سنة وستة أشهر ونصف بالتمام والكمال مضت منذ أن عمت ألسنة اللهب بلد (بحاله)
تاريخ النشر: 1st, November 2024 GMT
سنة وستة أشهر ونصف بالتمام والكمال مضت منذ أن عمت ألسنة اللهب بلد (بحاله) وأهل الدار ادمنوا الفرجة علي الدخان الصاعد متلويا مثل الثعبان ولانسمع غير المؤاساة الخجولة من هنا وهنالك وقد تحول المجتمع الدولي الي ( خيار ) حلو لسان وقليل احسان !!..
أكثر شيء مزدهر و ( مفرهد ) مثل الجريف واللوبيا هذه الأيام هو دوريات كرة القدم في طول البلاد العربية وعرضها وقد أنشأوا لها ( الاستادات ) بمواصفات عالمية ووفروا بها المرافق والمنافع وكل مايلزم لجعلها غاية في الراحة لعشاق اللعبة الأولي الشعبية في العالم وقد تفوق عدد مرتاديها علي عدد الذين يترددون علي المكتبات العامة ولو قدر لك أن ترهف السمع علي مايجري داخل مايسمي بالاستديو التحليلي ورأيت الجدية والحماس عند هؤلاء الخبراء الرياضيين وهم يقتلون المباراة بحثا ويتوغلون في أدق تفاصيلها ويرسمون لنا الأداء من ناحية الجودة والسوء ونسبة الاستحواذ وعدد ضربات الزاوية وضربات الجزاء وأداء الحكم والكروت الصفراء والحمراء التي اشهرت في وجوه اللاعبين وماجري لهم وهل خرج المطرود من تلقاء نفسه ام احتاج الي فرقة من قوات التدخل السريع لترمي به علي الخط أو ترسله الي غرفة الملابس أو حتي إذا استدعى الأمر أن ترسله الي غوانتانامو .
الذي يدعو للدهشة أن المباراة انتهت بخيرها وشرها فلماذا نقلب مواجعها ونخرجها من حقيبة الذكريات ... ما الفائدة التي يجنيها العالم بتشريح لحدث القصد منه التسلية والترفيه وبذل الوقت الثمين في القفز من هذه النقطة الي تلك والمتحدث يظن نفسه أنه من كبار العلماء معتكفا في صومعته المعملية وهو يجاهد منذ سنين ليتوصل الي دواء ناجع لمرض عضال عانت منه البشرية ... وهذا الاعتكاف والخلوة والبعد عن اللهو نتيجته كتاب يحمل الرصين من الأفكار وربما نظرية في الاقتصاد تعود بالخير والإنتاج الوفير لفائدة الغني والفقير أو اي مشروع ناجح طالما انتظره البشر طويلا وسهروا من أجل أن يحل لهم مشكلة سلبت النوم من جفونهم ومعها راوا النجوم في وضح النهار ...
أن الإنسان ذلك المجهول لا بد أن أراد العيش بسلام بعيدا عن الآلام والاوجاع والقولون والصداع والحزام الناري أن يمارس الرياضة وليس فرضا عليه أن يكرس وقته فقط لكرة القدم ممارسة وفرجة ...
بالمناسبة أنا أتحدث عن الدول العربية ولا شأن لي باوروبا أو الأمريكتين أو جنوب شرق آسيا ولا حتي بافريقيا ...
أن العالم العربي صارت فيه لعبة كرة القدم هي ملهاة أكثر منها رياضة وصارت بها شعوب المنطقة تنقاد إليها كالمخدرين في غرف العناية المركزة وبها ماتت قلوبهم وضمايرهم يهرعون الي الاستاد زرافات ووحدانا وترتفع عقائرهم بالصياح والهياح مع كل هجمة مرتدة أو قادمة من ( ام بدة ) ويغمي علي البعض إذا أصيب مرماهم بطلق ناري من قدم لاعب يساري تم شرائه بالشيء الفلاني وبعضهم ربما يموتون إذا استقبلت شباكهم هدفا ثانيا وانتهت المباراة بهزيمتهم وفقدو الكأس المزين كالعروس الجالسة مثل الملكة في أريكة غاية في الأناقة تحفها الزهور ...
اين هذه الرياضة التي يتحدثون عنها وقد احتكرت كرة القدم المشهد وصار لها اتحاد ليس أقل هيبة من الجمعية العامة للأمم المتحدة ولمجلس الأمن ومحكمة الجنايات الدولية وصار اللاعب يستجلب من أماكن بعيدة بملايين الدولارات واليوروهات ليسعد اقصد ليصرف الجماهير العربية عما يدور في غزة وفي السودان وليس في مجال الحرب وحدها أنهم لايريدون للمواطن العربي أن يعرف كم تحصد الكوليرا وحمي الضنك من السكان في بلادنا التي مزقتها الحرب والجميع حولنا في عالمنا العربي يخرجون من دوري ممتاز الي آخر ممتاز أكثر منه ومن كلاسيكو الي انتركونتيننتال والدول العربية نتسابق لتنظيم كاس العالم وبعض منها تحت مستوى الفقر ويتحسر وهو يشاهد المال يجري كالنوافير في أيدي المدربين والإداريين وكل موظفي كازينو اللعبة المستديرة التي ملأت الدنيا وشغلت الناس .
الحكمة تقول :
( Why should I see a game while I can play myself ) .
المواطن العربي لايريد أن يمارس الرياضة ويكتفي بالفرجة علي الآخرين وهم يمارسونها ولا يشارك في الحكم ويكتفي بأن الآخرين يقومون له بالواجب ويضيع وقته في الانحياز لهذا والتعصب لذاك وهم يتلاعبون به مثل الكرة ويركلونه وهو في قمة الابتسام لأنه ببساطة أن الكلب بريد خانقو ) !!..
حمد النيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي .
معلم مخضرم .
ghamedalneil@gmail.com
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
شعب يعشق كرة القدم
د. إبراهيم بن سالم السيابي
تُعد كرة القدم اللعبة الشعبية الأولى في العالم وهو ما يعكسه الاهتمام المتزايد بالفعاليات الكروية المختلفة سواء كأس العالم أو البطولات الأوروبية المختلفة أو البطولات القارية، أو حتى الإقليمية كما هو عليه الحال في الخليج والبطولة الخليجية.
وهذا الاهتمام يأتي على نطاق المنتخبات أو الأندية، بالتالي تجد عشقا متزايدا للشعوب لهذه اللعبة ينعكس ذلك إضافة إلى تشجيع منتخبات بلدانهم وأنديتهم المحلية فإنهم يشجعون أسماء لمنتخبات عالمية أو أندية أخرى خاصة الأندية الأوروبية التي تعد بطولاتها الأشهر والأكثر متابعة من جميع أنحاء العالم.
ولا يختلف الحال في بلادي؛ حيث يعشقون كرة القدم حتى الثمالة ويتابعون كل ما يتعلق به في وسائل الإعلام والقنوات وتعج وسائل التواصل الاجتماعي بالمجموعات المخصصة لمتابعة أخبار كرة القدم، فهذه المجموعة مخصصة لمشجعي هذا النادي والأخرى مخصصة للنادي الآخر المنافس وهكذا، بل إنهم يتحدثون عن كرة القدم في كل مكان وفي أي فرصة في البيوت في العمل في المجالس وفي المناسبات الاجتماعية.
وتجد بخلاف تلك الفئات التي تمارس كرة القدم في الأندية وفرق الحواري، تجد فئات أخرى في مختلف الأعمار يمارسون كرة القدم في السكك في الأزقة في الشواطئ الممتدة في الولايات الساحلية، فكرة القدك عندهم شغف ليس مثله شغف.
في المقابل، وقياسًا على هذا العشق، فإنَّ الاتحاد العُماني والذي تأسس في عام 1978، يعني منذ قرابة حوالي 47 عاماً، قد حققت كرة القدم العُمانية، بطولتين إقليميتين على مستوى دول الخليج ونالت بعض المراكز الشرفية في بطولات المراحل السنية،ولم تصل كرتنا إلى بطولة كأس العالم أو الأولمبياد أو حتى المنافسة على بطولة آسيا القارية، وحتى على مستوى الأندية، البطولة القارية الوحيدة أحرزها نادي السيب على المستوى الثاني من البطولة وليس المستوى الأول وهو كأس الاتحاد الآسيوي للأندية بمسماه السابق، وكذلك حصول نادي فنجا في فترة الثمانينات من القرن الماضي على بطولة ما يسمى سابقًا بكاس أندية مجلس التعاون.
لذا.. نقول إن كرة القدم معشوقة الجميع هنا في هذا البلد جميع الأعمار رجالهم؛ بل وحتى نسائهم، خاصة إذا كان الأمر يتعلق بالمنتخب الوطني فتجد الجميع أثناء مشاركات المنتخب في المنافسات المختلفة ولا يستطيع الحضور في الملعب، يتسمر أمام جهاز التلفاز ليتابع المنتخب، تجد الشوارع وقد خلت من المارة والكل يرجئ كل شي لكي يتابع المنتخب وإذا فاز المنتخب تجد فرحة عارمة في كل البيوت، و إذا كان الأمر يتعلق بالفوز ببطولة كما هو الحال أثناء منافسات بطولة الخليج فتخرج الجماهير بمسيرات الفرح بالشوارع وتكرر هذا الأمر عدة مرات.
لكن ودون جلد الذات ودون أن نرسم ذاك السواد القاتم عن اليوم والغد، وحتى لا نجامل كذلك، فإننا نعرف أن هذا العشق لا يُقابل بنفس الآمال والطموحات، وقد يذهب البعض ويعزي السبب فورا إلى عدم توافر الإمكانيات.
لكن ماذا إذا ما عملنا وخططنا وفق هذه الإمكانيات المتاحة، صحيح أن كرة القدم أصبحت صناعة حالها حال الأنشطة الاقتصادية وتدر اموال بالملايين على الأندية في بعض دول العالم وتخلق وظائف للقطاعات المتعلقة بهذا النشاط، من دخول بيع اللاعبين ودخول بيع تذاكر المباريات ودخول مكافاءت المشاركات في البطولات أو الفوز باحد المراكز، وكذلك من دخول أموال حقوق البث المباشر والإعلانات وتخلق وظائف كثيرة غير مثل تلك المتعلقة بالإدراة التنفيذية وإدارة المرافق للأندية، وكذلك الوظائف المتعلقة بوكلاء اللاعبين، والعاملين في القنوات الرياضية والمحللين، ووظائف مكاتب السفر والسياحة فهناك مدن كثيرة في أوروبا تعتمد في دخلها من السياحة على وجود بعض الأندية في مدينتها.
السؤال: لماذا لا نعمل وفق ما يمكن عمله في ظل ما نملكه من إمكانيات، ومنها على سبيل المثال ما يلي:
حوكمة الأندية؛ فلاتزال الأندية تدار بعقلية السبيعنات من القرن الماضي، من المتطوعين وأعضاء مجلس الإدارة وخلط بين التوجيه والإشراف وبين ادوات التنفيذ دون رؤي واضحة للمسؤلية، وبالتالي لابد من وجود بعض الوظائف الثابتة في هذا الأندية، حتى لو ساهمت الجهات المختصة بالتوظيف في هذا الجانب من باب خلق فرص اعمال للباجثين عن عمل. الاهتمام بالمدارس والأكاديميات الكروية في الأندية؛ فهي البيئة الحاضة للمواهب،فالأندية بحاجة ملحة للمواهب ولا تحتاج الكثير هذه المدارس الكثير من الامكانيات والمصاريف فهناك الكثير من العُمانيين من حملة المؤهلات يمكن الاستعانة بهم والبنية التحتية لمعظم الأندية موجودة والاحتياجات الباقية بسيطة لا ترهق موازنة هذه الأندية. العمل على عودة الجماهير الى المدرجات، عن طريق دراسة الاسباب الحقيقة وراء عزوف هذه الجماهير فالجماهير هي من تخلق روح جديدة للمنافسة وابراز المواهب وبذل الللاعبين المزيد من الجهد أثناء المنافسات. تشجيع الاحتراف الخارجي؛ فالاحتراف أحسن وسيلة لصقل المواهب واكتساب الخبرات والاستفادة من الإمكانيات في الأندية الخارجية شريطة اختيار الأماكن المناسبة للاحتراف. وقف التذمر والتعذر يالامكانيات؛ لأننا نملك المواهب ويمكن العمل بهذه الميزة ونبني عليها في ورقة التطوير والمنافسة، ولدينا بيئة حاضنة وعاشقة لكرة القدم. اكتشاف المواهب؛ من خلال تعين كشَّافين في كل محافظة أو ولاية، وتنظيم هذا العمل وفق مرجعية ادارية ترتبط بنمظومة كرة القدم. الاهتمام بمنتخبات المراحل السنية وتكوين منتخب رديف للمنتخب الاول يعين له جهاز فني يرحل اليه من الفئات السنية ومن يراه الجهاز الفني مناسب، يكون له حضور وبرنامج محدد طول الموسم ويشارك في مناسبات ودية محليا ودوليا ويكون رافدا للمنتخب الاول. وضع خطة طويلة الاجل تتضمن محاور عدة لتطوير الكرة العُمانية مبنية على الامكانيات المتاحة وأهم محاورها تطوير وصقل المواهب. إقامة دوري المحافظات، تشارك فيه الأندية بلاعبي الرديف ويمكن مشاركة عدد محدد من لاعبي الفريق الاول في كل مباراة لاعتبارات فنية وجماهيرية و يحضى هذا الدوري بالمتابعة من جميع المعنين بالمنتخب واجهزته الفنية. تبنِّى المواهب الصغيرة والتعاقد مع إحدى الأكاديميات العالمية تتبنى هذه المواهب وفق شروط محدده، على أن تضع ضوابط لاختيار هذه المواهب.وفي الختام.. إنَّ ما دفعنا للكتابة عن هذا الموضوع، هو ذلك الشعور بالإحباط الذي نلمسه من الكثير من الجماهير عن الحال الذي وصلت إليه الكرة العُمانية من تراجع وضعف في النتائج.. لكن يبقى الأمل أن غدًا سيكون أجمل، وسنفرح- بإذن الله- ويبقى منتخبنا الأحمر تجسيدًا لمعاني العشق والجنون لدى الكثيرين من المحبين، رغم بعض الصعاب.