فارسة ووريثة بريطانية.. قصة مثيرة لـ"شبح السيدة الشريرة"
تاريخ النشر: 1st, November 2024 GMT
تُعد منطقة "نومانزلاند كومون" في هيرتفوردشاير الإنجليزية تجسيداً للسلام في وضح النهار، حيث يتجول المشاة بجوار أجراس الزهور الزرقاء البرية، بينما تحلق الصقور فوقهم ويمضي الغرير يومه تحت الأرض. لكن عندما يحل الظلام، تتغير القصة تماماً.
وفي المساء تتدفق الظلال بين أشجار البلوط، ويتسلل الضباب فوق التلال، ويصبح التجول تجربة تتطلب شجاعة كبيرة.
وقد يرى من يجرؤ على التجول ليلاً في منطقة "نومانزلاند كومون" أكثر أشباح هيرتفوردشاير رعباً، إذ قد يظهر حصان أسود يركض عبر التلال، حاملاً فارسة ترتدي بزة سوداء بالكامل، ويُعتقد أن هذه الفارسة هي كاثرين فيريرز، المعروفة بين الناس بـ "السيدة الشريرة".
وكانت كاثرين أرستقراطية في وضح النهار، وفارسة طريق في الليل، وتوفيت في سن السادسة والعشرين، محاطةً بالغموض الذي يشبه حياتها المضطربة.
وتدور حول كاثرين العديد من القصص والأساطير، مما جعلها واحدة من أكثر الشخصيات الغامضة في تاريخ المنطقة.
فما هي القصة الحقيقية وراء هذه الوريثة الشبح، التي كتبت عنها العديد من القصص والأفلام؟
فستان أزرق ولؤلؤيمكن العثور على صورة لكاثرين فيريرز وهي شابة في متحف Valence House، وهو القصر الوحيد الباقي في داجنهام، وتم رسمها بفستان أزرق حريري ولآلئ لامعة حين كانت تبلغ العمر 13 عاماً وهي تبتسم بهدوء، في لوحة بعيدة كل البعد عن صورة "السيدة الشريرة" الجامحة التي أرعبت حتى الرجال البالغين.
وتبدو كاثرين بريئة حقاً في الصورة،كما تقول جودي لي، مؤلفة "The Wicked Lady"، وهو كتاب خيالي جديد مستوحى من قصة كاثرين فيريرز.
وتقول لصحيفة "ميترو": "تنظر إلى الشابة في الصورة وتفكر، ماذا حدث في السنوات الاثنتي عشرة التي تلت التقاط هذه الصورة؟ ما الذي جعلها ترغب في ركوب حصان وتهديد الناس بالسلاح؟"
ولدت كاثرين في 4 مايو 1634 ونشأت في قصر ماركيات سيل الفاخر في هيرتفوردشاير، على بعد عشرة أميال من لوتون.
وأصبحت الوريثة الوحيدة لثروة عائلتها بعد وفاة والدها وجدها عندما كانت في السادسة من عمرها، لكن لم يكن مقدر لها الاحتفاظ بالمال.
وقالت المؤلفة: "على الرغم من أن كاثرين ولدت غنية ومتميزة، إلا أنها لم تكن متميزة على الإطلاق في حياتها، لقد أُجبرت على الزواج وهي في سن الرابعة عشرة تقريباً من شاب يبلغ من العمر ستة عشر عاماً أخذ كل أموالها وباع ممتلكات عائلتها. كانت كاثرين ثرية لكنها نُهبت".
ووفقًا للأسطورة، كانت كاثرين يائسة لإيجاد طريقة لكسب المال والتحرر من القيود التي وضعها المجتمع في القرن السابع عشر.
وتقول القصة إنها تصادقت مع مزارع محلي يُدعى رالف تشابلن، الذي أقنعها بالعمل في الليل كقاطعة طريق.
ومع حلول الظلام، كانت كاثرين تستبدل ملابس نومها بعباءة داكنة وقناع أسود وقبعة، وثم تقفز على حصانها وتتجه نحو سائقي العربات الذين يسافرون على الطريق الروماني القديم في شارع واتلينج الآن.
وكانت قاطعة الطريق تنتظر مرور عربة لتهدد سائقها وتنهب ما يملكه، ثم تعود مسرعة لتتحول مجدداً من "السيدة الشريرة" إلى أرستقراطية متزمتة ومهذبة بحلول الصباح.
تقول الأسطورة إن كاثرين فيريرز كانت قد ركبت حصانها حتى وصلت إلى ما بدا أنه سائق عربة وحيد يمر عبر "نومانزلاند كومون"، وبينما كانت تلوح بمسدسها، هاجمها رجال من الخلف وأطلقوا النار عليها أثناء فرارها من المكان، وعُثر على جثتها لاحقاً.
وتتضمن الأسطورة أيضاً حكايات أخرى تشير إلى أنها توفيت أثناء الولادة، أو ربما لم تكن قاطعة طرق على الإطلاق، ولا شريرة كما يُشاع، إلا أن الحكايات الشعبية نمت وتوسعت مع مرور السنين، لتتضمن أحداثاً وظهورات مخيفة مرتبطة بشبحها، مما جعلها واحدة من أكثر الشخصيات الغامضة التي تلهب خيال العامة.
وفي السنوات التي تلت وفاتها، قال سكان المنطقة إن كاثرين شوهدت "تتأرجح من شجرة جميز كبيرة" خلف المنزل الفخم.
وفي أكتوبر (تشرين الأول) الجاري، قال رجل يدعى "فيليب"، لصحيفة "ميترو"، إن الكثير من الأشخاص بعضهم ليسوا حتى من سكان المنطقة ولا يعرفون شيئاً عن الأسطورة أبلغوا عن أحدث غريبة مرتبطة بشبح كاثرين.
وفي حانة قريبة تعود للقرن السابع عشر، وسميت باسم "شبح السيدة الشريرة"، تحدث الزوار أيضاً عن أحداث غريبة.
ويقول أحد الموظفين لـ "ميترو": "تسقط أشياء وتتحرك أخرى فجأة، فنقول لا بد وأنها كاثرين".
وفي مقهى صغير يقع بجوار مزرعة عاملة في فيريرز لين، وبينما تدور ماكينة القهوة، يتحدث أحد العاملين عن مزرعة قديمة قريبة، حيث ادعى الناس أنهم رأوا شبح كاثرين.
وشجعت وفرة القصص المخيفة عن شبح الوريثة، جودي لي، على تبني الخوارق في روايتها The Wicked Lady، وتتبع الحبكة تشارلي وولف، وهو شاب ــ بعد الانفصال وفقدان الوظيفة ــ ينتهز الفرصة لمساعدة عمه في تجديد كوخ متهالك يطل على "نومانزلاند كومون"، ويكشف تشارلي قصة كاثرين ويكشف المزيد عن ماضيها مع تقدم أحداث الكتاب.
وتقول لي: "إن العمل مع الأشباح أمر رائع، لأنه يمكنك إضفاء جو مختلف على كتابك يجمع بين خط زمني قديم وجديد".
وتضيف جودي: "تحكي كاثرين قصتين متوازيتين، إحداهما أنها ماتت أثناء الولادة في لندن، والأخرى أنها ماتت في منطقة بعد إطلاق النار عليها، لقد قمت بدمج القصتين في كتابي لأننا لا نعرف حقاً ما حدث لها - كلاهما ممكن، وربما شيء آخر".
ودُفنت كاثرين في كنيسة سانت ماري في وير بعد وفاتها في 13 يونيو 1660.
ومن الغريب أن رفاتها لم توضع في قبو العائلة، وتتساءل المؤلفة "هل هذه مصادفة؟ أم أن مغامراتها غير القانونية على الطرق السريعة جعلت عائلتها تشعر بالخجل الشديد من إعطائها وداعاً لائقاً؟ وبالنسبة لرالف تشابلن، المزارع المارق الذي يُزعم أنه شجع كاثرين على أن تصبح عاملة طرق، هل كان موجوداً حقاً؟ لا يوجد دليل تاريخي عليه، يبدو الأمر وكأنه محي من التاريخ، لكن ربما كان ذلك لأنه كان مزارعاً متواضعاً لا يُعتبر مهماً ليتم تذكره، على عكس كاثرين".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله السنوار الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية غرائب کانت کاثرین کاثرین فی
إقرأ أيضاً:
مرض نادر يحرم شابة بريطانية من تناول الطعام منذ 10 سنوات
تعاني الشابة البريطانية آني هولاند، البالغة من العمر 24 عاما، من حالة صحية نادرة حرمتها من تناول الطعام لمدة عقد كامل. بدأت معاناتها في سن الـ12، حيث عانت من أعراض مثل الدوخة، والإغماء، واضطرابات هضمية مزمنة. وبعد خضوعها لسلسلة من الفحوصات الطبية، تم تشخيصها بمرض "الاعتلال العصبي الذاتي المناعي" (AAG)، وهو اضطراب نادر يدفع الجهاز المناعي لمهاجمة الخلايا العصبية السليمة.
بالنسبة لمعظم الناس، تعد مشاركة وجبة مع العائلة والأصدقاء وسيلة مثالية للاسترخاء، إلا أن الأمر مختلف تماما بالنسبة لآني، إذ تجعلها رائحة الطعام وحدها تشعر بالغثيان. وعلى مدار السنوات العشر الماضية، لم تتمكن من تناول أي طعام على الإطلاق.
Woman who hasn't been able to eat anything for 10 years reveals heartbreaking symptoms that led to terminal illness https://t.co/3eAxvNYvaZ
— COVER News (@CoverMediaNews) February 25, 2025
ومع تفاقم حالتها، خضعت آني لعدة عمليات جراحية أُزيل خلالها أكثر من 3 أمتار من أمعائها، وهذا أدى إلى إصابتها بفشل معوي. هذه الحالة تعيق الجسم عن امتصاص العناصر الغذائية والسوائل الضرورية للحياة، لذلك أُجبرت آني على التغذية الوريدية لإبقائها على قيد الحياة. وقيل لها إن حالتها مميتة.
إعلانوفي تصريح لها حسب صحيفة "ميرور" قالت آني: "عندما كنت في سن المراهقة، بدأت أعاني من الدوخة ونوبات الإغماء ومشاكل الجهاز الهضمي".
وتوضح قائلة: "لم يتمكن الأطباء من تحديد سبب معاناتي لفترة طويلة، حتى أكدت اختبارات البول والدم في النهاية إصابتي بمرض اعتلال العقد العصبية اللاإرادية المناعي الذاتي (AAG)." وهو اضطراب نادر يدفع جهازها المناعي إلى مهاجمة الخلايا العصبية السليمة، مما يجعلها تعيش مع هذا المرض مدى الحياة.
وتضيف آني: "من الصعب أن أشرح للآخرين كيف يكون الشعور عندما لا يمكنك تناول الطعام أبدا. بالنسبة لمعظم الناس، الطعام جزء طبيعي من الحياة اليومية، لكنه بالنسبة لي شيء لا يمكنني حتى التفكير فيه." وتشير إلى أن حالتها تفرض عليها عزلة اجتماعية كبيرة، حيث لا تستطيع المشاركة في الوجبات مع الآخرين، بينما تجعلها رائحة الطعام المطهو تشعر بالغثيان الشديد. وتتابع: "من الصعب أن تكون محاطا بشيء يشكل جزءا أساسيا من حياة الجميع، بينما يمثل بالنسبة لي خطرا حقيقيا".
وتابعت: "في سن الـ12 فقط، بدأت أمرض، ولم أكن أفكر كثيرا في الأمر. وبحلول سن الـ15، كان الأمر يزداد سوءا. كنت أذهب إلى الأطباء ذهابا وإيابا بسبب العديد من المشكلات. وبحلول سن الـ16، بدأت حياتي تتغير إلى الأبد. وبحلول سن الـ18، تم تشخيصي. وبحلول سن الـ22، أصبحت في مرحلة متقدمة من المرض".
"لم أكن أتخيل أبدا أن هذا سيكون هو الحال. لم أتوقع أبدا أن تنتهي حياتي قريبا (لا أحد يتوقع ذلك) ولكن عدم القدرة على التخطيط أو حتى التفكير في المستقبل يحطم روحي".
التغذية الوريديةشريان الحياة الوحيد لآني هو التغذية الوريدية الكاملة (TPN)، وهو علاج طبي يتم فيه توصيل السوائل التي تحتوي على العناصر الغذائية الأساسية والدهون والبروتينات مباشرة إلى مجرى الدم. يتم إعطاء محلول التغذية الوريدية الكاملة من خلال خط هيكمان، وهو قسطرة مركزية توضع في وريد كبير بالقرب من القلب. كل ليلة لمدة 12 ساعة، يتم توصيل آني بمحلول وريدي يعمل طوال الليل، وهذا يوفر العناصر الغذائية التي يحتاجها جسمها. ومن دون التغذية الوريدية الكاملة، سيموت جسد آني جوعا.
آني الممرضةالاعتماد على التغذية الوريدية الكاملة ليس بالأمر البسيط كما قد يبدو، إذ يتطلب التزاما صارما بإجراءات تعقيم دقيقة في كل مرة يتم فيها توصيل المحلول عبر التنقيط الوريدي. فأي تسرب للبكتيريا إلى خط هيكمان قد يؤدي إلى تعفن الدم، وهو عدوى خطيرة قد تهدد الحياة.
إعلانتوضح آني: "لقد أصبحت بمثابة ممرضتي الخاصة في المنزل. كان عليّ أن أتعلم كيفية تحضير التغذية الوريدية بطريقة معقمة تماما، لأن دخول حتى كمية ضئيلة من البكتيريا إلى خطي الوريدي يمكن أن يصل مباشرة إلى قلبي".
تكلفة ماليةعلى الرغم من كونها وسيلة حيوية لإنقاذ الحياة، إلا أن التغذية الوريدية تفرض أعباء مالية كبيرة. إذ تتراوح تكلفة العلاج الذي تتلقاه آني بين 1650 و2470 جنيها إسترلينيا أسبوعيا، أي ما يعادل تقريبا 2090 إلى 3130 دولارا أميركيا، من دون احتساب المستلزمات الإضافية المطلوبة لضمان بيئة معقمة.
وإلى جانب التكاليف المرتفعة، تواجه آني تحديات نفسية هائلة، حيث تشكل الضغوط اليومية جزءا أساسيا من حياتها أثناء محاولتها التعايش مع تشخيصها الصعب والتأقلم مع تبعاته.
قصة تحدٍعلى الرغم من كفاحها، فإن آني عازمة على إحداث فرق للآخرين الذين يعيشون مع التغذية الوريدية عن طريق الوريد. وأطلقت حملة "غوفاندمي" (GoFundMe) لزيادة الوعي والدعم.
وأشارت آني إلى أنها تريد المساعدة في استمرار عمل الوحدة وتوفير مرافق أفضل. "في الوقت الحالي، توجد الوحدة في مكتب صغير مزدحم في وحدة العناية المركزة مع مساحة محدودة لرعاية المرضى".
وستذهب الأموال التي يتم جمعها إلى توظيف ممرضات إضافيات، وتوفير التدريب للموظفين الطبيين، ودعم أسر مرضى التغذية الوريدية عن طريق شراء المعدات الأساسية مثل جهاز "فايبرسكانر" (Fibroscanner)، والتي قد تكلف 16 ألفا و400 جنيه إسترليني لمراقبة صحة الكبد.
تقول: "قد يكون مرضي في مرحلة متقدمة، لكنني أريد أن يكون إرثي هو مساعدة الآخرين. لن أستسلم. هناك الكثير مما أريد القيام به لمساعدة الآخرين، حتى لو كان وقتي محدودا".