6 أشهر تحولت لعقود..لماذا ترك هذا الرجل أمريكا وعاش باليابان 30 عامًا؟
تاريخ النشر: 1st, November 2024 GMT
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- عندما سافر ديف بروتشا، وهو من ولاية كاليفورنيا الأمريكية، إلى اليابان في مهمة عمل "قصيرة الأجل" في عام 1992، لم يكن يتوقع أبدًا أنّه سيبقى هناك لـ 32 عامًا.
واعتقد الأستاذ الجامعي السابق، الذي لم يسبق له زيارة الدولة الواقعة في شرق آسيا من قبل، أنّه سيبقى لمدة ستة أشهر أو عام على الأكثر.
وقال بروتشا لـ CNN في مقابلة عبر "Zoom": "لم أكن أعرف شيئًا عن اليابان. لقد اعتبرت هذا بمثابة فترة راحة بالنسبة لي، وكسب بعض المال في الوقت ذاته".
قرار غيّر مجرى حياتهانتهى المطاف به ببناء منزل، والزواج، وإنجاب ثلاثة أطفال، وإطلاق شركة أمريكية للجعة الحرفية في العقود الثلاث التي مضت منذ ذلك الحين.
بدأ اهتمام بروتشا باليابان عندما درس إدارة الأعمال الدولية في جامعة ولاية سان فرانسيسكو (SFSU) في أوائل التسعينيات، وتعلُّم المزيد عن الوجهة.
وقال: "كانت اليابان من الاقتصادات المنافسة الرئيسية للولايات المتحدة في ذلك الوقت، ولم أكن أعرف عنها سوى القليل. أردت معرفة المزيد عن البلاد وشعبها".
وبعد لقاء عابر مع مُدرِّس مقيم في اليابان أثناء عمله في أحد الفنادق، عُرض على بروتشا وظيفة مؤقتة في مدرسة ثانوية بطوكيو في ديسمبر/كانون الأول من عام 1991، وقام بانتهاز الفرصة.
غادر بروتشا مدينة سان فرانسيسكو الأمريكية وانطلق إلى اليابان في العام التالي، ولم يحمل معه سوى القليل من الأغراض.، حيث أوضح أنّه أحب اليابان "منذ البداية"، وشعر أنّها "ستكون مناسبة" له.
وأضاف: "لطالما أعجبني هذا المستوى من التزامن والانسجام في أي مجتمع".
الثقافة والتقاليدعند تمديد عقد عمله، تمكن بروتشا من قضاء المزيد من الوقت في اليابان، وبدأ يشعر وكأنه في وطنه أكثر فأكثر.
وبعد حصوله على رخصة القيادة، اشترى دراجة نارية وقضى بعض الوقت بالسفر في جميع أنحاء البلاد.
وقال: "بدأت أشعر أنني أستطيع الذهاب إلى أي مكان في اليابان، وهذا ما حدث بالفعل. سافرت في جميع أنحاء البلاد، وقمت بالتخييم وغيرها (من النشاطات)"، مضيفًا: "استغرق الأمر مني عامًا كاملًا لأتمكن من التواصل باللغة اليابانية وطلب الطعام في المطاعم".
وقرّر بروتشا أنّه يرغب بالعيش في الريف الياباني، فاشترى قطعة أرض "رخيصة للغاية" تضمنت مزرعة قديمة في محافظة ياماناشي الريفية.
ورغم أنّه خطط لتجديد المزرعة، إلا أنّه هدمها ليبني منزله الخاص "يدويًا".
ومن ثم التقى بروتشا بزوجته، وهي من أصول صينية، وتزوجا منذ خمس سنوات، ورزقا بثلاثة أطفال.
ورُغم ولادة جميع أطفالهما في اليابان، إلا أنّهم لا يحملون الجنسية اليابانية.
ومع ذلك، يحق للزوجين الحصول على بعض المزايا المتاحة للآباء اليابانيين، مثل عدم الحاجة إلى تجديد تأشيراتهما، والتمتع بالحرية في الوصول إلى الخدمات العامة، مثل أنظمة الرعاية الصحية، والمعاشات التقاعدية.
تغيير المهنةبعد أن أصبح أبًا، بدأ بروتشا، الذي عمل في مجال التعليم لعقود، في إعادة تقييم حياته، وقرر في النهاية متابعة حلمه في صنع الجعة الأمريكية الحرفية في اليابان، إذ أوضح: "لطالما أحببت الجعة الحرفية. وعندما رأيت أنّ اليابان بدأت تتخذ خطوات صغيرة لتقبل الجعة الحرفية، أصبحت متحمسًا جدًا لذلك".
وكان بروتشا، وهو مزارع مرخص، قد بدأ بالفعل في زراعة نبات الجنجل (hops)، وهو من المكونات الأساسية للجعة، على مساحة من أرضه في منطقة أوبينا.
وبدأ يفكر بجدية في إنشاء مصنع جعة صغير، وبحث عن مساحة مناسبة في الجوار.
وبعد البحث، اكتشف بروتشا وجود مبنى شاغر مناسب وقضى عامين في تحويل العقار إلى مصنع جعة صغير.
المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: فی الیابان
إقرأ أيضاً:
الطلاق لا يعني نهاية دور الرجل.. كيف يتعامل الأب مع أطفاله بعد الطلاق؟
أكد الدكتور أحمد أمين، استشاري العلاقات الأسرية، أن الطلاق يُعد من أكثر المواقف حساسية في حياة الرجل، ليس فقط على المستوى الشخصي، بل في علاقته بأطفاله التي قد تتأثر بشكل كبير بعد الانفصال عن زوجته.
كيف يتعامل الأب مع أطفاله بعد الطلاق من أمهم؟وشدّد أمين في تصريح خاص لموقع “صدى البلد” الإخباري، على أهمية تعامل الأب مع هذه المرحلة بحكمة تضمن للأطفال الأمان النفسي والاستقرار العاطفي.
وقال د. أمين، يخطئ بعض الآباء حين يربطون علاقتهم بأبنائهم بالخلافات مع الزوجة السابقة، ويجب أن تبقى مشاعر الأبوة نقية وخالية من أي تأثير سلبي ناتج عن الطلاق، لأن الأطفال بحاجة إلى الحب والدعم غير المشروط من والدهم".
وأوضح أمين، أن الحفاظ على التواصل المستمر مع الأطفال، واحترام الأم أمامهم، من أهم الخطوات لحمايتهم نفسيًا.
وأضاف د. أمين، "حتى لو لم يعد الأب يعيش مع أبنائه، بإمكانه أن يبقى حاضرًا في حياتهم من خلال المكالمات، الرسائل، والمتابعة المدرسية".
ونوّه أمين، إلى ضرورة التزام الأب بالوعود والمواعيد، قائلاً: "الوفاء بالوعد يرسّخ في الطفل شعورًا بالثقة والأمان، أما الإخلال به فيؤدي إلى الخذلان وعدم الاستقرار النفسي".
كما حذّر أمين، من استخدام الأطفال كوسيلة ضغط أو انتقام، مؤكدًا أن "الزجّ بالأبناء في صراعات الكبار يترك في نفوسهم ندوبًا يصعب علاجها".
وأشار د أمين، إلى أهمية مشاركة الأب في تفاصيل حياة أبنائه اليومية، حتى بعد الطلاق، ومراعاة مشاعرهم.
وأوضح أمين، "اسأل عن يومهم، تابع دراستهم، شاركهم اهتماماتهم، فهذه الأمور تعزز العلاقة وتمنحهم شعورًا بالأمان".
وفي ختام حديثه، دعا د. أحمد أمين الآباء إلى تقبل تغير دورهم بعد الطلاق دون الاستسلام، مشددًا على أن "الأب الحقيقي لا يغيب، بل يجد دائمًا طريقة ليكون حاضرًا ومؤثرًا، ويُعد قدوة حسنة يحتذي بها أطفاله".