قال الدكتور مهدي عفيفي، الباحث والمحلل السياسي، إنها للمرة الأولى في تاريخ الانتخابات الأمريكية أن يكون هناك تقاربات شديدة بين المرشح الجمهوري والمرشح الديماقراطي، مشيرًا إلى أن هناك تخاوفات كبيرة في كلا الحزبين وهناك عدة أسباب لهذا التخوف.

 

وأضاف «عفيفي» خلال مداخلة هاتفية ببرنامج «صباح الخير يا مصر» المذاع عبر القناة الأولى والفضائية المصرية من تقديم الإعلاميين محمد الشاذلي ودينا شرف، أنها المرة الأولى التي يكون هناك مرشح ثالث يمكن أن يغير مسار الانتخابات الرئاسية الأمريكية، نظرًا للقرب الشديد من نسب الانتخاب، إذ أن هناك حوالي 60 مليون انتخبوا في الانتخابات المبكرة، وعدد المسجلين162 مليون أمريكي، وجميعهم لن ينتخبوا.

ولفت إلى أن النسب بين الناخبين في الولايات المتحدة الأمريكية  تتفاوت ما بين 1 و 1.5% في بعض الأحيان لصالح دونالد ترامب وبين كمالا هاريس، موضحًا أنها المرة الأولى التي تكون أقرب للمستحيل للتنبؤ بمن سيفوز في  الانتخابات، إلى جانب أن هناك خلاف شديد بين هاريس وترامب الذي يتعهد بأنه سيحاول إعادة الانتخابات أو نقدها في حالة عدم فوزه.


 

المصدر: صدى البلد

إقرأ أيضاً:

ما الدول المستفيدة من فوز هاريس في الانتخابات الأمريكية؟.. ترامب يهدد الصين

الانتخابات الأمريكية من الأحداث الحاسمة التي تؤثر على العالم، إذ تحدد توجهات السياسة الخارجية للولايات المتحدة، والتي تنعكس على العلاقات الدولية والأزمات العالمية، ويشكل موقف الديمقراطية كامالا هاريس والجمهوري دونالد ترامب محورًا أساسيًا في الصراع بين روسيا وأوكرانيا، بالإضافة إلى قضايا الشرق الأوسط وآسيا والتجارة العالمية، ما يجعل متابعة نتائجها ضرورة لفهم التغيرات المحتملة في النظام الدولي.

موقف روسيا وأوكرانيا من هاريس وترامب

وتعد الانتخابات الأمريكية مهمة بالنسبة لروسيا وأوكرانيا، إذ يبدي ترامب انحيازًا لفرض سلام سريع قد يكون لصالح روسيا، حيث أعلن بشكل متكرر أن لديه خطة لإنهاء الحرب في أقل من 24 ساعة إذا أصبح رئيسًا، إلى جانب حديث نائبه جي دي فانس عن مناقشات محتملة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وتنفيذ طلباته بشأن ضمان عدم انضمام أوكرانيا إلى حلف الناتو وأن تصبح منزوعة السلاح، ما يخشاه الأوكرانيون، الذين يأملون أن تدعمهم هاريس وتستمر في إرسال المساعدات العسكرية لهم.

وأجاب بوتين عند سؤاله في سبتمبر الماضي حول عما إذا كان يفضل ترامب أو هاريس بابتسامة ساخرة: «كان المفضل لدينا هو بايدن»، ولكن بعد انسحابه من السباق وتوصيته بدعم نائبته هاريس، قال بوتين: «سنفعل ذلك وسندعمها»، مستشهدًا بـ«ضحكتها التعبيرية» التي تظهر «أنها تبلي بلاء حسنًا»، وفقًا لوكالة «أسوشيتد برس» الأمريكية. 

موقف إسرائيل من هاريس وترامب

أما بالنسبة للإسرائيليين، فإذا أتيح التصويت لتوجه الكثير منهم إلى دعم ترامب، وذلك نظرًا لمواقفه القوية في دعم إسرائيل، بدايةً من نقل السفارة الأمريكية إلى القدس المحتلة خلال فترة ولايته، وسياسته المرنة تجاه المستوطنين والسماح باستخدام القوة ضد إيران، ما يتماشى مع مصالح حكومة الاحتلال الحالية، أما هاريس فقد تحاول الضغط على إسرائيل لوقف إطلاق النار والانخراط في حوار مع الفلسطينيين، ولكن بغض النظر عمن سيفوز، فإن التأثير على سياسة إسرائيل تجاه الفلسطينيين قد يكون محدودًا، حيث يعارض العديد من الإسرائيليين على المستويين الشعبي والحكومي، إقامة دولة فلسطينية، وفقًا لصحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية.

الصين

تنظر الصين بإيجابية إلى رغبة ترامب غير الواضحة في الدفاع عن تايوان التي تريد السيطرة عليها، حيث قال ترامب من قبل إن تايوان يجب أن تدفع للولايات المتحدة مقابل الحماية من الصين، إلى جانب عدم اهتمامه ببناء تحالفات في أسيا، وهذا موضع ترحيب كبير في بكين، ومن ناحية أخري، يشكل ترامب تهديدًا اقتصاديًا على الصين، حيث دعا إلى فرض تعريفات جمركية كبيرة على السلع الصينية، مما قد يؤثر على الاقتصاد الصيني الذي يعتمد على التصدير.

مقارنةً بهاريس، التي يتوقع أن تواصل سياسات بايدن في تعزيز التحالفات مع جيران الصين وهي اليابان وكوريا الجنوبية والفلبين والهند، وذلك في محاولة لتقويض قوة الصين في المنطقة.

أوروبا وحلف شمال الأطلسي

أما أوروبا تعتبر هذه الانتخابات محطة فاصلة، إذ يخشى القادة الأوروبيون عواقب فوز ترامب بسبب مواقفه الحادة بشأن الهجرة واحتمالية فرض تعريفات جمركية بنسبة 20% على كل ما يباع لأميركا، ما قد تضر بالاقتصاد الأوروبي، كما عبر ترامب عن رغبته في تقليص دعم الولايات المتحدة لحلف شمال الأطلسي، حيث انتقد دعم الحلف لأوكرانيا قائلًا: «لن أذهب للقتال من أجل دولة أوروبية صغيرة»، أما إذا فازت هاريس، فقد تبدي اهتمامًا أقل بشؤون أوروبا وتركز أكثر على آسيا، ما قد يرفع التوقعات الأوروبية بتحمل المزيد من المسؤوليات الأمنية.

التجارة العالمية

وتمثل هذه الانتخابات خيارًا قد يعيد تشكيل النظام التجاري العالمي، فبينما تدعم هاريس التعريفات المحددة لأغراض الأمن القومي، يتبنى ترامب رؤية أكثر تشددًا، إذ يقترح تعريفات قد تصل إلى 20% على معظم السلع الأجنبية و 60% أو أكثر على السلع المصنوعة في الصين، ما يمكن أن يؤدي هذا إلى حروب تجارية متعددة، ويؤدي إلى تقليص التبادل التجاري والنمو الاقتصادي، مهددًا بذلك استقرار النظام التجاري الذي تقوده الولايات المتحدة.

مقالات مشابهة

  • محلل سياسي: حالة استقطاب غير مسبوق تشهدها الانتخابات الأمريكية
  • محلل سياسي: فوز هاريس أو ترامب لن يؤثر على سياسات أمريكا في المنطقة
  • باحث سياسي: حزب الله أثبت جدارة كبيرة في التصدي لإسرائيل.. وهذه ليست المرة الأولى
  • ما الدول المستفيدة من فوز هاريس في الانتخابات الأمريكية؟.. ترامب يهدد الصين
  • السيناتور الامريكي: الديمقراطيون متواطئون في الإبادة الجماعية بغزة
  • أستاذ علوم سياسية: أعمال عنف في أمريكا حال عدم فوز دونالد ترامب
  • هاريس: سأعمل على خفض الضرائب ووضع سقف لأسعار المواد الغذائية
  • ترامب: هناك تزوير في بنسلفانيا .. أوقفوا الغش!
  • كيف تُغير الانتخابات الأمريكية وجه العالم؟