع المقبل بأنه الذي سيقرر ما إذا كانت أمريكا ستعود إلى الانعزالية أو ستظل مع نسخة ما من نهج الرئيس جو بايدن في بناء التحالفات والعولمة.
وترى الصحيفة أن هذا صحيح جزئياً، فإذا هُزِم ترامب، من المرجح أن يُنظَر إلى فترة ولايته الوحيدة في التاريخ باعتبارها نقطة تحول في نهج أمريكا بعد الحرب العالمية الثانية تجاه العالم. 

Trump Had an ‘America First’ Foreign Policy. But It Was a Breakdown in American Policymaking. https://t.co/oEjCxyrSCu

— Colin P. Clarke (@ColinPClarke) November 1, 2024

ولكن إذا خسرت كامالا هاريس ، فهذا يعني أن فترة ولاية بايدن كانت النهاية الحاسمة لعصر كانت فيه الولايات المتحدة ضامنة موثوقة للأمن الغربي.

وإذا انتصر ترامب، فمن المؤكد تقريباً أن هذا سيمثل عودة إلى عصر المراسيم المتعلقة بالسياسة الخارجية، غير المرتبطة بأي عملية سياسية، في لحظة من الخطر الدولي الأقصى.

حربان خارجيتان

ومن المؤكد أن الجمهوريين يشيرون الآن إلى أن الولايات المتحدة لم تكن متورطة في حربين خارجيتين أثناء إدارة ترامب، وأن التوترات مع الصين لم تكن حادة كما هي الآن.
ولكن عندما كان ترامب رئيساً، كان مساعدوه ينزعجون في بداية عطلة نهاية الأسبوع، وهم يعلمون أن رئيسهم، الذي يتجول في البيت الأبيض، سوف يجري تغييرات في السياسة بعد التحدث على الهاتف مع أحد المانحين الرئيسيين، أو زعيم أجنبي اتصل مباشرة للدفاع عن قضيته، أو يوجه انتقادات إلى وزارة الخارجية أو مسؤولي الأمن القومي.
وهذه هي الطريقة التي قرر بها ترامب في أحد عطلات نهاية الأسبوع سحب القوات الأمريكية من شمال سوريا، بعد مكالمة هاتفية مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

وعندما اعتبر ترامب أنه تعرض للتلاعب من قبل أردوغان الذي أراد ملاحقة الأكراد في عمليته العسكرية الخاصة، تراجع جزئياً، ونشر أنه "إذا فعلت تركيا أي شيء أعتبره، بحكمتي العظيمة التي لا مثيل لها، خارج الحدود، فسوف أدمر وأمحو اقتصاد تركيا تماماً".

إلى ذلك، هناك اللحظة في أكتوبر (تشرين الأول) 2020، في خضم جهود إعادة انتخابه الفاشلة، عندما أعلن أن 2500 جندي أمريكي في أفغانستان سيعودون "إلى ديارهم بحلول عيد الميلاد"، دون خطة عسكرية مما أدخل البريطانيين في حالة من الذعر، معتقدين أن قواتهم لن يكون لديها أي مخرج، لأنها تعتمد على النقل الجوي الأمريكي. 

Capire quello che ci aspetta e che facciamo finta di non vedere. Trump Had an ‘America First’ Foreign Policy. But It Was a Breakdown in American Policymaking. https://t.co/o3E2yLZQgH

— paolo ignazio marong (@paoloigna1) November 1, 2024

وإذا خسرت هاريس يوم الثلاثاء، فقد يكون أحد الأسباب هو أنها فقدت دعم الأمريكيين العرب والناخبين الشباب الذين يعتقدون أن إدارة بايدن فشلت في استخدام نفوذها للحد من حملة القصف الإسرائيلية في غزة بعد هجمات 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023 التي شنتها حماس.

وتشير معظم التقديرات إلى أن خسائر الأرواح الناجمة عن العمل العسكري الإسرائيلي تجاوزت 40 ألف شخص.

حرب العلاقات العامة

هناك عدد قليل من القضايا الأكثر تعقيداً على الأجندة الدبلوماسية من كيفية تحقيق التوازن بين دفاع إسرائيل عن نفسها وخلق ديناميكية جديدة في الشرق الأوسط وتخفيف الأزمات الإنسانية التي تفاقمت بسبب الحروب المتعددة. 

ولكن ترامب ابتعد إلى حد كبير عن التعقيدات السياسية والأخلاقية، وتركزت أقوى حجه على مشهد القصف.

وفي أبريل (نيسان)، قال إن إسرائيل "تخسر حرب العلاقات العامة تماماً"، وأضاف: "دعونا نعود إلى السلام ونتوقف عن قتل الناس، وهذا بيان بسيط للغاية".
لكنه لم يعرض أي خطة لوقف إطلاق النار ولا أي أفكار للفوز بالإفراج عن الرهائن المحتجزين لدى حماس.

وعندما تحدث إلى رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو بعد أن قتلت إسرائيل قادة حزب الله وحماس، أعرب عن إعجابه بمهارة العمليات ثم قال له: "افعل ما يجب عليك فعله".

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله السنوار الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الانتخابات الأمريكية

إقرأ أيضاً:

ما هي الممرات المائية التي تسعى أمريكا للسيطرة عليها بالشرق الأوسط؟

تسعى الولايات المتحدة إلى السيطرة على الممرات البحرية الحيوية في البحر الأحمر، خاصة مضيق باب المندب، مع استئناف جماعة الحوثيين استهداف السفن التابعة للاحتلال الإسرائيلي. 

وقد بدأت القوات الأمريكية بشن عملية عسكرية جوية واسعة النطاق ضد الجماعة٬ قد تستمر لأيام أو أسابيع، في أكبر عملية عسكرية أمريكية في الشرق الأوسط منذ تولي الرئيس دونالد ترامب منصبه.

وتأتي هذه الخطوة في وقت تصعد فيه واشنطن ضغوط العقوبات على طهران. ومنذ تشرين الثاني/نوفمبر 2023، شن الحوثيون عشرات الهجمات على السفن التابعة للاحتلال الإسرائيلي أو السفن التابعة للدول التي تدعم الاحتلال، وتأتي هذه الحملة "دعماً للفلسطينيين في حرب الإبادة الجماعية التي يقوم بها الاحتلال على قطاع غزة".
View this post on Instagram A post shared by Arabi21 - عربي21 (@arabi21news)
وأفاد متحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) بأن الحوثيين هاجموا السفن الحربية الأمريكية 174 مرة، بينما هاجموا السفن التجارية 145 مرة منذ عام 2023.


باب المندب
ويستهدف الحوثيون مناطق بحرية استراتيجية تربط بين قارات آسيا وأوروبا وأفريقيا، وأبرزها مضيق باب المندب، الذي يعتبر نقطة عبور حيوية تربط بين المحيط الهندي والبحر الأبيض المتوسط عبر قناة السويس. 

ويقع المضيق بين اليمن في الشمال الغربي وجيبوتي وإريتريا في الجنوب الشرقي، ويفصل بين البحر الأحمر وخليج عدن. ويمر من خلاله نحو 15% من حجم التجارة العالمية، مما يجعله ذا أهمية قصوى لحركة الملاحة الدولية.

كما يستهدف الحوثيون السفن التي تمر في البحر الأحمر، الذي يربط مضيق باب المندب جنوباً وقناة السويس شمالاً. ويعتبر البحر الأحمر شرياناً حيوياً لنقل البضائع، حيث يمر عبره آلاف السفن التجارية سنوياً، ويوفر مساراً مختصراً للسفن المتجهة من المحيط الهندي إلى البحر المتوسط، بدلاً من الالتفاف حول رأس الرجاء الصالح في جنوب أفريقيا.

قناة السويس
كما تأثرت قناة السويس التي تربط البحر الأحمر بالبحر الأبيض المتوسط، بهجمات الحوثيين. وكان يمر عبر القناة قبل الهجمات حوالي 12% من التجارة العالمية، خاصة ناقلات النفط والغاز الطبيعي. 


وأجبرت الهجمات شركات الشحن على تحويل مسارات السفن من قناة السويس إلى مسار رأس الرجاء الصالح الأطول، مما أدى إلى تأخير عمليات التسليم وزيادة التكاليف.

وتسببت التوترات في منطقة البحر الأحمر في خسائر كبيرة لمصر، حيث بلغت خسائر إيرادات قناة السويس نحو 7 مليارات دولار خلال عام 2024، أي ما يعادل أكثر من 60% من إيراداتها مقارنة بالعام السابق، وفق تصريحات رئيس النظام المصري عبد الفتاح السيسي. 

وأظهرت البيانات تراجع الإيرادات السنوية لقناة السويس بنحو الربع في السنة المالية المنتهية في حزيران/يونيو 2024، حيث سجلت 7.2 مليار دولار مقارنة بـ9.4 مليار دولار في 2022-2023.

خسائر اقتصادية وتجارية
منذ تشرين الثاني/نوفمبر 2023، صعد الحوثيون من هجماتهم على السفن التجارية في البحر الأحمر، مما أدى إلى إغراق سفينتين، والاستيلاء على أخرى، ومقتل ما لا يقل عن أربعة بحارة. وأدت هذه الهجمات إلى انخفاض حاد في حركة الشحن البحري عبر البحر الأحمر، من 25 ألف سفينة سنوياً قبل الأزمة إلى نحو 10 آلاف سفينة فقط، بانخفاض قدره 60%، وفقاً للبيت الأبيض.

وأجبر الاستهداف حوالي 75% من السفن المرتبطة بالولايات المتحدة والمملكة المتحدة على إعادة توجيه مساراتها حول قارة أفريقيا، مما أضاف نحو 10 أيام لكل رحلة، وتكاليف وقود إضافية تقدر بنحو مليون دولار لكل رحلة. كما تسببت هذه الهجمات في زيادة معدلات التضخم العالمي للسلع الاستهلاكية بنسبة تتراوح بين 0.6 و0.7% عام 2024.


تأثيرات على الموانئ
تضررت التجارة بين أوروبا وآسيا بشكل خاص من هذه الأزمة، حيث كان نحو 95% من السفن المتجهة بين القارتين تمر عبر البحر الأحمر في الظروف الطبيعية. ومن بين أكبر 10 دول مستوردة من حيث القيمة للتجارة عبر البحر الأحمر، 5 دول من الاتحاد الأوروبي. كما تأثرت موانئ في المنطقة بشكل متفاوت جراء إعادة توجيه مسارات السفن؛ فقد شهدت الموانئ السعودية مثل جدة وميناء الملك عبدالله انخفاضاً حاداً في حركة الشحن.

تشكيل تحالفات دولية
ودفع هذا الاستهداف الولايات المتحدة إلى تشكيل تحالفات دولية لتأمين الممرات البحرية. وفي كانون الأول/ديسمبر 2023، أطلقت الولايات المتحدة تحالفاً بحرياً دولياً أُطلق عليه اسم "عملية حارس الازدهار"، بهدف تسيير دوريات في البحر الأحمر وخليج عدن لحماية حركة الملاحة البحرية من هجمات الحوثيين. وضم التحالف عدة دول، بينها بريطانيا وفرنسا وإيطاليا وإسبانيا وهولندا واليونان وكندا وأستراليا والبحرين، إضافة إلى دول أخرى ساهمت بشكل مباشر أو غير مباشر في العمليات.

ونفذت سفن هذا التحالف عمليات اعتراض لصواريخ وطائرات مسيرة أطلقها الحوثيون باتجاه السفن التجارية، مما أسهم في تقليل الخسائر البشرية والمادية. ومع ذلك، استمر الحوثيون في استهداف السفن، مما دفع الولايات المتحدة وبريطانيا في كانون الثاني/يناير 2024 إلى شن ضربات جوية مباشرة على مواقع عسكرية للحوثيين في اليمن.


وأكد وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسيث أن الولايات المتحدة ستشن ضربات "لا هوادة فيها" على الحوثيين في اليمن حتى وقف عملياتهم العسكرية التي تستهدف الأصول الأمريكية وحركة الشحن العالمي. 

مقالات مشابهة

  • ما هي الممرات المائية التي تسعى أمريكا للسيطرة عليها بالشرق الأوسط؟
  • ترامب يلغي تدابير الحماية المخصصة لنجل بايدن وابنته
  • ترامب يلغي حماية جهاز الخدمة السرية لاثنين من أبناء بايدن
  • ترامب يلغي حماية جهاز الخدمة السرية لهانتر وآشلي بايدن
  • باطل..ترامب يشكك في قانونية عفو بايدن عن معارضين للرئيس الأمريكي
  • العالم يترقب .. هل تنجح دبلوماسية ترامب وبوتين في وقف الحرب؟
  • والتز: سياسة بايدن تجاه أوكرانيا كادت أن تؤدي إلى حرب عالمية ثالثة
  • روبيو: أمريكا سترد على الدول التي فرضت عليها رسوما جمركية
  • أسامة السعيد: ترامب يتبنى نهجًا استباقيًا ضد الحوثيين بعكس بايدن
  • خبير عسكري: استهداف صنعاء رسالة للحوثيين وإيران بأن ترامب ليس بايدن