نصرالله يُحذّر من حرب أهلية لبنانيّة ويُهدّد الإسرائيليين: الحرب ستُعيدكم للعصر الحجري
تاريخ النشر: 14th, August 2023 GMT
حذّر الأمين العام لـ"حزب الله" السيّد حسن نصرالله من خطوة الخطاب التحريضي الذي تروج له جهات سياسية عديدة خصوصاً بعد حادثة الكحالة، معتبراً أن هذا الأمر يدفع البلد نحو الإنفجار والحرب الأهلية.
وأشار نصرالله إلى أنّ المطلوب اليوم في هذه المرحلة هو التعقل والحكمة، وقال: "على العقلاء وبشكلٍ خاص في الشارع المسيحي لجم الأطراف التي تساهم في التحريض".
وخلال كلمةٍ له بذكرى "إنتصار تموز عام 2006"، اليوم الإثنين، تطرّق نصرالله إلى تفاصيل حادثة الكحالة التي حصلت قبل أيام، وقال: "الشاحنة في الكحالة انقلبت بسبب عُطل تقني، والأمر هذا عادي. إثر ذلك، بقيت الشاحنة لأكثر من 3 ساعات على الطريق، وخلال ذلك الوقت نقلت عناصر الحزب التي كانت موجودة خلف الشاحنة السائق إلى المستشفى قبل إستدعاء رافعة لنقلها".
وأكد نصرالله أنه لا وجود لأي مشكلة بين "حزب الله" وأهالي بلدة الكحالة وعائلاتها، مشيراً إلى أنّ "الحزب ذهب باتجاه إستيعاب الوضع وعدم التصعيد"، وقال: "التحقيق سيظهر من اعتدى على من في الكحالة وكل شيء كان هادئاً قبل قيام قناة تلفزيونية خبيثة بالتحريض والتجييش. نقول للقضاء إن الذي يتحمّل بالدرجة الأولى ما حصل في الكحالة هي تلك المؤسسة الإعلامية الخبيثة".
وفي سياق كلامهِ، توجّه نصرالله بـ"الشكر إلى موقف الرئيس السابق ميشال عون الداعي للتهدئة والحكمة إثر الحادثة التي حصلت"، كما ثمّن عظة المطران بولس عبد الساتر التي ساهمت في وأد الفتنة، وقال: "كذلك، نشكر كل القوى السياسية التي عملت على تهدئة الأوضاع عقب حادثة الكحالة فيما هناك جهات أخرى عملت على التحريض".
وشدّد نصرالله على وجوب إلتزام الهدوء على مختلف المستويات والأصعدة، لافتاً إلى أنّ حادثة الكحالة أكّدت أن الجيش هو المؤسسة الضامنة للأمن والإستقرار في البلد، وقال: "حادثة الكحالة اليوم في عهدة القضاء وكلّ الأشخاص الذين تواجدوا في مكان الحادثة باتوا معروفين".
كذلك، أكد نصرالله الرفض القاطع لحدوث أيّ تقسيم في لبنان، معتبراً أنهُ لا مصلحة لأيّ طائفة بحدوث ذلك، وأردف: "المرحلة الحالية تحتاجُ إلى الحكمة وليس إلى السّير مع الغرائز".
وعن الحوار بين "حزب الله" و "التيار الوطني الحر"، قال نصرالله: "الحوار جدّي ويمكن أن يصل إلى نتيجة كما أنهُ يحتاجُ إلى بعض الوقت".
على صعيد آخر، حذر نصرالله العدو الإسرائيلي من عواقب الإقدام على شنّ حرب ضدّ لبنان، وقال: "إذا ذهبتم إلى الحرب مع لبنان فإنكم ستعودون إلى العصر الحجري".
كذلك، رأى نصرالله أن "إنتصار تموز عام 2006 هو الذي ساهم في تحقيق إنجاز ترسيم البحري"، مؤكداً أن الضمانة الحقيقية للحفاظ على حقوق لبنان وثروته النفطية هو احتفاظ لبنان بكل عناصر القوة وفي مقدمها المقاومة، وقال: "نؤكد على أهمية الصندوق السياديّ ونأمل أن يقارب الأفرقاء موضوعه بوطنية بعيداً عن المزايدات".
وختم: "التهديدات الإسرائيلية لا تخيفنا ولبنان يتمتع بعناصر قوة أساسية قادرة على حمايته وردع العدو والمعادلة الذهبية الجيش والشعب والمقاومة هي التي تحمي لبنان".
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: حادثة الکحالة
إقرأ أيضاً:
أكثر من ثلثي الإسرائيليين يؤيدون صفقة التبادل ولو أدت لإنهاء الحرب
يؤيد 68 بالمئة من الإسرائيليين التوصل لصفقة مع حركة حماس لإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين من قطاع غزة، حتى لو كلف الأمر وقف حرب الإبادة المستمرة منذ أكثر من سنة ونسف.
أظهر استطلاع حديث للرأي أجراه معهد "ميدغام" للأبحاث لصالح "القناة 12" أن 54 بالمئة من العينة المستطلعة، يرون أن حكومتهم تطيل أمد حرب الإبادة في القطاع لـ"أسباب سياسية تتعلق ببقاء الائتلاف الحكومي الذي يضم أحزاب من أقصى اليمين".
واعتقد 40 بالمئة من المستطلعة آراؤهم أن الحرب "مستمرة لأسباب أمنية وموضوعية"، في حين أن 6 بالمئة لم يحددون رأيا في هذا الشأن.
وتقدر تل أبيب وجود 59 أسيرا إسرائيليا بقطاع غزة، منهم 24 على قيد الحياة، بينما يقبع في سجونها أكثر من 9500 فلسطيني، يعانون تعذيبا وتجويعا وإهمالا طبيا، أودى بحياة العديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.
وفي 18 آذار/ مارس الماضي، تنصلت "إسرائيل" من اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى الساري منذ 19 كانون الثاني/ يناير الفائت، واستأنفت حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة، رغم التزام حركة حماس بجميع بنود الاتفاق.
وتسبب تنصل رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وحكومته من الاتفاق وعدم إكمال مراحله في إبقاء المحتجزين الإسرائيليين قيد الأسر لدى حماس، حيث تشترط الحركة وقف الحرب وانسحاب كافة القوات الإسرائيلية من قطاع غزة.
وبدعم أمريكي مطلق ترتكب إسرائيل منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 168 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.
وبالانتقال إلى الانقسام الداخلي في إسرائيل، قال معظم المشمولين بالاستطلاع إنهم "يشعرون بالخوف على مستقبل الديمقراطية في البلاد".
وأكد 61 بالمئة من الإسرائيليين بأنهم "خائفون للغاية" أو "خائفون إلى حد ما" على مستقبل الديمقراطية في بلادهم بينما أجاب 34 بالمئة بأنهم "غير خائفين" و5 بالمئة لم يحددوا موقفا.
وفي سياق متصل، اعتبر 66 بالمئة من الإسرائيليين المستطلعة آراؤهم أنهم يعتقدون أن الخلاف الداخلي هو الذي يهدد استقلال البلاد، مقابل 28 بالمئة أجابوا بأن التهديد الأمني هو الأكثر خطورة، و6 بالمئة لا يعرفون.
وفيما يتعلق بالنزاع بين نتنياهو ورئيس جهاز الأمن العام "الشاباك" رونين بار، قال 45 بالمئة من الإسرائيليين المبحوثين إنهم يثقون في رئيس الجهاز الأمني، مقابل 34 بالمئة يثقون في نتنياهو، و21 بالمئة لم يحددوا موقفهم.
وفي 20 آذار/ مارس الماضي، وافقت الحكومة بالإجماع على مقترح نتنياهو إقالة بار، في أول قرار من نوعه بتاريخ "إسرائيل"، رغم احتجاج الآلاف على هذا القرار.
وبعد ساعات من قرار الحكومة، جمدت المحكمة العليا إقالة بار لحين النظر في التماسات قدمتها أحزاب المعارضة، وألمح مسؤولون في الحكومة إلى اعتزامهم عدم احترام قرار المحكمة.
ولاحقا في 8 نيسان/ أبريل الجاري، قررت محكمة الاحتلال العليا، منع الحكومة من تنفيذ قرار إقالة بار، الذي كان من المقرر أن يدخل حيز التنفيذ في 10 من الشهر ذاته، أو الإعلان عن إيجاد بديل له، لحين انتهاء النظر في القضية.
وبرر نتنياهو قرار إقالة بار بأنه "فاشل" ولكن بار عزا القرارات إلى خلافات مع نتنياهو وتحقيق "الشاباك" في عدد من القضايا الداخلية بينها تغلغل اليمين المتطرف في جهاز الشرطة وتواصل مسؤولين في مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي مع حكومة أجنبية، بحسب القناة "12" العبرية.
ويواجه نتنياهو عدة تحديات داخلية متعلقة بفشله في إعادة الأسرى الإسرائيليين لدى حركة "حماس" رغم مرور قرابة 19 شهرا على حرب الإبادة التي يشنها ضد غزة، وراح ضحيتها مئات آلاف المدنيين الفلسطينيين.