لماذا قد يكون فوز ترامب رهيباً لإسرائيل؟
تاريخ النشر: 1st, November 2024 GMT
لفت أستاذ القانون في جامعة هارفارد نوح فيلدمان إلى أن كلاً من دونالد ترامب واليسار الديمقراطي المؤيد للفلسطينيين يرغبان في تحويل دعم إسرائيل إلى قضية حزبية، وإذا نجح أي منهما، فقد تكون العواقب المترتبة على إسرائيل بعيدة المدى.
كتب فيلدمان في شبكة بلومبرغ، أن دعم الدولة اليهودية يُعد من القضايا النادرة في السياسة الأمريكية التي لا تنقسم بوضوح على طول الخطين الأحمر والأزرق، فطالما كانت إسرائيل في محور اهتمام الولايات المتحدة، وكان الجمهوريون والديمقراطيون يدعمونها لأسباب تشمل القيمة الجيوسياسية لحليف وثيق في الشرق الأوسط، إضافة إلى الاعتبارات السياسية الداخلية المتمثلة في دعم اليهود والإنجيليين للسياسات المؤيدة لإسرائيل.
ومن شأن هزيمة ضئيلة لهاريس أن تولد صراعاً بين الديمقراطيين حول ما إذا كان ينبغي للحزب أن يبتعد عن موقفه التقليدي المؤيد لإسرائيل، إذ سيزعم البعض، وبخاصة أولئك على اليسار الديمقراطي، أن هاريس دفعت ثمن دعم إدارة بايدن لإسرائيل في أعقاب 7 أكتوبر (تشرين الأول).
.@NoahRFeldman: "A narrow Harris defeat would generate a fight among Democrats over whether the party should shift away from its traditional pro-Israel stance
..
And if Michigan is pivotal to a Harris defeat, this argument may be particularly salient"https://t.co/YAGL8vIXjN
وإذا كانت ميشيغان محورية في هزيمة هاريس، فقد تكون هذه المزاعم قوية، إذ اختار نحو 100 ألف ناخب ديمقراطي في الانتخابات التمهيدية للولاية خيار "غير ملتزم" في فبراير (شباط) 2024، احتجاجاً على سياسة بايدن تجاه إسرائيل والحرب في غزة، وسيطلق ذلك نقاشاً حول إمكانية فوز مرشح ديمقراطي مؤيد بشدة لإسرائيل في الولايات الحاسمة، وخاصة الولايات التي يرتفع فيها أعداد العرب والمسلمين.
تعميق الشقوق الحزبيةويشير الكاتب إلى أن أبسط تشبيه سياسي يمكن الاستعانة به هو الموقف الذي تبناه الناخبون الأمريكيون الكوبيون المناهضون لكاسترو في ولاية فلوريدا، فحين كانت فلوريدا ولاية متأرجحة، كان كلا الحزبين الجمهوري والديمقراطي يسعى للفوز بها، مما استلزم منهما الحفاظ على موقف مناهض لكاسترو.
ومع ذلك، تغيرت الأمور عندما أصبحت فلوريدا ولاية جمهورية أكثر استقراراً. ويذكرنا هذا بأن أي تحالف سياسي ليس بالضرورة أن يستمر إلى الأبد.
Both Trump and the Democratic left would like to make support for Israel into a partisan issue, writes @NoahRFeldman. If either is successful, the consequences could be far-reaching https://t.co/lhoNLKP1Uh via @opinion
— Bloomberg (@business) October 31, 2024وكانت الغالبية العظمى من اليهود الأمريكيين ليبرالية لأكثر من قرن من الزمن، لأسباب ترتبط ارتباطاً فضفاضاً بالالتزام الديني والثقافي اليهودي التقدمي بالعدالة الاجتماعية أو "تيكون عولام"، أي إصلاح العالم.
لكن الدعوات الأكثر صرامة للتخلي عن التحالف القديم مع إسرائيل قد تدفع في نهاية المطاف عدداً كبيراً من الديمقراطيين اليهود الوسطيين المؤيدين لإسرائيل إلى الخروج من الحزب.
ومن شأن هذا أن يعمق الشقوق الحزبية حول إسرائيل والتي يمكن القول إنها بدأت تظهر بالفعل.
ماذا يريد ترامب؟ويرغب ترامب في أن يُعيد الحزب الديمقراطي توجيه سياسته تجاه إسرائيل نحو دعم أكبر للفلسطينيين.
ولطالما كان يخاطب الأمريكيين اليهود محاولًا إقناعهم بالتصويت للجمهوريين بسبب موقفهم من إسرائيل، رغم أن هذا الخطاب لم يلقَ صدى واسعاً إلا داخل المجتمع اليهودي الأرثوذكسي.
قضية حزبيةومن ناحية أخرى، يطمح المدافعون عن الفلسطينيين في يسار الحزب الديمقراطي إلى النتيجة ذاتها، على أن يترجم ذلك إلى تحول في سياسة الحزب تجاه إسرائيل، ما من شأنه أن يمثل انتصاراً لمن يرون ضرورة مراجعة العلاقة الأمنية الممتدة بين الولايات المتحدة وإسرائيل.
ولتوضيح ما قد يحدث عند تحول التحالفات الخارجية إلى قضية حزبية، يمكن النظر إلى الوضع في أوكرانيا.
وتواجه أوكرانيا تهديداً حقيقياً لسيادتها. ففي حال انتُخبت هاريس، ستستمر المساعدات العسكرية الأمريكية، ما يمنح أوكرانيا القدرة على المقاومة يوماً آخر.
لكن إذا انتُخب ترامب، قد يصعب على أوكرانيا الاستمرار في التصدي لروسيا طويلًا، حيث يعارض هو وحزبه المساعدات العسكرية لها، ما يعني أن غياب الدعم الأمريكي سيعجزها عن تحمل تكاليف استمرار القتال.
ويختم الكاتب "أن تقلب السياسة الخارجية وفق هوية الرئيس يعدّ أحد أسباب إصرار النخبة الأمريكية على الثنائية الحزبية إبان الحرب الباردة، لكن ذلك لا يبعث على الاطمئنان بالنسبة لأوكرانيا، التي وجدت نفسها في خضم صراع حزبي محلي بعيد عن المصالح الأمريكية الثابتة في أوروبا وما بعدها، وسيكون انقسام حزبي أمريكا حول حق إسرائيل في الوجود أسوأ سيناريو قد تواجهه الدولة اليهودية".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله السنوار الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية هاريس الحرب في غزة الانتخابات الأمريكية كامالا هاريس عام على حرب غزة غزة وإسرائيل إسرائیل فی
إقرأ أيضاً:
ترامب وإنهاء الحروب.. هل يكون 2025 عام الانتعاش الاقتصادي العالمي؟
يؤكد العديد من الخبراء الاقتصاديين والسياسيين بأن عام 2025 هو عام التعافي الاقتصادي عالميا، خاصة بعد وعد دونالد ترامب، الرئيس الأمريكي المنتخب، بإنهاء الحروب وإعادة الاستقرار والبناء.
ومن المحتمل أن يكون عام 2025 عامًا مليئًا بالتغيرات الاقتصادية والسياسية، ولكن تحديد ما إذا كان سيكون "عام التعافي الاقتصادي" يعتمد على عدة عوامل.
من بينها:
1. الوضع الجيوسياسي:
إذا انتهت الحرب في أوكرانيا بسلام واستقرار نسبي، فقد يؤدي ذلك إلى انخفاض التوترات الجيوسياسية، وهو ما يُمكن أن يُحسن الاقتصاد العالمي من خلال تقليل أسعار الطاقة والغذاء.
بالنسبة لحرب غزة، قد تعتمد التأثيرات الاقتصادية على مدى استقرار المنطقة بعد انتهاء الصراع.
2. سياسات ترامب
ترامب وعد بإنهاء الحروب وتركيز السياسات على الشؤون الداخلية. إذا نجح في تحقيق الاستقرار وتعزيز التجارة، فقد يسهم ذلك في تحفيز الاقتصاد الأمريكي، ما سينعكس على الأسواق العالمية.
مع ذلك، سياسات ترامب قد تكون مثيرة للجدل عالميًا، مثل العقوبات التجارية أو التركيز على الحمائية الاقتصادية.
3. التضخم وأسعار الفائدة:
تعتمد الكثير من الاقتصادات العالمية على قرارات البنوك المركزية بشأن الفائدة. إذا تمكنت هذه البنوك من السيطرة على التضخم وخفضت الفائدة، فإن ذلك قد يشجع الاستثمار والاستهلاك.
4. تعافي سلاسل التوريد العالمية:
الحرب في أوكرانيا والجائحة أثرتا على سلاسل التوريد. إذا استمرت الجهود في إصلاح هذه السلاسل، فقد نشهد انتعاشا في التجارة الدولية.
5. أداء الاقتصادات الكبرى:
انتعاش الصين والولايات المتحدة وأوروبا يمكن أن يكون له تأثير كبير على الاقتصاد العالمي. التركيز على التحول للطاقة النظيفة والبنية التحتية الرقمية قد يكون مفتاحًا للتعافي.