الجميل الفاضل

المهم، فقد فتحت الحروب الثلاث، حرب غزة، وحرب أوكرانيا، وحرب السودان، بابا واسعا لتأويلات شتى، جاءت من أكثر من مصدر، لإشارات وردت في الكتب المقدسة، وفي نصوص غامضة أخرى من بينھا نبوءة غريبة وعرة اللغة والبيان، أوردها موقع إليكتروني شهير قبل سنوات، بالإشارة إلى مخطوط غامض، زعم أحد الباحثين أنه قد عَثُر علي نسخةٍ أصلية منه بجامعة خليجية – لم يسمها -، صنف المخطوط باعتباره رسالة في “علم الجفر”، تضمن إشارات ونبوءات مطلسمة، تم نشرها تحت عنوان: “قُمْ يا صاحب الخرطوم، وأفَصِل بين الظالمِ والمظلوم”.

يقول نص المخطوط المجهول:

“فرحت الأصحاب بقدوم المُهاب، و”بأتي” للموصول والفعل يتحول، بحكمٍ جديد في أرضِ الصعيد، بالحربِ الشديد وتمزيقِ الأبدان، في قتلِ ملك السودان، قُم يا “صحب” الخرطوم، وفَرِق بين الظالمِ والمظلوم، وحَارِب بالأسحار، وأقتُلِ الكُفار، فأنت السفاك، ووزيرك الهتاك، قد يقتلك بآن، ويرح منك الأوطان – في المخطوط – ويرحل منك الأوطان، ويُعّمر بك الأكفان، ويأتي الجنود بعساكر القيود، وكتائب الجنود، سبحان الملك الودود، الزرع صاف، في قتل القاف، وقدوم الأغراب في مل الغراب، ويناقش أرباب الأقلامِ بالنقضِ والإبرام، عزلٌ وتوليةٌ، وإخراجٌ وإدخالٌ، وحلٌ وربطٌ، وعلى يدهِ فتحُ باب الخاءِ فتدبر، ثم قال آخر. وأما عام فرد الشين، ففي غاية ورود الجبل الأصفر وقيام قطان الجبال ونزولهم على المرج، فيالها من متعبة أعظمها في العموم والحضور، حتى يشاع خبرها في الأقطار، ويفرح بقيامها الأشرار، وأصل قيامها حرف غين وحرف ح”.

لكن تبقى حقيقة أن الله عنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو، ويعلم ما في البر والبحر، وما تسقط من ورقة إلا يعلمها، ولا حبة في ظلمات الأرض، ولا رطب ولا يابس، إلا في كتاب مبين.

إذ لا يحيط البشر بشيء من علمه إلا بما شاء هو -سبحانه وتعالى- في النهاية.

نواصل..

الوسومالجميل الفاضل

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: الجميل الفاضل

إقرأ أيضاً:

رجاءا كفوا عن المزايدة علينا ..!

شمس الدين ضو البيت

انزلت بوستا بالصورة المرفقة، فدخل عليه في التعليقات الأخ الدكتور عصمت محمود أحمد الأستاذ المعروف بكلية الاداب جامعة الخرطوم، وكنا التقينا من قبل في فضاءات نضال ضد ظلم نظام الانقاذ البائد في الدفاع عن صحيفة التيار عندما اوقفت، وايضا شاركنا في الملتقى الثاني للعلمانيين والإسلاميين، فبراير 2017، وبرغم ان دكتور عصمت من الإسلاميين فقد تعرض نفسه لعسف الانقاذ عندما كان يدافع عن طلبته في جامعة الخرطوم. أما الآن فهو من المدافعين الأشداء عن ما سميت حرب الكرامة وفصائل الإسلاميين المشاركة فيها ..

كتب دكتور عصمت هذا التعليق على بوستي:
(هناك مذابح وانتهاكات مريعة في قرى الجزيرة؛ نلتمس ان تنال جزء من اهتمامكم .. هذا هو نداء الوقت الأكثر الحاح).

اود ان انتهز تعليق دكتور عصمت لتوضيح موقفي مرة أخرى وأخرى بايراد ردي عليه هناك ..

عصمت محمود أحمد

لست ممن يمكن ابتزازاهم بمثل هذا الكلام ..
الانتهاكات المريعة التي بدأت منذ أول يوم في هذه الحرب وكذلك انتهاكات وفظائع الحروب التي سبقتها في اطراف السودان كانت على الدوام مدار اهتمامنا، بل وظل العمل على إيقافها وانهائها هو محور كل عملنا ..

المسألة بالنسبة لنا ليست إدانة هذه الموجة أو تلك من موجات انتهاكات متكررة لن تنتهي ما ظلت الحرب مستعرة، وإنما إدانة الحرب ذاتها التي تفرز هذه الانتهاكات ابتداءا، والعمل على وقفها، لا تسعير نيرانها بدعاوى مستترة ولا بدعم أحد طرفيها، بل باقتلاع اسبابها من تربة السودان وبنزع المشروعية الاخلاقيه والسياسية والاجتماعية عن اطرافها كافة، وكشف الجذور الفكرية والسياسية التي جعلت بلادنا مستوطنا لها ولغيرها من الكوارث المجتمعية، بينما الشعوب من حولنا وجدت طريقها للاستقرار والتقدم ..

هذا البوست وجميع بوستاتي الأخرى وكافة كتاباتي ومناشطي ومساهماتي واعمالي ظلت تصب في هذا الذي ذكرته وستظل لبقية عمري. فقد نذرته للعمل من أجل السلام والتنمية المتوازنة والمواطنة المتساوية والحياة الكريمة لأهل السودان .. لا لطائفة ولا لحزب ولا لمصلحة أو إيديولوجيا.. وصحيفتي في كل هذا مبذولة متاحة. وقد دفعت ثمنها اعتقالات وسجون ومحاكمات بالردة وتعذيب وحجز في مستشفيات عقلية ومنافي .. باختصار لا يوجد من بستطيع المزايدة علينا ..

الجزيرة موطني واهلي فيها وكنت معهم لشهور اثناء الحرب وصلتي معاهم على مدار اليوم منذ غادرت.. وقد تعرضوا وتعرضت معهم شخصيا لانواع واشكال من العذابات والشدة.. لكن ما تعرضت له لن يمنعني من أن أقول الحق واواجه الباطل فقط لأفش غبائني، فمسئوليتي أمام أهلي وأمام الوطن وأمام الله ان اذكرهم ان ما حاق بهم سببه الحرب .. وانه لن يتوقف إلا بتوقف الحرب، وانه لا حقيقة لما يقوله طرفا الحرب بأنها حرب الكرامة أو أنها من أجل الديمقراطية بل هي حرب بين رجال مسلحين اعمتهم شهوة السلطة والثروة يقودون إلي التهلكة بسطاء محرومين -بفعل إهمال الدولة- من التعليم والعمل والحياة الكريمة، يحسبون أنهم يحاربون من أجل قضية بينما يدفعون حياتهم ويدمرون بلادهم من أجل اطماع سلطوية لاشخاص غير مسؤولين ..

أما عن السبب الأصيل لكل هذا القتل والدمار والانتهاكات فساقول -وظللت اقول- لأهلي في الجزيرة وفي كل السودان ان السبب الأساس هو جماعة من السودانيين رفعت باسم الدين منذ يومها الاول شعارا فحواه (فليقم للدين مجد أو ترق كل الدماء)، وأنها بدينها الذي تعنيه اشعلت حربا جهادية في الجنوب انتهت بانفصاله، واشعلت حروبا في جنوب كردفان وفي النيل الأزرق وفي الشرق، وانها ظلت تقتل وتعذب حتى من لم يحمل السلاح من معارضيها، وشخصي منهم..
ليس ذلك فحسب بل ان الحرب التي دارت في دارفور كانت اقتتالا بين فصائل تلك الجماعة بعد مفاصلتهم الشهيرة، فأسس زعيمهم حسن الترابي حركة العدل والمساواة ذراعا مسلحا لحزبه المؤتمر الشعبي .. فقام تلاميذه في الطرف الآخر بتأسيس الجنجويد، (نعم الجنجويد الذين تطوروا ليصبحوا الدعم السريع الذي يقاتلهم الآن). فتقاتل الفريقان المتفاصلان في دارفور سنين عددا راح ضحيتها ما لا يقل عن 300 ألف من اهلنا المساكين في دارفور نيابة عن (الإسلاميين) ..
سأقول -وظللت أقول- لاهلنا أيضا ان من أشعل الحرب الحالية ويسعر نيرانها ويرفض وقفها هم نفس اولئك الإسلاميين .. وإن سببهم لذلك هو ان الشعب السوداني هب هبة واحدة رجالا ونساء، بعد ان بلغت روحه الحلقوم من استبدادهم وظلمهم وفسادهم وإزهاقهم لأرواح السودانيين فأسقط حكومتهم، وبدأ في إزالة قليلا من تمكينهم، ولكنهم سارعوا لٱعادة تنظيم صفوفهم، واستخدموا ما تبقى من تمكين واسع في مؤسسات واجهزة الدولة، فخربوا الفترة الانتقالية واعاقوا عملها، ثم ضربوها جملة بانقلاب عسكري، ولما شعروا بأن خادمهم العسكري في دارفور يتطلع لأن يشاركهم في كيكة السلطة اشعلوا الحرب للقضاء عليه بسرعة .. أو فلترق كل الدماء ..

الأخ د. عصمت محمود هذه هي طريقتي في إدانة ما يتعرض له اهلي في الجزيرة: المناداة بوقف الحرب فورا والمساهمة في اجتثاث اسبابها الجذرية. اسباب الحروب في بلادنا هي فكر ديني سلفي شائه ومحرف يعارض تطلعات السودانيين كافة للمواطنة المتساوية والحقوق النوعية للنساء والديمقراطية وحقوق الٱنسان واحترام التنوع, ترفعه منظومة حزبية وعسكرية ومالية قميص عثمان لأغراض سلطوية ودنيوية وذاتية زائلة ليست من الٱسلام في شئ ..

مع كامل الاحترام

 

الوسومشمس الدين ضو البيت

مقالات مشابهة

  • بيان ملتقى أيوا للسلام والديمقراطية حول الحرب والإنتهاكات فى السودان
  • رجاءا كفوا عن المزايدة علينا ..!
  • على أعتاب عصر ملوك الطوائف
  • التكايا موروث تاريخي لمجابهة أزمات السودان
  • ھل حرب السودان، علامة لآخر الزمان؟! (1)
  • قمر المحاق وحصاد الحصرم (الحلقة الثالثة)
  • فاينانشيال تايمز تسلط الضوء على أوضاع الأطباء في حرب السودان المنسية
  •   «عقار» يلتقي وفد الاتحاد الأورو عربي للجيوماتيك في الشرق الأوسط
  • الجيش السوداني يقصف الدعم السريع في هذه المنطقة لأول مرة منذ الحرب وسقوط قتلى وجرحى