رسائل متناقضة من ترامب ليهود ومسلمي أميركا
تاريخ النشر: 1st, November 2024 GMT
واشنطن- سعيا لتأمين تصويت أكبر عدد من الناخبين المسلمين واليهود له قبل أيام من انتهاء السباق الانتخابي، يوجه المرشح الجمهوري دونالد ترامب رسائل متناقضة لجذب الناخبين الذين خاب أملهم من نهج الرئيس الأميركي جو بايدن ونائبته الديمقراطية كامالا هاريس تجاه العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وتبعاتها داخل واشنطن وخارجها.
ويرى الكثير من يهود أميركا أن هاريس غير داعمة بالكامل لتل أبيب مع استمرار مطالبتها بأخذ معاناة أهل القطاع في الحسبان، في الوقت الذي يعتبرها الكثير من مسلمي أميركا متواطئة في الإبادة الجماعية التي تقوم بها إسرائيل ضد أهل غزة.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2رئاسيات أميركا.. ماذا قالت آخر الاستطلاعات؟list 2 of 2المليارديرات.. السلاح الأقوى بيد هاريس وترامبend of listويلعب صوت المسلمين واليهود دورا حاسما في عدد من الولايات المتأرجحة. ويمكن أن يرجح صوت المسلمين بولايتي ميشيغان وجورجيا، وصوت اليهود في بنسلفانيا وأريزونا، هوية الرئيس الأميركي القادم. وتقليديا، يصوت ما بين 60% إلى 70% من مسلمي ويهود أميركا للحزب الديمقراطي.
خطاب معادٍيقدّم الخطاب الذي يستخدمه ترامب منافسته هاريس على أنها شخصية مؤيدة لاستمرار الحرب. وتضاعف ذلك بعد ظهورها إلى جانب النائبة السابقة ليز تشيني، ابنة نائب الرئيس السابق ديك تشيني عراب الحرب الأميركية في الشرق الأوسط والتي أدت إلى غزو أفغانستان والعراق، واحتلال الدولتين لنحو 20 عاما.
وفي فعالية انتخابية في ميشيغان جمعته بعدد من قادة الجالية الإسلامية بالولاية، قال ترامب "كامالا تقوم بحملة مع داعية الحرب ليز التي تكره المسلمين والتي تريد غزو كل بلد مسلم على هذا الكوكب. كان والدها مسؤولا عن غزو الشرق الأوسط وقتل ملايين العرب. وهذا هو الذي تقوم به كامالا بحملتها الانتخابية".
وعلى النقيض، يسعى ترامب إلى تصوير نفسه على أنه المرشح المؤيد للسلام، ويكرر رسالة غامضة بشأن قدرته على إحلال السلام في الشرق الأوسط حال عودته للبيت الأبيض.
في الوقت ذاته، يكرر سجله الحافل في تقديم الدعم لإسرائيل خلال سنوات ولايته الأولى، إلا إنه يطالب بأن تنتهي حربها مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وحزب الله سريعا. وتشير تقارير إلى مطالبة ترامب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بإنهاء الحرب قبل حلول موعد تنصيبه رئيسا للولايات المتحدة في 20 يناير/كانون الثاني المقبل.
من جانبه، قال الإمام بلال الزهيري، وهو زعيم مسلم في ديترويت ممن عبروا عن تأييدهم لترامب، إنه يريد الحديث عن المستقبل بدلا من التركيز على دعم ترامب السابق لإسرائيل.
وفي تصريح لقناة محلية بميشيغان، قال الزهيري "أود التحدث الآن عن الحاضر والمستقبل لا الماضي، الآن هو يحاول مد يده إلينا. حقيقة أنه يقابلنا ويستمع إلينا باهتمام، أعتقد أن هذه لفتة جيدة وهذا شيء يمكننا البناء عليه".
سياسة ذكيةومن جانب آخر، قال ترامب إنه سيكون منفتحا للتفاوض على اتفاق نووي جديد مع إيران. وادعى أن طهران ستنضم إلى "الاتفاقيات الإبراهيمية" (اتفاقيات التطبيع مع إسرائيل) في ولاية ثانية له على الرغم من أنها لم تعطِ أي مؤشر على أنها ستفعل ذلك.
في مقابلة بودكاست حديثة، اتخذ جيه دي فانس نائب ترامب نهجا أقل تشددا تجاه طهران من ذلك الذي ميّز إدارته الأولى، بحجة أن إسرائيل والولايات المتحدة ليس لديهما دائما مصالح متداخلة عندما يتعلق الأمر بالحرب في الشرق الأوسط، وقال "مصلحتنا هي عدم الدخول في حرب مع إيران، سيكون إشغالا كبيرا للموارد ومكلفا للغاية لبلدنا".
يرى عدد من أنصار ترامب أن رسائله للجالية المسلمة لا تشير إلى تحول في كيفية تعامله فعليا مع الشرق الأوسط كرئيس. وقال النائب السابق مايك روجرز والمرشح الجمهوري لمجلس الشيوخ في ميشيغان، للناخبين اليهود إن الجهود المبذولة لكسب الناخبين المسلمين لن تأتي على حساب دعم ترامب لإسرائيل.
وحسب دانييل بليتكا، خبيرة السياسة الخارجية في معهد "أميركان إنتربرايز" وإحدى منتقدات ترامب، فإن تواصل حملته مع الناخبين المسلمين غير الراضين عن هاريس وإدارة بايدن هو مجرد "سياسة ذكية". وقالت "إنهم ساخطون، لذا فهم ناخبون محتملون لترامب. هل هذا يعني أن موقفه الأساسي المؤيد لإسرائيل، أو الانقسام الفعلي بين الأحزاب حيث يكون الجمهوري أكثر تأييدا لها والديمقراطي أقل تأييدا، سيتغير؟ لا".
تصريح روتينيورد فانس على سؤال حول ما إذا كانت إدارة ترامب ستدعم قرار إسرائيل حظر منظمة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، أو إرسال مساعدات إنسانية أكبر إلى غزة، بالقول "دعونا ننقذ أكبر عدد ممكن من أرواح الفلسطينيين، ولكن دعونا لا نمكّن الإرهابيين الذين يقتلون الإسرائيليين الأبرياء. يمكننا القيام بهذين الأمرين في الوقت نفسه".
في خطابه بصالة ماديسون سكوير غاردن، لم يناقش ترامب سياساته تجاه الشرق الأوسط، بخلاف تصريحه الروتيني الآن بأن هجمات حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 "لم تكن لتحدث أبدا لو كان رئيسا" وأنه "سيوقف الفوضى في الشرق الأوسط".
وبدلا من ذلك، قال ترامب إن "اليهود والمسلمين والكاثوليك والإنجيليين، والمورمون (جماعة دينية)، كلهم ينضمون إلى حملتنا بأعداد كبيرة، أكبر مما رآه أي شخص في هذا البلد من قبل. لقد أصبح الحزب الجمهوري حقا حزب الإدماج، وهذا شيء لطيف للغاية".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات فی الشرق الأوسط عدد من
إقرأ أيضاً:
جدل في أميركا: ماذا نفعل مع إيران؟
يزداد الجدل في الولايات المتحدة الأميركية بشأن الموقف من إيران، ويتزامن ذلك مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية في الخامس من نوفمبر المقبل، وتصاعد الأحداث في الشرق الأوسط، خاصة في غزة ولبنان وإسرائيل.
ويقول تشيت لوف، من مركز ريني للسياسة العامة: "أعتقد أن ميزان القوى في الشرق الأوسط لم يعد مستقراً ولم يستقر، إلا إذا عاد دونالد ترامب إلى البيت الأبيض".
ويشير خلال مقابلة مع قناة "الحرة" إلى أن " إيران دولة عدوانية وعنيفة ولا يمكن أن تستجيب بشكل إيجابي لأي انفتاح دبلوماسي، ولا بد أن نتصرف بقوة لمواجهة هذه الدولة، لنظهر بأننا لا نخشى اتخاذ قرارات".
لوري واتكينز، وهي مستشارة سياسية سابقة في البيت الأبيض، ظهرت بموقف مدافع عن سياسات الديمقراطيين، وترى أن ""لا مصلحة" لأميركا بالدخول في حرب مع إيران، على حد قولها.
وتقول خلال مقابلة مع قناة "الحرة": "كان ترامب في السلطة قبل أربع سنوات، وما فعله كان سحب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي مع إيران. ما يقترحه منذ أشهر وما زال، هو أنه سيحل كل مشاكل العالم. لكنه لم يفعل ذلك عندما كان رئيساً، ولن يفعله اليوم".
لكن لوف الذي دافع عن الجمهوريين، وترامب تحديداً، يقول إن "إيران تطلق مئات الصواربخ الباليستية، التي يكلف كل واحد منها ملايين الدولارات، لأن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، سمحت لها أن تتصرف بهذا الشكل".
وترد واتكينز: "القول إن الحزب الديمقراطي يفضل الانخراط مع إيران، ويشجع الإرهاب ضد الأميركيين، هو أمر غير مقبول تماماً".
وتتابع: "سيتعاطى ترامب مع كل الديكتاتوريين في العالم، ويستمر بهذا الاتجاه".
ووفقاً لخبراء تحدثوا لـ"الحرة" في وقت سابق، فإن سياسة مختلفة تجاه إيران قد تكون، إذا ما فاز المرشح الجمهوري دونالد ترامب في انتخابات الثلاثاء المقبل.
ومنذ سنوات، يتبادل الجمهوريون والديمقراطيون الاتهامات بشأن السياسة الخارجية للولايات المتحدة الأميركية، خاصة تلك المتعلقة بالشرق الأوسط، وتحديداً إيران. ويُتهم الديموقراطيون بالسماح لإيران بـ"الحركة" أكثر، تحديداً بما يتعلق بالملف النووي.
وأبرمت إدارة باراك أوباما في عام 2015 اتفاقاً نووياً مع إيران، لكن واشنطن انسحبت منه عام 2020 خلال إدارة ترامب.