سودانايل:
2024-11-01@11:32:19 GMT

على أعتاب عصر ملوك الطوائف

تاريخ النشر: 1st, November 2024 GMT

عقب إعلان الوزير أبو الحزم بن جهور سقوط الدولة الأموية في الأندلس، قُسِّمت الدولة إلى أكثر من عشرين دويلة صغيرة تحت حكم "ملوك الطوائف" الذين تميزت فترة سيطرتهم على الحكم بعدم الإستقرار والنزاع والصراع المستمر واستعان بعضهم على البعض الآخر بالفرنجة إلى أن ذهبت ريحهم جميعاً !

منذ إندلاع حرب الخامس عشر من أبريل ظللنا نقول أن الخطر الأكبر على البلاد والعباد هو إستمرار القتال وليس كما يدعي البعض هو تراجع الجيش، ذلك لأن تطاول الحرب سيؤدي لإنقسام المجتمع وفقدان القيادة و السيطرة على القوات المتحاربة وتزايد التدخل الخارجي غير الحميد فضلاً عن ظهور حركات التطرف.



ومع مرور كل يوم تتأكد صحة رؤيتنا لمآلات الحرب، حيث تحقق الإنتشار الواسع لخطاب الكراهية والتعصب والتحشيد القبلي والجهوي الذي بلغ ذروته في تسليح القبائل وتجييشها وتحول صراع الجيش والدعم السريع لدى قطاعات واسعة إلى حرب بين الجهادية والجلابة في إستدعاء مخل لحقب تاريخية ماضية خلفت جروح وندوب في الذاكرة الوطنية إستمرت آثارها لأكثر من مائة عام.

كما أننا رأينا قيادة الدعم السريع تحذرمقاتليها من التعرض للمواطنين المدنيين وفي نفس الوقت ترتكب تلك القوات إنتهاكات واسعة في ولاية الجزيرة مما يدل على ضعف منظومة السيطرة، وفي ذات الأوان يشاهد السودانيون مليشيات الحركة الإسلامية وأبواقها الإعلامية تهدد قيادة الجيش بالإستمرار في القتال إذا قررت الأخيرة الذهاب للتفاوض.

ومن ناحية أخرى، يستمر إمداد الأطراف المتحاربة بالعتاد والسلاح حتى أن دولاً في الإقليم لم تتورع عن إقامة معسكرات تدريب وتسليح في أراضيها لمكونات قبلية من شرق السودان وقد دفعت بها مؤخراً في أتون الصراع مما يهدد بإنفجار الأوضاع في الولايات الشرقية التي تقع في منطقة متوترة ومنذرة بإندلاع نزاعات تحكمها المصالح المتشابكة والمتعارضة لعدد من الدول الإقليمية.

وقد طفت على السطح مؤخراً معلومات عن بدء ضلوع الحركات المتطرفة في غرب إفريقيا في حرب السودان، بعد حادث راح ضحيته أكثر من خمسين جندياً تشادياً واتهمت بتدبيره حركة بوكو حرام النيجيرية.

كل هذه التطورات تبين بجلاء أن رفض التفاوض والإصرار على حسم المعركة عسكرياً يشكل الخطر الأكبر على وحدة البلاد واستقرارها، ذلك لأن فوضى التسليح وصناعة المليشيات العسكرية ضربت بأطنابها، وبدلاً من الحديث عن طرفين متحاربين بات الحديث الآن عن "أطراف" متقاتلة، وغنيٌ عن القول أن هذه الأطراف مرتبطة بأجندة ومصالح خارجية متضاربة تجعل من العسير جداً الوصول لإتفاق لوقف الحرب.

إذا سارت الأمور على هذا المنوال فإن بلادنا لا شك مقبلة على فترة حكم "أمراء الحرب"، ملوك الطوائف الجدد، الذين رأيناهم قبل وقت قريب يتحكمون في أقاليم ومدن وشوارع الصومال، حينها سيعلم الغافلون من دعاة الحفاظ على الدولة أنهم أضاعوا الدولة بتنبي شعارات مضللة خاطبت عواطف البسطاء خدمة لمصالح فئة طامعة في التمسك بالسلطة بأية ثمن.

   

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

بريطانيا على أعتاب أكبر زيادات ضريبية في 3 عقود

من المرجح بشكل كبير أن تعلن وزيرة المالية البريطانية الجديدة راشيل ريفز عما قد تكون أكبر زيادات ضريبية في ثلاثة عقود غدا الأربعاء في محاولة لإصلاح الخدمات العامة المتدهورة في البلاد وستكشف كذلك عن خطط لاقتراض إضافي بمليارات الجنيهات الإسترلينية لإصلاح الاقتصاد.

وتراهن حكومة حزب العمال على أن أول ميزانية لها بعد 14 عاما من حكم حزب المحافظين ستتمكن من تمويل تعهداتها الانتخابية دون إثارة نوع من الفوضى في سوق السندات التي أطاحت برئيسة الوزراء السابقة ليز تراس في عام 2022.

ووعد حزب العمال الناخبين بأنه سيعمل على تقليص قوائم الانتظار الطويلة في الخدمات الصحية التي تديرها الدولة، وبناء المزيد من المساكن وتحسين المدارس.

وقالت ريفز في مقتطف من خطابها حول الميزانية والذي تم مشاركته مع وسائل الإعلام اليوم الثلاثاء "يقع على عاتق حزب العمال، وحكومة حزب العمال، إعادة بناء بريطانيا مرة أخرى".

وبعد أربعة أشهر من الانتخابات، قال رئيس الوزراء كير ستارمر إنه Iسيتعين على القادرين دفع المزيد من الضرائب بموجب خطة الميزانية التي ستعلنها ريفز للبرلمان في حوالي الساعة 1230 بتوقيت غرينتش غدا الأربعاء.

وتقول ريفز إن حكومة المحافظين السابقة في بريطانيا تركت فجوة غير معلنة في المالية العامة قدرها 22 مليار جنيه إسترليني، وهو ادعاء رفضه سلفها جيريمي هانت.

وقالت مصادر حكومية إن ريفز تخطط لإجراءات مالية بقيمة 40 مليار جنيه إسترليني (52 مليار دولار)، معظمها من الزيادات الضريبية، للوفاء بتعهدها بتغطية الإنفاق اليومي.

وبحسب معهد الدراسات المالية، وهو مؤسسة بحثية، فإن زيادات ضريبية قدرها 40 مليار جنيه إسترليني سوف تعادل 1.25 بالمئة من الناتج الاقتصادي، وهو ما لم يتم تجاوزه في التاريخ الحديث إلا في عام 1993 من خلال ميزانية حكومة المحافظين التي رفعت الضرائب لدعم المالية العامة بعد ركود وأزمة عملة.

وبالإضافة إلى زيادة الضرائب لتغطية الإنفاق اليومي، ستحاول ريفز طمأنة المستثمرين بأن الزيادة المتوقعة في الاقتراض للاستثمار العام بنحو 20 مليار جنيه إسترليني ستكون إيجابية بالنسبة لسادس أكبر اقتصاد في العالم.

وقال ريفز في مقتطفات من خطابها المنتظر غدا "الطريقة الوحيدة لدفع النمو الاقتصادي هي الاستثمار والاستثمار والاستثمار. ولا توجد طرق مختصرة. ولكي نتمكن من تحقيق هذا الاستثمار يتعين علينا استعادة الاستقرار الاقتصادي".

مقالات مشابهة

  • الجامعة العربية تعلن موقفها من الدعم السريع وتحذر بشأن إسقاط مؤسسات الدولة السودانية
  • تظاهرات وهتافات ضده.. حمدوك في لندن يطالب بنشر قوات دولية وحظر طيران و يكشف مصير عودته للسلطة ولقائه مع حميدتي وحملة رفض واسعة لـ تقدم
  • وفد من بلدية خان يونس يزور قيادة المستشفى الميداني الأردني جنوب غزة/4
  • حركة تنقلات واسعة في رئاسة مدن الأقصر
  • قيادة الجيش عن نتائج مباراة الدخول إلى الكلية الحربية: اعتمدنا الكفاءة والشفافية
  • مخاطر التقسيم في السودان – مآلات الصراع بين الجيش والدعم السريع
  • قيادة الجيش بالفاشر: القوات ثابتة ومتقدمة
  • بريطانيا على أعتاب أكبر زيادات ضريبية في 3 عقود
  • الجيش السوداني يقصف الدعم السريع في هذه المنطقة لأول مرة منذ الحرب وسقوط قتلى وجرحى