هزيمة تاريخية للحزب الحاكم في بوتسوانا بعد ستة عقود في السلطة
تاريخ النشر: 1st, November 2024 GMT
تكبد الحزب الديمقراطي البوتسواني، الذي يحكم البلاد منذ استقلالها عن بريطانيا عام 1966، هزيمة تاريخية في الانتخابات التشريعية، وفق النتائج الأولية التي صدرت الجمعة.
إذ أظهرت النتائج الأولية أن أحزاب المعارضة الثلاثة مجتمعة حصلت على 31 مقعدًا من أصل 61 في البرلمان، مما يسمح لها بفرض سيطرتها بعد حكم الحزب الحاكم المستمر منذ ستة عقود.
وبحسب مراكز الفرز، حصل حزب "مظلة التغيير الديمقراطي" بقيادة محامي حقوق الإنسان دوما بوكو على 19 مقعدًا، يليه "حزب المؤتمر البوتسواني" بـ7 مقاعد، ثم "الجبهة الوطنية البوتسوانية" بـ5 مقاعد. في المقابل، لم يحصد الحزب الديمقراطي البوتسواني الذي يقوده الرئيس موكغويتسي ماسيسي سوى مقعد واحد حتى الآن.
ومن المتوقع أن تؤكد اللجنة الانتخابية المستقلة النتائج النهائية لاحقًا بعد اكتمال فرز الأصوات. ووفق نظام الانتخابات في بوتسوانا، يُنصَّب زعيم الحزب الذي يحصل على 31 مقعدًا كرئيس للبلاد.
بلغ عدد المسجلين في الانتخابات أكثر من مليون ناخب من أصل 2.6 مليون نسمة، وسط أجواء انتخابية شابتها مخاوف متزايدة من تزايد معدلات البطالة وإدارة الحكومة للموارد الوطنية. وتعد بوتسوانا، التي تعتمد بشكل كبير على صادرات الماس، ثاني أكبر منتج عالمي للماس بعد روسيا، مما يجعل هذه الموارد محورًا للنقاش السياسي في البلاد.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية هل تتخيل أن تتجول آلاف الفيلة في برلين أو لندن؟ هذا ما هدّد به رئيس بوتسوانا.. فما القصة؟ فيديو: شح المياه يدفع أفيال زيمبابوي للهجرة إلى بوتسوانا العثور على 87 فيلاً مقتولاً في بوتسوانا في مذبحة صيدٍ غير مسبوقة هزيمة خسارة نتائج الانتخابات انتخابات بوتسواناالمصدر: euronews
كلمات دلالية: الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024 قطاع غزة إسرائيل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني دونالد ترامب إيران الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024 قطاع غزة إسرائيل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني دونالد ترامب إيران هزيمة خسارة نتائج الانتخابات انتخابات بوتسوانا الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024 قطاع غزة إسرائيل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني دونالد ترامب إيران الحرب في أوكرانيا فيضانات سيول روسيا كامالا هاريس لبنان فولوديمير زيلينسكي یعرض الآن Next فی بوتسوانا
إقرأ أيضاً:
معارك ما بعد الحرب هزيمة الفراغ وإعادة الإعمار
معارك ما بعد الحرب هزيمة الفراغ وإعادة الإعمار
لم تنتهِ الحرب بعد، لكن المعارك تغيّرت. لم تعد كلها تُخاض بالسلاح والنار، بل صار بعضها داخليًا صامتًا، يدور في صدور الرجال والنساء الذين فقدوا وظائفهم ومصادر دخلهم، وفقدوا معها الإحساس بالجدوى. واحدة من أخطر هذه المعارك الآن هي معركة الفراغ. الفراغ ليس مجرد وقت فائض، بل حالة خانقة تتضخم فيها الأحاسيس، ويكبر فيها الإحباط، وتتآكل فيها النفس ببطء. قال محمد شكري:
“على المرء أن يبقى مشغولاً للحد الذي يلهيه عن تعاسته”
وقال غازي القصيبي: “العمل لا يقتل مهما كان شاقًا، ولكن الفراغ يقتل أنبل ما في الإنسان”.
ما بين هاتين العبارتين مساحة واسعة من المعاناة السودانية اليوم.
من فقدوا أعمالهم لم يفقدوا المال فقط، بل فقدوا أيضًا الشعور بأنهم مفيدون، منتجون، قادرون على العطاء. باتوا فريسة لأفكار قاتمة، وهاجمتهم الوحدة بأسوأ صورها. وكما كتب ستيفان زفايغ في روايته لاعب الشطرنج :
“لم نتعرض لأي تعذيب جسدي، بل أسلمونا ببساطة إلى فراغٍ مطلق، ومن البديهي أن لا شيء في العالم يعذّب النفس البشرية أكثر من الفراغ.”
في واقعنا، هذا هو حال كثير من السودانيين اليوم. الفراغ يضغط على الروح، يُضاعف الحزن، ويُفقد المرء اتزانه. أما الذين ما زالوا مشغولين — حتى في أبسط المهام — تجدهم أكثر تماسكًا، لأنهم ببساطة لا يملكون وقتًا للانهيار.
وإذا كنا، لسبب أو لآخر، لم نلعب دورًا حين كانت المعارك تدور بالرصاص أمامنا، فها هي الفرصة اليوم لنلعب دورًا في معارك إعادة الإعمار، بنشر الأمل، ومقاومة الإحباط، والانضمام إلى فرق ترميم الأحياء، ولو بالرأي والمشورة. فإعادة البناء لا تحتاج فقط إلى الأيادي، بل إلى العقول والقلوب أيضًا. نحتاج اليوم أن نعيد تعريف النجاة: النجاة ليست فقط في البقاء على قيد الحياة، بل في أن نحافظ على إنسانيتنا، على قيمنا، على إحساسنا بأن لنا دورًا نؤديه. وهذا الدور قد يكون في التعليم، في التطوع، في دعم الجيران، أو حتى في خلق مساحة صغيرة من الفرح وسط الركام.
كل لحظة نقاوم فيها الفراغ، نكسب فيها جولة جديدة في معركة ما بعد الحرب. معركة إعادة الإعمار لا تبدأ من الطوب والحجر، بل من داخل النفوس. من قرار الإنسان أن ينهض، ويُشارك، ويُقاوم الفراغ قبل أن يقضي عليه. ولن يكون هناك نصر حقيقي ما لم نربح هذه المعركة أيضًا. الحرب سرقت من الناس أشياء كثيرة، لكن لا نسمح لها أن تسرق أرواحنا ونحن أحياء.
بقلم: عميد شرطة (م) عمر محمد عثمان
٢٠ أبريل ٢٠٢٥م
إنضم لقناة النيلين على واتساب