مُعارضا بهارتيا جاناتا.. الممثل الهندي فيجاي يخوض غمار السياسة
تاريخ النشر: 1st, November 2024 GMT
نيودلهي- بدأ الممثل الهندي الشهير جوزيف فيجاي بالانخراط في السياسة معارضا سياسات حزب "بهاراتيا جاناتا" (حزب الشعب الهندي) الحاكم في البلاد، و"دراويدا مونيترا كالاغام" الحزب الحاكم في ولاية تاميل نادو. وأعلن أنه يعمل على استعادة حقوق الولاية في الحكم الذاتي ومعارضة الفساد والمحسوبية (الواسطة) فيها.
في خطوة وُصفت بأنها ضربة للحزب الحاكم في تاميل نادو، عقد فيجاي المؤتمر الأول لحزبه "تاميلغا ويتريك كالاغام" الأحد الماضي بمشاركة نحو 250 ألفا من أنصاره بالولاية.
وحدد فيجاي (50 عاما) سياسات وقضايا حزبه الجديد الذي تأسس عام 2024، وهي:
تحقيق العدالة الاجتماعية للطبقات الفقيرة من خلال نظام الحجز لتوزيع الفرص في التعليم والوظائف. مواصلة هذا البرنامج حتى إلغاء النظام الطبقي السائد في الهند.ونظام الحجز هو نظام تمييز إيجابي تم وضعه قانونا في الهند، ويتم بموجبه توزيع الفرص في التعليم والوظائف بين الأشخاص من جميع الطبقات في البلاد التي يوجد فيها نظام طبقي بين الهندوس يعتمد على الهندوسية، حيث يتم تصنيف الناس على أنهم من الطبقات الأربع الرئيسية: البراهمة، وكشاتريا، وفايشيا، وشودرا.
والمقصود بالتمييز الإيجابي هو منح بعض الأفضلية للأقليات الموجودة في المجتمعات في مجالي الدراسة والتوظيف وغيرهما. وهناك أيضا فئات فرعية مختلفة عديدة في التعليم وغيرها من المؤشرات الاجتماعية. ولذا، حسب نظام الحجز، تحصل كل فئة على أماكن في التعليم والوظائف وفقا لنسبتها من السكان.
كما طرح حزب "تاميلغا ويتريك كالاغام" مسألة استعادة الحكم الذاتي لولاية تاميل نادو، واتباع سياسة اللغة المزدوجة التاميل والإنجليزية، وحرية المعتقدات.
يقول فيجاي إنه "يقبل جميع الأمور التي روج لها بيريار الإصلاحي الشهير في تاميل نادو مثل العقلانية والعلمانية وتعليم وحرية المرأة، باستثناء الإلحاد" لأن حزبه "لن يتدخل في المعتقدات الدينية للناس".
كما أعلن أن قادته "الملهمين أيديولوجيا هم الإصلاحي بيريار، والمصلح أمبيدكار، والملكة ويلو ناجيار، ومقاتلة الحرية أنجالي أمال، وناشط الاستقلال كامراجر، الذين لهم أثر في تاريخ ولاية تاميل نادو والهند".
من جوزيف فيجاي؟
فيجاي الذي يطلق عليه معجبوه اسم "تالاباتي" (القائد) وُلد عام 1974، بدأ مسيرته السينمائية عندما كان في العاشرة من عمره، مثّل في 68 فيلما حتى الآن، أكثرها أفلام تاميلية، ويوصف بأنه واحد من الممثلين الناجحين القلائل في جنوبي الهند.
وينتمي إلى عائلة ذات خلفية سينمائية، ويرى أن شعبيته السينمائية ستدعمه لجذب الناخبين لحزبه في الانتخابات، لكن المحلل السياسي شالي بشير يرى أن "علينا الانتظار لنرى ما إذا كانت هذه الشعبية ستتحول إلى أصوات".
في حديثه للجزيرة، يوضح بشير أن "فيجاي ممثل تجاري وليس كلاسيكيا ولا يهتم به أفضل نقاد السينما في الهند، وهو يرقص ويقفز ويقاتل في الأفلام، ولذلك هو مشهور بين الشباب لا لشيء آخر".
من جانبه، قال المحلل السياسي شبير أحمد -في مقابلة مع قناة محلية- إن عدد الأصوات التي سيحصل عليها فيجاي في انتخابات 2026 التشريعية لم تتضح بعد، "ولكن إذا كثف نشاطه السياسي ضد حزبي بهاراتيا جاناتا ودراويدا مونيترا كالاغام في الفترة التي تسبق الانتخابات المقبلة بعام ونصف العام، فإن انجذاب الناس إليه سوف يزداد".
وخلال المؤتمر، صرح فيجاي بأن خصمه الأيديولوجي هو من يفرق الناس، وأكد أن حزبه يؤمن بأن الجميع متساوون عند الولادة، وقال "نحن ضد النظام الطبقي الذي له جذور عميقة في الهند، وضد أيديولوجيات بهاراتيا جناتا الحزب الحاكم في البلاد".
برأي المحلل السياسي آدون ديتشنيا، فإن توجهات "تاميلغا ويتريك كالاغام" أُنشئت بالأساس لمناهضة سياسات حزب بهارتيا جناتا "التي تقوم على عدم المساواة الاقتصادية والاجتماعية، والنظام الطبقي".
من جهته، قال المحلل بشير إن حزب بهارتيا جناتا يتبع سياسة الهندوتفا التي تعمل على فرض سيادة الهندوس وثقافتهم، وهذه السياسة تحتضن البوذية والجاينية والسيخية كديانات جذورها في الهندوسية، ولكنها ترفض الإسلام والمسيحية.
أوديانيدي ستالين الممثل ونائب رئيس وزراء ولاية تاميل نادو ونجل رئيس الوزراء الحالي إم كي ستالين (مواقع التواصل) الخصم السياسيأما عن خصمه السياسي، فحدده فيجاي -في كلمته- في العائلات القائمة على المحسوبية التي قال إنها تستغل وتفسد ولاية تاميل نادو من خلال التظاهر ضد الإصلاحي بيريار الذي كان يروج للعقلانية والعلمانية، ورغم أن فيجاي لم يذكر اسما، فإنه فُهم أنه يقصد حزب دراويدا مونيترا كالاغام الحاكم في الولاية.
ويتهم معارضو "دراويدا مونيترا كالاغام" أنه يتبع سياسة المحسوبية في الحكومة والحزب، وفي الوقت الحالي يشغل زعيم الحزب إم كي ستالين منصب رئيس وزراء الولاية، ويشغل نجله أوديانيدي منصب نائبه.
وحسب المحلل شالي بشير، يميل الممثلون إلى الانخراط في السياسة في ولايات جنوبي الهند مثل تاميل نادو، وأندرا براديش، وكارناتاكا، ولكن هذا التجاه نادر في شمالي البلاد.
يأتي العديد من السياسيين في تاميل نادو من صناعة السينما بمن فيهم رؤساء وزراء الولاية الآتي ذكرهم:
إم جي راماتشاندران: 3 فترات من 1977 حتى 1987. كالينجار كارونانيدهي: 5 فترات من 1967 حتى 2011. جيالاليتا جايارام: 6 فترات من 1991 حتى 2016. رئيس وزراء الولاية الحالي إم كي ستالين ونجله أوديانيدي.في السياق، قال المحلل ديتشنيا -للجزيرة نت- إن هناك أشخاصا من صناعة السينما يدخلون السياسة وينجحون، وآخرون يخسرون. وأضاف أن ممثلين مشهورين مثل كارثيك، وكمال حسن، وبهاغياراج، وتي راجندرا، وسارات كومار، أنشؤوا أحزابا سياسية لكنهم لم يتمكنوا من التقدم في السياسة، وفي النهاية انسحبوا منها.
رئيس وزراء ولاية تاميل نادو والممثل السابق إم كي ستالين (يمين) مع الممثل والسياسي كمال حسن (مواقع التواصل) هل يتمكن فيجاي من أن يصبح رئيس وزراء الولاية؟أعلن الممثل فيجاي أن حزبه سيخوض انتخابات 2026، لكن باعتقاد المحلليْن ديتشنيا وبشير، فإنه رغم شعبيته، لا يستطيع أحد التنبؤ بما إذا كان سيشكل "تالاباتي" حكومة بعد الانتخابات المقبلة.
ويرى ديتشنيا أنه لا يمكن التنبؤ بما إذا كان فيجاي سيفوز في الانتخابات المقبلة بناء على عدد المشاركين في هذا المؤتمر. ويوضح "يأتي كثير من الناس إلى مؤتمرات مثل هذه لرؤية ممثلهم المفضل، ولا يمكن القول إنهم تجمعوا من أجل سياساته".
من ناحيته، قال بشير إن فيجاي "جديد في الحقل السياسي، لذلك من المبكر جدا التنبؤ بفوزه في انتخابات 2026".
بالمقابل، يعتقد المحلل شبير أحمد أن حزب "تالاباتي" يتمتع بشعبية كبيرة في جميع أنحاء الولاية "بدليل انتشار لافتات وملصقات مؤتمره الأول في كل مكان في الولاية".
وأضاف أن فيجاي في وضع يسمح له بتحدي الحزبين الرئيسيين في تاميل نادو، وقد صرح بأنه عندما يشكل الحكومة فإن الأحزاب الأخرى يمكنها الانضمام إليها إذا أرادت، وهذا يدل على أنه مستعد لقبول أحزاب أخرى، و"هو اتجاه جيد"، برأيه.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات ولایة تامیل نادو وزراء الولایة فی تامیل نادو فی التعلیم رئیس وزراء الحاکم فی فی الهند أن حزب
إقرأ أيضاً:
«تريندز» والمجلس الاقتصادي الهندي يوقعان مذكرة تعاون في مجال البحوث والدراسات الاقتصادية
وقع مركز تريندز للبحوث والاستشارات مذكرة تعاون مع المجلس الاقتصادي الهندي، تؤسس للعمل المشترك بين الجانبين في مجالات البحوث الاقتصادية والتكنولوجية وتحليل البيانات والنشر العلمي المتبادل.
وتهدف المذكرة إلى تبادل الخبرات العلمية والمهنية والإصدارات والاستفادة من قاعدة البيانات والمعلومات المتاحة لدى كل منهما، وإقامة المشاريع البحثية المشتركة.
وقع المذكرة الدكتور محمد عبداللـه العلي، الرئيس التنفيذي لمركز تريندز للبحوث والاستشارات، وألوك كومار، رئيس المجلس الاقتصادي الهندي، وتأتي المذكرة ضمن جهود مكتب «تريندز» الفعلي الذي دشنه المركز مؤخراً في العاصمة الروسية موسكو.
قطاعات المستقبل
وأكد الدكتور محمد عبداللـه العلي، الرئيس التنفيذي لـ«تريندز»، أن المركز يولي أهمية خاصة للدراسات والبحوث الاقتصادية، خاصة تلك التي تتعلق بقطاعات المستقبل والاقتصاد الرقمي والذكاء الاصطناعي، مضيفاً أن توقيع مذكرة تعاون مع المجلس الاقتصادي الهندي يشكل قيمة مضافة لمجال البحوث الاقتصادية والتحليلات الاستراتيجية للمؤشرات والبيانات الاقتصادية.
تعزيز المعرفة الاقتصادية
وأشار العلي إلى أهمية البحوث الاقتصادية خاصة في تشكيل السياسات وتحليل واستشراف المستقبل وتعزيز مستويات المعرفة الاقتصادية لدى المجتمعات، مبيناً أن البحوث الاقتصادية تؤدي دوراً محورياً وبناءً في تقدم الشعوب والأمم وتطور المجتمعات، حيث تساعد في فهم العوامل التي تؤثر على النمو الاقتصادي، وتوفير السياسات الفعالة لتعزيز الاستقرار الاقتصادي.
وذكر أن «تريندز» والمجلس الاقتصادي الهندي، سيعملان على مجموعة من المشاريع البحثية المستقبلية التي تنصب على الدراسات الاقتصادية، الهادفة إلى استشراف مستقبل الأزمات الاقتصادية العالمية وقضايا التمويل والسياسات النقدية، وذلك بغرض وضع أطر وتوصيات علمية لمعالجة هذه الأزمات، وتحويل التحديات إلى فرص.
دعم التنمية المستدامة
بدوره، أوضح ألوك كومار، رئيس المجلس الاقتصادي الهندي، أن البحوث الاقتصادية تطرح حلولاً وأفكاراً واقعية ثاقبة للتغلب على التحديات الاقتصادية المعقدة، مما يسهم في دعم جهود التنمية المستدامة وتحسين جودة الحياة، مبيناً أنها تعد أداة محورية لبناء اقتصادات قوية ومجتمعات مزدهرة.
وأضاف كومار أن الجانبين اتفقا على تنظيم سلسلة من الندوات والمؤتمرات والمحاضرات، لمناقشة كيفية معالجة التحديات واستغلال الفرص الاقتصادية بأساليب علمية مدروسة.
منهجية بحثية وازنة
وأشاد رئيس المجلس الاقتصادي الهندي برؤية مركز تريندز البحثية المستقبلية، التي جعلته في مصافي المؤسسات الفكرية في منطقة الشرق الأوسط والعالم، مثمناً منهجية المركز البحثية الوازنة والطرح الدقيق والتحليل العميق لمختلف التحولات الجيوسياسية والاقتصادية التي يشهدها العالم.
«ميدالية تريندز البحثية»
وفي سياق متصل، منح الدكتور محمد عبداللـه العلي، الرئيس التنفيذي لمركز تريندز للبحوث والاستشارات، «ميدالية تريندز البحثية» لألوك كومار، رئيس المجلس الاقتصادي الهندي، وذلك تقديراً لمساهماته العلمية القيمة وجهوده الداعمة للبحث العلمي والمعرفة.