وكالة أنباء سرايا الإخبارية:
2025-03-13@22:24:11 GMT
جنود إسرائيل في ثياب النساء .. ماذا وراء الصور؟
تاريخ النشر: 1st, November 2024 GMT
سرايا - يمتلئ فضاء السوشال ميديا بصور الجنود الإسرائيليين وهم يوثقون الانتهاكات التي يقومون بها سواء في غزة أو في جنوب لبنان. وإن كانت صور جرائم الجيوش سابقا تظهر على شكل تسريب كما في حادثة سجن أبو غريب العراقي، فإن حرب إسرائيل علنية بكل تفاصيلها. إنهم يقترفون أفعالهم ويوثقونها ثم يتفاخرون بها.
ولعل أغرب ما تفتقت عنه ذهنية جنود الجيش الإسرائيلي هو تفاخرهم بارتداء ملابس النساء في غزة ولبنان.
والسؤال الأهم: لم يقوم الجنود بذلك؟ هل هي ظاهرة فردية؟ أم هي من صميم البنية العقائدية للجيش الذي يزعم أنه الأكثر أخلاقية في العالم؟ وما رأي القانون الدولي والإنساني في ممارسات كهذه؟
يكشف تحليل هذه الصور في منازل تم اقتحامها خلال النزاعات المسلحة عن أبعاد نفسية واجتماعية معقدة، تشير إلى أسلوب عدواني ينطوي على السخرية والإذلال. ويحمل هذا التصرف دلالات عميقة ترتبط بمفهوم القوة والسيطرة، إذ يستهدف جيش الاحتلال إذلال المجتمع المهجّر والمحتل وسلبه رموزه الثقافية وكرامته، ضمن آليات نفسية تهدف إلى تحطيم الروح المعنوية للضحايا.
ماذا تقول الصور؟
تحليل الصور من منظور نفسي واجتماعي يكشف عن عدة أبعاد تتعلق بسلوك الجنود الإسرائيليين في مواقف الاحتلال والعدوان، وكذلك بتأثيرات القوة والنزاعات على التصرفات البشرية. ويكشف النظر العميق في دلالات هذه الصور عدة أمور:
التعبير عن القوة والسيطرة: ارتداء ملابس النساء في المنازل التي تم اقتحامها قد يكون تعبيراً ساخرًا عن السلطة والسيطرة، وهو يهدف إلى إرسال رسالة للمهجرين بأنهم أصبحوا عرضة للسخرية، وأنه تم الاستيلاء على خصوصياتهم وممتلكاتهم دون أي احترام. هذا التصرف يعكس نوعًا من الاستعلاء الثقافي ومحاولة تقويض كرامة أصحاب المكان الأصليين.
إذلال الضحية وإزالة الإنسانية: في مثل هذه النزاعات، قد يتجه بعض الجنود إلى سلوكيات هدفها إذلال الضحايا واحتقارهم، كجزء من الحرب النفسية. ارتداء ملابس نسائية للضحايا هو محاولة لإظهار التفوق العسكري عبر إهانة الجانب المعنوي والثقافي للضحية، بحيث يشعر المُهجَّر بأن حتى ملابسه وخصوصيته لم تعد في مأمن.
التنفيس عن الضغط النفسي: في أحيانٍ كثيرة، يلجأ الجنود المشاركون في النزاعات إلى سلوكيات غير اعتيادية كوسيلة للتنفيس عن التوتر الناتج عن الحرب والضغوط النفسية المرتبطة بها. قد يُستخدم السخرية والهزل كآلية دفاع نفسي للتخفيف من مشاعر الخوف أو الذنب.
التصوير للتأثير الإعلامي: التقاط صور من هذا النوع ونشرها له تأثير إعلامي مقصود، حيث يسعى الجنود، أو من يقومون بنشرها، إلى تعزيز صورة القوة والاستهتار بالمجتمع الذي تم احتلاله أمام جمهورهم، ما يمكن أن يُستخدم لخلق شعور بالتفوق واللامبالاة تجاه المعاناة الإنسانية للضحايا.
استخدام الرمزية الثقافية: في الثقافات العربية، الملابس النسائية ترمز إلى الشرف والعفة، وهنا يتم استخدامها كأداة للسخرية، ما يعكس محاولة للتلاعب بالرموز الثقافية واستغلالها من أجل التحقير.
بشكل عام، يُظهر هذا السلوك تحقيرًا للضحايا، ويكشف كيف يمكن أن يؤدي النزاع المسلح إلى تطبيع سلوكيات مهينة وغير إنسانية من قبل جيش الاحتلال، وهو بلا شك يكشف نزعة سادية منزوع عنها أي تعاطف إنساني.
هل هناك ممارسات مثل هذه حصلت في أماكن أخرى من العالم تشبهها او قريبة منها؟
إن رؤية صور الجنود الإسرائيليين خلال العدوان على غزة ولبنان وهم يقومون بهذه الممارسات غير الإنسانية ليعيد إلى الاذهان صورا وممارسات مشابهة تتعلق بالسخرية أو إذلال السكان المحليين واحتقار رموزهم الثقافية ظهرت في عدة مناطق نزاع حول العالم، وتعتبر جزءًا من الحرب النفسية التي تهدف إلى تقويض الروح المعنوية للمجتمعات المحتلة أو المستهدفة. فيما يلي بعض الأمثلة:
1- حرب العراق (2003-2011): خلال الغزو الأميركي للعراق، ظهرت صور لجنود أميركيين في سجن أبو غريب وهم يقومون بتعذيب وإهانة السجناء العراقيين بطرق مهينة، منها إجبارهم على ارتداء أوضاع محرجة أو السخرية منهم. كانت هذه الصور جزءًا من عمليات إذلال وتعذيب نفسي تهدف إلى كسر معنويات السجناء والمجتمع العراقي عمومًا، وقد أثارت تلك الصور استنكاراً دولياً واسعاً.
2- حرب البوسنة (1992-1995): أثناء الحرب البوسنية، تعرض مسلمو البوسنة لجرائم إبادة جماعية على يد القوات الصربية، حيث تم اقتحام القرى وترويع السكان، وتعرضت النساء لاعتداءات ممنهجة، واستخدمت الرموز الثقافية كوسيلة للإذلال. كانت هذه الأفعال تهدف إلى الإهانة وترسيخ الإذلال النفسي، حيث جرى استهداف الطقوس والعادات والرموز الدينية للمسلمين في إطار عملية التصفية العرقية.
3- جيش الاحتلال الإسرائيلي: في عدة حالات موثقة، قام جنود إسرائيليون بتخريب المنازل الفلسطينية وكتابة رسائل مهينة على الجدران أو تشويه الرموز الدينية والثقافية للمجتمع الفلسطيني. هذه الأفعال عادة ما تتضمن سلوكيات تتحدى حرمة البيوت والممتلكات الخاصة للفلسطينيين وتستهدف كسر معنوياتهم وإظهار سيطرة الجنود.
4- جنوب إفريقيا (نظام الفصل العنصري): خلال نظام الأبارتهايد، تم استخدام وسائل مشابهة من الإذلال النفسي، حيث كان الجنود أو الشرطة يتعاملون مع السكان السود بطرق استعراضية تهدف إلى إذلالهم وانتزاع كرامتهم، بما في ذلك تحطيم منازلهم أو دخولها دون إذن. كان الهدف ترسيخ شعور العجز والدونية لدى السكان السود.
5- حرب الجزائر (1954-1962): أثناء الاحتلال الفرنسي للجزائر، تعرض العديد من الجزائريين لعمليات إذلال وقمع ممنهج، شمل اقتحام منازلهم والسخرية من تقاليدهم. كانت القوات الفرنسية تقوم بتدمير القرى واحتقار الرموز الثقافية والدينية للجزائريين كجزء من سياسة الضغط النفسي وكسر إرادة المقاومة.
في جميع هذه الحالات، كانت السخرية من الثقافة أو الرموز المحلية وسيلة لتعزيز السيطرة النفسية وتكريس الشعور بالهزيمة لدى السكان المستهدفين، وهو ما يظهر إلى أي درجة يمكن أن تتجه الصراعات إلى مستويات من القسوة والعنف النفسي، بخلاف المواجهات العسكرية المباشرة.
هل يعتبر تصرف الجنود الإسرائيليين هذا منافيا للقانون الدولي والأعراف الإنسانية؟
بمراجعة المواد القانونية ذات العلاقة، قطعا، فإن تصرف الجنود الإسرائيليين كما يظهر في الصور يعتبر منافياً للقانون الدولي والأعراف الإنسانية من عدة نواحٍ. هناك قوانين ومعايير دولية تنظم سلوك القوات العسكرية أثناء النزاعات المسلحة، وتهدف إلى حماية حقوق المدنيين وصون كرامتهم، ومن بين هذه القوانين:
اتفاقيات جنيف (1949): تنص اتفاقيات جنيف، وخاصة البروتوكول الأول الملحق بها، على حماية المدنيين من أي انتهاكات لكرامتهم، بما في ذلك الإهانات والسخرية والمعاملة المهينة. أي فعل يتضمن الإساءة إلى المدنيين أو ممتلكاتهم أو انتهاك خصوصياتهم يُعد انتهاكاً لهذه الاتفاقيات. تقتضي المادة 27 من الاتفاقية الرابعة على وجه الخصوص "احترام شرف وحقوق العائلة" وتمنع أي فعل يعتبر مهيناً للمدنيين، مثل العبث بممتلكاتهم أو الإساءة لرموزهم الثقافية.
القانون الدولي لحقوق الإنسان: يشدد القانون الدولي لحقوق الإنسان على حماية الكرامة الإنسانية، ويعد أي فعل مهين أو مسيء لشخص أو مجتمع استهدافاً لكرامتهم وانتهاكاً لحقوقهم. تعتبر التصرفات التي تنطوي على السخرية من الملابس أو الممتلكات الشخصية للضحايا تعبيراً عن الاعتداء على الكرامة الشخصية.
الأعراف الإنسانية والأخلاقية: يعتبر استهداف الممتلكات الخاصة والسخرية منها، وخاصة الملابس الرمزية للنساء أو الرموز الثقافية، سلوكاً غير أخلاقي ويخالف الأعراف الإنسانية التي تدعو إلى احترام كرامة الناس، حتى في سياق الحرب. المحكمة الجنائية الدولية: في بعض الحالات، يمكن اعتبار مثل هذه الأفعال جرائم حرب إذا كانت جزءاً من سياسة أو سلوك ممنهج لإهانة السكان المدنيين أو تهجيرهم قسراً. إن المحكمة الجنائية الدولية تعتبر الإهانات والاعتداءات على الكرامة، سواء الجسدية أو النفسية، ضمن الأفعال التي يمكن اعتبارها جرائم حرب وفقًا للمادة 8 من نظامها الأساسي.
اللجنة الدولية للصليب الأحمر (ICRC): تُعرِّف اللجنة الدولية للصليب الأحمر مثل هذه الممارسات على أنها خرقٌ للأخلاقيات العسكرية، والتي تلزم أفراد القوات المسلحة باحترام كرامة السكان المدنيين وعدم الانخراط في تصرفات مهينة أو غير إنسانية.
يمكن القول إجمالا إن تصرفات الجنود الإسرائيليين التي تنطوي على السخرية من ملابس المدنيين الفلسطينيين واللبنانيين وممتلكاتهم الخاصة، تعتبر منافية للقانون الدولي والأعراف الإنسانية، ويمكن اعتبارها انتهاكاً للكرامة الإنسانية وحقوق المدنيين في سياق النزاعات المسلحة.
المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية
كلمات دلالية: الجنود الإسرائیلیین السخریة من تهدف إلى مثل هذه
إقرأ أيضاً:
إسرائيل تتحدّث عن بادرة حسن نية إزاء لبنان.. ماذا يعني ذلك؟!
في الأيام الأخيرة، عادت احتمالات "التصعيد" في لبنان إلى الارتفاع، على وقع استمرار الخروقات الإسرائيلية لاتفاق وقف إطلاق النار، والغارات شبه اليومية وغير المحصورة بمنطقة جنوب الليطاني، في سياق ما تسمّى بـ"حرية الحركة" التي احتفظ بها الجيش الإسرائيلي بعد الحرب الأخيرة، بموجب تفاهم "ضمني" قال إنّه أبرمه مع الولايات المتحدة الأميركية، حتى ولو نفى المعنيّون في لبنان أن يكون الاتفاق قد نصّ عليه بشكل مباشر أو غير مباشر.
وتعزّزت هذه الاحتمالات أيضًا بعد المقابلة التلفزيونية الأخيرة للأمين العام لـ"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم. فعلى رغم تمسّكه بسياسة "الصبر" في مواجهة الانتهاكات الإسرائيلية التي لا تتوقف، إلا أنّه ترك انطباعًا بأنّها مجرّد "تكتيك مؤقت"، لا يتناقض مع الثوابت، مع تأكيده أن العمل المقاوم لا يمكن أن ينعدم، بل ألمح إلى أنّ الهدف من هذه الاستراتيجية، إثبات عدم قدرة الدولة على تحرير الأرض بالدبلوماسية، ما يكرّس شرعية المقاومة بصورة أو بأخرى.
إلا أنّ هذه الانطباعات تغيّرت في الساعات الأخيرة، واستُبدِلت احتمالات "التصعيد" بـ"انفراجة" بدت مفاجئة، خصوصًا مع إعلان إسرائيل عمّا سُمّيت بـ"بادرة حسن نيّة" إزاء الرئيس اللبناني جوزاف عون، استهلّتها بالإفراج عن خمسة أسرى كان قد احتجزهم في الآونة الأخيرة، وذلك بالتنسيق مع الولايات المتحدة، تمهيدًا لبدء مفاوضات لحل النزاعات المتعلقة بالحدود البرية بين لبنان وإسرائيل، فما الذي يعنيه كلّ ذلك؟!
"ضغط أميركي" على الخط
كثيرة هي "الفرضيات" التي تُطرَح حول خلفيات "الانفراجة" التي طرأت على خطّ الملف اللبناني الإسرائيلي في الساعات الحقيقية، أو ما سمّاه المسؤولون الإسرائيليون بـ"بادرة حسن النيّة"، ولا سيما أنّ هذه البادرة جاءت متزامنة مع المزيد من الخروقات الإسرائيلية لاتفاق وقف إطلاق النار، ما أوحى لكثيرين بـ"انفصام" في مكانٍ ما، إذ كيف يمكن لبادرة حسن نيّة أن تستقيم، إذا لم تترافق مع تهدئة حقيقية، أقلّه باحترام الاتفاق المُبرَم قبل أشهر.
لعلّ أكثر هذه الفرضيات ترجيحًا تبقى أن تكون الولايات المتحدة مارست "ضغوطًا جدّية" على إسرائيل، من أجل المضيّ قدمًا بالاتفاق، خصوصًا في ضوء الجهود التي تبذلها إدارة الرئيس دونالد ترامب، لإنهاء كلّ أشكال الحروب في المنطقة، وفي العالم، من أجل التفرّغ لخططها، علمًا أنّ هذه الجهود لعبت دورًا مثلاً في تفادي عودة الاقتتال في غزة مثلاً، أقلّه حتى الآن، على الرغم من الانتكاسة التي تعرّض لها اتفاق الهدنة في أكثر من محطة.
ويقول العارفون إنّ "كلمة السرّ" في كلّ ذلك، تبقى في الحديث عن مفاوضات لترسيم الحدود البرية، وبالتالي لحلّ المسائل العالقة على هذا الصعيد، وهو ما قد يكون هدفًا حقيقيًا لإدارة ترامب في هذه المرحلة، من أجل تسطير إنجاز على هذا الخط، خصوصًا على مستوى حسم ما يُعرَف بالنقاط الـ13 العالقة على طول الخط الأزرق، والتي لطالما شكّلت مصدر توتر، منذ وُضع بعيد تحرير الأراضي المحتلة في جنوب لبنان عام 2000.
سيناريوهات "مفتوحة"
لكنّ العارفين يشدّدون على أنّ "الانفراجة" التي تحقّقت لا تعني أنّ الأمور قد انتهت عمليًا، وأنّ المسار الدبلوماسي قد حُسِم على حساب الخيارات العسكرية، علمًا أنّ تل أبيب وصفتها بـ"بادرة حسن النية" إزاء الرئيس اللبناني جوزاف عون، ولعلّ هذه الإشارة تحمل بين طيّاتها "رمزية" لا بدّ من قراءة أبعادها، خصوصًا في ظلّ الإيحاء الغربيّ خصوصًا بأنّ "العهد الجديد" يحمل ملامح "المواجهة" مع مشروع "حزب الله"، بصورة أو بأخرى.
ويلفت هؤلاء إلى أنّ السيناريوهات تبقى بالتالي "مفتوحة" على كلّ الاحتمالات، إذ إنّ إسرائيل تريد القول إنّها "تبادر" إزاء لبنان، بالتنسيق مع الولايات المتحدة، سواء بالإفراج عن دفعة أولى وغير كاملة من الأسرى، أو بالانفتاح على مفاوضات ترسيم الحدود البرية مع الجانب اللبناني، ولكنّها تترك أوراقها بيدها، وعلى الطاولة، تمامًا كما تفعل في غزة مثلاً، حيث تلوّح بالعودة إلى الحرب، إذا ما شعرت بأيّ مماطلة أو تسويف في مسار المفاوضات.
ولعلّ "تعمّد" إسرائيل الموازاة بين "بادرة حسن النيّة" هذه، وعملياتها العسكرية التي كثّفتها في الساعات الماضية، حيث عمدت إلى مواصلة سياسة الاستهدافات والاغتيالات الموجّهة ضدّ "حزب الله"، وكأنّها تقول إنّ الذهاب إلى المفاوضات، لا يعني أنّها في وارد التخلّي عن "حرية الحركة" التي كرّستها لنفسها منذ انتهاء الحرب، أو كأنّها ربما تستعيد مرّة أخرى سردّية "التفاوض تحت النار"، ولو خارج إطار الحرب التقليدية.
هو "سباق متجدّد" بين خياري الديبلوماسية والعسكر على ما يقول كثيرون، فإذا كان "حزب الله" لوّح قبل يومين بالعودة إلى "العمل المقاوم" في اللحظة المناسبة وفق قول أمينه العام، وإن كانت مؤجَّلة إلى إشعار آخر، فإنّ إسرائيل تقول إنّها "منفتحة" على التفاوض مع الإدارة الرسمية الجديدة في لبنان، الخارجة من عباءة "حزب الله"، من أجل فتح صفحة جديدة تُحَل معها النقاط الإشكاليّة، صفحة يبدو أنّها ستحافظ على غموضها حتى إثبات العكس.. المصدر: خاص "لبنان 24" مواضيع ذات صلة خطى "أبل" تتعثر في تحديثات "سيري" و"Apple Intelligence" Lebanon 24 خطى "أبل" تتعثر في تحديثات "سيري" و"Apple Intelligence"