مستقبل أوكرانيا مرهون بالانتخابات الأمريكية
تاريخ النشر: 1st, November 2024 GMT
قال بن هودجز، الفريق الأول المتقاعد في الجيش الأمريكي، وبيتر زواك، الجنرال البارز السابق في الجيش الأمريكي، إن الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة ستؤثر بشكل عميق على مستقبل أوكرانيا.
تصور هاريس الغزو الروسي بوصفه إهانة لـ "القيم المشتركة" والإنسانية
وأوضح الكاتبان في مقال مشترك بموقع "ناشونال إنترست" أنه مع الغزو الروسي المستمر، فإن السيادة الأوكرانية تعتمد على القرارات السياسية الأمريكية بقدر ما تعتمد على المواجهات العسكرية في ساحة المعركة.تباين حاد بشأن أوكرانيا
ولفت الكاتبان النظر إلى التباين الحاد بين كامالا هاريس، المرشحة الديمقراطية، ودونالد ترامب، المرشح الجمهوري، خاصةً فيما يتعلق بمواقفهما بشأن الحرب في أوكرانيا ودعم حلفاء الناتو.
وقال الكاتبان إن مقاومة أوكرانيا لروسيا أمر بالغ الأهمية لاستقرار النظام العالمي.
وفي حال نجحت روسيا في غزوها، فقد يشجعها ذلك على المضي قدماً في تهديد الدول الأوروبية الأخرى والمخاطرة بالتدخل المباشر لحلف شمال الأطلسي، مما يؤدي إلى زعزعة استقرار المنطقة.
وانتقد الكاتبان الوتيرة الحالية للمساعدات الأمريكية لأوكرانيا، ودعا الكاتبان إلى دعم أسرع وأكثر حسماً، وأشارا إلى أن أفضل طريقة لدعم أوكرانيا والمصالح الأمنية الأمريكية هي انتخاب رئيس يلتزم بالوقوف روسيا، واستبعدا أن تقوم المرشحة هاريس بهذا الدور على حد زعمهما.
Trump vs. Harris: Ukraine’s Future Could Depend on America’s 2024 Election https://t.co/xbVbVSOTsT
— Tarık Oğuzlu (@TarikOguzlu) October 31, 2024وحدد الكاتبان أربعة اتجاهات أساسية في تناول المرشحين للمسألة الأوكرانية:
1. المواقف الأخلاقية: تصور هاريس الغزو الروسي بوصفه إهانة لـ "القيم المشتركة" والإنسانية. وتؤكد تصريحاتها إعجابها بشجاعة الشعب الأوكراني وتضعها في موقف المدافع عن نضالهم ضد العدوان الروسي. وعلى الجانب الآخر، وصف ترامب تكتيكات الغزو التي ينتهجها بوتين بأنها "ذكية" و"عبقرية"، ويبدو أنه يلوم أوكرانيا نفسها على الحرب. ومن ثم، فإن هناك تبايناً أخلاقياً واضحاً في كيفية نظر كل مرشح إلى تصرفات روسيا بين مرشحة معجبة بالصمود الأوكراني في وجه العدوان ومرشح معجب بالرئيس الروسي.
2. الدعم المباشر لأوكرانيا: لعبت هاريس دوراً مهماً في تعزيز المساعدات الأمريكية لأوكرانيا، ومنها تسهيلات بمليارات الدولارات في صورة مساعدات عسكرية واقتصادية. من ناحية أخرى، استخدم ترامب نفوذه لعرقلة هذا الدعم، حيث ورد أنه أدى إلى تأخير المساعدات لمدة ستة أشهر، مما أدى إلى نقص الذخيرة والخسائر الإقليمية لأوكرانيا. وتوضح هذه الإجراءات افتقار ترامب إلى الالتزام بالدفاع عن أوكرانيا، وهو ما يتناقض بشكل حاد مع الدعم الاستباقي الذي قدمته هاريس.
Trump vs. Harris: Ukraine’s Future Could Depend on America’s 2024 Election https://t.co/op0VQBjoTY
— Kateryna Yushchenko ???? ???????? (@KatyaYushchenko) October 30, 20243. رؤية لحل النزاعات: تؤكد هاريس السيادة الأوكرانية، وتصر على إقرار سلام من النوع الذي يحترم حق أوكرانيا في الانضمام إلى حلف الناتو ويعارض التنازلات الإقليمية لروسيا. وعلى العكس من ذلك، اقترح ترامب أن تتنازل أوكرانيا عن الأراضي التي احتلتها روسيا، مما يعكس إقراره بتفوق روسيا في الصراع وإقراره بسيادتها على أرض محتلة. وهذا النهج من شأنه أن يستسلم لمطالب بوتين، مما يقوض السيادة الأوكرانية وضمانات الأمن.
4. الآثار الجيوسياسية على أمن الولايات المتحدة وحلفائها: تدرك هاريس أن التنازل عن الأرض لروسيا من شأنه أن يشجع القوى الأخرى، بما في ذلك الصين. وقد أعربت عن مخاوفها من أن يؤدي انتصار بوتين إلى إلهام دول أخرى باتخاذ إجراءات مماثلة، مما قد يؤدي إلى زيادة عدم الاستقرار العالمي. وعلى النقيض من ذلك، صرح ترامب بأنه "سيشجع" روسيا على التصرف بحرية فيما يتعلق بجيرانها، وهو ما يعد إشارة إلى عدم الالتزام بالدفاع عن حلفاء الولايات المتحدة.
ويرى الكاتبان أن هاريس تمثل استمراراً لتقليد ثنائي الحزبية في السياسة الخارجية الأمريكية - وهو التقليد الذي يتضمن دعم حلف شمال الأطلسي والحلفاء الذين يقاومون التعدي الروسي، والذي يعود تاريخه إلى رؤساء مثل ريغان وبوش. ومع ذلك، فإن موقف ترامب يتماشى بشكل أوثق مع الانعزالية، مما يضعف حلف الناتو بشكل فعال ويشجع خصوم مثل روسيا.
وقال الكاتبان إن الأوكرانيين لا يسعون إلى الحصول على جنود أمريكيين ولكنهم يحتاجون بدلاً من ذلك إلى دعم وموارد ثابتة للدفاع عن وطنهم. وأشارا إلى أن نتيجة الانتخابات الأمريكية محورية بالنسبة لأوكرانيا والحفاظ على المبادئ الديمقراطية في جميع أنحاء العالم.
وفي رأيهما، فإن دعم أوكرانيا يتماشى مع حماية الولايات المتحدة وقيمها، وهو الالتزام الذي يعتقد الكاتبان أن هاريس تجسده أكثر من ترامب. وبالتالي، يخلص هودجز وزواك إلى أن الناخبين الأمريكيين يجب أن يدلوا بأصواتهم لصالح مرشح يدافع عن هذه الديمقراطية.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله السنوار الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الحرب الأوكرانية الانتخابات الأمريكية
إقرأ أيضاً:
هل تستطيع محادثات وقف إطلاق النار فى لندن كسر الجمود بـ«أوكرانيا»؟.. «أكسيوس»: خطة سلام أمريكية تتضمن الاعتراف رسميًا بشبه جزيرة القرم كجزء من روسيا
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
يجتمع ممثلون من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا فى لندن، لاستئناف المناقشات مع المسئولين الأوكرانيين بشأن وقف إطلاق نار محتمل فى الحرب، وكان من المقرر أن يحضر وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، الاجتماع، لكنه أعلن فى اللحظة الأخيرة انسحابه، وسيحل محله مبعوث البيت الأبيض إلى أوكرانيا، كيث كيلوج.
أفاد موقع أكسيوس الأمريكي، بأن كيلوج سيصل بخطة سلام أمريكية-روسية شاملة و"نهائية"، تتضمن، بحسب التقارير، اعترافًا أمريكيًا رسميًا بشبه جزيرة القرم كجزء من روسيا، واعترافًا غير رسمى بسيطرة روسيا على جميع المناطق المحتلة تقريبًا منذ بدء الغزو، ونقل أكسيوس عن مصادر مطلعة على المقترح.
وأوضح الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، أن كييف لم تكن على علم بأى مفاوضات من هذا القبيل، وقال يوم الثلاثاء: "لا مجال للحديث عن هذا. هذا ينتهك دستورنا. هذه أراضينا، أراضى شعب أوكرانيا".
تأتى هذه المرحلة الأخيرة من المحادثات فى أعقاب هدنة مشكوك فيها لمدة ٣٠ ساعة وأسابيع من القصف الروسى المكثف للمدن الأوكرانية، بما فى ذلك ضربة وحشية بشكل خاص أسفرت عن مقتل ٣٥ شخصًا على الأقل فى مدينة سومى فى شمال شرق أوكرانيا يوم أحد الشعانين.
لقد أحبطت شهور الجمود ترامب - ففى الأسبوع الماضي، هدد روبيو بأن الرئيس قد يتخلى عن العملية برمتها إذا لم يتم التوصل إلى حل قريبًا. وقال روبيو: "لن نواصل هذا المسعى لأسابيع وشهور متواصلة"، مضيفًا أن الولايات المتحدة لديها "أولويات أخرى يجب التركيز عليها".
هل روسيا فى وضع مربح للجانبين؟
فى الأسبوع الماضي، استضاف إيمانويل ماكرون محادثات سلام فى باريس، سعيًا لإعادة تأكيد دور أوروبا فى إنهاء الحرب فى أوكرانيا. وقال الرئيس الفرنسي: "الجميع يريد تحقيق السلام- سلام قوى ومستدام.. المسألة تتعلق بالتدريج".
وتشير المحادثات إلى أن ترامب، الذى يزداد إحباطًا من عجزه عن إنهاء الحرب بالطريقة الحاسمة التى وعد بها، يسعى إلى إشراك أوروبا بشكل مباشر أكثر فى المفاوضات- مع أنه لا يزال من غير الواضح ما إذا كان قد تم إحراز أى تقدم حقيقي.
روسيا على الطاولة
ورغم أن فلاديمير بوتين أعطى خدمة لفظية لفكرة السلام ــ حتى أنه ذهب إلى حد التعبير عن استعداده للدخول فى محادثات ثنائية مع أوكرانيا لأول مرة منذ سنوات ــ فإنه لم يبدُ "جادًا بشكل خاص فى رغبته".
كما يقول دان، ويرجع ذلك جزئيًا إلى أن موسكو استمرت فى متابعة أهدافها القصوى المتمثلة فى السيطرة على جميع المقاطعات المحتلة جزئيًا فى أوكرانيا ــ دونيتسك، ولوغانسك، وزابوريزهيا، وخيرسون.
ومع ذلك، ووفقًا لتقريرٍ نُشر فى صحيفة فاينانشال تايمز، صرّح الكرملين بأنه سيوقف غزوه لأوكرانيا على طول خط المواجهة الحالى إذا وافقت الولايات المتحدة على أن شبه جزيرة القرم تابعة لروسيا.
ورفضت أوكرانيا أى ادعاء روسى بشأن القرم، وأكدت مجددًا أن المناقشات يجب أن تُجرى على طاولة المفاوضات، وليس فى عناوين الأخبار.
ربما يكون الاقتراح الأمريكى الشامل، الذى يُعتقد أنه مرتبط بتهديدات ترامب بالانسحاب التام من طاولة المفاوضات، هو المرة الأولى منذ الأيام الأولى للحرب التى تتراجع فيها موسكو عن مطالبها المتطرفة.
فإلى جانب "الاعتراف الفعلي" بمعظم الأراضى المحتلة، تتضمن الخطة التى أوردها موقع أكسيوس أيضًا ضمانات لروسيا بعدم انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسى (الناتو)، ورفع العقوبات المفروضة عليها، وتوسيع التعاون الاقتصادى بين روسيا والولايات المتحدة.
فى محاولة سابقة للضغط على كييف للموافقة على وقف إطلاق نار لمدة ٣٠ يومًا، علق ترامب جميع المساعدات العسكرية الأمريكية لأوكرانيا، وحظر وصول شحنات أساسية بمليارات الدولارات. ومن المرجح أن يتجدد الضغط لقبول هذه الشروط الجديدة.
ويأتى التغيير فى مطالب روسيا بعد أن التقى مبعوث ترامب، ستيف ويتكوف، الذى اتهمته أوكرانيا بترويج روايات روسية، مع بوتن لعدة ساعات الأسبوع الماضي.
ماذا الآن؟
ومن المتوقع أن تنقل الولايات المتحدة بعد اجتماعات اليوم فى لندن رد أوكرانيا على بوتن، كما من المقرر أن يزور ويتكوف موسكو فى وقت لاحق من هذا الأسبوع فى اجتماعه الرابع مع الرئيس الروسي.
يبدو أن أولوية أوكرانيا لا تزال تتمثل فى وقف إطلاق النار لمدة ٣٠ يومًا، بدلًا من الالتزام بهذا الإطار الجديد الذى تقوده الولايات المتحدة. ومن غير الواضح كيف ستسير الأمور فى المفاوضات، فى ظل تزايد حدة ترامب.
لقد ثبت أن إنهاء هذه الحرب أصعب بكثير مما كانت تأمله إدارة ترامب. ويُمثل اقتراح روبيو بأن الولايات المتحدة قد تكون مستعدة للانسحاب من المحادثات وإخراج نفسها من الوضع تمامًا، التعبير الأوضح عن الإحباط ونفاد الصبر حتى الآن. يقول دان: "إن السعى لإحلال السلام فعل، لكن عدم المشاركة له عواقب أيضًا، وهذا هو ثقل النفوذ الأمريكي".
فكيف يبدو ذلك؟ لقد انخفض الدعم العسكرى الأمريكى وتمويله لأوكرانيا بشكل ملحوظ، مع تدخل الحلفاء الأوروبيين لسد الفجوة. ومع ذلك، فإن الانسحاب الكامل من جانب واشنطن قد يكون له عواقب وخيمة.
ويضيف دان: "قد يوقفون بعض تبادل المعلومات الاستخباراتية، ويصعّبون على أوكرانيا تشغيل بعض أنظمة الأسلحة التى تزودها الولايات المتحدة، ما سيزيد بالتأكيد من سوء وضع أوكرانيا فى ساحة المعركة، وإن لم يتضح بعد إلى أى مدى سيتفاقم الوضع".
"وفى كل الأحوال، فإن ذلك من شأنه أن يؤثر على معنويات الأوكرانيين وعزمهم على مقاومة العدوان الروسي".
سواء انسحب ترامب فى نهاية المطاف أم لا، فإن هذا سيناريو مربح للجانبين بالنسبة لروسيا، كما كتب أندرو روث فى تحليله: روسيا "إما أن تقبل صفقة مواتية مع البيت الأبيض أو تنتظر أن يفقد ترامب صبره.