سنة وستة أشهر ونصف بالتمام والكمال مضت منذ أن عمت ألسنة اللهب بلد (بحاله) وأهل الدار ادمنوا الفرجة علي الدخان الصاعد متلويا مثل الثعبان ولانسمع غير المؤاساة الخجولة من هنا وهنالك وقد تحول المجتمع الدولي الي ( خيار ) حلو لسان وقليل احسان !!..

أكثر شيء مزدهر و ( مفرهد ) مثل الجريف واللوبيا هذه الأيام هو دوريات كرة القدم في طول البلاد العربية وعرضها وقد أنشأوا لها ( الاستادات ) بمواصفات عالمية ووفروا بها المرافق والمنافع وكل مايلزم لجعلها غاية في الراحة لعشاق اللعبة الأولي الشعبية في العالم وقد تفوق عدد مرتاديها علي عدد الذين يترددون علي المكتبات العامة ولو قدر لك أن ترهف السمع علي مايجري داخل مايسمي بالاستديو التحليلي ورأيت الجدية والحماس عند هؤلاء الخبراء الرياضيين وهم يقتلون المباراة بحثا ويتوغلون في أدق تفاصيلها ويرسمون لنا الأداء من ناحية الجودة والسوء ونسبة الاستحواذ وعدد ضربات الزاوية وضربات الجزاء وأداء الحكم والكروت الصفراء والحمراء التي اشهرت في وجوه اللاعبين وماجري لهم وهل خرج المطرود من تلقاء نفسه ام احتاج الي فرقة من قوات التدخل السريع لترمي به علي الخط أو ترسله الي غرفة الملابس أو حتي إذا استدعى الأمر أن ترسله الي غوانتانامو .

..
الذي يدعو للدهشة أن المباراة انتهت بخيرها وشرها فلماذا نقلب مواجعها ونخرجها من حقيبة الذكريات ... ما الفائدة التي يجنيها العالم بتشريح لحدث القصد منه التسلية والترفيه وبذل الوقت الثمين في القفز من هذه النقطة الي تلك والمتحدث يظن نفسه أنه من كبار العلماء معتكفا في صومعته المعملية وهو يجاهد منذ سنين ليتوصل الي دواء ناجع لمرض عضال عانت منه البشرية ... وهذا الاعتكاف والخلوة والبعد عن اللهو نتيجته كتاب يحمل الرصين من الأفكار وربما نظرية في الاقتصاد تعود بالخير والإنتاج الوفير لفائدة الغني والفقير أو اي مشروع ناجح طالما انتظره البشر طويلا وسهروا من أجل أن يحل لهم مشكلة سلبت النوم من جفونهم ومعها راوا النجوم في وضح النهار ...
أن الإنسان ذلك المجهول لا بد أن أراد العيش بسلام بعيدا عن الآلام والاوجاع والقولون والصداع والحزام الناري أن يمارس الرياضة وليس فرضا عليه أن يكرس وقته فقط لكرة القدم ممارسة وفرجة ...
بالمناسبة أنا أتحدث عن الدول العربية ولا شأن لي باوروبا أو الأمريكتين أو جنوب شرق آسيا ولا حتي بافريقيا ...
أن العالم العربي صارت فيه لعبة كرة القدم هي ملهاة أكثر منها رياضة وصارت بها شعوب المنطقة تنقاد إليها كالمخدرين في غرف العناية المركزة وبها ماتت قلوبهم وضمايرهم يهرعون الي الاستاد زرافات ووحدانا وترتفع عقائرهم بالصياح والهياح مع كل هجمة مرتدة أو قادمة من ( ام بدة ) ويغمي علي البعض إذا أصيب مرماهم بطلق ناري من قدم لاعب يساري تم شرائه بالشيء الفلاني وبعضهم ربما يموتون إذا استقبلت شباكهم هدفا ثانيا وانتهت المباراة بهزيمتهم وفقدو الكأس المزين كالعروس الجالسة مثل الملكة في أريكة غاية في الأناقة تحفها الزهور ...
اين هذه الرياضة التي يتحدثون عنها وقد احتكرت كرة القدم المشهد وصار لها اتحاد ليس أقل هيبة من الجمعية العامة للأمم المتحدة ولمجلس الأمن ومحكمة الجنايات الدولية وصار اللاعب يستجلب من أماكن بعيدة بملايين الدولارات واليوروهات ليسعد اقصد ليصرف الجماهير العربية عما يدور في غزة وفي السودان وليس في مجال الحرب وحدها أنهم لايريدون للمواطن العربي أن يعرف كم تحصد الكوليرا وحمي الضنك من السكان في بلادنا التي مزقتها الحرب والجميع حولنا في عالمنا العربي يخرجون من دوري ممتاز الي آخر ممتاز أكثر منه ومن كلاسيكو الي انتركونتيننتال والدول العربية نتسابق لتنظيم كاس العالم وبعض منها تحت مستوى الفقر ويتحسر وهو يشاهد المال يجري كالنوافير في أيدي المدربين والإداريين وكل موظفي كازينو اللعبة المستديرة التي ملأت الدنيا وشغلت الناس .
الحكمة تقول :
( Why should I see a game while I can play myself ) .

المواطن العربي لايريد أن يمارس الرياضة ويكتفي بالفرجة علي الآخرين وهم يمارسونها ولا يشارك في الحكم ويكتفي بأن الآخرين يقومون له بالواجب ويضيع وقته في الانحياز لهذا والتعصب لذاك وهم يتلاعبون به مثل الكرة ويركلونه وهو في قمة الابتسام لأنه ببساطة أن الكلب بريد خانقو ) !!..

حمد النيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي .
معلم مخضرم .

ghamedalneil@gmail.com  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

رابطةُ العالم الإسلامي تُرحِّب بالبيان العربي الإسلامي الأوروبي بشأن التطورات في غزّة

رحَّبَتْ رابطةُ العالم الإسلامي، بالبيان الصادر عن اجتماع اللجنة الوزارية المكلّفة من “القمة العربية والإسلامية المشتركة غير العادية”، مع الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، بشأن التطورات في قطاع غزّة، والذي استضافَتْهُ العاصمة المصرية “القاهرة”.
وفي بيانٍ للأمانة العامة للرابطة، أكَّدَ معالي الأمين العام، رئيس هيئة علماء المسلمين، فضيلة الشيخ الدكتور محمد بن عبدالكريم العيسى، باسم الرابطة ومجامعها وهيئاتها ومجالسها العالمية، التأييدَ الكامل لما جاء في البيان من مخرجاتٍ تَحفظُ حق الشعب الفلسطيني في الحرية والكرامة، ووحدة الأراضي الفلسطينية المحتلة وسلامتَها، في إطار حلّ الدولتين، وبما يحقق السلام والاستقرار الدائمَين في المنطقة، وتَردَع حكومةَ الاحتلال الإسرائيلي عن ممارساتها الوحشية تجاهه، وانتهاكاتها المتواصلة لقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة بقضيَّتِه.
وشدّد فضيلتُه على الضرورة المُلحّة لما جاء في البيان، من دعوةٍ إلى العودة الفورية إلى التنفيذ الكامل لاتفاق وقف إطلاق النار، وإطلاق سراح الرهائن والمحتجزين، مع ضمان سرعة نفاذ المساعدات الإنسانية، واستعادة جميع الخدمات بشكل مُستدام ودون عوائق إلى قطاع غزّة.
كما نوّه الدكتور العيسى، بما جاء في البيان من التزام الأطراف بالتسوية السياسية للصراع على أساس حلّ الدولتين، بما يُمهّدُ الطريق لتحقيق السلام الدائم والتعايش بين جميع شعوب المنطقة، وكذا الالتزام بعقد مؤتمرٍ دوليٍّ رفيع المستوى تحت رعاية الأمم المتحدة في يونيو المقبل بمدينة نيويورك، برئاسةٍ مشتَركةٍ بين المملكة العربية السعودية والجمهورية الفرنسية، للدفع قدمًا بهذه الأهداف.
ورحّب فضيلتُه بخطة التعافي وإعادة الإعمار العربية، والتي تضمن بقاء الشعب الفلسطيني على أرضه، مُشدِّدًا على ما جاء في هذا السياق من رفضٍ قاطعٍ لأي نقلٍ أو طردٍ للشعب الفلسطيني خارجَ أرضه، والتحذير من العواقب الوخيمة التي ستترتب على مثل هذه الأعمال.

مقالات مشابهة

  • تنويع استخدامات البلوكشين في العالم العربي
  • مواجهة المليار ونصف المليار يورو.. قيمة سوقية خرافية للاعبي الأرجنتين والبرازيل
  • الحماية المدنية تنقب أحد حوائط العقار المحترق برمسيس للسيطرة على ألسنة اللهب
  • وزير خارجية العراق وأبو الغيط يبحثان الأوضاع في المنطقة والتحديات التي تواجه الدول العربية
  • معاينة حريق رمسيس.. النيران التهمت مخزن أدوات صحية أمام مبنى حي الأزبكية
  • كسوف الشمس يوم 29 مارس وما الدول العربية التي تراه
  • كسوف الشمس يوم 29 مارس أين تراه في العالم العربي؟
  • رابطةُ العالم الإسلامي تُرحِّب بالبيان العربي الإسلامي الأوروبي بشأن التطورات في غزّة
  • البرلمان العربي: الجامعة العربية ستظل بيت الأمة
  • في بيان بمناسبة الذكرى الثمانين لتأسيس الجامعة العربية، الخارجية تحيّ دور الجامعة في العمل العربي المشترك