الجزيرة:
2024-11-01@08:18:10 GMT

التكايا إرث صوفي يسد رمق الجوعى في السودان

تاريخ النشر: 1st, November 2024 GMT

التكايا إرث صوفي يسد رمق الجوعى في السودان

التكايا مراكز اجتماعية تطوعية توزع وجبات غذائية لآلاف المحتاجين في السودان، وهي جزء من التراث الديني والثقافي في البلاد، ويمتد تاريخها إلى عقود من الزمن، منذ مملكة سنار الإسلامية، مرورا بعهد الدولة العثمانية وسلطنة دارفور.

وقد ساهم العثمانيون في دعم انتشار التكايا بهدف تعزيز التعليم الديني، وجعلوها تضطلع بدور حيوي في تحسين حياة الفقراء والمحتاجين.

ما التكايا؟

التكايا مفردها "تَكيَّة"، وهي ملجأ للفقراء، وأصلها "التّكْأة"، أي ما يتكئ عليه الفقير، وفقا لقاموس اللهجة العامية في السودان لعون الشريف قاسم.

وقد عُرفت التكية في العصر العثماني بأنها أحد أنواع المراكز الدينية التي كانت تخصص لإقامة الدراويش وطلبة العلم وعابري السبيل، وحلت مكان "الخانقاوات" التي انتشرت في العصر المملوكي.

وتُعرف التكايا بأنها إرث صوفي قديم، إذ يجد الفقراء والمحتاجون والمريدون فيها ملاذا يوفر لهم ما يسد جوعهم ويمنحهم الراحة.

وهي جزء من النظام الصوفي الذي عمل على نشر تعاليمه عبر مؤسسات من أهمها المسجد والمسيد والخلوة والزاوية والتكية والضريح والمزار.

تكية مسيد الشريف التيجاني في كركوج بولاية سنار تقدم الطعام للنازحين من مختلف مدن السودان (الجزيرة) تاريخ التكايا في السودان

يعود أصل التكايا في السودان إلى عقود طويلة، إذ ينسب أقدمها إلى الملك بادي أبو دقن، أحد ملوك مملكة سنار الإسلامية، في عام 1643.

وتقول بعض الروايات إن دخول التكية إلى السودان يعود إلى العرب الوافدين إليه من شمال أفريقيا في عهد السلطان أحمد المعقور، مؤسس سلطنة دارفور.

وقد أولت الدولة العثمانية، في فترة الواليين إسماعيل باشا وسعيد باشا، اهتماما خاصا بدعم قيام التكايا وفقا لخطة تهدف إلى المساهمة في نشر التعليم الديني.

وتألفت التكية العثمانية من حجرة للصلاة، وباحة واسعة مكشوفة تحيط بها حجرات الصوفية السكنية، وأروقة ومرافق للقراءة والاستحمام وتناول الطعام.

وفي العصر الحديث، انتشرت العديد من التكايا في السودان، ومن أشهرها تكية الإمام عبد الرحمن المهدي، زعيم طائفة الأنصار في أم درمان، وتكية السيد علي الميرغني، زعيم الطريقة الختمية الصوفية في الخرطوم بحري.

التكايا تنشط بصورة أكبر في ولاية الخرطوم ومدنها (مواقع التواصل الاجتماعي) دورها المجتمعي

للتكايا المنتشرة في السودان والعالم العربي دور حيوي في توفير الدعم والرعاية الاجتماعية للفقراء والمحتاجين وعابري السبيل، وتعمل على تحسين حياة الناس وتوفير الدعم للفئات الأكثر احتياجا في المجتمع، ونشر قيم التكافل.

مناطق انتشارها وآلية عملها

انتشرت التكايا في مناطق واسعة من السودان بعد اندلاع الصراع بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع في 15 أبريل/نيسان 2023.

وقد نشطت بصورة أكبر في ولاية الخرطوم ومدنها، ومن أشهرها تكية مسيد الشيخ الأمين عمر الأمين بمنطقة أم درمان القديمة التي توفر الغذاء والدواء للمحتاجين.

وبحسب محمد حمزة، أحد متطوعي جمعية الهلال الأحمر السوداني بمنطقة الكوداب والحوشاب شمالي أم درمان، فإن التكايا تعتمد بشكل أكبر على التبرعات من الأهالي في داخل السودان وخارجه.

ووفقا للمصدر ذاته يدير التكايا إما أهل الحي أو الحكومة أو المنظمات الإنسانية وغرف الطوارئ، وتعمل بضع منها في الأسبوع حسب مقدار التبرعات المالية وتوفر السلع الأساسية.

التكايا تقدم وجبات متنوعة ما بين الفول والعدس والأرز وغيرها (مواقع التواصل الاجتماعي)

وقد رشح معهد أبحاث السلام بأوسلو في 3 أكتوبر/تشرين الأول 2024 غرف الطوارئ في السودان لجائزة نوبل للسلام، لدورها في التدخل وتقديم المساعدات الإنسانية المنقذة لحياة المحتاجين.

وتقدم التكايا وجبات متنوعة ما بين الفول والعدس والأرز وغيرها، ويوزع المتطوعون الغذاء على المحتاجين في منازلهم، وفي بعض المناطق يضطر المحتاج للذهاب إلى التكية حاملا إناء للحصول على طعام يكفيه وأسرته.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات فی السودان التکایا فی

إقرأ أيضاً:

روسيا وأمريكا ولعبة النفوذ في السودان في ظل الصراع المسلح!

تحوّل السودان إلى ساحة للصراع بين القوى الدولية، روسيا تدعم مرة قوات الدعم السريع ثم تزود الجيش بسلاح يرجح ربما كفته في الصراع. فيما تنتقد واشنطن تزويد أي جهة داخل السودان بسلاح قد يطيل من أمد الحرب الأهلية.

التغيير: وكالات

تلعب روسيا دورًا متزايدًا في السودان  لتعزيز نفوذها في البحر الأحمر وتوسيع حضورها الإفريقي. إذ تعتبر روسيا البحر الأحمر ممرًا مائيًا حيويًا، حيث تسعى لتعزيز وجودها الأمني والجيوسياسي في المنطقة، من خلال تأمين موطئ قدم على السواحل السودانية، بحسب ما يرى مراقبون. فيما تبدي واشنطن اهتماما واضحا في السودان من خلال تعيين مبعوث أميركي خاص بشأن السودان توم بيرييلو الذي بدأ عمله بزيارة الرياض والقاهرة وأنقرة ابتداء من 8 سبتمبر الماضي، لمواصلة الجهود الطارئة لإنهاء الحرب الدائرة في السودان والمجاعة الناتجة عنها. وبالبناء على النجاح الأخير الذي حققته مبادرة “مجموعة التحالف من أجل تعزيز إنقاذ الأرواح والسلام في السودان”.

لكن رغم كل الجهود الدولية يشهد السودان صراعا على السلطة بين  قوات الدعم السريع  والجيش منذ 15 أبريل 2023، وتحول البلد الأفريقي الكبير نتيجة ذلك إلى ساحة صراع بين قوى إقليمية ودولية، إما بسبب أطماع في ثرواته أو وضع قدم في هذا البلد الأفريقي المهم أو لتصفية حسابات.

مصالح روسيا في السودان

نقلت صحيفة “الشرق الأوسط” السعودية، عن ياسر العطا، عضو مجلس السيادة الانتقالي ومساعد القائد العام  للقوات المسلحة السعودية، قوله إن “روسيا طلبت إقامة محطة للوقود في البحر الأحمر مقابل توفير أسلحة وذخيرة، وإن اتفاقيات بهذا الصدد سيتم توقيعها قريباً”. بشأن ذلك يقول لؤي عبد الرحمن، رئيس تحرير موقع “قلب إفريقيا” الإخباري السوداني، لـ DW إن روسيا تسعى لتعزيز وجودها السياسي في القارة الإفريقية، “السودان، بفضل موقعه الجغرافي وموارده الطبيعية الغنية، بما في ذلك المعادن والزراعة، يمثل فرصة استثمارية واقتصادية مهمة لروسيا”.  ويضيف لؤي ” أن السودان قد يصبح نقطة انطلاق لتعزيز النفوذ الروسي في وسط وجنوب وغرب إفريقيا، مما يشكل تحديًا لتواجد القوى الغربية، وخصوصًا فرنسا”. يشار إلى أن الجانب الروسي لم يعلن رسميا عن تزويده الجيش السوداني بالسلاح.

من جانبه يرى مكي المغربي، مستشار في الملف الأمريكي والافريقي بنيويورك، أن”مصالح روسيا في  السودان  تتمثل في الحاجة إلى موطئ قدم عسكري على البحر الأحمر، وهو ما عبَّرت عنه روسيا من خلال الاتفاقية الخاصة بالقاعدة اللوجستية”. وأكد مكي أن “السودان يحتاج إلى التعاون العسكري والسياسي في المحافل الدولية، فضلاً عن الحاجة المتزايدة في مجالات الزراعة والتعدين. على الرغم من خروج السودان من العقوبات الأمريكية، لا تزال هناك عقوبات تؤثر عليه وعلى منظومة الصناعات الدفاعية”.

وفي هذا الإطار يضيف لؤي عبد الرحمن قائلا: “إن الحكومة السودانية لجأت إلى روسيا في ظل ضعف الدعم الغربي، حيث لم تتخذ الدول الغربية موقفًا واضحًا أو قويًا ضد مليشيا الدعم السريع” على أمل أن تتلقى الدعم العسكري والسياسي في المحافل الدولية في ظل الضغوط الميدانية”.

لكنه عبد الرحمن يرى “أن الانحياز الروسي للحكومة السودانية ليس كاملاً”. وأشار إلى أن روسيا لم تكن شريكًا أساسيًا للحكومة في الأصل، بل كانت تربطها علاقات وطيدة مع قوات الدعم السريع. “وقدمت روسيا مستشارين لهذه الميليشيا وأقامت علاقات استثمارية قوية معها، خاصة في قطاع الذهب”.

يشار إلى أن قوات الدعم السريع تمتلك أسلحة روسية حصلت عليها سابقًا، فضلاً عن وجود حلفاء لهذه الميليشيا من الدول المجاورة، مما قد يعني تلقي الدعم الروسي بشكل غير مباشر. وفي هذا السياق يقول لؤي: “إن الحكومة السودانية تدرك أن الميل الروسي نحوها ليس كاملاً، وأن روسيا قد تستخدم هذا التوجه كورقة ضغط لتحقيق مصالحها الخاصة.”

ونشر مشروع الإبلاغ عن الجريمة المنظمة والفساد، وهو شبكة عالمية من الصحفيين الاستقصائيين، تقريراً في نوفمبر 2022 يوضح بالتفصيل تدخل مجموعة فاغنر في قطاع التنقيب عن الذهب في السودان.

الموقف الأمريكي من الأزمة السودانية

أبدت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن قلقها إزاء تقارير تفيد بوصول شحنات أسلحة من إيران إلى الجيش السوداني، الذي يخوض صراعاً عنيفاً مع “قوات الدعم السريع” المتهمة بتلقي دعم من روسيا وجهات أخرى. ويأتي هذا الموقف في إطار جهود أمريكية لاحتواء التدخلات الخارجية المتزايدة في السودان التي تهدد استقرار المنطقة.

وخلال محادثات أجرتها مساعدة وزير الخارجية الأميركي للشؤون الأفريقية، مولي فيي، على هامش القمة الأفريقية في أديس أبابا، أكدت الولايات المتحدة التزامها بأولوية استعادة الحكم المدني في السودان. وتسعى واشنطن عبر ما أطلقت عليه “خطة اليوم التالي” إلى إنهاء النزاع وضمان استقرار المنطقة، في ظل تزايد التنافس الدولي على النفوذ في السودان والقرن الأفريقي.

ويرى مراقبون إن تزايد النفوذ الروسي في السودان سيدفع الولايات المتحدة للتحرك أكثر وسد الطريق أمام النفوذ الروسي المتزايد. ويقول مكي المغربي إن “التعاون الروسي والتقارب السوداني الإيراني له تأثير إيجابي لأنه يعكس انفتاح السودان على منافسيه أمريكا في المنطقة”. ويؤكد بالقول: “طلبنا التعاون مع أمريكا فلم تهتم بنا ولكن عندما نتوجه نحو روسيا تهتم، ليس لتطوير العلاقة معها بل لمنع السودان من العلاقة مع روسيا ثم تتنصل هي عن وعودها”.

عقوبات واشنطن على السودان

وفي خطوة تهدف إلى تقييد الموارد العسكرية للقوات المسلحة السودانية فرضت الولايات المتحدة عقوبات على ميرغني إدريس سليمان، المدير العام للصناعات الدفاعية وأحد القادة البارزين في الجيش السوداني. ووفقاً لبيان صادر عن وزارة الخارجية الأمريكية، يتهم إدريس بقيادة جهود مكثفة لتوسيع القدرات العسكرية للجيش، بما في ذلك شراء الطائرات المسيرة من إيران وروسيا، وتبادل الأسلحة مع موسكو مقابل تسهيلات لوجستية.

ويرى مراقبون أن هذه العقوبات تأتي في وقت يشتد فيه الضغط الدولي لإنهاء النزاع في السودان، حيث يعاني أكثر من 21 مليون سوداني من نقص حاد في الغذاء، بينما تشرد 11 مليوناً بفعل النزاع. وتشير هذه الخطوة إلى استراتيجية من واشنطن تهدف إلى توسيع نطاق الضغط على النظام السوداني، حيث يمكن أن تشمل العقوبات قادة عسكريين آخرين ومسؤولين حكوميين متورطين في انتهاكات حقوق الإنسان أو تعزيز النزاع. ويهدف هذا إلى إرسال رسالة قوية مفادها أن الولايات المتحدة لن تتسامح مع أي محاولة لزيادة التسليح، مُشيرةً إلى ضرورة المساءلة في ظل الظروف الإنسانية الحرجة.

الذهب والسلاح والنفوذ في السودان

يُعتبر السودان من أبرز منتجي الذهب في إفريقيا، حيث يحتل المرتبة الثالثة عشرة عالميًا، إذ تبلغ احتياطيات من الذهب حوالي 1550 طنًا. ومع ذلك، كشفت تقارير حديثة، بما في ذلك تقرير شبكة “سي أن أن” الأمريكية، عن قضية خطيرة تتعلق بنهب الذهب السوداني من قِبَل روسيا، التي تستخدمه لتمويل حربها في أوكرانيا.

وبحسب مراقبين، فإن تقدّيم روسيا دعمًا سياسيًا وعسكريًا قويًا لمجلس السيادة السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان سيزيد من تعقيد المشهد السياسي في البلاد. ومن خلال هذه العلاقة، تسعى روسيا إلى تعزيز نفوذها في المنطقة، مع الاستفادة من الموارد الطبيعية الغنية للسودان، مثل الذهب.

وفي نفس السياق يقول لؤي: “إن الحكومة السودانية تستغل الدعم الروسي كأداة ضغط ضد الغرب، بهدف إجبار مليشيا الدعم السريع على التفاوض وفق أجندة الجيش السوداني. في حين يُعتبر هذا التوجه تكتيكيًا من جانب السودان، فإن روسيا ترى في هذا التواجد فرصة استراتيجية لتوسيع نفوذها في المنطقة”.

ومن الواضح أن”التدخل الروسي لا يمثل عائقًا كبيرًا أمام عملية السلام في السودان، إذ أن علاقات روسيا في الأصل لم تقتصر على الحكومة السودانية، بل امتدت إلى “مليشيا الدعم السريع” التي تجمعها بروسيا مصالح اقتصادية، وخاصة في قطاع الذهب”، بحسب مكي المغربي. ويشرح مكي بالقول إن “السودان كان يرغب في علاقات أقوى مع أمريكا أكثر من روسيا، ولكن انزلقت أمريكا في أجندة الرباعية وهي (أمريكا، بريطانيا، السعودية، الامارات)” .

وليس سرا أن كلا من الولايات المتحدة وروسيا والصين تبحث عن مصالحها في القارة الأفريقية التي تعاني من ويلات الحروب والصراعات، بل أن القارة أصبحت ساحة للصراع على المستوى الاقتصادي. وطالما انتقد ناشطون مدنيون سودانيون الموقف الامريكي تجاه الأزمة في البلاد، وطالبوا واشنطن بعدم الأكتفاء بفرض عقوبات على قوات الدعم السريع وقيادتها أو على قيادات عسكرية في الجيش، بل بدخول قوات أممية تفصل  بين القوات المتحاربة وتحمي المدنيين .

نقلاً عنDWعربية

الوسومأمريكا الذهب السوداني حرب الجيش والدعم السريع روسيا

مقالات مشابهة

  • روسيا وأمريكا ولعبة النفوذ في السودان في ظل الصراع المسلح!
  • سفير السودان بالقاهرة يشيد بدور الإعلام المصري لتصديه للمؤامرة التي تتعرض لها السودان
  • التكايا موروث تاريخي لمجابهة أزمات السودان
  • ماثيو ميلر: ندين الهجمات الشنيعة التي نفذتها قوات الدعم السريع في ولاية الجزيرة خلال الأسبوع الماضي
  • جامعة الدول العربية ومصر تدينان “الانتهاكات الجسيمة” التي قامت بها قوات الدعم السريع في ولاية الجزيرة السودانية
  • مذبحة «السريحة»... صدمة السودان
  • أسقفية الخدمات توفر وجبات صحية للأطفال وكشف بالمجان ضمن حملة «إيد واحدة»
  • هل ينتهي الدعم السريع بالانتحار؟
  • توم بيرييلو: ندعو قوات الدعم السريع إلى وقف قتل المدنيين ووقف كل الأعمال التي تنتهك التعهدات التي قطعها الجنرال “حميدتي”