خالد عكاشة: يجب استغلال مكانة رجال الدين لترسيخ مفاهيم التسامح والمواطنة
تاريخ النشر: 14th, August 2023 GMT
قال العميد خالد عكاشة، مدير المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، إنَّه لا يوجد مصري يختلف على أن رجل الدين يحظى بتقدير ومكانة كبيرة في المجتمع المصري على مختلف مستوياته.
وأضاف خلال مؤتمر «نحو سلام مجتمعي.. الدين ورسالة السلام»، الذي نظمته الهيئة القبطية الإنجيلية، أنه من الضروري استغلال هذه المكانة في نقل الدولة المصرية إلى ترسيخ وجودها في مشروع الجمهورية الجديدة، لأن فلسفتها التسامح والمواطنة وسيادة القانون.
وتابع: «انتصرنا على الإرهاب نصرًا حقيقيًّا، على كل المقاييس الأمنية والعسكرية والسياسية، ونحن أمام مسارين لتجفيف المنابع ومنع تجدد مثل هذه الأمور مستقبلًا، وعلى رجال الدين إيصال المفاهيم الصحيحة للمجتمع بمكوناته المختلفة».
وأشار إلى أن تفاعلات الإقليم المعقدة والمركبة والعنف العالي جدًا مُهدِّد حقيقي لمشروع الدولة الوطنية، مضيفًا: «ننتظر أن نكون منتبهين إلى أن مشروع الوطنية تروج له الدولة المصرية وهو قارب النجاة للخروج من التهديدات والصراعات».
وأوضح أن تحقيق السلام المجتمعي، يأتي من خلال بناء الطموح المجتمعي الذي يُعزِّزه رجال الدين والمؤسسات الفكرية، مؤكدًا أن الصراعات هي ابنة الفراغ.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الإنجيلية الطائفة الإنجيلية
إقرأ أيضاً:
الأخلاق .. للأقوياء أم للضعفاء؟
#الأخلاق .. للأقوياء أم للضعفاء؟
د. #ذوقان_عبيدات
حارَ الفلاسفةُ في تفسير مفهوم الأخلاق. ولدَينا مذاهب أخلاقية بقدر عدد الفلاسفة، ومناصريهم: فلدينا أخلاق العقل عند “إفلاطون”، و “كانت”، ولدينا أخلاق اللذة عند “أبيقور”، وأخلاق المنفعة عند “جون ستيوارت مل”، وأخلاق الحسّ، والسعادة عند “أرسطو”. ولكن يمكن ملاحظة الاتفاق على أنّ الأخلاق:
إنسانية، فلا أخلاق لغير الإنسان. اجتماعية، لا تظهر بغير المجتمعات. اختيارية، نمارسها ذاتيّا من دون إلزام خارجي، أو قانوني.(01)
الأخلاق بين الدين، والقانون
ركّزت الأديان جميعها على الأخلاق، فالدين منظومة متكاملة من الأخلاق، وجاء #الدين_الإسلامي؛ ليتمّم مكارم الأخلاق. ومن الواضح، أنّ الأخلاق الفردية لم تكن كافية لتنظيم #المجتمع، فجاءت #الأديان لتكمل هذا النقص، ومع ذلك، كانت الحاجة إلى قوانين تفرض التزامًا جديدًا على الأفراد بما ييسّر العلاقات! ومع ذلك، لا زلنا نشهد مخالفاتٍ أخلاقيةً، ومخالفاتٍ دينيةً، ومخالفاتٍ قانونيةً! فالإنسان ما زال قادرًا على التملص من كل هذا! وعلينا ألّا ننسى أن فعل الخير، وعمل الضمير هما سلوكات اختيارية فردية، لا يعاقب على مخالفتها القانون.
(02)
#أخلاق_الأقوياء، و #أخلاق_الضعفاء!
يقول “كارل ماركس”: إن الأخلاق هي أخلاق تم اختراعها لحماية الضعفاء: الرحمة، الإحسان، والشفقة، والتسامح، وغير ذلك. بينما يرى “نيتشة” أن أخلاق الأقوياء هي الشجاعة، والقوة، والرجولة. فالأخلاق اخترَعها الضعفاء لكي يحموا أنفسهم. ولذلك، يُقال: الرحمة ضعف، والتسامح ضعف.
ويرى “ماركس” عكس ذلك، فالأخلاق اخترَعها الأقوياء؛ ليحموا أنفسهم من الضعفاء، وليحافظوا على مكانتهم، وقوّتهم. وما التاريخ إلّا صراع الأقوياء وهم الأغنياء مع الفقراء، وكلما يسيطر الأغنياء، تتكتل أغلبية الفقراء، وتقضي عليهم.
(03)
التسامح
طالما أشَدنا بالتسامح، وعددناه نموذجًا للأخلاق، فهل هو كذلك؟ التسامح هو علاقة بين صاحب حق، ومذنب، فيتسامح صاحب الحق، ويعفو عن المذنب! وفي هذا تناقضات مثل:
يتعارض التسامح مع المسؤولية، فمن عمِل ذنبًا، عليه أن يتحمل مسؤولية فعله. والمسؤولية لا تسقط بالتسامح. والتسامح غرور أرستقراطي، أو أخلاق أرستقراطية، يعني أن قويّا عفا عن ضعيف. وفي هذا يبقى المتسامح صاحب يدٍ عُليا من الكرم، والعفو، بينما يبقى المنتفِع بالتسامح طرفًا هشّا، مَدينًا للمُسامِح!(04)
تسامُح، أم تقبُّل؟
يبقى المسامِح كريمًا، وصاحب مِنّة، فمن يقبل الرأي الآخر ليس متسامحًا إطلاقًا، فالحكومة مثلًا لا ينبغى أن تقول: إنها “تتسامح” مع المعارضين! أو تتسامح مع حرية الرأي، والتعبير!!
فهمت عليّ جنابك؟!!