الابتهاج بالجنائز.. والسيادة في شرعة الفلول..!
تاريخ النشر: 1st, November 2024 GMT
من أراد أن يحتفل بالضربات المتبادلة في هذه الحرب الخاسرة فليفعل ولا تثريب عليه..! ولكن ليعلم أن حصاد هذه الضربات التي (يرقص لها الراقصون) إنما هو قتل المواطنين وتدمير عيشتهم ومعيشتهم وتشريد النساء والأطفال وإخلاء الدور من أهلها ونقل الحرب إلى المساكن والمعاطن والحيشان والبيشان والغرف والكُجر وهتك الحرمات والمحارم واستباحة العروض والفروض.
لا تثريب على من يريد أن يحتفل بهذا النيران المتبادلة وكأنه يشاهد مباراة مبار ملاكمة هزلية..فالعالم لا يزال يحتشد بالعبط والجهل والتفاهات والنكرات..وبأهل الغفلة وأصحاب النوايا الطيبة الساذجة المجرّدة من البصيرة..والذين يسهل خداعهم للمرة المائة بعد )99 مرّة سابقة(..من (نفس الزول الكاتل ولدك/ وشال لي روحو الفاتحة وقلدك)..!
كيف يخدعكم الكوز؟ وهو ذات الشخص بعد أن حاول مسح وجهه العكر بدهان النيفيا و(كريمات تفتيح البشرة) ولكن ظل وجهه مسودّاً )وهو كظيم( من سوء ما يعتمل في ضميره المنخور النتن من شرور وخبث..!
أهل الغفلة هؤلاء لا نملك لهم غير الرثاء..! لقد خدعوهم بانتصارات وهمية في هذه الحرب وبلادنا (كلها مقابر) فخرجوا يهللون فرحاً بتراشق النيران وتبادل المواقع بين طرفين يخوضان على دماء السودانيين في حرب لعينة موجهة في الأساس ضد الوطن وضد ثورته وضد مواطنيه الأبرياء..!
حقيقة لا نملك غير الرثاء للذين لا تزال تنطلي عليهم ألاعيب الكيزان وأكاذيبهم وضلالهم الذي دمروا به الوطن وقتلوا وشردوا أهله في سلسلة من الجرائم البشعة والفساد السافر عبر عشرات السنين وعبر حلقات متصلة من الشعارات المضللة التي يغلفونها هازئين بغير أدب ولا احتشام بالآيات القرآنية ويظنون أنهم يخادعون الله ( وهو خادعهم )..ولسوف يحيق بهم (ما كانوا به يستهزؤون)..!
الأغرب هو اتهام الكيزان وجماعة الانقلاب للآخرين بالسير في ركاب الدول الأجنبية والأعجب حديثهم عن السيادة الوطنية.! هذا هو الجنون بعينه..!!
هذا هو الاستحقار والاستحمار بعينه..!! انتم تصنعون المليشيات وتسلحونها وتقتلون من يطالب مجرد مطالبة بتسريحها أو دمجها في الجيش..ثم تتهمون نفس الذين طالبوا بتسريحها بأنهم حاضنة مدنية لها..؟!
أما السيادة الوطنية فقد قام بتفسيرها كوز مستعبط يسمي نفسه نائب القائد العام للجيش عندما أعلن أن سواحل السودان على البحر الأحمر (طووووووويلة) وتكفي الجميع..! ولا بأس أن يأتي أي بلد ويقيم فيها ما يشاء من قواعد عسكرية ومحطات تموين ونقاط تزوّد وواجهات بحرية..!!
ثم ألم يوافق الكيزان على إقامة قاعدة روسية في ساحل السودان على البحر الأحمر..!
ألم يستقدم جنرالات الانقلاب والكيزان من الطرفين قوات من أوكرانيا ومرتزقة (منظمة فاغنر) بأسلحتها ومعداتها وضباطها وجنودها ومنحوها رخصة مفتوحة للتصدي للمدنيين..! من يحارب وحوش فاغنر ومستجلبو روسيا في بلادنا وما هي مهامهم في وطننا غير قنص السودانيين..؟!
ألم يبصم الكيزان ورئيسهم المخلوع على صفقة مريبة مع تركيا حول سواكن بعيداً عن عيون الشعب وحتى عن الهيئات المختصة بالدولة، ولا يدري احد شيئاً عن الذين قبضوا فيها الأتعاب والعطايا والهدايا والكوميشنات..!
ألم يقدم الكيزان ونظامهم عرضاً للإدارة الأمريكية حول تسليم بن لادن ورفض الأمريكان عرضهم الخائب العايب وقالوا لهم وقتها: بن لادن ليس مطلوباً لدينا..!
ألم يذهب مدير جهاز أمنهم في طائرة خاصة لتسليم إخوتهم من الجماعات التي تشبههم..والتي لجأت إليهم طلباً للستر والحماية فقام الكيزان بتسليمهم باعتبارهم إرهابيين مطلوبين لأمريكا..وتم التسليم (بربطة المعلم) صرة في خيط على غرار (طرود البوسطة العمومية)..!
ألم يطير رئيس الكيزان المخلوع إلى روسيا طالباً من بوتين حماية نظامه من الأمريكيين..!
أي بلد في الدنيا طول العالم وعرضه بلغ حجم القوات الدولية فيه أكثر من 30 ألف جندي لحماية المدنيين من غارات جيش الكيزان وأجهزة أمنه وشرطته ومليشياته..؟!
من الذي أرسل قوات تابعة للجيش وباسم الجيش من اجل خوض حروب في بلاد أخرى بمقابل مالي بالدولار..؟!
الأمثلة من هذا النوع عديدة لا تحصى..فعلام طول اللسان وعدم الحياء وقلة الأدب ولوي الذنَب..؟!
لا بأس عند الكيزان من الاستعانة بإسرائيل وأسلحتها وتكنولوجيتها وأجهزة رصدها..وهذا طبعاً ليس سراً..وحتى عندما تحدث الناس عن إعادة الكيزان العلاقات الدبلوماسية مع إيران في ذلك التوقيت..تبرّع سفير الكيزان في الأمم المتحدة "الحارث إدريس" بالقول أن إعادة العلاقات مع طهران (لا تهدد امن إسرائيل)..!
من الذي طلب منك (يا سيد روحك) تطمين العالم على أمن إسرائيل.. وأنت تتحدث باسم السودان من منصة الأمم المتحدة ومجلس الأمن..؟!
هذه هي المصائب التي وقعت فيها بلادنا وشعبنا من الكيزان والانقلاب ودعاة الحرب و(المؤجرين)..وهذه هي النماذج البشرية التي يلخصها (أنكل توم هجو) الذي رفع عقيرته في (اعتصام الموز) وهتف بلهجة رخوة على غرار أغاني السيرة والسباتة (الليله ما بنرجع..إلا البيان يطلع)...!
هل تصدق يا صاحبي أن البيان المقصود هو بيان الانقلاب على الحكم المدني..؟! وان صاحب هذا النداء الرخو الخائب سياسي مخضرم ينسب نفسه لأحزاب الوسطية والديمقراطية ..الله لا كسّبكم..!
مرتضى الغالي
murtadamore@yahoo.com
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
حرب السودان في عامها الثالث فهل من أفق لحل الأزمة؟
الخرطوم- بعد دخول الحرب في السودان عامها الثالث، لا يزال تباعد المواقف بين الفرقاء السياسيين وحالة الاستقطاب والانقسام التي سادت قبل الحرب مستمرة، وسط تحرك جديد من الأمم المتحدة لإحداث اختراق يُحرِّك الجمود السياسي.
ويعتقد مراقبون أن قوى سياسية تسعى للوصول إلى السلطة عبر المؤسسة العسكرية وأخرى عبر بندقية قوات الدعم السريع، بينما يُعوِّل تيار آخر على رافعة قوى أجنبية.
واختتم المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى السودان، رمطان لعمامرة قبل يومين زيارة إلى بورتسودان -العاصمة الإدارية المؤقتة للبلاد- بعدما أجرى مشاورات مع رئيس مجلس السيادة وقائد الجيش عبد الفتاح البرهان وأعضاء من المجلس السيادي.
وجدَّد لعمامرة، دعوته لإجراء حوار عاجل وحقيقي بين أطراف الصراع في السودان من أجل وقف فوري للأعمال العدائية.
لقاءات متعثرةودعت الأمم المتحدة الأطراف إلى الالتزام بالانخراط في مسار شامل للمضي قدمًا، وتعزيز حماية المدنيين، من خلال محادثات غير مباشرة محتملة، وجددت تأكيدها على أهمية إجراء عملية سياسية شاملة لتفادي المزيد من التصعيد، وإعادة السودان إلى مسار السلام والاستقرار.
وكشف لعمامرة أنه وجد ردودا من البرهان على كل الأسئلة التي طرحها، وسينقل ذلك إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، حسب بيان إعلامي لمجلس السيادة.
إعلانواستضافت الآلية الأفريقية لتسوية النزاع في السودان برئاسة محمد بن شمباس، مشاورات منفصلة مع 3 كتل سياسية سودانية بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا، في فبراير/شباط الماضي، بشأن ترتيبات حوار سوداني لكن لم تحقق تقدما.
وكان الاتحاد الأفريقي قد عقد مشاورات موسعة خلال يوليو/تموز وأغسطس/آب الماضيين، حيث شملت الجولة الأولى القوى السياسية المساندة للجيش، التي أقرَّت وثيقة شملت رؤيتها لأجندة وقضايا الحوار السوداني.
وتلتها جولة أخرى ضمت تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية (تقدم) وفصيلي الحركة الشعبية، الشمال برئاسة عبد العزيز الحلو وحركة تحرير السودان بزعامة عبد الواحد نور، للتوافق على ترتيبات حوار سوداني، لكن لم تصدر وثيقة عن الجولة.
وسبق ذلك مؤتمر للقوى السودانية استضافته القاهرة في يوليو/تموز الماضي، ضم أطراف المشهد السياسي تحت سقف واحد لأول مرة، وصدر بيان في نهاية المؤتمر تحفَّظت عليه بعض القوى.
ثم انخرطت قوى سياسية ومجتمعية مساندة للجيش في مشاورات في بورتسودان وأقرت وثيقة مشروع وطني يحمل رؤية لإنهاء الحرب، وللإجابة على أسئلة اليوم التالي، والتمهيد لحوار سوداني شامل يعقد داخل السودان.
وفي المقابل حلَّ تحالف "تقدم" نفسه بعد انضمام فصائل سياسية وعسكرية من التحالف إلى كيان جديد نشأ في فبراير/شباط الماضي في نيروبي باسم تحالف السودان التأسيسي (تأسيس) الذي تتصدره قوات الدعم السريع.
بينما نشأ تحالف آخر بديلا لكيان "تقدم" باسم التحالف المدني الديمقراطي لقوى الثورة "صمود" برئاسة عبد الله حمدوك، وقال: إنه متمسك بالحياد ويركز على وقف الحرب.
بين نعم ولكن!من جانبه، يقول القيادي في تحالف القوى السياسية والمجتمعية خالد الفحل، إنهم بقوا من بداية الحرب يتطلعون بدورهم في إطار إسناد الجيش ولم يقفوا على الحياد، وفى نهاية 2024 تَطوَّر المشهد السياسي وبدأت اتصالات في بورتسودان أثمرت توافق كتل سياسية وقوى مدنية على مشروع وطني لحوار "سوداني-سوداني" في داخل البلاد.
إعلانويوضح القيادي الفحل للجزيرة نت أن مشاورات بورتسودان ناقشت أسئلة اليوم التالي للحرب عبر خريطة طريق تشمل رؤية متكاملة لإدارة الفترة الانتقالية وانعقاد مؤتمر دستوري.
ويرى أن حراك القوى السياسية والمجتمعية أقرَّ حوارا مفتوحا وشاملا، إلا مع من تمت إدانتهم قضائيا بمساندة الدعم السريع، غير أن قيادات عليا في الدولة، أبرزها نائب رئيس مجلس السيادة مالك عقار، وعضو المجلس إبراهيم جابر، لم تدرك أهمية هذا الدور وظلت تواجه هذا العمل بالنقد والمطالبة بوقفه، "ولكنهم سيستمرون حتى تقف الحرب قتالا أو سلما"، حسب الفحل.
وفي موازاة ذلك يقول عضو في المكتب القيادي لتحالف "صمود" -لم يفصح عن اسمه- إنهم منفتحون ويرحبون بأي جهود من أجل وقف الحرب وعملية سياسية بمشاركة كافة القوى السياسية عدا حزب المؤتمر الوطني وواجهاته.
وأوضح القيادي للجزيرة نت أنهم جلسوا مع قوى أخرى في القاهرة وتوصلوا إلى بيان مشترك، لكن الطرف الآخر تراجع، مما يعكس أن القوى المدنية لا تسعى إلى إقصاء أي طرف.
واتهم قوى مساندة للجيش أنها تسعى لتكون حاضنة سياسية والمشاركة في السلطة وليست جادة في العمل لوقف الحرب أو التوافق الوطني مما يجعل العملية تراوح مكانها.
من جهته، يرى الباحث والمحلل السياسي خالد سعد، أن أبرز أسباب تعثر التسوية هو سعي قوى سياسية لفرض رؤيتها للتسوية مستغلة انتصارات الجيش، لإقصاء قوى أخرى ترفع شعار "لا للحرب".
وقال للجزيرة نت: إن قوى سياسية ترفض الاعتراف بتغيرات ما بعد انقلاب أكتوبر/تشرين الأول 2021 وصعود جزء من الإسلاميين الذين عزلوا بعد الثورة الشبابية من أنصار حزب المؤتمر الوطني بزعامة الرئيس المعزول عمر البشير.
ويعتقد سعد أن انخراط تحالف مدني جديد في المعادلة مع قوات الدعم السريع في تحالف "تأسيس" يُعقِّد التوافق، ويهدف لضمان دور لهذه القوى في أي تسوية مستقبلية، إضافة لاحتمال عدم اهتمام قيادة الجيش بالتوافق، بل ربما ترى فيه تهديدا لدورها السياسي الحالي والمستقبلي.
إعلانويرى أن تأخير العملية السياسية يزيد الاستقطاب، ويضعف فرص التوافق المدني، ويعزز نفوذ الأطراف العسكرية وحلفائها، ويسمح بنفوذ أجنبي أكبر.
ويرجح المحلل السياسي أن يظل الوضع بهذه الوتيرة البطيئة لحين انتهاء الحرب أو حدوث تحولات جذرية في مواقف الأطراف المتصارعة، ولكن استمرار الوضع يدعم بشكل كبير عسكرة المشهد السياسي ما بعد الحرب، حيث يزداد احتمال هيمنة المؤسسة العسكرية وحلفائها على السلطة.
وتوقع أن يكون الحلفاء هم من حاملي السلاح، وليس إعادة لنظام المؤتمر الوطني الحاكم سابقا، أو شراكة متشابهة لما قبل انقلاب البرهان في أكتوبر/تشرين الأول 2021 على شركائه في قوى الحرية والتغيير.