تقارير حقوقية تتحدث عن انتحار نساء بعد اغتصابهن في السودان
تاريخ النشر: 1st, November 2024 GMT
تنبيه: هذ القصة تتضمن تفاصيل ربما يجدها البعض مؤلمة..
قالت ناشطة في الجزيرة، طلبت عدم ذكر اسمها خوفاً على حياتها، لبي بي سي إنها تأكدت من انتحار نساء بعد مقتل أزواجهن على يد قوات الدعم السريع..
التغييير: وكالات
قالت منظمات حقوقية وناشطون في السودان إن العديد من النساء في ولاية الجزيرة وسط البلاد، أقدمن على الانتحار بعد اغتصابهن على من قبل أفراد جماعة شبه عسكرية خلال الحرب الأهلية المستمرة في البلاد.
وتأتي هذه التقارير بعدما اتهمت الأمم المتحدة، الأسبوع الماضي، قوات الدعم السريع شبه العسكرية، بارتكاب “جرائم بشعة”، بما فيها القتل الجماعي في الولاية.
وقالت منظمة حقوقية لبي بي سي إنها تتواصل مع ست نساء تفكرن في الانتحار، خوفاً من التعرض للاغتصاب، مع استمرار تقدم قوات التدخل السريع.
ولكن قوات الدعم السريع نفت ما جاء في تقرير أممي أخير يحمل مقاتليها مسؤولية زيادة حوادث الاعتداء الجنسي، وقالت لبي بي سي إن هذه الاتهامات “لا دليل عليها”.
وأدى القتال الشرس من أجل السلطة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع إلى مقتل عشرات الآلاف، ودفع أكثر من 11 مليون سوداني إلى النزوح، منذ بدء النزاع في أبريل/نيسان 2023.
وزارت المديرة التنفيذية لبرنامج التغذية العالمي، التابع للأمم المتحدة، سيندي ماكين، هذا الأسبوع، مركز المساعدات في بورت سودان، وقالت لبي بي سي إن البلاد قد تشهد أكبر أزمة إنسانية في العالم، إذا لم يتوصل الطرفان إلى وقف لإطلاق النار، محذرة من أن الملايين قد يموتون من الجوع.
هجمات الدعم السريعوتأتي هذه التقارير عن هجمات مقاتلي قوات الدعم السريع في الجزيرة بعد إعلان انشقاق قائد الجماعة في الولاية، أبو عاقلة كيكل، الذي أعلن انضمامه للجيش السوداني.
وقالت هالة الكاريب، المديرة التنفيذية في المبادرة الاستراتيجية للمرأة في القرن الأفريقي، لبي بي سي: “شنت قوات الدعم السريع حملة انتقام في المناطق التي يسيطر عليها كيكل، فنهبت وقتلت المدنيين الذين قاوموا الهجمات واغتصبت النساء والفتيات الصغيرات”.
وقالت إن المبادرة تعمل على توثيق أعمال العنف القائمة على النوع الاجتماعي في السودان خلال الحرب، ووثقت انتحار ثلاث نساء، الأسبوع الماضي، في ولاية الجزيرة.
وذكرت هالة أن اثنتين منهن انتحرتا في قرية السريحة والثالثة في قرية الرفاعة.
وقالت شقيقة المرأة التي انتحرت في قرية السريحة إن اختها أقدمت على الانتحار بعد اغتصابها من قبل جنود قوات الدعم السريع، أمام والدها وأخيها، اللذين قتلا لاحقاً.
وانتشرت الأسبوع الماضي سلسلة من صور الفيديو على الانترنت تظهر ما يبدو أنها عشرات الجثث ملفوفة في أغطية، نتيجة مجزرة مزعومة نُسبت لقوات الدعم السريع في السريحة.
وتمكنت بي بي سي من التحقق من تلك الفيديوهات، وأظهرت أن الموقع هو ساحة مسجد في السريحة.
وأوضحت هالة أن الأدلة على الاغتصاب جاءت من قريتين فقط، من أصل 50 قرية تقريباً تعرضت للهجمات في الفترة الأخيرة، وأضافت أن الأرقام قد تكون أكبر بسبب انقطاع الاتصالات مع بعض المناطق.
انتحار نساءوقالت ناشطة في الجزيرة، طلبت عدم ذكر اسمها خوفاً على حياتها، لبي بي سي إنها تأكدت من انتحار نساء بعد مقتل أزواجهن على يد قوات الدعم السريع.
وتحدثت الناشطة عن رسالة نصية على واتساب لامرأة روت تفاصيل انتحار أختها بعد اغتصبها من قبل مسلحين من قوات الدعم السريع، الذين قتلوا خمسة من إخوتها وعدداً من أقاربها السريحة.
وترى الناشطة أنه يستحيل التحقق من التقارير المنشورة على مواقع التواصل الاجتماعي، عن انتحار النساء الجماعي خوفاً من الاغتصاب، بسبب انقطاع الاتصالات.
ويقول تقرير أممي من 80 صفحة صدر الثلاثاء، إنه منذ بداية النزاع حتى يوليو/تموز 2024، تمّ توثيق 400 شهادة لناجيات من اعتداءات جنسية مرتبطة بالنزاع، مشيراً إلى أن الأرقام الحقيقية قد تكون أكبر بكثير.
وقال رئيس اللجنة الأممية التي أعدت التقرير، محمد شندي عثمان، إن “الاعتداءات الجنسية الصارخة التي وثقها التقرير في السودان بلغت درجات مهولة”.
وذكرت اللجنة الأممية أن النساء اللاتي وثقت شهادتهن تراوحت أعمارهن من 8 سنوات إلى 75 سنة، أغلبهن بحاجة إلى علاج طبي، مشيرة إلى أن أغلب المستشفيات والمصحات تعرضت للتخريب في القتال.
وقال المتحدث باسم قوات التدخل السريع، نزار السيد أحمد، لبي بي سي إن “هذه الاتهامات كاذبة، ولا تقوم على أي دليل”.
وأضاف أن “الوصول إلى الحقائق الميدانية، يقتضي من الأمم المتحدة إرسال فريق لتقصي الحقائق إلى السودان”.
وقالت هالة إن المبادرة تسعى إلى الاستمرار في التواصل من النساء اللاتي يخشين على أنفسهن من تقدم قوات الدعم السريع ويفكرن في الانتحار.
وأضافت أن المبادرة تقدم لهن الدعم النفسي، بينما يحاول ناشطون نقلهن إلى أماكن أكثر أمناً.
وأشارت الناشطة إلى أن المبادرة تحاول مساعدة طفلة عمرها 13 عاماٍ تعرضت لاغتصاب جماعي على يد قوات الدعم السريع في الجزيرة، وكانت بحاجة عاجلة إلى رعاية طبية، موضحة أن الطفلة كانت في طريقها من بلدتها شمالي قرية الرفاعة إلى مدينة حلفا الجديدة، وكانت تنزف بشدة.
نقلاً عن BBCعربي
الوسومإنتهاكات قوات الدعم السريع الجرائم والانتهاكات العنف الجنسي المتصل بالنزاع حرب الجيش والدعم السريع حماية المدنيينالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: إنتهاكات قوات الدعم السريع الجرائم والانتهاكات حرب الجيش والدعم السريع حماية المدنيين قوات الدعم السریع انتحار نساء فی السودان فی الجزیرة
إقرأ أيضاً:
مصريون ناجون يكشفون أهوال معتقلات الدعم السريع
على مدى ما يقارب من عامين، نُقل عماد معوض عدة مرات من مكان احتجاز إلى آخر في السودان، حيث اعتقلته قوات الدعم السريع مع عدد آخر من المصريين بتهمة التجسس، وكان يخشى في كل مرة أن يكون اليوم الذي يمر عليه هو الأخير في حياته.
أمضى التاجر المصري البالغ (44 عاما) سنوات في بيع الأجهزة المنزلية في السودان قبل أن يقتحم مقاتلون من قوات الدعم السريع منزله في الخرطوم في يونيو/حزيران 2023، ويعتقلوه مع 6 مصريين آخرين.
ويقول معوض من منزله في كفر أبو شنب، وهي قرية هادئة بمحافظة الفيوم المصرية جنوب غرب القاهرة "اتهمونا بأننا جواسيس"، ويتذكر كيف فتش العناصر، الذين اعتقلوه، هاتفه ومنزله، قائلا "كنّا مجرد تجار، لكن بالنسبة لهم، كل مصري كان موضع شك".
رغم عدم العثور على أي أمر مريب لديهم، عُصبت أعين أفراد المجموعة واقتيدوا في شاحنة إلى مركز احتجاز في الخرطوم.
كان قد مضى شهران على بدء الحرب، وكان مئات الآلاف من سكان السودان فروا إلى الحدود المصرية بحثا عن الأمان، لكن معوض لم يتمكن من ذلك قائلا "لم يكن ممكنا لي أن أسافر بسبب كمية البضائع التي كانت لدي والتي كان يمكن أن تسرق"، كما كانت هناك "ديون" يتعيّن سدادها، و"اضطررنا لحراسة بضاعتنا مهما كانت الظروف".
إعلانوتتهم قوات الدعم السريع، التي تخوض نزاعا مدمّرا مع الجيش السوداني منذ أبريل/نيسان 2023، مصر بالتدخل في الحرب عبر دعم الجيش، الأمر الذي تنفيه القاهرة.
وفي مبنى جامعي حُول إلى سجن في حي الرياض بالعاصمة السودانية، احتُجز معوض مع 8 مصريين آخرين في زنزانة مساحتها 3 أمتار بـ3 أمتار من دون أي نوافذ.
ويوضح معوض أن الزنازين الأخرى كانت تضمّ ما بين 20 و50 معتقلا، بينهم أطفال لا تتجاوز أعمارهم 6 سنوات، ورجال مسنّون، بعضهم في التسعينات من العمر.
ويقول أحمد عزيز، وهو تاجر مصري آخر كان محتجزا مع معوض، إن الطعام الذي كان يقدّم للمعتقلين "لم يكن أكلا.. كانوا يُحضرون لنا ماء ساخنا ممزوجا بالدقيق، عبارة عن عجينة لا طعم لها".
وكانت المياه إما مالحة وملوثة من إحدى الآبار، أو مليئة بالرواسب من نهر النيل، مما أدى إلى تفشي الأمراض بين السجناء الذين لم يتمكن بعضهم من الصمود في هذه الظروف، فماتوا.
ويضيف عزيز أنه عندما كان يصاب سجين بالمرض، ما كان عليه سوى "انتظار الموت".
ووفقا لمعوض، "بدأت أجسام المساجين تفقد مناعتها، وأصبحوا مجرد هياكل"، مشيرا إلى أن 5 مساجين "أحيانا أكثر وأحيانا أقل بقليل، كانوا يموتون يوميا"، وكانت تترك الجثث غالبا لتتعفن في الزنازين لأيام، بينما يرقد المعتقلون بجانبها.
ويروي معوض "لم يكونوا يغسّلون الجثث"، وكان عناصر قوات الدعم السريع "يلفونها ويلقون بها في الصحراء".
ويصف عزيز، الذي احتُجز في سجن سوبا لمدة شهر، كابوسا حقيقيا عاشه في هذا المعتقل، قائلا "لم تكن هناك مراحيض، مجرد دلاء داخل الزنزانة تترك هناك طوال اليوم".
ويضيف "لا يُمكن أن يمرّ أسبوعان من دون أن تُصاب بالمرض"، وقد انتشرت الحمى على نطاق واسع بين السجناء، مما أثار مخاوف من انتشار الكوليرا والملاريا "ليلا، كانت أسراب الحشرات تزحف على السجناء.. لم يكن هناك ما يجعلك تشعر بأنك إنسان".
وتقول الأمم المتحدة إن سجن سوبا التابع لقوات الدعم السريع في جنوب الخرطوم، ربما كان يضم أكثر من 6 آلاف معتقل بحلول منتصف عام 2024.
ويوضح محمد شعبان، وهو تاجر مصري آخر، أن حراس قوات الدعم السريع في سجن سوبا اعتادوا إهانة السجناء وضربهم بالخراطيم والعصي والسياط.
إعلانويقول شعبان البالغ (43 عاما) إنهم "كانوا يجردوننا من ملابسنا.. ثم يُمعنون بالسجناء ضربا وإهانة وشتما".
رغم محنتهم، كان معوض وعزيز وشعبان من بين المحظوظين، إذ أُطلق سراحهم بعد 20 شهرا من الأسر نتيجة ما يعتقدون أنها عملية استخباراتية مشتركة بين مصر والسلطات السودانية الموالية للجيش.
وعادوا إلى ديارهم في مصر، وهم يكافحون للتعافي جسديا ونفسيا "لكن علينا أن نحاول طي الصفحة والمضي قدما"، بحسب شعبان الذي يقول "علينا أن نحاول أن ننسى".
ووفق الأمم المتحدة، اعتقل عشرات الآلاف في السودان في سجون قوات الدعم السريع أو الجيش السوداني، وفق تقرير صدر في وقت سابق من هذا الشهر.
ومنذ بدء الحرب قبل سنتين، وثق النشطاء عمليات اعتقال وتعذيب طالت عمال إغاثة في الخطوط الأمامية أو ناشطين حقوقيين أو مدنيين بصورة عشوائية.