خبراء: مصر حريصة على تعزيز آليات العمل العربي المشترك
تاريخ النشر: 14th, August 2023 GMT
أكد خبراء وسياسيون حرص مصر على تنسيق آليات العمل العربى المشترك مع كافة الدول العربية، بداية من دعمها للقضية الفلسطينية، وتعاونها مع العراق فى مشاريع تنموية ضخمة، وحتى التنسيق والتشاور مع الدول العربية حول أهم القضايا التى تشغل العالم، ومنها قضية التغيرات المناخية التى أصبحت تهدد البشرية.
وأضافوا أن السياسة الخارجية لمصر تشهد حالة حراك ملحوظ خلال السنوات الماضية، إذ بدأت مصر فى الشراكة بشكل جاد وتنموى مع عدد من الدول العربية، ومنها الأردن والعراق، حيث تم وضع أطر لاتفاقيات تنموية فى مجال الربط الكهربائى والنقل، ما يؤدى إلى انتعاشة اقتصادية قوية.
وقال الدكتور مصطفى أبوزيد، مدير مركز مصر للدراسات الاقتصادية والاستراتيجية، إن مصر من أكثر الدول العربية حرصاً على تنسيق آليات العمل العربى المشترك فى كافة القطاعات، بداية من القضية الفلسطينية، حيث التواصل مستمر بين الرئيسين عبدالفتاح السيسى ومحمود عباس.
مضيفاً أن مصر قدمت الدعم لقطاع غزة، من خلال إعادة إعمار البنية التحتية للقطاع.
وأضاف أن الفترة الماضية شهدت تنسيقاً عربياً موسعاً، أفرز القمة الثلاثية التى جمعت بين مصر والأردن والعراق، والتى بحثت خطوات جادة من أجل الاستثمار والتعاون الاقتصادى بين البلدان العربية الشقيقة.
مضيفاً أنه وفق المعلن فإنه تم الاتفاق على رؤية مشتركة، ووضع تصورات محددة للمشاريع التى يمكن إنجازها فى عدة مجالات متنوعة، مثل الربط الكهربائى والزراعة والنقل، إضافة إلى الأمن الغذائى، مؤكداً أن هذا الأمر يؤدى إلى انتعاشة اقتصادية حقيقية للدول المشاركة.
وقال: «خلال الفترة الماضية شهدت مصر الكثير من اللقاءات مع الزعماء والرؤساء العرب، خاصة فى مدينة العلمين الجديدة، ومنهم الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات والملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل مملكة البحرين، ما يؤكد أن التنسيق والتواصل بين مصر والدول العربية مستمر».
«أبو الفتوح»: لقاء «السيسى» بالقادة العرب فى «العلمين» ينطلق من الرؤية المصرية لأهمية وحدة الصفوقال الدكتور جمال أبوالفتوح، عضو مجلس الشيوخ، إن لقاء الرئيس عبدالفتاح السيسى بكل من الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، والملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البحرين، يأتى استكمالاً لجهود القيادة السياسية فى دفع أطر وآليات التعاون المشترك بين دول الأمة العربية، بما فى ذلك المجالات الاقتصادية والتنموية، لا سيما فى ظل ما تفرضه التحديات المتنامية فى المنطقة والعالم من ضرورة لخلق آفاق جديدة فى التعاون العربى المشترك وتحجيم آثارها السلبية على شعوب الأمة العربية.
وأكد أن هذه اللقاءات المتكررة تأتى عن قناعة راسخة لدى الدولة المصرية بأهمية وحدة الصف العربى وتعزيز فرص الشراكات الاستراتيجية الداعمة لطريق البناء والتعمير، موضحاً أن اجتماع الرئيس مع قادة من دول مجلس التعاون الخليجى يدفع بتعميق التعاون المشترك، خاصة فى ظل ما تمثله مصر والإمارات والبحرين من مراكز قوى أساسية فى الشرق الأوسط والمنطقة العربية، وما يلعبه كل منها من أدوار محورية فى تاريخ المنطقة وتشكيل توازناتها، مشدداً على أن العلاقات المصرية الخليجية نمط فريد ونموذج جيد للعلاقات التعاونية والتفاعلية على مستوى الوطن العربى والتى تتسم بتقارب الرؤى والنمو على كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية.
وأوضح عضو مجلس الشيوخ أن هذه اللقاءات أبرزت الحرص المتبادل على مواصلة التنسيق الوثيق على جميع المستويات فى ضوء ما يربطها من أواصر تاريخية وطيدة على المستويين الرسمى والشعبى، انطلاقاً من أن التعاون وبناء الشراكات الاقتصادية والتنموية بين دول الأمة العربية هو المدخل الأساسى لتحقيق التنمية وصنع مستقبل أفضل للشعوب فى ظل عالم يموج بالتحولات فى مختلف المجالات، والسعى لتطابق الرؤى فى القضايا محل الاهتمام المشترك والتحديات التى تشهدها المنطقة سياسياً وأمنياً واقتصادياً واجتماعياً.
وقال «أبوالفتوح» إن لقاء الرئيس السيسى بالشيخ محمد بن زايد فى مدينة العلمين الجديدة جاء وسط استعدادات الدولة الشقيقة لانعقاد القمة العالمية للمناخ COP28 بمدينة دبى فى شهر ديسمبر المقبل، والحرص المتبادل على الاستفادة من التجربة المصرية فى هذا الإطار، خاصةً فى ظل نجاح مصر فى استضافة COP27 بشرم الشيخ على نحو نال تقدير العالم، وهو ما يضفى أهمية للقاء فى دفع أوجه التعاون لتعزيز العمل المناخى المشترك، منوهاً بأن لقاءات الرئيس السيسى بقادة الدول بالعلمين يُبرز المنطقة وأهميتها كوجهة سياحية متميزة ويمثل خطوة على طريق الترويج والتعريف بما شهدته من ثورة عمرانية هائلة.
«مطاوع»: مزاعم وانتهاكات إسرائيل وضمها للضفة الغربية على رأس الأجندةوقال الدكتور عبدالمهدى مطاوع، المحلل السياسى الفلسطينى، إن «قمة العلمين» ليست الأولى من نوعها، وإنما هى اللقاء الثالث بين القادة الثلاثة، خلال العام الجارى، سبقته اتصالات متعددة بينهم؛ لمواصلة التنسيق العربى المشترك، وبحث آخر التطورات التى تمر بها القضية الفلسطينية، فى ظل التغيرات والضغوطات التى تمارسها حكومة اليمين المتطرف الإسرائيلية، والتى تتحدث بشكل علنى عن أنه لن تقام الدولة الفلسطينية، وسيتم ضم الضفة الغربية للأراضى الإسرائيلية، موضحاً أن هذا التحدى الخطير استدعى أن يكون هناك تنسيق عربى مشترك بين الدول المعنية.
وأشاد «مطاوع» بمخرجات القمة، التى أكدت أهمية الاعتراف بمركزية القضية الفلسطينية، وأنها القضية العربية الأولى، وعلى مواقف مصر والأردن الثابتة فى دعم الشعب الفلسطينى وحقوقه المشروعة.
«العنانى»: العمل على تحقيق المصالحة الفلسطينية من أهم مخرجات القمةوقال أحمد العنانى، عضو المجلس المصرى للشئون الخارجية، إن هناك توافقاً سياسياً بين مصر والأردن فيما يخص القضية الفلسطينية، التى عانت خلال الفترة الماضية من انتهاكات واضحة من الجانب الإسرائيلى، بشأن تهويد القدس وبناء مستوطنات، ومن هنا تأتى أهمية القمة التى تبحث وتتشاور حول كيفية إعادة الجانب الإسرائيلى إلى مائدة المفاوضات.
وأضاف أن مخرجات القمة تضمنت ضرورة الحفاظ على الوضع التاريخى والقانونى القائم فى القدس ومقدساتها الإسلامية والمسيحية، ورفض جميع الممارسات التى تستهدف المساس بهذا الوضع.
كما أكدوا أهمية الوصاية الهاشمية التاريخية على الأماكن الإسلامية والمسيحية فى القدس، ودورها فى حماية هذه المقدسات وهويتها العربية والإسلامية والمسيحية، مشيراً إلى أن الاستمرار فى العمل على تحقيق المصالحة الفلسطينية من أهم مخرجات القمة.
ونوه «العنانى» بدور الدولة المصرية فى دعم القضية الفلسطينية، من خلال الجهود المبذولة، فمصر لا تزال تبذل جميع الجهود، وعلى كل الأصعدة والمستويات، ضمن عمل متواصل ومستمر فى دعم القضية فى جميع تفاصيلها، وما زالت أيضاً تعمل على تقريب وجهات النظر بين الساسة الفلسطينيين، وتحاول جاهدة تخطى جميع العقبات والإشكاليات التى تعرقل مسيرة التقدم ولو خطوة واحدة نحو لم الشمل الفلسطينى واستعادة الوحدة، وهذا منذ سنوات طوال عبر استضافة «القاهرة» العديد من جولات المصالحة الفلسطينية.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: قمة فلسطين القضیة الفلسطینیة الدول العربیة
إقرأ أيضاً:
«القاهرة الإخبارية» تسلط الضوء على جهود مصر في دعم القضية الفلسطينية
رصد الإعلامي ياسر رشدي، جهود الدولة المصرية على مدار العقود الماضية لمساندة الأشقاء الفلسطينيين وحل قضيتهم المشروعة والعادلة، باعتبارها قضية مصر الأساسية على المستوى الإقليمي، وانطلاقا من دورها التاريخي في مساندة الأشقاء العرب، وحل قضايا الأمة العربية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.
الجهود المصرية في دعم القضيةوقال «رشدي»، خلال تقديمه نشرة إخبارية عبر فضائية «القاهرة الإخبارية»، إن الجهود المصرية ارتكزت على عدة أمور أساسية، منها ان المدخل الرئيسي والوحيد لحل القضية الفلسطينية يكمن في تطبيق حل الدولتين، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من يونيو عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
وأضاف: «ومع سعي القاهرة الدائم لتطبيق حل الدولتين، دأبت مصر على الحفاظ على مواقفها الرافضة لأي حلول أحادية، تعيق إقامة الدولة الفلسطينية، مثل الاستيطان والإجراءات التي تتخذها إسرائيل في القدس، مع دعم الحقوق العادلة للشعب الفلسطيني على رأسها عودة اللاجئين».
سعي دائم لحل القضيةوأشار ياسر رشدي، إلى أن «المقاربة التي اتخذتها الدولة المصرية لحل القضية الفلسطينية، فرضت على مصر بشكل دائم التحرك المتزامن في عدة مسارات بآن واحد، كالتعامل مع الأوضاع الإنسانية التي تسببت بها الإجراءات الإسرائيلية في قطاع غزة والضفة الغربية، ودور مصر في إعادة إعمار غزة عقب الضربات الإسرائيلية عام 2021، والذي رصدت له القاهرة ميزانية قياسية آنذاك».
وأكد «رشدي» أن القاهرة سعت باستمرار لإنهاء حالة الانقسام الفلسطيني، ورعاية اتفاقات المصالحة الوطنية بين الفصائل، ورعاية الحوار «الفلسطيني/ الفلسطيني» عبر جولات متكررة استهدفت تحقيق الوفاق الوطني منذ نوفمبر عام 2002.