بقلم : د. سمير عبيد ..

أولا: لقد تدنت الاخلاق في معظم البلدان العربية والإسلامية في العقود الأخيرة بسبب التدخلات والإملاءات الخارجية، وبسبب ضعف الأنظمة والحكومات التي ينقصها الرشد ، وبسبب الثقافة الوافدة والرديئة التي لم تجد من يصدها ويردعها وللأسف الشديد.ووصل التدني ليضرب الاخلاق والقيم في داخل مؤسسات الدولة .

ولكن الانهيار في العراق فريد من نوعه وقد يكون استثناء لأنه أصبح سياسة دولة تقريبا وللأسف الشديد. و مُغطى على تلك السياسات الخطيرة من الجهات الدينية.وهنا الكارثة !
ثانيا:-وعجزنا عن معرفة أسراره إلا سر واحد وهو فيبدو ( شُرطَ عليهم مقابل استلامهم السلطة واشتراك الجهات الدينية فيها, مقابل :- تفتيت المجتمع العراقي ،وتدمير مؤسسات الدولة، وإعدام الطبقة الوسطى في المجتمع، ونشر الجهل والخرافة والانحلال وضرب الحالة والثقافة الوطنية وركوب حصان الطائفية للإسراع بتفتيت المجتمع وعسكرته، وتدمير المرأة والعمل على جعل العراق بلد للسياحة الجنسية مستقبلا) (وهذا ماحصل بالضبط )وعندما تقارنه بجوهر المشروع الصهيوني التلمودي للعراق فتجد ان هذه الحكومات والجهات الدينية الشريكة معها تقدم خدمة فعلية للمشروع الصهيوني التلمودي في العراق !
ثالثا: وبما ان الأخلاق تدنت جدا ، والحكومات والجهات الدينية معا ملتهية بنهب الدولة وتدميرها فنتيجة طبيعية تعطل العمل الحقيقي للمسجد والحسينية في المجتمع الإسلامي فأصبحت ( المرأة العراقية ) ضحية وفريسة لا احد يحميها. لأن هناك ثقافة ذكورية جامحة وغير منضبطة لا بقانون ولا باخلاق من قبل معظم المسؤولين في الدولة وشركائهم رجال الدين وهناك هوس لدى معظم المسؤولين العراقيين ورجال الدين بالجنس الممنوع وبالجنس المحرم . وعندما نقول المرأة العراقية نعني ( الام والبنت والحفيدة ) أي الماضي والحاضر والمستقبل. والمرأة هي اساس المجتمع وهي قائد الاسرة وعماد التربية في البيت، واذا ضُربت المرأة ضُربت الاسرة والاولاد والتربية والمجتمع وهذا ما بدأنا نلمسه في العراق اخيرا ( والمستغرب ان المرأة التي تبوأت في البرلمان والوزارات والمؤسسات وفي منظمات المجتمع المدني هي شريك بتدمير المرأة والمنظومة التي هي لاعب رئيسي فيها وهي الاسرة والتربية والاولاد والمجتمع )
رابعاً:-فالمرأة العراقية باتت مهددة بشرفها وسمعتها وعفتها سواء في داخل مؤسسات الدولة او في الشركات والجهات الخاصة او داخل المجتمع وحتى داخل المؤسسات التعليمية والتربويّة لان( التحرش الجنسي ) اصبح ممارسة وثقافة في العراق مابعد عام ٢٠٠٣ والحكومات العراقية المتعاقبة والجهات الدينية لزمت الصمت عن ذلك .وكأن القضية لا تعنيهما (وهذا مؤشر ان هناك مؤامرة خطيرة على المجتمع والأسرة من خلال استهداف المرأة).. فالتعيين والترقية والابتعاث والرضا والقبول بوظيفة او بدورة او بورشة بات شرطهُ ( قبول التحرش الجنسي/ في اغلب الاحيان- لان التعميم لا يجوز) وهذه كارثة مسكوت عنها وتضاف للكوارث الاخرى المسكوت عنها مثل ( فقدان السيادة ، وانتشار المخدرات ، وانتشار زنا المحارم، وانتشار الجندر والشذوذ الجنسي، والالحاد ، والفساد الإداري والمالي ، وتوغل الدول داخل العراق … الخ)
خامسا: فإذا بقي السكوت مستمرا فإعلموا ان كل أسرة وبيت سيصبح مهدد في المستقبل (فالقضية لا تقبل السكوت اطلاقاً) وشعار ” انا معليّة” لا ينفع بل هو اشتراك بالمؤامرة والجريمة لان كل مواطن وكل اسرة هما شركاء في المجتمع. ومن هنا ( الف تحية والف سلام إلى المرأة الموظفة بالدولة والعاملة في الشركات والمؤسسات الخاصة وهي تخوض حرباً للذود عن شرفها واسمها وسمعتها ومستقبل ابناءها واهلها) فيجب دعم هذه النساء وبالمقابل ردع ( الفاشينيسات وصاحبات المحتوى الهابط ، وردع بيوت واماكن الدعارة، وتشريع قانون العمل اجل يُجرّم التحرش الجنسي في مؤسسات الدولة وجهات التشغيل الخاصة وسن عقوبات ثقيلة ضد من يمارس التحرش الجنسي، ويجب تشكيل لجان مهمتها مراقبة عمل الفنادق والمقاهي والملاهي وعلب الليل، ولجان اخرى تراقب مؤسسات الدولة والمؤسسات الخاصة والجامعات الاهلية التي باتت معظمها بؤرة خطيرة، وتنظيف وسائل الاعلام المرئية كافة من نساء التجميع ونساء نشر الذائقة البصرية والسمعية ويجب ان تكون هناك شروط صارمة للعمل في هذه المؤسسات. فالإعلام مهنة نبيلة وليست مهنة تدليس وسمسرة وإغراء ! )
سادسا : وعلى كافة رموز المجتمع والصحافة الحرة ،والأعلام الملتزم، والجهات الدينية الربانية المنضبطة ، والجهات القبلية ، والنخب العراقية المشاركة بدعم ثقافة ” الأصالة والاخلاق وضبط المجتمع ” والضغط على الدولة والحكومة والبرلمان لتشريع قوانين تحافظ على الاسرة والمجتمع والمرأة والاجيال وتردع الذئاب البشرية والثقافة الرديئة المستوردة ومن يروج لها!
سمير عبيد
٣١ اكتوبر ٢٠٢٤

سمير عبيد

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات المرأة العراقیة مؤسسات الدولة التحرش الجنسی فی العراق

إقرأ أيضاً:

هل تشهد العلاقات التركية العراقية تحولا جديدا بعد زيارة فيدان؟

 

بغداد- جاءت زيارة وزير الخارجية التركي هاكان فيدان إلى العراق، اليوم الأحد، في ظل تصاعد التوترات الإقليمية، وكان في استقباله نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية فؤاد حسين.

وتأتي هذه الزيارة، حسب وزارة الخارجية العراقية، في إطار الجهود الدبلوماسية لتعزيز الشراكة بين العراق وتركيا، بما يخدم مصالح الشعبين الجارين.

وبالإضافة إلى الملفات الثنائية بين البلدين، تحمل الزيارة في طياتها أبعادا إقليمية واسعة، خاصة في ظل التطورات في سوريا والنزاع المستمر مع حزب العمال الكردستاني.

 

وزير الخارجية التركي هاكان فيدان: نولي اهتماما كبيرا بالتواصل بين #العراق والسلطات الجديدة في #سوريا pic.twitter.com/jV1SioRFhU

— الجزيرة سوريا (@AJA_Syria) January 26, 2025

داعش وقسد

وأكد هشام العلوي، وكيل وزارة الخارجية، أن زيارة وزير الخارجية التركي هاكان فيدان إلى بغداد تأتي في إطار متابعة القضايا الثنائية ذات الأولوية للبلدين وتفعيل مذكرات التفاهم خاصة في مجالات الأمن، والمياه، والاقتصاد، وطريق التنمية، والطاقة، وإعادة تشغيل أنبوب تصدير النفط.

وفي حديثه، للجزيرة نت، أشار العلوي إلى أن الزيارة بحثت تطورات الأوضاع في سوريا في ظل الإدارة الجديدة، وأهمية التنسيق الأمني، ومحاربة تنظيم داعش "الإرهابي"، الذي استغل التغيير في سوريا ليتمدد، حسب توصيف المتحدث.

إعلان

كما تم بحث موضوع وجود قوات سوريا الديمقراطية في سوريا، وحزب العمال الكردستاني، بالإضافة إلى الأوضاع في لبنان وفلسطين، وأهمية تثبيت وقف إطلاق النار في غزة.

أوراق الضغط

من جهته، أكد حيدر السلامي، عضو لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان العراقي، أهمية كفاءة المفاوض العراقي وإدارته الحوارات مع الجانب التركي بصورة تخدم المصالح الوطنية، واستغلال أوراق الضغط المتاحة.

ويرى السلامي، في حديثه للجزيرة نت، أن زيارة وزير الخارجية التركي للعراق، تأتي في سياق متابعة الاتفاقيات السابقة التي تم توقيعها، وتطورات الأحداث الإقليمية، خاصة في سوريا، مؤكدا ضرورة تحقيق مكاسب للعراق ومعرفة آخر المستجدات من الجانب التركي، ومراجعة الاتفاقيات الموقعة خلال زيارة الرئيس التركي.

وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد زار بغداد، ووقّع مع رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني في 22 أبريل/نيسان من العام الماضي على اتفاق الإطار الإستراتيجي بين البلدين، الذي يعد خارطة طريق نحو شراكة اقتصادية شاملة.

وأشار السلامي إلى أن ملف حزب العمال الكردستاني يأتي في مقدمة اهتمامات الجانب التركي في أي حوار، في حين يعتبر ملف المياه أولوية بالنسبة للعراق، مؤكدا أن جميع الحوارات، بما فيها الزيارة الحالية، تخضع لعدة عوامل أساسية، من بينها طبيعة التعاون والتبادل التجاري بين البلدين.

وشدد المتحدث ذاته على أن تركيا تسعى لمصالح اقتصادية في العراق، وأن ورقة الاستثمارات قد تلعب دورا في معالجة قضايا أخرى مثل المياه التي يستخدمها الجانب التركي كورقة ضغط.

ويختتم السلامي بالقول إن المفاوض العراقي يجب أن يكون على مستوى عالٍ من الكفاءة في مثل هذه اللقاءات لتحقيق نتائج إيجابية، وأن يستغل علاقاته الإقليمية والدولية خلال الحوار مع الجانب التركي، خاصة فيما يتعلق بالملف السوري وغيره من الملفات.

إعلان ملفات معقدة

وستتركز المحادثات التركية العراقية بشكل أساسي على التعاون الأمني، حسب الباحث السياسي إسماعيل الجنابي، حيث تسعى تركيا للحصول على موافقة بغداد لشن عمليات عسكرية ضد قوات حزب العمال الكردستاني المتمركزة في شمال العراق.

ويربط الجنابي ذلك بالاتفاقية الأمنية الموقعة بين البلدين، والتي تسمح للقوات التركية بالتوغل في الأراضي العراقية لملاحقة المقاتلين الأكراد.

وقال الجنابي، في حديث للجزيرة نت، إن إيران تلعب دورا محوريا في هذا الصراع، حيث ترى تركيا أن العمليات الأخيرة لحزب العمال الكردستاني تحظى بدعم إيراني، وذلك في إطار سعي طهران لزيادة نفوذها في المنطقة وابتزاز الدول الغربية، وبالتالي، تسعى تركيا إلى إضعاف نفوذ إيران عبر التعاون مع العراق، الذي يعتبر الحلقة الأضعف في معادلة القوى الإقليمية، بحسب تحليل الجنابي.

من جانب آخر، يواجه العراق تحديات اقتصادية وأمنية متعددة، منها تدهور الأوضاع الاقتصادية، وتأثير الأزمة الإيرانية على إمدادات الطاقة، وتهديد تنظيم داعش، خاصة بعد حديث الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن عدم السماح للعراق باستيراد المشتقات النفطية من طهران، التي تفرض عليها عقوبات اقتصادية.

ويرى الباحث السياسي نفسه أن الزيارة التركية تأتي في سياق التنافس الإقليمي على النفوذ في المنطقة، وأن العراق يمثل ساحة صراع بين القوى الإقليمية والدولية، مؤكدا أن نجاح هذه الزيارة يعتمد على قدرة الطرفين على التوصل إلى حلول توافقية للملفات الشائكة التي تُطرح على طاولة المفاوضات.

كما أشار إلى أن تركيا تسعى إلى دعم مشروع طريق التنمية، الذي يعتبر إستراتيجيا بالنسبة لها، وسيعمل على تعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين.

ويرى الجنابي أن الزيارة التركية تحمل في طياتها فرصا وتحديات للعراق، وأن نجاحها يعتمد على قدرة الطرفين على تحقيق التوازن بين المصالح الوطنية والاحتياجات الإقليمية".

مقالات مشابهة

  • تحذيرات حقوقية.. المجتمع العراقي قد يشهد حالات جديدة ضحيتها الأطفال الإناث
  • هزاع بن زايد: المجتمعات القوية هي التي يتشارك أبناؤها المسؤولية
  • الإعلام الإسرائيلي يكشف عن قضية تجسس خطيرة لصالح إيران| تفاصيل
  • متحدث «الوزراء»: «المتحدة» والجهات المعنية تستعد لافتتاح احترافي للمتحف المصري الكبير
  • الهجرة:عودة (148) أسرة عراقية من مخيم الهول في سوريا
  • تحديات تواجه المصارف العراقية في الامتثال للمعايير الأميركية
  • هل تشهد العلاقات التركية العراقية تحولا جديدا بعد زيارة فيدان؟
  • المحافظات العراقية التي قررت تعطيل الدوام الرسمي غداً الأحد
  • المحافظات العراقية التي قررت تعطيل الدوام الرسمي غداً الأحد - عاجل
  • مباحثات مصرية عراقية بشأن قطاع الاتصالات