وجه المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان، اليوم "رسالة الجمعة"، وقال: "لأن طبيعة الأرض مقرونة بالمحن الشديدة، ولأن الإنسان مستخلف على الطاعة والعدل والنزاهة والإستقامة الوجودية، ولأن دنيا الإنسان تعيش أخطر مخاضاتها بين التقى والطغيان، فقد لفت الله عبر أنبيائه إلى أن الإنسان مطالب باستحضار الله كقيمة فكرية وتشريعية وتحفيزية بسياق دور الإنسان الدنيوي الذي لا ينفصل أبدا عن إرادة السماء وواقع غايات الوجود، والله هنا يريد أن يقول للخليقة لا يمكن فصل عمل الإنسان عن التوكل على الله، ولا يمكن اعتماد سنن الأرض دون سنن السماء، ولا يمكن التعامل مع موازين الدنيا دون موازين الله تعالى، وهو ما لفت له بقول النبي موسى(ع) لقومه: (اسْتَعِينُوا بِاللّهِ وَاصْبِرُواْ، إِنَّ الأَرْضَ لِلّهِ يُورِثُهَا مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ، وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ)، وذلك لتأكيد قوة الله وإرادته بالدنيا، وليقول للخليقة أنّ النمرود قُتِل ببعوضة، وفرعون  قُتِلَ بالماء، وكذا غيره من كبار طغاة هذا العالم، ومراد الله هنا يريد تأكيد الثقة بالله تعالى كمركز لقوة الإنسان خاصة زمن المحن الشديدة والواقع الأليم".



أضاف: "واليوم البلد يمر في محنة تاريخية وسط مشاريع دولية وإقليمية خطيرة جدا، والمطلوب من القوى السياسية تأكيد شراكة العائلة اللبنانية على الأرض بعيدا عن مشاريع اللعبة الدولية، ولا خوف من العائلات الروحية لأن خطابها وعقلها ومواثيقها ترتبط بالمحبة والرحمة والمودة والإنصهار الأخلاقي والوطني، والأهم على الإطلاق حماية المشروع الوطني وتلافي أي خطاب فتنوي وأي خطوات استفزازية، وتوازنات البلد لا تقبل المغامرة، والطبخات الدولية مسمومة ولبنان لا يمكن إلا أن يكون شراكة وطنية وروحية، واللعب لصالح أي قوة إقليمية أو دولية يضع البلد بقلب كارثة لا سابق لها، والإسرائيلي منذ الهجوم البري لم يستطع السيطرة على قرية حدودية واحدة بشكل كامل، والإسرائيلي محشور جدا، وواقع الجبهة قوي واستراتيجي، وقدرة المقاومة تصاعدية".

وتابع: "وتاريخ المقاومة الثابت يمر بحماية البلد والسلم الأهلي والشراكة الوطنية، ومواقف الأستاذ وليد جنبلاط الوطنية تحمي البلد وتزيد من الثقة الوطنية، والعون والتضامن الوطني أكبر حاجات لبنان، وما يجري على الجنوب والبقاع والضاحية جراء العدوان الإسرائيلي الواسع يفترض المزيد من الإحتضان الوطني، وشكرا للكنيسة والمسجد، شكرا للجبل الحاضن، شكرا للشمال وبيروت.
 
وختم المفتي قبلان رسالته: "وما تقوم به العائلة اللبنانية لحظة وطنية بغاية الأهمية والمطلوب من الحكومة احتضان مواطنيها سريعا، بخاصة أن المنظمات الدولية تتحكم بالمساعدات الإغاثية وتتعامل مع النازحين بخلفية سياسية بغيضة، وللتاريخ أقول:"السلم الأهلي قدس أقداس هذا البلد، والجيش اللبناني وكافة الأجهزة الأمنية مطالبة بحضور كبير وواسع لأن البلد يمر بواقع استثنائي وتاريخي، وعلى الحكومة استنفار كل إمكاناتها لحماية البلد وإنقاذ الواقع الداخلي من نتائج الحرب الإسرائيلية والندم لا ينفع، وواقع البلد معقد وأكبر من لعبة المشاريع، والمكونات الطائفية والسياسية التي تشكل لبنان كانت وستظل حجر الشراكة الوطنية".

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: لا یمکن

إقرأ أيضاً:

هل يمكن دمج حزب الله داخل الجيش اللبناني؟.. محمد مصطفى أبو شامة يجيب

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

قال محمد مصطفى أبو شامة مدير المنتدى الاستراتيجي للفكر والحوار، إنّ تصريحات الرئيس اللبناني جوزيف عون بشأن مناقشة مسألة نزع سلاح حزب الله بهدوء ومسؤولية، تعكس وجود نية حقيقية لدى الدولة اللبنانية لمعالجة هذا الملف الشائك، مشيرًا، إلى أن الطريق نحو ذلك ليس ممهّدًا على الإطلاق.


وأضاف "أبو شامة"، في تصريحات مع الإعلامية داما الكردي، مقدمة برنامج "مطروح للنقاش"، عبر قناة "القاهرة الإخبارية"، أنّ سلاح حزب الله لم يعد مسألة داخلية لبنانية فقط، بل قضية إقليمية ودولية تحظى بمتابعة دقيقة من العديد من الأطراف، وإن كان بعضها، وعلى رأسها الولايات المتحدة، يتعامل معها أحيانًا بسخرية أو استخفاف، بحسب تعبيره.

الرئيس اللبناني يسعى لإيجاد توازن 


وتابع، أنّ الرئيس اللبناني يسعى لإيجاد توازن دقيق في معالجة هذا الملف، مشيرًا إلى أن الوضع الراهن لحزب الله يفرض تعاملاً خاصًا، لا سيما بعد التطورات السياسية والعسكرية التي شهدها لبنان والمنطقة، خصوصًا منذ وفاة الأمين العام السابق للحزب حسن نصر الله في فبراير الماضي، معتبرًا، أنّ  الحزب في حاجة إلى إعادة تموضع على المستويين السياسي والعسكري، وهو أمر يتطلب، بحسب قوله، وقفة مسؤولة من قيادة الحزب والمجتمع اللبناني برمّته.


وذكر، أن الأرقام المتداولة حول عدد مقاتلي الحزب – والتي تتراوح بين 25 ألفًا إلى 100 ألف – تجعل من الصعب جدًا التعامل مع هذه القوة المسلحة، خاصة إذا ما طُرحت فكرة دمجها داخل المؤسسة العسكرية اللبنانية، لافتًا، إلى أن هذا المقترح، يبدو صعبًا التحقيق في ظل الخلفية الأيديولوجية للحزب وارتباطه الفكري والديني بإيران، مما يعقّد مسألة إدماجه في كيان وطني موحد.


وأوضح، أنّ تفكيك ترسانة حزب الله أو دمجه في مؤسسات الدولة لن يكون أمرًا بسيطًا، مشيرًا إلى أن ذلك يتطلب بيئة سياسية واجتماعية واقتصادية مختلفة عن الوضع الحالي.


وأكد، أن الرئيس اللبناني يدرك صعوبة التحدي، ولهذا يدعو إلى معالجة الملف بحذر وهدوء، دون إثارة صراعات داخلية قد تفاقم من تعقيد المشهد اللبناني.


وشدد، على أنّ التحدي الأكبر لا يكمن فقط في الداخل اللبناني، بل أيضًا في الضغوط الخارجية، مؤكدًا أن المجتمع الدولي، وخصوصًا إسرائيل، لن تمنح لبنان الفرصة الكافية لتفكيك حزب الله بمرونة أو وفق إيقاع لبناني داخلي.


https://www.youtube.com/watch?v=BtUxgv8Zpls

مقالات مشابهة

  • ليلة إفريقية تُحبس فيها الأنفاس.. عصام الشوالي يعلق علي مواجهة الأهلي و صن دوانز
  • سيناء «الأرض المباركة».. موضوع خطبة الجمعة القادم لـ وزارة الأوقاف
  • المفتي قبلان: لن تقوم قائمة للدولة إلا بعد تأكيد السيادة الوطنية
  • هل يمكن أن يطوّر الذكاءُ الاصطناعي خوارزمياته بمعزل عن البشر؟
  • شركة الأهلي تحقق أرباحًا تاريخية .. وقرارات جريئة من الجمعية العمومية
  • خطبة الجمعة القادمة لوزارة الأوقاف.. الأرضُ المباركةُ
  • هل يمكن دمج حزب الله داخل الجيش اللبناني؟.. خبير إستراتيجي يجيب
  • أزهري يوضح حكم الشرع في قتل وتعذيب الحيوانات
  • هل يمكن دمج حزب الله داخل الجيش اللبناني؟.. محمد مصطفى أبو شامة يجيب
  • قبلان: ما يحتاجه البلد هو المزيد من القوة لا بيانات وبكاء في محافل نيويورك