من خيمة في ساحة جامعة صنعاء إلى بهجة شهير.. توكل كرمان عقارات واستثمارات وتهرب ضريبي
تاريخ النشر: 14th, August 2023 GMT
الجديد برس:
تعتبر الآن أكثر من مجرد ناشطة سلمية، بل أصبحت أيضاً نموذجاً لراغبي الثراء السريع! فقد اشترت كرمان مؤخراً إمبراطورية عقارية في أغلى المناطق التركية اسبارتا كولا وبهجاشهير تركيا، مكونة من ٢٣ شقة بالإضافة إلى فيلا ضخمة تسكنها مع عائلتها في بهجاشهير وهو الأمر الذي أثار دهشة الجميع ولا سيما التساؤل عن كيف لخيمة بائسة في ساحة الجامعة بالعاصمة صنعاء أن تخلف كل هذه القصور.
تعد توكل كرمان واحدة من أبرز النساء الناشطات في اليمن، حيث حصلت على جائزة نوبل للسلام في عام ٢٠١١ نظراً لدورها البارز في الدفاع عن حقوق المرأة والديمقراطية في اليمن. ومع ذلك، فإنها تدهش العالم مرة أخرى بفصل اكثر من ٢٠ صحفيا من قناة بلقيس ومصادرة حقوقهم.
في فبراير الماضي، قامت توكل كرمان باتخاذ قرار مفاجئ بفصل هؤلاء الصحفيين من قناة بلقيس التي تعمل من مدينة اسطنبول التركية، وهي قناة تعد واحدة من أهم المنافذ الإعلامية في اليمن. وقد تم تبرير هذا القرار بادعاءات عديدة، منها اتهام الصحفيين بترويج أخبار كاذبة والتآمر ضدها واتهام بعضهم بالعمل لصالح افراد وتكتلات تقاسم النفوذ داخل حزب الاصلاح الاخواني في المهجر.
ومع ذلك، تبدو هذه الادعاءات بعيدة عن الواقع، حيث إن هؤلاء الصحفيين كانوا يعملون في تغطية الأحداث السياسية والاجتماعية في اليمن وفقا للتوجه السياسي الذي ترسمه القناة . وقد تم تجاهل حقوقهم ومنعهم من المطالبة بحقوقهم وتقديم الحقائق للجمهور.
وتقول المصادر الموثوقة ان سبب المجزرة الصحفية بحق العشرات تعود الى مطالبات هؤلاء بتحسين مرتباتهم وتقدير سنوات الخدمة في القناة ومنحهم عقودا واذون عمل قانونية وهو الامر الذي بررت به الناشطة كرمان لنفسها طردهم من العمل.
تقول توكل كرمان ان هؤلاء الصحفيين يريدون تلويث سمعتها بهذه المطالب واحراجها امام الحكومة التركية التي ستضعها في موقع المتهم بالتهرب الضريبي للفترة الماضية ، وتقول الحقائق ان الحائزة على نوبل متهربة ضريبياً فعلياً حيث قامت بانشاء شركة وهمية باسم رورما ميديا والتعاقد مع هذه الشركة الوهمية لادارة قناة بلقيس من داخل الاراضي اليمنية ثم وقعت عقودا باسم الشركة الوهمية مع الموظفين للعمل مع القناة داخل الاراضي اليمنية بينما القناة تبث من تركيا وجميع العاملين بها مقيمون في تركيا ولكن باقامة سياحية يتم تجديدها كل ستة اشهر بينما يطالب الموظفون باقامات عمل ، وهذا سيكلف توكل كرمان دفع ضريبة عمل للحكومة التركية وهي متهربة من هذا الاستحقاق.
كشفت مصادر مطلعة أن عدد موظفي قناة بلقيس ١٢٠ اعلاميا واداريا بينهم ٤٠ يمنيا . وفيما عدا ثلاثة مقربين لديهم عقود قانونية عبر بلقيس ميديا وهم هنا صالح مدير بلقيس ميديا و احمد الزرقة مدير القناة وماجد الشباطي المسؤل المالي فإن جميع الفريق يمنيين وأجانب لديهم عقود عمل مع شركة روما ميديا الوهمية التي يتراسها عبد الغني الماوري ويزعم انها في اليمن لاغراض التهرب الضريبي.
وتتراوح المرتبات الشهرية من ١٠٠٠ الى ١٢٠٠ الى ١٤٠٠ دولار كحد أقصى. وتبلغ الميزانية السنوية المخصصة من دولة قطر لقناة بلقيس ٢ مليون و٥٠٠ الف دولار ، غير مخصصات التغطيات الخاصة للاحداث الطارئة.
وأكدت مصادر في نقابة الصحفيين اليمنيين أن الصحفيين سعيد ثابت وحمدي البكاري العاملين في قناة الجزيرة قد توسطا لوقف بيان تضامن كان من المقرر ان يصدر عن نقابة الصحفيين لصالح الصحفيين المفصولين حيث تعهدا بتسوية الازمة مطالبين بتقدير السمعة الدولية للناشطة كرمان وامكانية دخول اطراف لتسييس المطالب الحقوقية.
توكل كرمان، الحائزة على جائزة نوبل للسلام، تعتبر الآن أكثر من مجرد ناشطة سلمية، بل أصبحت أيضًا نموذجًا لراغبي الثراء السريع! فقد اشترت كرمان مؤخرًا إمبراطورية عقارية في في اغلا المناطق التركية اسبارتا كولا وبهجاشهير تركيا، مكونة من ٢٣ شقة بالاضافة فيلا ضخمة تسكنها مع عائلتها في بهجاشهير وهو الأمر الذي أثار دهشة الجميع ولا سيما التساؤل عن كيف لخيمة بائسة في ساحة الجامعة بالعاصمة صنعاء ان تخلف كل هذه القصور.
قبل أن تحصل على الجائزة العالمية، كانت كرمان تعمل كناشطة سلمية متفانية، تسعى لتحقيق العدالة والسلام في بلادها حتى حصلت على الجائزة نظير جهودها في ثورة الربيع العربي باليمن ولكن الآن، بدلاً من أن تستثمر السمعة الدولية التي نالتها على خلفية جائزة نوبل في مشاريع تعليمية أو تنموية، قررت المتاجرة بسمعتها المكتسبة وبناء امبراطورية عقارية.
عندما تم الكشف عن هذا الأمر، انقسمت ردود الأفعال بين المعجبين والمنتقدين. فقد رأى البعض أن هذه الخطوة تعد استثمارًا ذكيًا ومناسبًا لتأمين مستقبلها المالي. بينما اعتبرها آخرون خيانة لقضيتها السلمية وتجارة مشبوهة.
تتضارب الروايات حول كيفية اكتساب كرمان لهذه الثروة. هناك من يقول إنها استخدمت سمعتها ، بينما يقول آخرون إنها استخدمت علاقاتها السياسية ومعارفها للحصول على العروض الحصرية والاشتغال في اقتصاد السياسة . ومع ذلك، فإن الشيء الواضح هو أن توكل كرمان أصبحت الآن رائدة في مجال العقارات! والواضح اكثر ان الدماء الزكية التي اريقت في جمعة الكرامة قد اثمرت كل هذا الذي اكتسبته كرمان الفائزة . لقد اكتسبت لكنها سقطت في الوحل.
تمتلك توكل كرمان الآن العديد من الشقق الفاخرة والفيلات في تركيا، والتي توفر لها دخلاً ثابتًا ويعزز موقعها المجتمعي بالاضافة الى مشاريع استثمارية يديرها زوجها محمد النهمي الضالع في شركة المنقذ التي اختلست اكثر من ثمانية مليار ريال يمني في العام ١٩٩٥ م. ومع ذلك، فإن السؤال المطروح هو: هل يمكن لشخص يعمل في مجال النضال السلمي أن يكون له تركيز على الثراء الشخصي بملرتذا القدر من التوحش الراسمالي؟
هناك من يعتقد أن توكل كرمان قد فقدت غايتها الأصلية من أجل المال والثروة، حيث أصبحت محط انتقادات لاذعة بسبب هذا القرار، حيث يشعر البعض بخيبة أمل كبيرة من تحولها إلى أمبراطورة عقارية.
المصدر: الجديد برس
كلمات دلالية: توکل کرمان فی الیمن ومع ذلک
إقرأ أيضاً:
فج عطان.. حين اشتعل بالنار، فأضاءت اليمن كرامتها
يمانيون../
في سجل الأوطان هناك جراح لا تُنسى، ليس لأنها عميقة في الجسد، بل لأنها انغرست في قلب الوعي الجمعي، وصارت تشكّل معالم الطريق نحو المستقبل. وفي اليمن، ما من حادثةٍ تُجسّد هذا المعنى كما تفعل جريمة فج عطان. هناك، في قلب العاصمة، في ذلك الحيّ الذي كان يومًا ما مأهولًا بالحياة، دوّى الانفجار، وانفجرت معه معادلة الاستكانة، لتولد مع الدماء معادلة الكرامة.
في الساعة العاشرة من صباح الإثنين، العشرين من إبريل 2015، شُنّت واحدةٌ من أفظع الغارات الجوية في تاريخ العدوان الأمريكي السعودي على اليمن. طائرة حربية أسقطت قنبلة فراغية حرارية محرّمة دوليًا على حيّ سكني يعجّ بالأطفال والنساء والمارة، فأحدثت دمارًا هائلًا تجاوز أحياء فج عطان ليمتد إلى أكثر من ثلاثة كيلومترات مربعة من نسيج العاصمة، محوّلة الشوارع إلى رماد، والمنازل إلى أكوام من الركام، والأحلام إلى أسماء مكتوبة على الجدران.
عندما يُقصف قلب المدينة.. فترتفع راية الصبر والمقاومة
لم يكن فج عطان مجرد حيّ، بل نبضٌ من نبضات صنعاء، ومكانًا اختزن حياة مئات الأسر، وأصوات الباعة، وضجيج الأطفال، ورائحة الخبز الطازج في الصباح. وحين وقعت القنبلة، لم يُدمَّر المكان فحسب، بل اهتزّت كل خلية في وجدان اليمنيين. أكثر من 120 شهيدًا سقطوا في لحظات، مئات الجرحى غطّت أجسادهم شظايا الغدر، ودماء الأبرياء تلوّنت بها أرصفة المدينة.
وفي تلك اللحظة، انقلبت الطمأنينة إلى فزع، وتحوّلت صنعاء إلى مشفى ميداني كبير، وارتفعت أصوات نداءات الاستغاثة، في وقتٍ شُلّت فيه سيارات الإسعاف عن مواكبة حجم الكارثة. المستشفيات امتلأت بالشهداء والجرحى، فيما وقف الأطباء على حافة العجز، بينما تطوّع المواطنون لحمل المصابين، وللتبرع بالدم، ولملء الفراغات التي خلّفها الحصار وانعدام التجهيزات.
فج عطان.. من جريمة إبادة إلى شرارة وعي ثوري
الجريمة لم تكن مجرد فعل عسكري، بل كانت –كما اتضح لاحقًا– تجربة اختبارٍ لقوة إرادة شعب بأكمله. كانت الرسالة واضحة: “إما أن ترضخوا.. أو نحرق قلوب مدنكم”. لكن الرد كان أفصح من كل بيان، فقد تحوّلت لحظة الفاجعة إلى نقطة انعطاف، ومن تحت الركام، خرجت اليمن بصورة جديدة، أشد صلابة، وأوضح بوصلة، وأكثر يقينًا بأن العدو لا يستهدف المقاتلين فحسب، بل كل ما هو حي في هذا البلد.
لقد أظهرت الجريمة للعالم مدى التوحّش الذي بلغه العدوان، لكن الأهم من ذلك، أنها أظهرت للعالم مدى الصلابة التي يتمتع بها هذا الشعب. لم يطلب اليمنيون شفقة، ولا استجدوا تدخّلًا دوليًا، بل قرروا في تلك اللحظة أنهم لن يعتمدوا إلا على سواعدهم، وعلى خيارهم الأوحد: المقاومة حتى النصر أو الشهادة.
قنبلة النيوترون.. حينما يتواطأ العالم بالصمت
خبراء عسكريون محلّيون ودوليون أكدوا أن القنبلة المستخدمة في فج عطان لم تكن تقليدية، بل قنبلة حرارية فراغية فائقة التدمير، تُستخدم عادة في الحروب النووية التكتيكية. وأحد أبرز هؤلاء الخبراء، الأمريكي غوردون دوف، كشف أن القنبلة التي سقطت على فج عطان تملك خصائص إشعاعية غير تقليدية، مرجّحًا أن تكون قنبلة “نيوترونية تكتيكية”، ألقتها طائرة صهيونية مموّهة بألوان سلاح الجو السعودي.
وبحسب دوف، لم تكن تلك القنبلة الوحيدة، بل واحدة من قنبلتين تم إسقاطهما في صنعاء، الثانية منها سقطت بعد شهر على جبل نقم. لم تنفِ الرياض ذلك، ولم يتحرّك العالم للمحاسبة، بل اكتفى بالفرجة. كانت جريمة بحجم هيروشيما اليمن، لكنها مرّت على أعين العالم كما تمرّ العواصف فوق الخرائط دون أن تُحرك ضميرًا أو تصدر بيانًا.
بعد عشر سنوات: الجرح لا يُنسى، لكنه لا ينزف عبثًا
اليوم، وبعد مرور عقدٍ من الزمن، لا يزال فج عطان محفورًا في ذاكرة اليمنيين، لا كجرحٍ مفتوح، بل كندبةٍ تنبض بالعزّة. لم تكن الغارة نهاية الحكاية، بل بدايتها. ومن بين الركام، تشكّلت معالم اليمن الجديد: يمنٌ لا يُساوم على سيادته، ولا يقبل بأن تُقصف مدنه ويظل صامتًا، ولا يتسوّل أمنه من عواصم القرار، بل يصنعه بيده.
فج عطان لم يكن مجرد حيّ استهدفه العدوان، بل كان “أبواب صنعاء”، وكان استهدافه محاولة لاقتحام الإرادة من الخلف، فكانت النتيجة عكسية. فقد تحوّل الحيّ إلى مدرسة للمقاومة، وإلى رمزية متوهّجة تقول في كل ذكرى: “هنا سقط الأبرياء، لكن هنا أيضًا وُلد القرار.. وهنا بدأ زمن الرد”.
وصية فج عطان: لا تنسوا، لا تغفروا، لا تضعفوا
إنّ جريمة فج عطان، بما تحمله من حجم المجزرة ووحشية السلاح وتواطؤ الصمت الدولي، تُشكّل اليوم وثيقة إدانة، ووصية مفتوحة. وصية تقول للأجيال القادمة: لا تنسوا من دمّر بيوتكم، لا تغفروا لمن بارك القتل، ولا تضعفوا إن خذلكم العالم، فأنتم في درب الحق، والحق لا يحتاج وسطاء.
وهكذا، لم يكن فج عطان مجرد لحظة حزن، بل صار رمزًا دائمًا لليقظة، وشعلة نار تحترق لتضيء الطريق القادم. لقد أرادوا بفج عطان أن يكسروا شعبًا، فأنجبوه أكثر صلابة، أكثر وعيًا، وأكثر اقترابًا من نصره الآتي.