لبنان ٢٤:
2025-01-05@05:37:14 GMT

ما بين قاسم ونصرالله...ما هي الفوارق؟

تاريخ النشر: 1st, November 2024 GMT


لو أن الشيخ نعيم قاسم تسلّم الأمانة العامة لـ "حزب الله" في ظروف طبيعية وليس على أثر اغتيال السيد حسن نصرالله، الذي هو باعتراف الصديق والخصم وحتى العدو من أهمّ الشخصيات ليس على المستوى اللبناني فحسب، بل على مستوى المنطقة، لكان أسهل على بيئة "الثنائي الشيعي" تقبّل ما في هاتين الشخصيتين من فوارق. ولكن أن يأتي تعيين الشيخ نعيم، بعد اغتيال من كان يُعتبر ضمانة للوجود والمستقبل، ففيه بعضٌ من وهن على الأقل من حيث الشكل.

وهذا ما بدا واضحًا في أول كلمة له بعد تعيينه أمينًا عامًا.

ولكن الذين رافقوا الشيخ نعيم عن قرب منذ أن تمّ تعيينه نائبًا للأمين العام سنة 1991 يؤكدون أن ما يتمتع به الرجل من مؤهلات قيادية قد تجعله في المرحلة المقبلة من عمر الحزب "رجل المرحلة" حتى ولو لم تكن لديه "الكاريزما" الخطابية، التي كان يتمتع بها الأمين الراحل. فما بين سطور خطابه الأول كأمين عام أكثر من رسالة حتى ولو لم يكن موفّقًا شكلًا في إيصالها مباشرة إلى من يعنيهم الأمر، خصوصًا في ما يتعلق بالمفاوضات الجارية لوقف اطلاق النار، والتي يبدو أنها قطعت أشواطًا متقدمة أوحت بشيء من التفاؤل الحذر بإمكان تحقيق تقدّم معين من دون أن يعني ذلك أن مفاوضات الربع الساعة الأخير أميركيًا ستصل إلى نتيجة سريعة قبل موعد الانتخابات الأميركية في 5 الشهر الجاري، باعتبار أن ما تفرضه إسرائيل من شروط تقابله شروط مضادة من قِبل لبنان قد يأخذ بعض الوقت . وهذا ما أكدّه الشيخ قاسم في نهاية كلمته. وهذا ما أوحى به كلام رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، الذي استبق اطلالته التلفزيونية بلقاء مع الرئيس نبيه بري.

وبالعودة إلى الخطاب الأول للأمين العام الجديد لـ "حزب الله" فإن محاولته في "تقليد" السيد الشهيد لم تكن موفقة، وذلك باعتراف "اهل البيت" قبل الآخرين، الذين لا يعجبهم العجب حتى ولو كان صيامًا في رجب. وإذا كان المقصود من هذه الاطلالة الأولى "رفع معنويات" البيئة الشيعية، التي تتعرّض لأقسى امتحان (ص. ص)، أي الصبر والصمود، فهو نجح في ما سعى إليه، خصوصًا عندما تحدّث عمّا لا يزال يمتلكه "الحزب" من فائض قوة تجعله يصبر ويصمد ويقاوم ليس يومًا أو يومين أو أسبوع أو أسبوعين بل أشهرًا. وهذا ما يؤكده الميدان، الذي لا تزال فيه "المقاومة الإسلامية" بكامل جهوزيتها مستعدة لمواجهة الخطر الإسرائيلي على رغم ما ينزل بها من خسائر لم يقلّل الشيخ نعيم من فداحتها وخطورتها، وبالأخص ما تسبّبه الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة منذ خمسة وأربعين يومًا من دون توقف وانقطاع من أضرار جسيمة على المستويين البشري والمادي، مع تفاقم أزمة النزوح الكثيف، التي تشهدها مختلف المناطق المعرّضة للقصف البربري، وآخر هذا النزوح ما شهدته مدينة بعلبك، التي كانت هدفًا مباشرًا للغارات  العنيفة، مع خشية تعرّض قلعتها الشامخة للتدمير، وهي التي لا تزال شاهدة على أن جميع الجيوش التي مرّت بلبنان على مرّ العصور اندحرت وبقي لبنان صامدًا في وجه الأعاصير.

فإذا كان رئيس حكومة الحرب الإسرائيلية يريد أن يفاوض بالنار فإن "حزب الله"، وبلسان أمينه العام الجديد، مستعدّ هو أيضًا لكي يفاوض ليس بالنار فقط، بل وبالحديد أيضًا. فالذي خسر الكثير، وقد يكون من بين أهم خسائره اغتيال السيد حسن نصرالله، لن يتأثر إذا خسر القليل. وهذا القليل في نظر البيئة الحاضنة لـ "المقاومة" قد يصنع الفرق في الميدان، الذي يبقى ميزان الزمان لأي مفاوضات مستقبلية، ومن خلال قليل هذا الميدان يستطيع "حزب الله" أن يقف في وجه الشروط الإسرائيلية التعجيزية، وأن يفاوض من منطلق شروطه هو وليس شروط غيره، التي لا يمكن القبول بها أيّا يكن الثمن. 

فعلى وقع الخطاب الأول لقاسم يدخل لبنان مرحلة جديدة من الحرب ومن المواجهة مع إسرائيل، التي قد تكون طويلة على رغم التفاؤل الحذر بإمكانية وصول المفاوضات، التي يبدأها موفدا واشنطن اليوم في تل أبيب.

وأخيرًا، وفي ما يتعلق بالشكل، فإنه لا بدّ من الاشارة إلى أنه يوم كان يُعلن عن موعد اطلالة السيد نصرالله كانت تغيب الأصوات الأخرى من داخل كتلة "الوفاء للمقاومة" عكس ما حصل في أول إطلالة للشيخ نعيم، الذي سبقه قبل ساعتين تقريبًا النائب حسن فضل الله من على بوابة "ساحة النجمة". 
 
  
  المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: الشیخ نعیم حزب الله وهذا ما

إقرأ أيضاً:

فضل الله: ما جرى يثبت مرة أخرى صوابية الخيار الذي نلتزمه

أشار عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب حسن فضل الله، اليوم السبت، إلى أن "هناك بطئاً في تنفيذ الخطوات المطلوبة لتطبيق اتفاق وقف إطلاق النار، ونحن نتحرك على المستوى السياسي مع الجهات المعنية وبالتحديد الحكومة، التي يجب عليها اليوم أن تسرع هذه الخطوات، وأن تمارس مزيداً من الضغوط على لجنة المراقبة وعلى الجهات الراعية لتطبيق هذا الاتفاق".
وإعتبر فضل الله، خلال الاحتفال التكريمي الذي أقامه "حزب الله" لـ "الشهيد السعيد على طريق القدس" حسين عباس برجاوي في حسينية البرجاوي في بئر حسن، أن "ما جرى في كل هذه الأيام، يثبت مرة أخرى، صوابية الخيار الذي نلتزمه، ألا وهو خيار المقاومة، وأن المعادلة التي كانت تحمي وتمنع العدو من العدوان، هي معادلة المقاومة مع الجيش والشعب، وهذا ليس من باب المحاججة، وإنما من باب الواقع والحقيقة".

وقال:" على مؤسسات الدولة، من الحكومة والجيش واليونيفيل ولجنة المراقبة، تحمل المسؤوليات الكاملة من أجل الالتزام بهذا الاتفاق، لا سيما وأنه بات هناك ما يقارب الـ1000 خرق لهذا الاتفاق، ومع ذلك، ما زال العدو يتمادى في اعتداءاته".

وفي ما يتعلق بموضوع إعادة الإعمار، قال:" نحن التزمنا بهذا المشروع وأيضا على الدولة مسؤوليات، وما يقدمه حزب الله هو جزء من واجب أخلاقي وديني ووطني وإنساني، وهذا لا يعفي الحكومة من أن تسعى من أجل التعويض على المتضررين، ونحن نواكب هذا الموضوع ونتابعه، وأياً تكن المحاولات من هنا وهناك، لن يستطيع أحد في لبنان ولا في خارجه أن يمنعنا من القيام بهذه المسؤولية المتعلقة بالتمويل، على الأقل في المرحلة الأولى التي تشمل الإيواء والأضرار"، موضحاً أنّه "وفي ما يتعلق بتمويل البيوت المهدومة، سيأتي وقته إن شاء الله، وهذا له إمكاناته، وكل محاولات التشويش والتضليل وغيرها من الحركات، لا تغيّر ولا تبدل شيئاً، فشعبنا واع، ونعالج الأمور بحكمة وهدوء من دون توتر، وكل ذلك من موقع القوة".

وختم النائب فضل الله مؤكداً أن "قوتنا نستمدها من الله عز وجل، ومن شعبنا وإمكاناتنا، ومن هذا الحزب الذي هو أكبر حزب في لبنان والمنطقة، ولا أحد يستطيع أن يؤثّر على خياراته وقراراته، ولكن لا يحاولن أحد أن يستفز الناس، فهذا الجمهور العريق له ثقة عالية بقيادته وحزبه ومقاومته وبربه وبنفسه، وقوتنا في لبنان من هذا الشعب والحضور، ونحن نصرف هذه القوة حيث يجب أن نصرفها، سواء على المستوى السياسي أو على المستويات الأخرى".  

مقالات مشابهة

  • نعيم قاسم: صبر حزب الله قد ينفد قبل الـ 60 يومًا بسبب خروقات إسرائيل
  • هل تعود الحرب ؟ : نعيم قاسم يقول إن حزب الله مستعدّ للرد على "خروقات" إسرائيل للهدنة
  • نعيم قاسم.. قد ينفذ صبرنا قبل انتهاء مهلة الـ60 يوماً
  • نعيم قاسم: صبرنا قد ينفد قبل انتهاء مهلة الـ60 يوما
  • الشيخ قاسم: تحية لليمن الفقير بإمكاناته الغني بشعبه وقيادته الذي يواجه الإسرائيلي والأمريكي
  • نعيم قاسم: حزب الله هو من يقرر متى يصبر ومتى يبادر وإسرائيل لم تتقدم سوى مئات الأمتار بجنوب لبنان
  • نعيم قاسم: صبرنا بدأ ينفد بسبب خرق الاحتلال لاتفاق وقف إطلاق النار
  • بث مباشر… كلمة نعيم قاسم الأمين العام لحزب الله في لبنان
  • نعيم قاسم عن مهلة الـ60 يومًا: قد ينفد صبرنا قبل انتهائها
  • فضل الله: ما جرى يثبت مرة أخرى صوابية الخيار الذي نلتزمه