قال الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس وعضو المجلس الثورى بحركة فتح، إن انعقاد القمة الثلاثية المصرية الأردنية الفلسطينية جاء فى وقت شديد الحساسية، فى ظل تزايد الاعتداءات والانتهاكات ضد الفلسطينيين العزل والاقتحامات المتكررة للمسجد الأقصى.

مطالبات بإجراءات جادة للتخفيف من حدة الأوضاع المعيشية المتدهورة لأبناء الشعب الفلسطينى

وأضاف «الرقب» فى حوار لـ«الوطن» أن القمة الثلاثية مبادرة مصرية خالصة لتنسيق العمل المشترك بين جميع الأطراف، والانتهاكات الإسرائيلية والتوسع فى الاستيطان والمصالحة الفلسطينية كانت أبرز محاور قمة العلمين.

إطلاق مفاوضات فاعلة لحل القضية.. والحفاظ على الوضع التاريخى والقانونى فى «القدس»

مشيراً إلى وجود مطالبات بإجراءات جادة للتخفيف من حدة الأوضاع المعيشية المتدهورة وإطلاق مفاوضات جادة وفاعلة لحل القضية الفلسطينية والحفاظ على الوضع التاريخى والقانونى فى القدس.. وإلى نص الحوار:

عُقدت اليوم القمة الثلاثية بين مصر وفلسطين والأردن.. ما أهمية هذا الاجتماع للقضية الفلسطينية؟

- قمة طارئة دعا إليها الرئيس عبدالفتاح السيسى بسبب وجود تغيّرات فى سياسة التوسع فى عمليات الاستيطان بفلسطين، والاعتداءات المتكررة على المواطنين فى الضفة الغربية، واقتحامات المسجد الأقصى، وتجريف الأراضى بأيدى المستوطنين الذين تحميهم قوات الاحتلال.

وبادرت الدولة المصرية التى تحرص دائماً على تنسيق العمل العربى المشترك بين جميع الأطراف التى يمكنها تهدئة الأوضاع، ومنها الأردن، باعتبارها الوصى على المقدسات الدينية الإسلامية والمسيحية فى القدس، من أجل التشاور والتنسيق بين الرؤساء الثلاثة، للوصول إلى بعض الطرق التى من شأنها حل مثل تلك الأزمة.

ما أهم المحاور المطروحة للمناقشة بين الزعماء الثلاثة فى القمة؟

- هناك تشاور وتنسيق بين مصر، باعتبارها صاحبة المبادرة والمدافع الأول عن القضية الفلسطينية، والأردن وهى المسئولة عن المقدسات الدينية فى مدينة القدس، للكثير من القضايا، من انتهاكات الدولة الإسرائيلية، بالإضافة إلى توحيد الفصائل الفلسطينية.

وناقشت مخرجات قمتى العقبة وشرم الشيخ، اللتين جرتا برعاية أمريكية وحضور مسئولين من مصر وفلسطين والأردن وإسرائيل، وعدم التزام الأخيرة بالاتفاقيات، وبالتالى ستُجرى مناقشة هذا الأمر، والدفع إلى ضرورة وجود تحرك عربى عاجل للضغط على الولايات المتحدة لوقف اعتداءات الاحتلال ضد الشعب الفلسطينى، بالإضافة إلى الانتهاكات والخطوات غير المسبوقة لتدنيس المقدّسات الإسلامية، بعد محاولات قوات الاحتلال الاستحواذ على المسجد الأقصى، فى ظل الاقتحامات المتتالية، التى أصبحت تتم مرتين يومياً صباحاً ومساءً، ما عدا يومى الجمعة والسبت، وبناء هيكلهم المزعوم، وهو ما ينذر بحرب دينية، ليس فى فلسطين فقط، ولكن فى المنطقة العربية.

وملف المصالحة الفلسطينية كان محوراً مهماً خلال القمة، وكيفية توحيد الصف الفلسطينى تجاه الكثير من الملفات، بعد الاجتماع الذى عُقد للفصائل الفلسطينية فى العلمين قبل أسبوعين، وهناك حلول مطروحة وسيطة لتشكيل حكومة تكنوقراط لا يكون لها تدخل فى السياسة، ولا يُطلب منها الاعتراف بالشروط الدولية، ويتم لاحقاً الإعداد للانتخابات.

كيف ترى مخرجات القمة الثلاثية؟

- ما تم الاتفاق عليه من مخرجات للقمة الثلاثية هو الحقوق الشرعية والعادلة للشعب الفلسطينى، ولكن يجب التوصل إلى سبل لعرض هذه المطالب على المجتمع الدولى والحفاظ على الحقوق الفلسطينية المشروعة واستمرار جهود تحقيق السلام الشامل والعادل والدائم، والدعم الكامل لجهود الرئيس الفلسطينى محمود عباس فى هذا التوقيت الصعب الذى تمر به القضية الفلسطينية وسط تحديات إقليمية ودولية متزايدة والتأكيد على أهمية توحيد الصف الفلسطينى وإنهاء الانقسام، لما لذلك من تأثير على وحدة الموقف الفلسطينى وصلابته فى الدفاع عن قضيته، وضرورة اتخاذ إجراءات جادة ومؤثرة للتخفيف من حدة الأوضاع المعيشية المتدهورة لأبناء الشعب الفلسطينى والمطالبة بضرورة توفير المجتمع الدولى الحماية للشعب الفلسطينى وحقوقه المشروعة وتكاتف الجهود لإيجاد أفق سياسى حقيقى يعيد إطلاق مفاوضات جادة وفاعلة لحل القضية الفلسطينية وضرورة الحفاظ على الوضع التاريخى والقانونى القائم فى القدس ومقدساتها الإسلامية والمسيحية، وبما يضمن احترام حقيقة أن المسجد الأقصى بكامل مساحته مكان عبادة خالص للمسلمين، واعتبار دائرة أوقاف القدس وشئون المسجد الأقصى، التابعة لوزارة الأوقاف والشئون والمقدسات الإسلامية الأردنية، هى الجهة الوحيدة المخولة بإدارة شئون المسجد الأقصى وتنظيم الدخول إليه.

جهود دعم القضية

مصر هى الداعم الأول للقضية الفلسطينية، فهى تقود آليات التنسيق العربى المشترك، الأمر الذى نتوقع أن يكون له مردود واضح، خاصة أن مصر لها ثقل كبير ومكانة كبيرة وقدرة على التأثير على الجانب الإسرائيلى، خاصة فى التهدئة، بالإضافة إلى أنها ذات تأثير كبير على الفصائل الفلسطينية والقدرة على الاجتماع بهم.

ولا نستبعد أن يفضى التنسيق العربى المشترك الذى تقوده مصر إلى وجود لقاء يجمع الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى، وهناك جهوداً كبيرة من الجانبين المصرى والأردنى لدعم الشعب والقضية الفلسطينية.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: قمة فلسطين القضیة الفلسطینیة القمة الثلاثیة المسجد الأقصى

إقرأ أيضاً:

لشكر: خطاب القضية الفلسطينية يجب أن يكون عقلانيا وكفى من مخاطبة النخاع الشوكي بالحماس وباللاءات التي تسقط!

غير بعيد عن البقعة المشتعلة في الشرق الأوسط، وتحديدا عن جبهات القتال والحرب الضارية التي تضور رحاها جراء الاعتداءات الاسرائيلية ضد شعب غزة ولبنان، والتي لم تنته بعد، بالرغم من الاغتيال العسكري الذي أنهى حياة كلا  من إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس، وحسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله في لبنان ( المقاومة الشيعية)، اختار إدريس لشكر،  الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، أن يتحدث عن القضية الفلسطينية وحق شعبها في الخلاص من الاحتلال باسهاب، ليعلن من قلب قاهرة المعز لدين الله الفاطمي، أن من يملك قضية عادلة، بات اليوم عاجز عن التسويق لها واقناع الآخرين بعدالة قضيته!!. قائلا : » كفى من مخاطبة النغاع الشوكي! » ولابد من خطاب العقلانية حول قضية فلسطين.

هنا يرى لشكر في كلمة له ألقاها في الجلسة الافتتاحية للمنتدى الديمقراطي الاجتماعي في العالم العربي بالقاهرة، أن على العاجز، أن يطرح السؤال على نفسه؟!.

قبل أن يستدرك الكاتب الأول لحزب بن بركة بوعبيد، بنبرة غضب.. » اعتقد كفى أن نخاطب النغاع الشوكي، ونتحدث بلغة الشعارات والحماس واللاءات.. وقد رأينا كيف سقطت كلها في العالم العربي! ».

بالنسبة للقيادي الاتحادي، « اليوم لابد من مخاطبة العقول، التي لاينبغي أن تخاطب فقط بلغة متطرفة » حول القضية الفلسطينية.

وفقا لتشخيص لشكر حول ما عليه الحالة العربية والإسلامية تجاه قضية فلسطين، بات « مطلوب منا أن نتحدث اليوم بواقعية، وهي واقعية  » تتطلب أن نؤكد أننا ضحية ولسنا منتصرين، ولا 7 أكتوبر في إشارة منه إلى عملية طوفان الأقصى التي نفذتها حركة المقاومة الإسلامية حماس، جاءت لنا بنتائج لايعلمها إلا الله ».

في الظرف الحالي يؤكد لشكر، بات « يجب أن نقر ونعترف، بأننا يجب أن  » نظل نطالب بأشياء يقبلها العقل » ونحن ندافع عن القضية الفلسطينية في المنظمات الدولية.

يشدد الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية،   » حان الوقت أن نتوجه بخطاب عقلاني، نحن ذوي المرجعية الاشتراكية الديمقراطية، التي تتوخى العدالة والحرية وحقوق الانسان، حول القضية الفلسطينية « .

بالنسبة لزعيم الاتحاد الاشتراكي، ينبغي أن يكون على رأس أولويات الإنسانية اليوم من الشعوب المقهورة المظلومة،  وهو الشعب الفلسطيني الذي يجب أن تحل مشكلته، لذلك نطالب فقط يضيف لشكر أن توضع القضية الفلسطينية على  رأس أولويات جدول أعمال شعوب العالم، مستدلا بقوله: كيف يقبل أن تكون  : » قضية الشابة الإيرانية، في إشارة منه إلى « جينا مهسا أميني » التي تنتمي للأقلية الكردية وتوفيت أثناء احتجازها لدى شرطة الأخلاق في إيران،  ليكشف « عندما كنا نتوجه إلى المنتديات الدولية للحريات وحقوق الإنسان، كانت قضيتها تسجل في جدول الأعمال قبل قضية الشعب الفلسطينية على الرغم مما نراه من حجم الضحايا الذي قدم الشعب الفلسطيني.. ».

لذلك حان الوقت وفقا لما يراه لشكر من ضرورة إعمال مراجعات للخطاب حول قضية فلسطين، ينبغي  أن يتم جعل القضية.. قضية رأي عام دولي، بناء على خطاب مقنع سياسيا وليس فقط خطابا يدغدغ المشاعر ورفع لاآت تسقط بعد حين!!. وفق لتعبير الكاتب الأول للاتحاد.

 

كلمات دلالية ادريس لشكر القضية الفلسطينية خطاب عقلاني مراجعات

مقالات مشابهة

  • قمة عالمية على أرض مصرية
  • القضية الفلسطينية.. بين هوية النضال ومخاطر الانسحاب
  • بلينكن يناقش مع نظيره البريطاني الحاجة إلى تهدئة الأوضاع في الشرق الأوسط
  • «الجيل»: الرئيس السيسي تصدى لمخططات تصفية القضية الفلسطينية
  • اجتماع هيئة رئاسة مجلس الوزراء يؤكد على دعم القضية الفلسطينية ومواجهة العدوان الإسرائيلي
  • الإمارات تدعو لإخراج القضية الفلسطينية من الحلقة المفرغة بدولة مستقلة
  • الإمارات تدعو لانتشال القضية الفلسطينية من الحلقة المفرغة بدولة مستقلة
  • صحف خليجية: حل القضية الفلسطينية مفتاح بناء السلام بالمنطقة
  • الرئاسة الفلسطينية: لا مستقبل آمن بالمنطقة دون حل القضية الفلسطينية  
  • لشكر: خطاب القضية الفلسطينية يجب أن يكون عقلانيا وكفى من مخاطبة النخاع الشوكي بالحماس وباللاءات التي تسقط!