الجزيرة:
2025-03-03@15:22:08 GMT

النبطية.. قلب الجنوب اللبناني وتاريخه العريق

تاريخ النشر: 1st, November 2024 GMT

النبطية.. قلب الجنوب اللبناني وتاريخه العريق

مدينة تقع في قضاء النبطية ضمن محافظة النبطية جنوبي لبنان، وهي مركز المحافظة، وتحيط بها سلسلة من الجبال من الشرق والغرب. وترجح الروايات أن اسم النبطية مشتق من "الأنباط"، في إشارة إلى إرثهم التاريخي في المنطقة، أو من كلمة "نبط الماء" نظرا لكثرة ينابيعها.

تعد من المدن الغنية بالمعالم الأثرية التي تعكس تاريخها العريق، ومن بينها قلعة الشقيف المطلة على المدينة، وسوق الاثنين، وجامع النبطية القديم، وكنيسة السيدة، مما جعلها وجهة سياحية بارزة.

وللمنطقة دور بارز في تاريخ المقاومة اللبنانية ضد الاحتلال الإسرائيلي، وتعرضت للغارات الإسرائيلية في سبتمبر/أيلول 2024 ضمن مواجهات بين إسرائيل وحزب الله، الذي أعلن إسناده للمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة.

الموقع

تقع مدينة النبطية في محافظة النبطية اللبنانية، وتتوسط مدن وقرى سلسلة جبال لبنان الجنوبي، وتبعد عن بيروت حوالي 70 كيلومترا، وتطل عليها قلعة الشقيف التاريخية.

الجغرافيا

تعد مدينة النبطية كبرى مدن المحافظة البالغ مساحتها نحو 1097 كيلومترا مربعا، وتحيط بها سلسلة من الجبال من الغرب والشرق. ويعرف عن مناخها أنه معتدل طوال العام، إذ ترتفع فيها درجات الحرارة قليلا في فصل الصيف، وتنخفض في الشتاء.

أصل التسمية

يعود أصل تسمية مدينة النبطية إلى روايتين، تشير الأولى إلى أن الاسم مستمد من "الأنباط" الذين تركوا إرثا عريقا في مملكة البتراء جنوب شرق لبنان. أما الرواية الأخرى فتقول إن اسم النبطية مأخوذ من اللغة العربية، ويعني "نبط الماء"، أي تفجره وسيلانه، في إشارة لكثرة الينابيع في المنطقة.

السكان

تحتل مدينة النبطية المرتبة الخامسة بين مدن لبنان من حيث عدد السكان، ويشكل الشيعة الأغلبية في المنطقة، إلى جانب السنة والمسيحيين.

تاريخ الصمود

يعود تاريخ مدينة النبطية إلى عصور ما قبل الميلاد، فقد عثر على أدلة أثرية تعود إلى العصر الحجري مرتبطة بحضارة القرعون في الفترة من 5 آلاف إلى 20 ألف سنة قبل الميلاد.

وقد وُجدت فؤوس حجرية وأدوات مصنوعة من الحجر الضران أو الصوان على عمق سبعة أمتار، يعود تاريخها إلى ما بين 8 آلاف و15 ألف سنة قبل الميلاد.

كما مرت النبطية بعصور متعددة من الفينيقي إلى البيزنطي مرورا بالعصر الروماني، وتبين ذلك من وجود مغاور وكهوف وأحجار ومدافن وطرق مرصوفة تعود إلى عصر الرومان.

وقد خضعت المدينة لحكم الدولة العثمانية وكانت مركزها الرئيسي في البلاد، وكانت عقب الانتداب الفرنسي تابعة لقضاء صيدا ثم لمحافظة جنوب لبنان، ثم محافظة النبطية.

وقد شهدت مدينة النبطية عمليات عسكرية إسرائيلية، بدءا من عملية الليطاني في مارس/آذار 1978 التي هدفت لطرد الفصائل الفلسطينية المسلحة من المنطقة الحدودية مع إسرائيل. وقد أدت العملية إلى فرار معظم السكان من المدينة بسبب القصف الكثيف الذي طالها.

وكان للمدينة دور في نشأة المقاومة اللبنانية في أعقاب الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982، وشهدت عملية "تصفية الحساب" 1993، وعملية "عناقيد الغضب" 1996، وكذا حرب يوليو/تموز 2006.

وقدمت المدينة أثناء هذه العمليات العسكرية عشرات القتلى والجرحى، إضافة إلى الخسائر المادية وتهجير عشرات العائلات من بيوتهم.

وشهدت مدينة النبطية عشرات الغارات الإسرائيلية في عملية أطلقها الجيش الإسرائيلي في سبتمبر/أيلول 2024 ضمن مواجهات مع حزب الله، الذي أعلن إسناده للمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة.

قلعة الشقيف يعود بناؤها إلى عصر الرومان (شترستوك) الأعلام حسن كامل الصباح

مخترع لبناني، ولد عام 1895 في مدينة النبطية، ونال إعجاب معلميه وهو في السابعة من عمره بعد أن لوحظت علامات نبوغه وذكائه في الرياضيات.

وقد برع أثناء دراسته في الجامعة الأميركية ببيروت في حلّ المسائل الرياضية والفيزيائية المعقدة، وبعد إخضاعه للتجنيد الاجباري، هاجر إلى الولايات المتحدة الأميركية ودرس في معهد ماساشوستس للتكنولوجيا، ثم التحق بجامعة إلينوي عام 1923 وحصل على درجة الماجستير في الهندسة.

وأظهر عبقريته عقب عمله في مختبر شركة جنرال إلكتريك، وقدم 52 طلبا للحصول على براءات اختراع، من بينها جهاز يساعد على نقل الصور من خلال أنبوب الأشعة الكاثودية، وذلك قبل سنوات من ظهور التلفاز في العالم.

توفي حسن كامل الصباح يوم 31 مارس/آذار 1935 عن عمر ناهز 41 عاما إثر حادث سير، وشيد له تمثال في النبطية.

أحمد رضا

عالم باللغة والأدب، ولد ونشأ في مدينة النبطية وتعلم في مدرستها الابتدائية، وأخذ العلم عن شيوخ الطريقة الأزهرية، ثم مارس التجارة، ونشر المقالات والقصائد، وألف العديد من الكتب من بينها كتاب "متن اللغة العربية" في خمسة مجلدات.

كما ألف كتب "رد العامي إلى الفصيح" و"هداية المتعلمين" و"روضة اللطائف"، كما نشرت له أبحاث ومقالات في المجلات الشامية وغيرها.

توفي عام 1953 إثر إصابته بحجر طائش في أثناء تظاهرة انتخابية في النبطية، وفارق بعدها الحياة عن عمر ناهز 80 عاما.

تاريخ مدينة النبطية يعود إلى عصور ما قبل الميلاد (شترستوك) المعالم

تعج مدينة النبطية بالعديد من المعالم الطبيعية والمواقع الأثرية الشاهدة على تاريخها العريق، ومنها:

قلعة الشقيف

من أشهر المعالم في المنطقة، تقع على صخر شاهق مطل على نهر الليطاني وسهل مرجعيون ومدينة النبطية. يعود بناؤها إلى عصر الرومان، وزاد الصليبيون من أبنيتها، ورممها الأمير اللبناني فخر الدين الثاني في القرن السادس عشر.

سوق الاثنين

يعد سوق يوم الاثنين أو "سوق الوحدة" من أهم المعالم السياحية في مدينة النبطية، وبحسب الروايات فقد نشأ في عهد المماليك، إذ كان ملتقى للاتين من مختلف مدن لبنان وفلسطين وسوريا، ويتجمع الناس فيه كل يوم اثنين من أجل البيع والشراء.

وتباع في السوق المنتجات الزراعية من حبوب وخضر وفواكه، إضافة إلى اللحوم والمنتجات الاستهلاكية الأخرى.

قلعة بلفور الصليبية في محافظة النبطية (شترسوك) جامع النبطية القديم

يقع الجامع في حي السراي في النبطية، ويعود تاريخه إلى القرن الثاني عشر الميلادي، ويعد من أول المساجد المبنية في المدينة، وأصبح معلما تاريخيا يقصده الزوار.

كنيسة السيدة

كنيسة بُنيت عام 1898 في حي الميدان بالنبطية، وهي من أولى الكنائس المبنية في جنوب لبنان، وتعد مركزا تراثيا وثقافيا وأحد الأدلة على التنوع الديني في المدينة. وتشتهر بتصميمها الجميل، وتقام فيها الصلوات المسيحية.

الاقتصاد

يعتمد سكان مدينة النبطية بشكل أساسي على الزراعة والتجارة والخدمات، وتشتهر المنطقة بأراضيها الزراعية الخصبة، إذ يزرع السكان الخضروات والفواكه والتبغ.

كما تسهل التجارة في المدينة بفضل موقعها الإستراتيجي على الطريق الرئيسية التي تربط بيروت بجنوب لبنان والحدود مع إسرائيل. إضافة إلى ذلك تسهم خدمات التعليم والرعاية الصحية في دعم الاقتصاد المحلي.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات محافظة النبطیة مدینة النبطیة قبل المیلاد فی المنطقة

إقرأ أيضاً:

الرئيس اللبناني: نسعى لحصر السلاح وقرار الحرب والسلم بيد الدولة

قال الرئيس اللبناني جوزيف عون، إن بلاده تهدف إلى "حصر حيازة السلاح وقراري الحرب والسلم بيد الدولة"، مؤكدا أن "الدولة فقط ستكون المسؤولة عن حماية الأرض وحماية الشعب".

وأضاف خلال مقابلة مع صحيفة "الشرق الأوسط" أن اللبنانيين تعبوا من حروب الآخرين على أرضهم، ولبنان أصبح يستحق أن تكون لديه نقاهة اقتصادية وسياسية.

وتطالب عواصم إقليمية وغربية وقوى سياسية لبنانية بحصر السلاح في يد الدولة اللبنانية في إشارة إلى سلاح "حزب الله"، إلا أن الحزب يقول هذا السلاح يهدف حصرا إلى "مقاومة إسرائيل" التي تحتل مناطق في جنوب لبنان.

وبخصوص تطبيق قرار مجلس الأمن رقم "1701"، قال عون: " نحن ملتزمون بتطبيق القرار، وبدأنا به في الجنوب وأعطيناه الأفضلية" وأكد أن "الدولة بمؤسساتها كافة ملتزمة بتطبيق القرار 1701 على كامل الأراضي اللبنانية، وفي الجنوب التجاوب كامل".

وينص القرار 1701 على وقف العمليات القتالية بين "حزب الله" وإسرائيل، وإنشاء منطقة خالية من السلاح بين الخط الأزرق المحدد لخطوط انسحاب إسرائيل من لبنان عام 2000، ونهر الليطاني جنوبي لبنان، مع استثناء الجيش اللبناني وقوة الأمم المتحدة المؤقتة "يونيفيل" من هذا الحظر.

إعلان

وتعليقا على مماطلة إسرائيل في الانسحاب الكامل من الأراضي اللبنانية التي احتلتها خلال حربها الأخيرة، قال عون "يزعجنا بقاء الجيش الإسرائيلي في الخمس نقاط، لأن هناك اتفاقا تم توقيعه للطرفين برعاية أميركية وفرنسية والمفترض الالتزام به واحترام التوقيع".

وكان من المفترض أن تستكمل إسرائيل انسحابها الكامل من جنوب لبنان بحلول فجر 26 يناير/كانون الثاني الماضي، وفقا لاتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، لكنها طلبت تمديد المهلة حتى 18 فبراير/شباط 2025.

ورغم مضي فترة تمديد المهلة، واصلت إسرائيل المماطلة بالإبقاء على وجودها في 5 تلال داخل الأراضي اللبنانية على طول الخط الأزرق، دون أن تعلن حتى الآن موعدا رسميا للانسحاب منها.

مقالات مشابهة

  • الرئيس اللبناني جوزيف عون يصل الرياض
  • الرئيس اللبناني يجري أول زيارة خارجية: نقدّر الدعم المستمر للسعودية
  • الرئيس اللبناني يتوجه إلى السعودية في أول زيارة خارجية
  • الرئيس اللبناني يزور المملكة في أول جولة خارجية منذ انتخابه
  • الرئيس اللبناني يتوجه إلى السعودية في أول زيارة خارج البلاد منذ انتخابه  
  • الجنوب ملف متفجّر بوجه الحكومة...
  • الرئيس اللبناني: السعودية وجهة أولى لتعزيز العلاقات الثنائية
  • المشهد اللبناني: بين الاستقرار والكباش السياسي!
  • مفاجأة من الجنوب.. ما فعلته إسرائيل غير متوقع
  • الرئيس اللبناني: نسعى لحصر السلاح وقرار الحرب والسلم بيد الدولة