هل خوفي على أولادي ضعف إيمان؟.. دار الإفتاء تجيب
تاريخ النشر: 1st, November 2024 GMT
ورد سؤال إلى دار الإفتاء عبر صفحتها الرسمية، يقول: "هل خوفي على أبنائي يدل على ضعف الإيمان؟".
وأجاب الشيخ أحمد ممدوح، أمين الفتوى بدار الإفتاء ، على هذا السؤال موضحاً أن الشعور بالقلق قد يكون طبيعياً وصحياً عندما يحفز الشخص على العمل والسعي لتحقيق الأمان لأبنائه وتأمين مستقبلهم، قائلاً: "القلق الطبيعي هو الذي يكون دافعاً نحو الاجتهاد، ويجعلك تخطط لتحقيق الأفضل لأولادك، أما القلق غير الطبيعي فقد يتحول إلى خوف زائد قد يصل إلى حالة هلع واكتئاب.
وأشار الشيخ ممدوح إلى أن هناك فرقاً بين القلق الصحي، الذي يؤدي إلى الشعور بالمسؤولية تجاه الأبناء والعمل من أجل مستقبلهم، وبين القلق المرضي، الذي يجعل الإنسان في حالة من الانزعاج الشديد والتوتر المبالغ فيه.
أدعية تعالج القلق والخوفوفي إطار ذلك، استعرضت دار الإفتاء بعض الأدعية التي تساعد في التخفيف من مشاعر القلق والخوف، وتعزز السكينة في النفس، ومنها:
1. دعاء شامل: "اللهم إني أسألك من الخير كله عاجله وآجله، ما علمت منه وما لم أعلم، وأعوذ بك من الشر كله عاجله وآجله، ما علمت منه وما لم أعلم، اللهم إني أسألك من خير ما سألك عبدك ونبيك، وأعوذ بك من شر ما عاذ منه عبدك ونبيك، وأسألك الجنة وما قرب إليها من قول وعمل، وأعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول وعمل، وأسألك أن تجعل كل قضاء قضيته لي خيراً."
2. دعاء السكينة والرضا: "اللهم بعلْمك الغيب، وقدْرتك على الخلق، أحْيِني ما علمت الحياة خيراً لي، وتوفني إذا علمت الوفاة خيراً لي، وأسألك خشيتك في الغيب والشهادة، وكلمة الإخلاص في الرضا والغضب، والقصد في الفقر والغنى، ونعيمًا لا ينفد، وقرة عين لا تنقطع، والرضا بالقضاء، وبرد العيش بعد الموت، ولذة النظر إلى وجهك، والشوق إلى لقائك، في غير ضراء مضرة، ولا فتنة مضلة. اللهم زينا بزينة الإيمان، واجعلنا هداة مهتدين."
3. دعاء الاستغاثة باسم الله الأعظم: "اللهم إنا نسألك باسمك العظيم الأعظم، الذي إذا دعيت به أجبت، وإذا سئلت به أعطيت، وبأسمائك الحسنى كلها، ما علمنا منها وما لم نعلم، أن تستجيب لنا دعواتنا، وتحقق رغباتنا، وتقضي حوائجنا، وتفرج كروبنا، وتغفر ذنوبنا، وتستر عيوبنا، وترحمنا برحمتك الواسعة التي تغنينا عن رحمة من سواك."
4. دعاء التوكل والاستعانة بالله: "اللهم فوضتك أمري كله، فجمّله خيرا بما شئت، واجعلني يا رب ممن نظرت إليه فرحمته، وسمعت دعاءه فأجبته. اللهم لا تجعل ابتلائي في جسدي، ولا في مالي، ولا في أهلي، وسهّل علي ما استثقلته نفسي، توكلت عليك فأعنّي ووفقني، واجبر خاطري، جبراً أنت وليّه. يا رب، أدعوك بعزتك وجلالك، أن لا تصعب لي حاجة، ولا تعظم علي أمراً، ولا تحني لي قامة، ولا تفضح لي سراً، ولا تكسر لي ظهراً."
5. دعاء جبر القلب وفتح الأبواب: "اللهم أزح من قلبي كل خوف يسكنني، وكل ضعف يكسرني، وكل أمر يبكيني، وافتح لي أبوابي المغلقة، واجبر كسر قلبي، جبرًا يتعجب منه أهل السماوات والأرض، جبراً يليق بكرمك، وعظمتك، وقدرتك، يا رب."
توضح دار الإفتاء أن مثل هذه الأدعية قد تكون وسيلة للتقرب من الله وبث الطمأنينة في القلوب، مؤكدةً أن الاطمئنان والتوكل على الله هو الأساس الذي يمكن من خلاله التغلب على القلق والخوف غير الطبيعي.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: دار الإفتاء دعاء القلق والخوف دار الإفتاء
إقرأ أيضاً:
حكم قراءة القرآن جماعة بصوت واحد.. الإفتاء تجيب
أجابت دار الإفتاء المصرية عن سؤال ورد لها من احد المتابعين جاء مضمونه كالتالي "ما حكم قراءة القرآن جماعة بصوت واحد؟ فأنا أتقنت حفظ كتاب الله تعالى، وأملك مركزًا لتحفيظ القرآن الكريم، وممَّا سلكته من طرق التحفيظ للأطفال أن أقوم بتحديد بعض الآيات لهم بحيث يردّدونها في جماعة بصوت واحد؛ إذ هو أبعث للهمَّة وأدعى للحفظ، كما أنني أنوي تجويد هذه الطريقة على نمط قراءة مشاهير القراء، ولكن نهاني أحد أصدقائي عن ذلك بدعوى أنَّه بدعة؛ فما حكم ما أقوم به؟".
قالت الإفتاء يجوز الاجتماع على قراءة القرآن الكريم بصوتٍ واحدٍ؛ إذ استحباب الاجتماع على تلاوة القرآن الكريم ومدارسته جاء عامًّا، فيبقى على عمومه الشامل لشتى صور الاجتماع على التلاوة والمدارسة؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «مَا اجْتَمَعَ قَوْمٌ فِي بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللهِ، يَتْلُونَ كِتَابَ اللهِ، وَيَتَدَارَسُونَهُ بَيْنَهُمْ، إِلَّا نَزَلَتْ عَلَيْهِمِ السَّكِينَةُ، وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ وَحَفَّتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ، وَذَكَرَهُمُ اللهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ» أخرجه مسلم.
فضل تعلم القرآن وتعليمه
وعن فضل تعلم القرآن وتعليمه، قالت الإفتاء: حثَّ الشرع الشريف على تعلم القرآن وتعليمه، وجعل النبي صلى الله عليه وآله وسلم متعلمَ القرآن ومعلِّمَه خيرَ الأمة، فعن عثمان بن عفان رضي الله عنه أنَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «خَيْرُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ القُرْآنَ وَعَلَّمَهُ» أخرجه البخاري.
قال الإمام ابن بطال في "شرح البخاري" (10/ 265، ط. مكتبة الرشد): [حديث عثمان يدل على أن قراءة القرآن أفضل أعمال البر كلها؛ لأنه لما كان مَن تعلَّم القرآن أو علَّمه أفضلَ الناس وخيرَهم دل ذلك على ما قلناه؛ لأنه إنما وجبت له الخيريةُ والفضلُ مِن أجل القرآن، وكان له فضلُ التعليم جاريًا ما دام كلُّ مَن علَّمه تاليًا] اهـ.
مذهب الإمام مالك في حكم قراءة القرآن جماعة
روي عن الإمام مالك كراهتها؛ قال العلامة الخرشي في "شرح مختصر خليل" (1/ 352، ط. دار الفكر): [وكره مالك اجتماع القراء يقرؤون في سورة واحدة، وقال: لم يكن مَن عمل الناس، ورآها بدعة] اهـ.
وإنَّما قال الإمام مالك بالكراهة لضبط بعض الطرق غير المشروعة في القراءة؛ كأن يصاحب تلك القراءة لتحسين الأصوات محاولة زيادة بعضهم في صوته بما يُخرِج القراءة عن ضوابط التجويد، ينظر: "البيان والتحصيل" لابن رشد الجد (1/ 298، ط. دار الغرب الإسلامي)، أو لتَلبُّس بعض من يمارسها بالمباراة في الحفظ والمباهاة في التقدم فيه، كما في "المنتقى" لأبي الوليد الباجي .
الأدلة على مشروعية قراءة القرآن جماعة
جاء في ذلك من فعل الصحابة رضوان الله عليهم أنَّ أبا الدرداء رضي الله عنه كان يدرس القرآن معه نفر يقرؤون جميعًا. ينظر: "التبيان" للنووي ص: 102.
قال سويد بن عبد العزيز: كان أبو الدرداء إذا صلَّى الغداة في جامع دمشق اجتمع الناس للقراءة عليه؛ فكان يجعلهم عشرة عشرة وعلى كلِّ عشرة عرِّيفًا، ويقف هو في المحراب يرمقهم ببصره، فإذا غلط أحدهم رجع إلى عريفه فإذا غلط عريفهم رجع إلى أبي الدرداء يسأله عن ذلك، وكان ابن عامر عريفًا على عشرة، كذا قال سويد، فلما مات أبو الدرداء خلفه ابن عامر.
وعن مسلم بن مِشْكَمٍ قال: قال لي أبو الدرداء: اعدد من يقرأ عندي القرآن، فعددتهم ألفًا وستمائة ونيفًا، وكان لكلِّ عشرةٍ منهم مقرئ، وكان أبو الدرداء يكون عليهم قائمًا، وإذا أحكم الرجل منهم تحوَّل إلى أبي الدرداء رضي الله عنه. ينظر: "معرفة القراء الكبار" للذهبي.
وممَّا يُستدَل به على الجواز أيضًا: ما رواه أبو هريرة رضي الله عنه أنَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «مَا اجْتَمَعَ قَوْمٌ فِي بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللهِ، يَتْلُونَ كِتَابَ اللهِ، وَيَتَدَارَسُونَهُ بَيْنَهُمْ، إِلَّا نَزَلَتْ عَلَيْهِمِ السَّكِينَةُ وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ وَحَفَّتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ، وَذَكَرَهُمُ اللهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ» أخرجه مسلم.