موجات التفاؤل بشأن وقف إطلاق النار.. هل يمكن التعويل عليها؟!
تاريخ النشر: 1st, November 2024 GMT
منذ أيام، تتصاعد موجات "التفاؤل" بإمكانية التوصّل إلى وقف لإطلاق النار في لبنان، ما يضع حدًا للحرب الإسرائيلية الهمجية المتواصلة منذ أكثر من شهر، وقد بلغت أوجها مع استقبال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للمبعوثين الأميركيين بريت ماكغورك وآموس هوكستين، وسط مساعٍ نشطة تقودها إدارة الرئيس جو بايدن التي يقال إنّها تطمح لإنجاز الاتفاق قبل موعد الانتخابات الرئاسية الأميركية.
ولعلّ ما عزّز التفاؤل تمثّل في التسريبات التي تولاها الإعلام الإسرائيلي نفسه، والتي عكست مناخًا غير مسبوق من "الإيجابية"، وصل لحدّ الكشف عن فحوى ما قيل إنّها "مسودّة الاتفاق" التي عرضها الأميركيون على الجانبين، وسط معلومات أوحت بأنّ الجانب السياسي الإسرائيلي أعطى "الضوء الأخضر" للمضيّ بالاتفاق، بعد "إجماع" سُجّل في الاجتماع الوزاري الأخير على أنّ العملية البرية في لبنان حقّقت أهدافها، وبات بالإمكان البحث في التسوية.
وجاء كلام الأمين العام الجديد لـ"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم ليكرّس أجواء التفاؤل، ولو أكّد استعداد الحزب لحرب طويلة الأمد إن تطلّب الأمر، إذ حرص في الوقت نفسه على القول إنّه منفتح على اتفاق لوقف إطلاق النار، إذا كانت شروطه مناسبة للمقاومة، لكن من دون أن يظهر كمن "يستجديه"، وهو ما يفتح الباب أمام سلسلة من علامات استفهام، فهل يمكن القول إنّ موجة التفاؤل "جدّية" ويمكن التعويل عليها، وما حقيقة تراجعها في الساعات الأخيرة؟
مؤشرات "إيجابية"
يتحدّث العارفون عن سلسلة من المؤشرات التي يصحّ وصفها بـ"الإيجابية"، والتي ربما تنطلق منها موجة التفاؤل المستجدّة، ومنها مجرّد استقبال رئيس الوزراء الإسرائيلي للمبعوثين الأميركيين بريت كاكغورك وآموس هوكستين، ما يعني أنّ ثمّة أرضيّة مشتركة قد تمّ الوصول إليها، علمًا أنّ الزيارة كانت مجدوَلة يوم الأحد الماضي، لكنها لم تحصل، ما يعني أن تقدّمًا سُجّل في الأيام الماضية، سمح بحصولها أخيرًا، بصورة أو بأخرى.
في السياق نفسه، يقول العارفون إنّ ما يُسرَّب إسرائيليًا وأميركيًا، ويُنسَب لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يلعب دورًا في ضخّ الأجواء الإيجابية أيضًا، إذ إنّ نتنياهو يتحدّث صراحةً عن شروط تل أبيب لإبرام الاتفاق، ومنها أن يكون "ضامنًا" لأمن إسرائيل، وأن يمنع أن تهديد مصدره لبنان، وهو ما يعني أنّ الرجل منخرط فعليًا في المفاوضات، ويضع شروطه على الطاولة، ولو أنّها لا تزال "متعثّرة" بصورة أو بأخرى.
بالحديث عن المؤشرات أيضًا، يتحدث العارفون عن سياق عام يوحي بأنّ إسرائيل لا تريد إطالة أمد الحرب على لبنان، كما حصل في غزة، علمًا أنّ أهدافها المُعلَنة لم تصل إلى حدّ "القضاء على حزب الله"، بل "منع إعادة تسليحه"، وهو سياق تجلّى في الردّ "المحدود" على إيران أولاً، ومن ثمّ القول إنّ العملية البرية توشك على نهايتها، وكلّها أمور يمكن أن تكون ممهّدة وفق العارفين لاتفاق دبلوماسي، يكرّس القرار الدولي 1701.
.. ومؤشرات "مقلقة"!
لكن، في مقابل المؤشرات التي قد يصحّ وصفها بـ"الإيجابية"، ثمّة مؤشرات أخرى تبدو "مقلقة"، أو بالحدّ الأدنى "غير مطمئنة"، ويُخشى معها أن تكون موجة التفاؤل الحالية شبيهة بموجات التفاؤل التي تكرّرت لأكثر من مرّة في قطاع غزة، أو ربما بموجة التفاؤل التي أحاطت بالحرب على لبنان في أيامها الأولى، وتبيّن لاحقًا أنّها كانت بمثابة "خديعة"، خصوصًا أنّها ترجمة بجريمة اغتيال الأمين العام السابق لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله.
من هذه المؤشرات ما قاله رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بعد لقائه الموفدين الأميركيين، خصوصًا حين أطلق معادلة جديدة قوامها أنّ "منع حزب الله من إعادة تسليح نفسه أهم بالنسبة لإسرائيل من تطبيق القرار 1701"، ما يعني أنّ القرار الدولي المذكور الذي يفترض أن يكون عامود أيّ اتفاق يمكن التوصل إليه، لا يبدو كافيًا بالنسبة إلى الجانب الإسرائيلي، الذي بات يشترط ما هو أكثر منه، في محاولة لفرض شروطه، إن صحّ التعبير.
ومن هذه الشروط أيضًا، الأداء العسكري في اليومين الأخيرين، والذي لا يعكس عمليًا "رغبة" بالاتفاق، سواء لجهة تكثيف القصف الجوي في العديد من المناطق، وصولاً لحدّ نسف قرى بأكملها، كما حصل مع قرية الضهيرة مثلاً، فضلاً عن الضربات الممنهجة لبعض المدن والمناطق، كما حصل في صور وبعلبك، وهو ما يوحي بأنّ "بنك الأهداف" لم يستنفد بعد، علمًا أنّ "حزب الله" كان واضحًا منذ فترة طويلة بقوله إنّ "لا مفاوضات تحت النار".
هو "سباق" إذاً بين العمليات العسكرية المستمرّة بوتيرة عالية، والحلّ السياسي الذي ينشط خلف الكواليس، من دون أن تكون له ترجمة ملموسة بعد، وقد أضيف إليه "عنصر ثالث" إن صحّ القول، يتمثّل في الانتخابات الأميركية التي بدأ عدّها العكسي، والتي يرى كثيرون أنّها قد تخلط الأوراق. وسط هذا السباق، يبدو أنّ كل الاحتمالات مفتوحة، ولو أنّ الانطباع بأنّ أيّ حلّ يبقى مؤجّلاً لما بعد الثلاثاء، حتى لو لم يكن التفاؤل "وهميًا"!
المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
عبد العاطي: نتنياهو يريد تمديد وقف إطلاق النار لامتصاص غضب الشارع الإسرائيلي
قال الدكتور صلاح عبد العاطي رئيس اللجنة الدولية لدعم الشعب الفلسطيني، إنّ المبعوث الأميركي للشرق الأوسط في قطر لمتابعة المحادثات غير المباشرة التي تجري بين حماس والوسطاء من أجل استكمال مسار الصفقة التي تردد نتنياهو في الذهاب إليها، سواء بالذهاب إلى المرحلة الأولى أو بالالتزام بما تبقى من التزامات المرحلة الأولى، سواء بالانسحاب من ممر فيلادلفيا أو ضمان تدفق المساعدات الإنسانية.
وأضاف في تصريحات عبر قناة «القاهرة الإخبارية»، أنّ إطلاق سراح نصف الاسرى الاحياء المتبقين مقابل تمديد الصفقة من 50 الى 60 يوما أو تمديد المرحلة الاولى من 50 إلى 60 يوما هو الاقتراح الذي يحاول نتنياهو تمريره لضمان ائتلاف اليمين الحاكم وبقائه وضمان تمرير مشروع قانون الموازنة وعدم وجود مشروع قانون تجنيد الحريديم وغيرها من القضايا التي يحتاجها في الوضع الداخلي.
وتابع: «وفي المقابل يريد نتنياهو امتصاص غضب الشارع الإسرائيلي وعائلات الأسرى لدى المقاومة الفلسطينية الذين ترتفع أصواتهم مطالبين باتمام الصفقة وارسل نتنياهو وفدا هذه المرة على مستوى أعلى من المستويات السابقة بقيادة رئيس نائب رئيس الشاباك؛ لأن هناك أزمة بين نتنياهو ورئيس الشاباك ويقوده أيضا مبعوث نتنياهو او المستشار السياسي للصفقة بالاضافة الى فريق فني سيقود المفاوضين والتعليمات متواضعة لهذا الوفد بالإصرار على اقتراح ويتكوف».