أستاذ العلوم السياسية يستعرض الجهود المصرية من أجل إحلال السلام بالمنطقة
تاريخ النشر: 1st, November 2024 GMT
أشاد الدكتور إكرام بدر الدين أستاذ العلوم السياسية ، الجهود المصرية المكثفة في الآونة الأخيرة على مستوى دبلوماسية القمة أو الدبلوماسية الرئاسية ، سواء التي شاهدناها في الاتصالات التي تلقاها السيد رئيس الجمهورية أو المقابلات مع قادة و شخصيات مؤثرة في العالم مشيراً إلي لقاء رئيس الاستخبارات الأمريكية أمس، بهدف تتدعيم الجهود المشتركة للتهدئة في قطاع غزة و لبنان .
وتابع : شاهدنا أيضا الاتصال الهاتفي بين رئيس الجمهورية والرئيس الفرنسي "ماكرون"، وزيارة الرئيس الجزائري إلي مصر، والاتصال الهاتفي الذي تلقاه السيد الرئيس من رئيس وزراء هولندا.
وأوضح "بدر الدين" خلال مداخلة هاتفية عبر قناة "أكسترا نيوز"، الجهود المكثفة التي تبذلها القيادة المصرية والمؤسسات السياسية المصرية للعمل علي تنسيق الجهود و لإحتواء التداعيات التي تحدث في منطقة الشرق الأوسط .
وأكد أستاذ العلوم السياسية، علي أن مصر منذ بداية اندلاع الأزمة في غزة كانت تحذر من خطورة التداعيات التي يمكن أن تحدث مشيراً إلي أنها تدعو إلي ضرورة و أهمية احتواء هذا الموقف حتي لا تنجم عنه آثار خطيرة علي المنطقة بأكملها.
و أضاف أستاذ العلوم السياسية، بأن مايحدث خلال الآونة الأخيرة هو مايثبت سلامة وجهه النظر المصرية مشيراً إلي التوترات التي تحدث في المنطقة، والوضع في لبنان و فتح جبهة جديدة من الجانب الاسرائيلي، وأيضا اليمن والضربات المتبادلة مع اليمن ، وبين إسرائيل و إيران .
وأختتم، بأن السياسية المصرية تعمل علي التهدئة و بذل وتكثيف الجهود مع الأطراف المأثرة في العالم من أجل إحتواء هذه الأزمات و التي لم يقتصر يتأثرها على الأقليم بل يمتد تأثيرها على العالم أجمع.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: أستاذ العلوم السیاسیة
إقرأ أيضاً:
السلام هو الحل لليمن
علي بن مسعود المعشني
ali95312606@gmail.com
يأتي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وطاقمه اليوم ليُجَرِّب المُجرَّب ويُعيد إنتاج الفشل في اليمن، معتقدًا بأنَّ الحرب والقتل والدمار هو ما سيدفع "أنصار الله" إلى رفع الراية البيضاء وإعلان الاستسلام.
ترامب يمثل الشخصية الأمريكية التي تعتقد بأنَّ العالم بجغرافياته ملك لأمريكا ومرتع لها، بالقوة الخشنة أو بالقوة الناعمة؛ فترامب- كأي أمريكي- يؤمن بأنَّهم العالم الجديد والعالم النموذجي الأخير للبشرية، ونهاية أمريكا تعني نهاية العالم ونهاية التاريخ. الشخصية الأمريكية شخصية نشأت وتكوَّنت من المُهمَّشين في أوروبا، تشكل المجتمع الأمريكي من عقليات تُعاني جذورها ونشأتها الأولى من أعراض الاضطهاد والقمع والتهميش، وبالنتيجة قيام وتشكُّل مجتمعٍ ذي ثقافة عنف مُتجذِّر وعنصرية مُتجددة، لم يستطع تهذيبها علم ولا تطور ولا انفتاح على العالم. العقل الأمريكي ذو بُعد واحد، لهذا يؤمن بأنَّ كل من ليس معه فهو بالضرورة ضده، وكل من يعاديه أو يقاومه فهو بالضرورة إرهابي وفق "البورد" السياسي الأمريكي، وكل من لا يشبهه فهو بالضرورة "مُتخلِّف".
لهذا ولغيره من الأسباب، نجد الأمريكي يتصرف خارج قناعات البشر وتجاربهم ومفاهيمهم، لأنه يعتقد بأنه مُتفَرِّد ورسول العناية الإلهية بلا منازع!
ما يفعله ترامب اليوم من فتح جبهات حروب مجانية في وقت يمكنه كسبها بالقوة الناعمة، يوحي بأن الرجل مبعوث العناية الإلهية، ولكن لتفتيت بلده والعبث بمكتسباتها وتوسيع دائرة الأعداء وتقليص دائرة الحلفاء والأصدقاء.
فبعد أن استَنزَفت أمريكا طاقاتها وطاقات حلفائها الأوروبيين في تبني قضية خاسرة تمثلت في قضية الحرب في أوكرانيا، عقد ترامب صفقة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لتسوية ملف أوكرانيا وكأنَّ شيئًا لم يكُن، مقابل ضغطه على الرئيس الأوكراني فولديمير زيلينسكي للتوقيع على التنازل عن ثروات بلاده لأمريكا كتعويضٍ عن الدعم الأمريكي طيلة سنوات الحرب. وبهذا الموقف طعن ترامب شركاءه وحلفاءه الأوربيين في الظهر، وأعلن الحرب عليهم؛ مما دفع الأوربيين إلى التشبث بأوكرانيا وزيلينسكي لتعويض شيء من خسائرهم، تلك الخسائر التي أوصلت بعض اقتصادات أوروبا إلى حافة الإفلاس.
حقيقة ما يجمع الأمريكي والأوروبي هو تحالف الضرورة وليس القواسم المشتركة كعادة قواعد التحالف من جغرافيا وتاريخ ومصير مشترك؛ فمشروع مارشال الأمريكي بعد الحرب الأوروبية (العالمية) الثانية لإعمار أوروبا، كان يعني في حقيقته ومراميه السيطرة الأمريكية المُطلقة على أوروبا، وهذا ما تحقق بالفعل.
كان حريٌّ بترامب السعي إلى إغلاق الملفات المُلتهبة بدءًا من أوكرانيا وصولًا إلى إيران ومرورًا باليمن ولبنان وسوريا وغزة؛ فهذه الملفات كفيلة بتحقيق الريادة والصدارة له ولاقتصاد بلاده ودولاره؛ بل وكفيلة بتعطيل أو إبطاء التكتلات الاقتصادية الناشئة والتي تُهدد عرش بلاده وعملته بالأفول.
وكما حدث لأمريكا جراء تدخلها في العدوان الثلاثي على مصر عام 1956، والذي جنت منه التموضُع المُريح في الشرق الأوسط، وتجفيف النفوذ الأوروبي إلى حد كبير. أمريكا والعالم اليوم يعانون من غياب الزعامات والساسة الحقيقيين؛ فبغياب الرئيس ريتشارد نيكسون ووزير خارجيته هنري كيسنجر يمكن القول بغياب آخر الزعماء وآخر الساسة الحقيقيين لأمريكا، فقد تعاقب عليها ثُلة من المُقامرين وضحايا وأتباع اللُوبيات الثلاثة المعروفة: السلاح والنفط والمال.
ما يحتاجه اليمن اليوم هو الهجوم عليه بالسلام، هذا السلام الذي سيجعل من اليمن واليمنيين ينهمكون في ثقافة السلام والإعمار إلى النخاع ولسنوات طويلة، أما خيار الحرب على اليمن، فسيُعيد اليمنيين واليمن- وكعهدهم التاريخي- مقبرةً للغُزاة، وجمهوريين صباحًا وملكيين في الليل.
قبل اللقاء.. إذا نفذت قوة الأرض، تبقى قوة السماء هي الفصل، فأمريكا تُريد والله فعّال لما يُريد.
وبالشكر تدوم النعم.
رابط مختصر