الجزيرة:
2025-04-07@10:46:41 GMT

التكايا إرث صوفي يسد رمق الجوعى في السودان

تاريخ النشر: 1st, November 2024 GMT

التكايا إرث صوفي يسد رمق الجوعى في السودان

التكايا مراكز اجتماعية تطوعية توزع وجبات غذائية لآلاف المحتاجين في السودان، وهي جزء من التراث الديني والثقافي في البلاد، ويمتد تاريخها إلى عقود من الزمن، منذ مملكة سنار الإسلامية، مرورا بعهد الدولة العثمانية وسلطنة دارفور.

وقد ساهم العثمانيون في دعم انتشار التكايا بهدف تعزيز التعليم الديني، وجعلوها تضطلع بدور حيوي في تحسين حياة الفقراء والمحتاجين.

ما التكايا؟

التكايا مفردها "تَكيَّة"، وهي ملجأ للفقراء، وأصلها "التّكْأة"، أي ما يتكئ عليه الفقير، وفقا لقاموس اللهجة العامية في السودان لعون الشريف قاسم.

وقد عُرفت التكية في العصر العثماني بأنها أحد أنواع المراكز الدينية التي كانت تخصص لإقامة الدراويش وطلبة العلم وعابري السبيل، وحلت مكان "الخانقاوات" التي انتشرت في العصر المملوكي.

وتُعرف التكايا بأنها إرث صوفي قديم، إذ يجد الفقراء والمحتاجون والمريدون فيها ملاذا يوفر لهم ما يسد جوعهم ويمنحهم الراحة.

وهي جزء من النظام الصوفي الذي عمل على نشر تعاليمه عبر مؤسسات من أهمها المسجد والمسيد والخلوة والزاوية والتكية والضريح والمزار.

تكية مسيد الشريف التيجاني في كركوج بولاية سنار تقدم الطعام للنازحين من مختلف مدن السودان (الجزيرة) تاريخ التكايا في السودان

يعود أصل التكايا في السودان إلى عقود طويلة، إذ ينسب أقدمها إلى الملك بادي أبو دقن، أحد ملوك مملكة سنار الإسلامية، في عام 1643.

وتقول بعض الروايات إن دخول التكية إلى السودان يعود إلى العرب الوافدين إليه من شمال أفريقيا في عهد السلطان أحمد المعقور، مؤسس سلطنة دارفور.

وقد أولت الدولة العثمانية، في فترة الواليين إسماعيل باشا وسعيد باشا، اهتماما خاصا بدعم قيام التكايا وفقا لخطة تهدف إلى المساهمة في نشر التعليم الديني.

وتألفت التكية العثمانية من حجرة للصلاة، وباحة واسعة مكشوفة تحيط بها حجرات الصوفية السكنية، وأروقة ومرافق للقراءة والاستحمام وتناول الطعام.

وفي العصر الحديث، انتشرت العديد من التكايا في السودان، ومن أشهرها تكية الإمام عبد الرحمن المهدي، زعيم طائفة الأنصار في أم درمان، وتكية السيد علي الميرغني، زعيم الطريقة الختمية الصوفية في الخرطوم بحري.

التكايا تنشط بصورة أكبر في ولاية الخرطوم ومدنها (مواقع التواصل الاجتماعي) دورها المجتمعي

للتكايا المنتشرة في السودان والعالم العربي دور حيوي في توفير الدعم والرعاية الاجتماعية للفقراء والمحتاجين وعابري السبيل، وتعمل على تحسين حياة الناس وتوفير الدعم للفئات الأكثر احتياجا في المجتمع، ونشر قيم التكافل.

مناطق انتشارها وآلية عملها

انتشرت التكايا في مناطق واسعة من السودان بعد اندلاع الصراع بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع في 15 أبريل/نيسان 2023.

وقد نشطت بصورة أكبر في ولاية الخرطوم ومدنها، ومن أشهرها تكية مسيد الشيخ الأمين عمر الأمين بمنطقة أم درمان القديمة التي توفر الغذاء والدواء للمحتاجين.

وبحسب محمد حمزة، أحد متطوعي جمعية الهلال الأحمر السوداني بمنطقة الكوداب والحوشاب شمالي أم درمان، فإن التكايا تعتمد بشكل أكبر على التبرعات من الأهالي في داخل السودان وخارجه.

ووفقا للمصدر ذاته يدير التكايا إما أهل الحي أو الحكومة أو المنظمات الإنسانية وغرف الطوارئ، وتعمل بضع منها في الأسبوع حسب مقدار التبرعات المالية وتوفر السلع الأساسية.

التكايا تقدم وجبات متنوعة ما بين الفول والعدس والأرز وغيرها (مواقع التواصل الاجتماعي)

وقد رشح معهد أبحاث السلام بأوسلو في 3 أكتوبر/تشرين الأول 2024 غرف الطوارئ في السودان لجائزة نوبل للسلام، لدورها في التدخل وتقديم المساعدات الإنسانية المنقذة لحياة المحتاجين.

وتقدم التكايا وجبات متنوعة ما بين الفول والعدس والأرز وغيرها، ويوزع المتطوعون الغذاء على المحتاجين في منازلهم، وفي بعض المناطق يضطر المحتاج للذهاب إلى التكية حاملا إناء للحصول على طعام يكفيه وأسرته.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات فی السودان التکایا فی

إقرأ أيضاً:

أميركا تدرج 7 شركات بالإمارات على برنامج عقوبات السودان

أدرجت الولايات المتحدة، اليوم الجمعة، 7 شركات مقرها الإمارات على برنامج العقوبات المفروضة على السودان، وفق ما ذكرت وكالة أنباء الإمارات (وام) الرسمية.

وذكرت الوكالة أن الشركات المعنية هي "كابيتال تاب القابضة" و"كابيتال تاب للاستشارات الإدارية"، و"كابيتال تاب للتجارة العامة"، و"كرييتف"، وكذلك شركات "الزمرد والياقوت للذهب والمجوهرات"، و"الجيل القديم للتجارة العامة"، و"هورايزون للحلول المتقدمة للتجارة العامة".

وقالت إن وزارة العدل الإماراتية أكدت أن أيا من الشركات السبع لا تملك ترخيصا تجاريا ساري المفعول في الإمارات، نافية أن تكون بصدد ممارسة أي منها أعمالها في الدولة.

كما أشارت إلى أن السلطات الإماراتية المختصة تواصل مراقبة جميع الأنشطة المشبوهة المحتملة لهذه الشركات، وفقا للقوانين.

وعملت السلطات الإماراتية -وفق الوكالة- على إجراء تحقيقاتها الخاصة بشأن هذه الشركات والأفراد المرتبطين بها فور إخطارها بالعقوبات، كما سعت إلى الحصول على مزيد من المعلومات من السلطات الأميركية للمساعدة في التحقيقات.

يشار إلى أن واشنطن كانت قد فرضت في يناير/كانون الثاني 2024 عقوبات على مصرف وشركتين بتهمة تقديم تمويل لطرفي النزاع في السودان.

إعلان

وأعلنت وزارة الخزانة الأميركية حينها أنها ستجمد أصول "بنك الخليج" وتجرم أي تعاملات معه في الولايات المتحدة، نظرا لأنه لعب دورا "أساسيا" في تمويل قوات الدعم السريع.

كما استهدفت العقوبات "شركة زادنا العالمية للاستثمار المحدودة" التي تشتبه واشنطن في أنها استخدمت في غسل الأموال وعمليات الجيش التجارية، إضافة إلى شركة "الفاخر للأعمال المتقدمة المحدودة" التي قالت وزارة الخزانة الأميركية إنها ساعدت قوات الدعم السريع على جني ملايين الدولارات عبر تصدير الذهب، مما سمح لقوات الدعم بشراء الأسلحة.

كما فرضت واشنطن في الآونة الأخيرة عقوبات متتالية على قادة الدعم السريع المتورطين في انتهاكات لحقوق الإنسان، ومنهم قادة بارزون مثل محمد حمدان دقلو (حميدتي) وأشقائه.

وأصدرت وزارة الخزانة الأميركية عقوبات مماثلة على رئيس مجلس السيادة الانتقالي، قائد الجيش السوداني الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان.

مقالات مشابهة

  • قرقاش يؤكد التزام الإمارات بمستقبل السودان ويهاجم حكومة الخرطوم
  • معاناة النازحين الفارين من هجمات قوات الدعم السريع في السودان
  • الجنجويد والطائرات المسيرة: سيمفونية الدمار التي يقودها الطمع والظلال الإماراتية
  • السودان يدعو الأمم المتحدة إلى الضغط لإيصال المساعدات للنازحين حول الفاشر
  • السودان: انقطاع الكهرباء شمالا جراء استهداف الدعم السريع محطة مروي
  • كهرباء السودان تكشف تفاصيل ما حدث في سد مروي بعد هجوم الدعم السريع 
  • شافعي صوفي يعادي داعش والقاعدة وقريب من الإخوان (بورتريه)
  • الحرب العالمية التجارية التي أعلنها ترمب لا تخصنا في الوقت الراهن
  • أميركا تدرج 7 شركات بالإمارات على برنامج عقوبات السودان
  • أوكرانيا تستدعي سفيرها لدى السودان للتشاور