راصد الزلازل الهولندي يعود بتحذير من عيار 7 ريختر .. ويحدد التاريخ
تاريخ النشر: 1st, November 2024 GMT
سرايا - عاد راصد الزلازل الهولندي فرانك هوغربيتس، بتوقعات جديدة تعتمد على هندسة الكواكب التي تشهدها سماء الكرة الأرضية هذه الأيام، محذراً من إمكانية حدوث زلزال قد يصل إلى 7 درجات على مقياس ريختر خلال الأيام القليلة القادمة.
وقال هوغربيتس على حسابه الرسمي في "فيسبوك": "من المحتمل حدوث نشاط زلزالي أكبر في الأيام المقبلة.
وأرفق هوغربيتس تحذيره بنشرته الدورية حول الاقترانات بين الكواكب وتأثيرها على الكرة الأرضية، ما قد يتسبب بتلك الزلازل، وهي النظرية التي يدافع عنها هوغربيتس بكل قوته بالرغم من تأكيد العديد من العلماء بأن ذلك التقارب ما بين الكواكب وتحركاتها لا يؤثر بأي شكل من الأشكال على القشرة الأرضية.
وبالنسبة للإطار الزمني من اليوم وحتى 8 نوفمبر، قال الباحث الهولندي في نشرته الدورية: "سيكون لدينا اقترانات كوكبية، هندسة حرجة لأن الأرض ستكون بين الزهرة والمشتري.. كما سيكون لدينا أيضًا هندسة قمرية مهمة".
وأشار إلى الهندسة الكوكبية بين عطارد والأرض وأورانوس بالتزامن.. "وسيتبع ذلك هندسة الزاوية القائمة مع كوكب الزهرة وعطارد والمشتري.. سيكون لدينا بعض الأشكال الهندسية ذات الزاوية القائمة التي تتضمن كوكب الزهرة، وهو أمر نادر جدًا، في الأيام المقبلة".
وأضاف: "ثم لدينا عطارد والزهرة وزحل أيضًا في اقتران..كل هذا يحدث قبل ظهور القمر الجديد في الأول من نوفمبر"، مشيراً إلى أن التقارب قريب تقريبًا، حيث إن هناك حوالي 30 ساعة بينهما فقط، لكن كلاهما يحدث قبل القمر الجديد.
وأضاف: "يمكننا أن نرى القمر يتحرك عكس اتجاه عقارب الساعة وهو القمر الجديد تقريبًا، والأهم من ذلك أننا نرى الهندسة الحرجة التي تشمل القمر والزهرة والمشتري، وليس هناك سوى عدة ساعات بينهما.. ونتيجة لذلك يمكننا أن نرى زلزالًا أعلى بقوة 6، وربما بقوة 7 درجات على مقياس ريختر في غضون يومين تقريبًا".
وحدد هوغربيتس توقعه ذلك بأنه "سيكون ذلك في الثالث أو الرابع من نوفمبر تقريبًا"، مشيراً بالقول: "لن أتفاجأ إذا وصل ذلك إلى أعلى من 6 إلى 7 درجات".
وشدد هوغربيتس على أنه "مع اقترانات الكواكب، والقمر الجديد، وخاصة هندسة الزاوية القائمة" تنمو التوقعات بحدوث نشاط زلزالي كبير على الأرض، محذراً متابعيه أن يكونوا على أهبة الاستعداد باتخاذ الحيطة والحذر.
ويرأس الباحث الهولندي هوغربيتس هيئة "استبيان هندسة النظام الشمسي" SSGEOS - Solar System Geometry Survey، وهي مؤسسة بحثية تركز على مراقبة الهندسة الناشئة من الأجرام السماوية وعلاقتها بالنشاط الزلزالي على الأرض.
وقد بدأ اسمه يلمع مع الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا في فبراير 2023، وأدى إلى مقتل أكثر من 50 ألف شخص. واشتهر وقتها وصعد نجمه حين قال إنه تنبأ بذلك الزلزال "قبل وقوعه بثلاثة أيام". وانطلقت نجوميته وحلقت في السماء من وقتها؛ فأخذ يتوقع ويتنبأ بالزلازل، صغيرها وكبيرها، على حساباته بمواقع التواصل الاجتماعي، مرجعا تلك الأنشطة إلى اقترانات الكواكب وحركتها.
يذكر أن توقعات وتحذيرات هوغربيتس أثارت كثيرا من الجدل حول العالم، حيث ربط توقعاته باقترانات الكواكب في الفضاء واصطفافها وتكوينها "هندسة حرجة" تؤثر على الأرض وتتسبب بالزلازل، بحسب نظرية هوغربيتس، فيما يرفضها العلماء.
يشار إلى أن كافة العلماء يرفضون نظريات الباحث الهولندي المثير للجدل، معتبرين أنها غير علمية، جازمين بأن لا علاقة بين الكواكب وحركة ونشاط الزلازل على الأرض، وأنه حتى الآن يعتبر هذا الأمر من المستحيلات.
وقد نجح العلم الحديث في توقّع الأحوال الجويّة بدقّة، ونجح كذلك في تصميم معادلات رياضيّة جعلت من الممكن توقّع ظواهر فلكيّة مثل الكسوف والخسوف، إلا أنه لا يوجد حتى الآن وفق العلماء والخبراء أي طريقة للتنبّؤ بوقوع الزلازل، لا من خلال حركة الكواكب ولا غيرها، محذّرين من أشخاص ينتحلون صفة خبراء يبثّون الذعر والقلق بين الناس بهدف الشهرة أو جمع التفاعلات على مواقع التواصل.
المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية
كلمات دلالية: القمر الجدید على الأرض تقریب ا
إقرأ أيضاً:
هدية من القمر إلى أبوظبي
نيزك قمري نادر حط رحاله في متحف التاريخ الطبيعي أبوظبي يحمل في طياته رؤية قيّمة عن ما يُضيء ليل سمائنا.
بعيدًا عن اللقطات الضّبابية من بعثات أبولو، هل نظرت يوماً إلى السماء وتساءلت كيف هو الحال على سطح القمر؟
قريباً، سيتمكّن زوار متحف التاريخ الطبيعي أبوظبي من اكتشاف ذلك بأنفسهم، عندما يتمّ عرض نيزك قمريّ رائع يحمل اسم NWA 12691 (شمال غرب أفريقيا 12691).
مع وجود عددٍ قليل نسبياً من العينات المعروفة، تُعدّ النيازك القمرية من أندر الكنوز السماوية. وهي مفيدة للعلماء لأنها تأتي من أجزاء شاسعة عن سطح القمر، والتي لم تأخذ البعثات الفضائية أيّ عيّنات منها.
تتألّف من مواد خرجت من سطح القمر بسبب اصطدام الكويكبات أو المذنّبات ثم سقطت على الأرض على شكل نيازك. وهي في الأساس هدية من القمر قدّمتها الطبيعة، دون الحاجة للتكلفة الباهظة لمهمّة المركبة الفضائية.
يُعتبر النيزك NWA 12691، أحد الاكتشافات الغريبة التي تمّ اكتشافها في الصحراء الغربية في يناير 2017، وتقدّم تركيبته المعدنيّة دليلاً على العديد من التأثيرات والصّدمات على سطح القمر.
بحسب حمد يونس المرزوقي، مساعد أمين متحف التاريخ الطبيعي أبوظبي: "هذا الاصطدام لم يحدث قبل بضع سنوات فقط، فبعد قذفه من القمر، دار النيزك حول الأرض لعدة آلافٍ من السنين، وربما بقي في الصحراء لمدّة ألف عام دون أن يتمّ اكتشافه"، وأضاف: "نطلق عليه اسم "بريشيا" لأنّه يتكون من مجموعة متنوعة من شظايا المعادن والصخور التي صُدمت واختلطت إلى حدٍّ ما بسبب العديد من التأثيرات، قبل أن تلتصق ببعضها البعض وتُقذف في النهاية".
لماذا نجد الكثير من النيازك القمرية أو غير القمرية في الصحارى؟ يشرح المرزوقي: "السبب الرئيسي هو أنّ الصحارى الجافة تحفظ هذه النيازك من عوامل التغيير. بالإضافة إلى ذلك، تبرز هذه النيازك من خلال لونها الداكن، وهذا يعني أنها قد تسقط في أماكن أخرى وليس فقط في الصحراء- وهناك أدلة على العثور على أحدها في ملعب تنس في فرنسا العام الماضي. ببساطة، تكبر فرص العثور عليها في الصحراء لأنها تبدو مختلفة تماماً عن أي شيء آخر حولها".
يبلغ وزن عيّنة النيزك القمري الموجودة في متحف التاريخ الطبيعي أبوظبي 13.5 كيلوغرامًا، وفمن حسن الحظ أنها سقطت في الصحراء. ومع ذلك، يكشف المرزوقي أنها كانت لتكون أكبر بكثير في وقت قذفها: " عندما تمرّ عبر الغلاف الجوّي للأرض تفقد حجم كتلتها، وأحيانًا تتحطّم إلى مئات آلاف الشظايا، وفي حالات نادرة تنكسر أجزاء منها عند هبوطها على سطح الأرض".
ويقوم المتحف حالياً بجمع المزيد من عيّنات النيازك كجزءٍ من عملية اقتنائها، ويرى المرزوقي أنّها ستكون عامل جذبٍ مهم في معرض "قصة الأرض". وسيشمل المتحف أيضاً جزءًا من النيزك الشهير الذي هبط خارج مدينة مورشيسون في أستراليا عام 1969، بعد شهرين فقط من هبوط أول رجلٍ على سطح القمر. وجد العلماء داخل النيزك حبُيبات من حقبة ما قبل الشمس، والمعروفة أيضاً باسم غبار النجوم، والتّي تشكلت أثناء الانفجارات النجميّة قبل وقتٍ طويل من مرحلة تكوين نظامنا الشمسي.
أخبار ذات صلة «الابتكار التكنولوجي» يقود مهمة تطوير مركبة الهبوط على كويكب «جوستيشيا» مرصد الختم الفلكي ينضم إلى الشبكة الدولية للتحذير من الكويكبات
إنها أشياء مثيرة للاهتمام، خاصةً بالنسبة لشخص كان مفتونًا بالفضاء والكواكب والنجوم منذ المدرسة الابتدائية عندما تلقّى أول درسٍ في علم الفلك. يتذكر المرزوقي: "لقد جذبني هذا العالم بأكمله، فلقد أحببتُ علم الفلك وكان لديّ الكثير من الأسئلة في هذا المجال، وكنت أرغب في الحصول على درجة أكاديمية في الفضاء وعلم الفلك، لكنّ القدر كان له رأيٌ آخر وانتهى بي الأمر بتخصّص الجيولوجيا وعلم الحفريات الذي كان أوسع نطاقًا".
لتحقيق هذه الغاية، سافر المرزوقي مع مجموعة من الطلاب من الإمارات العربية المتحدة للدراسة في جامعة أريزونا في توسان، وهي مركزٌ شهير لعلوم الجيولوجيا والحفريات والمعادن. درس في إيطاليا لمدّة عامٍ آخر، حيث زار قريةٍ قديمة في أومبريا تعود للحضارة الإترورية. ويتذكر قائلاً: "كان الأمر مؤثرًا للغاية أن أرى وألمس المنازل التي عاش فيها الناس قبل حوالي 600 عام قبل الميلاد".
تحملك رحلة متحف التاريخ الطبيعي أبوظبي إلى حقبةٍ أبعد من حقبة ما قبل الحضارات. انطلاقًا من نظريّة الانفجار العظيم التي تشرح بداية الكون، وصولًا إلى النّظام الشمسي وتكوين الأرض، والعيّنات التي تساعد في سرد قصتها من حيث التوقيت والحجم.
يشارك المرزوقي في معرض "العالم المتطور"، حيث ينجذب الزوار إلى معروضات الديناصورات والحفريات. مع امتدادٍ مناسب للمعرض السابق، يتمّ عرض مخلوقات ما قبل التاريخ التي انقرضت قبل 66 مليون عام بسبب اصطدام نيزكٍ بالأرض. ضرب هذا الكويكب الذي يبلغ حجمه نحو 10 كيلومترات شبه جزيرة يوكاتان مخلّفاً آثاراً مدمرة.
يقول المرزوقي: "إنّ سبب انشغالنا بهذه المعارض في الوقت الحالي، هو إظهار كيفيّة ربط القصص بنقاطها للزوار، فنحن نوضّح السّرد ونبحث عن العيّنات ونقرّر أين ستذهب، فهنالك الكثير مما يجب القيام به. أنا أحبّ التنوّع الذي يوفّره لي المتحف، وأنتظر زوارنا بفارغ الصبر".
أُعجب المرزوقي بعدد الشباب الإماراتيين الذين يسعون للعمل في مجالات العلوم المرتبطة بالمتحف، وعلّق: "أعتقد أنّ الشباب يكبرون ويتمتّعون بقدرٍ كبير من التفكير النّقدي بسبب المعلومات الرقمية المتاحة الآن، وهذه المعلومات تُلهمهم وتثير فضولهم".
ويؤكّد المرزوقي أنّ هذا سيزداد بالتأكيد عندما يفتح المتحف أبوابه، لأنّه سيكون مكاناً يحتضن كل شيء ضمن حزمةٍ ديناميكية وتعليمية وترفيهية تحتوي على سبيل المثال لا الحصر: الديناصورات والنيازك والحشرات والحياة البحرية وكلّ الجمال الطبيعي لعالمنا. ويقول المرزوقي: "قد يعتقد الناس أنهم سيشاهدون الديناصورات فقط، ولكن بمجرّد وصولهم إلى المتحف سينبهرون بأشياء أكثر بكثير"، حيث يُسلّط المتحف الضوء على الطريقة التي تربط كل شيء على الأرض وفي الفضاء.
ويعترف المرزوقي قائلاً: "هذا هو السبب الذي يجعلني أضع قلبي وروحي في المتحف. أريد أن تستلهم الأجيال القادمة منا، وهذا سيمنحهم منظوراً جديداً تمامًا، فالأمر لا يتعلّق بمتحفنا فقط بل يشمل المتاحف الأوسع في المنطقة الثقافية في السعديات. إنها فترة مثيرة للغاية بالنسبة لأبوظبي وأعتقد أنها ستكون فترة ثوريّة للمنطقة بأكملها".