تصفية السنور لن تغير المشهد في غزة
تاريخ النشر: 1st, November 2024 GMT
اعتبر المحلل السياسي باولو أغويار مقتل يحيى السنوار، أحد أبرز قادة حماس والمهندس الرئيس لهجمات السابع من أكتوبر (تشرين الأول) على إسرائيل، انتصاراً ملحوظاً لإسرائيل لكنه رمزي ومحدود النطاق في نهاية المطاف، مشيراً إلى أنه لن يغير مسار الصراع بين إسرائيل وغزة لأن حماس منظمة تستوعب خسائر القيادة، حيث تعمل بطريقة لامركزية مع هيكل واضح لتسلسل القيادة.
وفاة السنوار قد تعزز العزيمة الفلسطينية ضد إسرائيل
وأوضح الكاتب في مقاله بموقع "جيوبوليتيكال مونيتور" الكندي المعني بالتحليلات الاستخباراتية والسياسية، أن هذا الهيكل يعني أنه حتى بعد القضاء على شخصيات مثل السنوار، يمكن لحماس الاستمرار في العمل مع القادة المحليين والعملاء ذوي الخبرة لقيادة الجهود المستقبلية.
وقال الكاتب إن القادة القادمين سيحافظون على الأرجح على نفس الموقف القائم.
???????????????? The images and the story of Sinwar’s death most certainly will hail him to an iconic figure of the resistance.
He was fighting till the last moment, was injured and in a Palestinian Keffiyeh threw a stick at an Israeli drone with his working arm, in a last act of defiance.… pic.twitter.com/en7MvJLWg0
وأضاف الكاتب "قد يستفز اغتيال السنوار رد فعل معاكس من الفلسطينيين، خاصة في غزة، وقد يرفعه موته إلى مرتبة الشهيد، مما يعزز الدعم لحماس بين الفلسطينيين".
وتابع الكاتب أن "هذا التبجيل للشهداء متأصل داخل المجتمع الفلسطيني، وبالتالي بدلاً من إضعاف حماس، فإن وفاة السنوار قد تعزز العزيمة الفلسطينية ضد إسرائيل، مما يبقي أيديولوجية حماس ونفوذها على قيد الحياة".
مأزق استراتيجيووضع الكاتب وفاة السنوار في سياق التصعيد العسكري الإسرائيلي المستمر في غزة، فخلال العام الماضي، شنت إسرائيل هجمات متكررة بهدف تفكيك البنية التحتية العسكرية والسياسية لحماس.
ومع ذلك، يلاحظ أغويار أن حماس أظهرت مرونة ملحوظة، وكثيراً ما أعادت تشكيل قواتها وبنيتها بعد انسحاب القوات الإسرائيلية مؤقتاً.
وتركت هذه المرونة إسرائيل في ما يسميه أغويار "مأزقاً استراتيجياً"، حيث تتبع المكاسب العسكرية المتكررة إعادة تأسيس حماس باستمرار.
???? The handwritten notes, published by Palestinian paper Al-Quds, claim to be the “final wills and instructions” of Sinwar, who was killed in an Israeli strike last week
Find out more ⬇️https://t.co/zhDMWcPYKQ pic.twitter.com/xaa0nW3gmx
وتسلط هذه الدورة الضوء على الصعوبة التي تواجهها إسرائيل في تحقيق أهدافها الأوسع، مثل القضاء على حماس ككيان مسلح وحاكم.
وفي خضم هذا التصعيد العسكري، تبنت إسرائيل تدابير أكثر صرامة في عملياتها الأخيرة وكثفت قصفها في شمال غزة، وأصدرت تعليمات لمئات الآلاف من الفلسطينيين بالإخلاء وفرضت قيوداً على تدفق المواد الأساسية مثل الغذاء والماء والوقود والإمدادات الطبية، وهو ما أدى أيضاً إلى تداعيات إنسانية شديدة ومحاصرة المدنيين في مخيم جباليا المكتظ بالسكان، الذين شعروا أن الإخلاء مستحيل إما بسبب المخاوف الأمنية أو الاعتقاد السائد بعدم وجود مكان آمن في غزة.
وقال الكاتب إن الأزمة الإنسانية الناتجة عن ذلك قد أثارت إدانة عالمية، حيث أشارت المنظمات الدولية إلى التأثيرات السلبية لأفعال إسرائيل على المدنيين، الذين يعانون الآن من تدهور سريع في نوعية الحياة.
ولفت الكاتب النظر إلى الخسائر الإنسانية في جنوب غزة، الذي شهد تدفق أكثر من مليون فلسطيني نازح مع نقص في الخدمات الأساسية، والتعرض الدائم للضربات الإسرائيلية التي تستهدف مواقع حماس.
ورأى الكاتب أن هذا التكتيك يطمس الخطوط الفاصلة بين الأهداف العسكرية وحماية المدنيين، مما يثير مخاوف أخلاقية بشأن التناسب واستهداف غير المقاتلين.
وأشار الكاتب إلى أن إسرائيل تفتقر لخطة في غزة، رغم تبنى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو نهجاً متشدداً يهدف لإزالة كاملة للوجود الحاكم والمسلح لحماس، وهو ما يترك تساؤلات مثيرة للجدل حول هيكل الحكم في غزة بافتراض سقوط حماس.
خطة الجنرالاتوأدى هذا الغموض إلى إثارة تكهنات بشأن استراتيجيات أكثر تطرفاً، مثل "خطة الجنرالات"، التي يشرحها أغويار بأنها تنطوي على حصار كامل لشمال غزة. وبموجب هذه الخطة، سوف يُطلَب من المدنيين الإخلاء، وبعد ذلك سوف ينفذ الجيش الإسرائيلي حصاراً كاملاً، ويحرم السكان من الموارد حتى تستسلم حماس.
وتتصور الخطة إنشاء هيكل حكم بديل في غزة، وإن كان من غير الواضح من الذي سيقود إذا خضع القطاع لحكم مشترك من حماس والسلطة الفلسطينية.
حوافز أمريكيةومن خلال المساعدات العسكرية والدعم السياسي، تساعد الولايات المتحدة في عزل إسرائيل عن بعض عواقب استراتيجياتها، مما يشجع نتانياهو على المضي قدماً في الإجراءات العدوانية.
ورأى الكاتب أن مثل هذا الدعم الثابت قد يؤدي في الواقع إلى إطالة أمد الصراع من خلال الحد من الضغوط على إسرائيل للسعي إلى حلول غير عسكرية.
وخلص أغويار إلى أن وفاة يحيى السنوار، على الرغم من أهميتها، من غير المرجح أن تغير الديناميكيات الأساسية للصراع بسبب المرونة التنظيمية لحماس وعزيمتها الإيديولوجية.
وحذر الكاتب من أن إسرائيل، في ظل غياب الحلول العسكرية، قد تظل متورطة في صراع مستعصي لا يمكن التنبؤ بحل له، مشيراً إلى أن النضال من أجل تحقيق الاستقرار الطويل الأمد في غزة سوف يتطلب أكثر من مجرد الهيمنة العسكرية، وسوف يعتمد في نهاية المطاف على إيجاد حل سياسي قابل للتطبيق.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله السنوار الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية السنوار لحماس السنوار عام على حرب غزة غزة وإسرائيل حماس إلى أن فی غزة
إقرأ أيضاً:
حماس: اتفاق وقف النار بغزة قريب ما لم تضع إسرائيل شروطا جديدة
اعتبرت 3 فصائل فلسطينية أن إمكانية الوصول لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى باتت أقرب من أيّ وقت مضى إذا لم تضع إسرائيل شروطا جديدة، بينما أشار قيادي في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أن الاتفاق من الممكن أن يرى النور قبل نهاية العام إذا لم يعطله رئيس الوزراء الإسرائيلي.
وقالت حماس -في بيان اليوم السبت- إن وفودا من قادتها والجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بحثت في القاهرة أمس مجريات الحرب الإسرائيلية على غزة، وتطورات المفاوضات غير المباشرة لاتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، ومجمل المتغيرات على مستوى المنطقة.
وقالت أيضا إن وفود الفصائل الفلسطينية الثلاثة اتفقوا على أنّ "إمكانية الوصول إلى اتفاق باتت أقرب من أيّ وقت مضى إذا توقف العدوّ عن وضع اشتراطات جديدة".
وأضافت حماس "اتفقنا مع قادة الجهاد والجبهة الشعبية على الاستمرار في التواصل والتنسيق حول كافة المستجدات المتعلقة بالعدوان الإسرائيلي على شعبنا ومفاوضات وقف إطلاق النار".
وتابعت أنها بحثت مع الجهاد والجبهة الشعبية مشروع لجنة الإسناد المجتمعي لإدارة قطاع غزة، وأهمية بدء خطوات عملية لتشكيل اللجنة والإعلان عنها في أقرب فرصة.
إعلان
"نقاط عالقة غير معطلة"
في سياق متصل، نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن قيادي في حماس أنّ "المباحثات قطعت شوطا كبيرا وهامّا، وتمّ الاتفاق على معظم النقاط المتعلقة بقضايا وقف النار وتبادل الأسرى، وبقيت بعض النقاط العالقة لكنّها لا تعطّل".
وأضاف هذا القيادي مشترطا عدم نشر اسمه "الاتفاق يمكن أن يرى النور قبل نهاية العام الحالي إذا لم يعطّله نتنياهو بشروط جديدة".
وأوضح أنّ "الاتفاق في حال تم إعلانه وتنفيذه سيقضي بوقف للحرب تدريجيا والانسحاب العسكري من القطاع بشكل تدريجي، لكنّ الاتفاق ينتهي بصفقة جادّة لتبادل الأسرى ووقف دائم للحرب وانسحاب كلّي من القطاع وعودة النازحين، وعدم العودة للأعمال القتالية بضمانات الوسطاء الدوليين، والإعمار".
نتنياهو يواجه اتهامات متزايدة من المعارضة وعائلات الأسرى الإسرائيليين بعرقلة التوصل لصفقة مع حماس (الفرنسية) إسرائيل: الظروف تحسنتوأول أمس، أبلغ مكتب نتنياهو عائلات الأسرى في قطاع غزة بأن ظروف إبرام صفقة تبادل مع الفصائل الفلسطينية "تحسنت" دون التوصل إلى اتفاق نهائي.
ووفق صحيفة "إسرائيل اليوم" فإنها المرة الأولى التي يصدر فيها مكتب نتنياهو بيانا يتحدث عن "تطور" بالمفاوضات منذ بداية حرب الإبادة -التي تشنها إسرائيل على الحجر والشجر والإنسان الفلسطيني- في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، .
والثلاثاء الماضي، أفادت وسائل إعلام مصرية بأن القاهرة والدوحة تبذلان جهودا مكثفة مع كافة الأطراف للتوصل إلى اتفاق تهدئة في قطاع غزة.
وتحتجز إسرائيل في سجونها أكثر من 10 آلاف و300 أسير فلسطيني، ويُقدر وجود 100 أسير إسرائيلي تحتجزهم المقاومة الفلسطينية بقطاع غزة بينما أعلنت حماس مقتل عشرات منهم في غارات عشوائية إسرائيلية.
وأكدت حماس -مرارا، خلال الأشهر الماضية- استعدادها لإبرام اتفاق، وأعلنت موافقتها في مايو/أيار الماضي على مقترح قدمه الرئيس الأميركي جو بايدن.
إعلانغير أن نتنياهو تراجع عن مقترح بايدن، بطرح شروط جديدة أبرزها استمرار حرب الإبادة الجماعية وعدم سحب الجيش من غزة. بينما تتمسك حماس بوقف تام للحرب وانسحاب كامل لجيش الاحتلال وصفقة تبادل عادلة.
وكان وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس أعلن، الأسبوع الماضي، أن الجيش يعتزم السيطرة أمنيا على قطاع غزة والاحتفاظ بحق العمل (العسكري) فيه بعد الحرب، كما هو الحال في الضفة الغربية المحتلة.
وتتهم المعارضة وعائلات المحتجزين الإسرائيليين نتنياهو بعرقلة التوصل إلى اتفاق، وذلك للحفاظ على منصبه وحكومته. إذ يهدد وزراء متطرفون، بينهم وزيرا الأمن إيتمار بن غفير والمالية بتسلئيل سموتريتش، بالانسحاب من الحكومة وإسقاطها في حال القبول بإنهاء الحرب.
وبدعم أميركي ترتكب إسرائيل -منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023- إبادة جماعية في غزة خلّفت قرابة 153 ألف شهيد وجريح فلسطينيين معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين.
وتواصل إسرائيل مجازرها على مرأى ومسمع من العالم جميعه، متجاهلة مذكرتي اعتقال أصدرتهما الجنائية الدولية في 21 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، بحق نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت، وذلك لارتكابهما جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق الفلسطينيين في غزة.