موقع 24:
2024-12-25@17:13:27 GMT

عسكرة الدبلوماسية الإسرائيلية

تاريخ النشر: 1st, November 2024 GMT

عسكرة الدبلوماسية الإسرائيلية

للسياسي الفرنسي المعروف جورج كليمنصو مقولة شهيرة وهي (إن الحرب أمر جلل لا يجب أن يترك للعسكر فقط)، وقد أثبتت العديد من وقائع التاريخ صحة هذه المقولة، فقرارات الحرب والسلام يجب أن يشارك فيها الدبلوماسيون لتجنب الحرب وفرض السلام قدر الإمكان، وهذا لا يعني تجاهل آراء ومقترحات العسكر بل يجب أن تؤخذ في الحسبان عندما تعجز الدبلوماسية عن إيجاد الحلول لتجنب قرار الحرب، كونها الوسيلة الوحيدة لدعم الاستقرار وبسط سيطرة الدولة على أراضيها.

الحروب عادة لا تحل الصراعات والمشكلات من جذورها، بل تمنح الطرف المنتصر بعض المزايا لفترة من الوقت حتى يتمكّن الطرف المنهزم من إعادة ترتيب أوراقه ومعاودة الهجوم مرة أخرى، ويظل الأمر هكذا بين كر وفر قد يستمر لعقود طويلة، فما أن يفوز طرف حتى يسعى الطرف الآخر لمعاودة القتال، وخلال هذه الرحلة يفقد كلا الطرفين الكثير من مواردهما المالية والبشرية ويكاد يتساوى كل منهما سواء عند النصر أو الهزيمة، وتظل المشكلة قائمة بلا حل جذري ومعرِّضة فترات الهدنة المؤقتة للانفجار مرة أخرى. 
غير أن الدبلوماسية أمر مختلف تماماً، فالحلول الدبلوماسية ترتكز على مواجهة المشكلة والبحث في جذورها والتوصل لحل عميق لكافة جوانبها، وهو ما يعني مخاطبة جميع الأطراف المعنية ومناقشة متطلباتهم ثم التوصل لتسوية ترضي جميع الأطراف؛ حيث يحصل كافة الأطراف المنخرطين في الصراع على مزايا متقاربة، كما يقدّم كل منهم تنازلات متساوية، وبالتالي يتم -من خلال عقد عدة جولات تفاوضية هادفة- الحصول على حلول مستدامة ونهائية تضمن عدم خوض أي صراع أو حروب مستقبلية، فالتفاوض يسعى لتجنب الحرب في المستقبل خاصة إذا كان كلا الطرفين جاداً في رغبته في إنهاء النزاع، والدبلوماسية يجب ألا تضغط على طرف لصالح طرف آخر، بحيث تبقي أحدهما مضطرباً محتقناً على أهبة الاستعداد لتوفر اللحظة المواتية للانقضاض على الطرف الآخر، وبالتالي تستديم حالة الاضطراب المحفوفة بالخطر طيلة الوقت وتخيم على شعوب كلا طرفي النزاع.
من الملاحظ أن إسرائيل منذ نشأتها وحتى يومنا هذا لا تعتمد مفهوم الدبلوماسية مع العرب، فهي لا تنتهج سوى نهج عسكرة السياسة، ولا تؤمن إلا بلغة القوة كلغة حوار مع جيرانها، كما أنها لا تؤمن إلا بمنطق التفوق العسكري ولا تعتقد أنه بإمكانها التواجد بسلمية وسط محيطها العربي دون أن تتفوق عليهم عسكرياً، ومن المؤسف أن تكون هذه الأفكار الصراعية أيضاً أفكار بعض الدول العظمى؛ فبعض الدبلوماسيين في الدول الغربية يؤمنون بأن التفاوض يأتي بعد شعور الطرف الضعيف بالملل والانكسار، وهذا المبدأ تتبعه إسرائيل خلال مفاوضاتها مع الفلسطينيين حتى تستطيع أن تحصل منهم على أكبر قدر ممكن من التنازلات.
لا شك أن هذه السياسة التعسفية تدل على سطحية قادة إسرائيل وتبرهن على افتقاد زعمائهم لأبسط قواعد الفهم السياسي والحكمة المطلوبة لدى الساسة لقيادة أي دولة، ولو نظر قادة إسرائيل للمأزق السياسي الذي تعاني منه إسرائيل منذ نشأتها فسيجدون أن دولتهم منذ تأسيسها وهي في حالة حرب مستمرة مع الدول العربية؛ فهي تخوض أنواعاً مختلفة من الصراعات العسكرية، بعضها داخلي مع الفلسطينيين وبعضها خارجي مع جيرانها، ولا شك أن أول من عانى من تلك السياسة الرعناء هو الشعب الإسرائيلي، والذي وجد نفسه منخرطاً في صراعات هنا وهناك دون ظهور أية بوادر للسلام، فدوي صفارات الإنذار وهلع جموع الشعب وحالات الطعن والدهس والقتل تمثل أرقاً دائماً للشعب الإسرائيلي، غير أنها نتيجة مباشرة لممارسات زعمائه المتطرفين التواقين للحرب، فإسرائيل لا تفكر إلا بلغة العسكر، وهم المسيطرون على سياسة إسرائيل الخارجية البعيدة عن دبلوماسية الحوار.
لا شك أن قادة إسرائيل لا يتمتعون بأية فطنة سياسية من أي نوع، فلو كانوا يمتلكون أقل القليل منها لأدركوا أن سياسة القوة والتهديد لا يمكن أن تؤتي ثمارها أبداً على المدى الطويل، فالعرب لم ولن يتنازلوا أبداً عن حقوقهم المشروعة، وأن القتل المستمر والممنهج للفلسطينيين لا يعني موت القضية، فسيولد جيل جديد يحمل القضية في قلبه وفي أعماقه، فالقضية لن تموت أبداً، وقادة إسرائيل المتطرفين لا يرون من البحر سوى سطحه، لذا فإن الدموية المفرطة وعدم مناقشة القضايا الخلافية بالجدية الكافية سيجعل المنطقة مسرحاً للصراع لعقود وربما لقرون قادمة حتى يعود الحق لأصحابه. 

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله السنوار الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية عام على حرب غزة

إقرأ أيضاً:

WP: تحول مواقف الأمريكيين تجاه إسرائيل شهد فورة في عهد بايدن

نشرت صحيفة "واشنطن بوست" تقريرا أعدته ياسمين أبو طالب قالت فيه إن مواقف الأمريكيين من "إسرائيل" شهدت تحولا جيليا في ظل إدارة الرئيس جو بايدن. وقالت إن الإجماع على دعم "إسرائيل" كان شاملا للطيف السياسي الأمريكي، لكن رئاسة بايدن عمقت من الفجوة داخل الحزب الديمقراطي. ففي نهاية تشرين الثاني/نوفمبر سارع البيت الأبيض وحلفاؤه في الكونغرس إلى قتل تحرك في مجلس الشيوخ يمنع ثلاث شحنات أسلحة إلى "إسرائيل"، وكان خطوة حساسة، حيث قاد الإجراء أو رعايته أعضاء مجلس الشيوخ المقربين من بايدن، بمن فيهم السيناتور بيرني ساندرز والسيناتور فان هولين.

وقد التقى وزير الخارجية أنتوني بلينكن مع الديمقراطيين في لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ للاحتجاج على أن الإجراء من شأنه أن يشجع حماس في الوقت الخطأ على وجه التحديد. ودعا زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ، السيناتور تشارلز  شومر أعضاء مجلس الشيوخ إلى مكتبه واحدا تلو الآخر لحثهم على قتل التحرك والتصويت بلا. كما وأطلقت لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية (إيباك) المؤثرة حملة من الإعلانات عبر الإنترنت تستهدف مؤيدي الإجراء.

ومع ذلك صوت 19 عضوا ديمقراطيا في مجلس الشيوخ، أي ثلث الأعضاء لصالح تحرك ساندرز، إما بالكامل أو دعم أجزاء منه. وأرسلوا رسالة واضحة إلى بايدن، عبروا فيها عن عدم رضاهم عن سياسة بايدن الشرق أوسطية ومن حزبه.

 وتعلق أبو طالب إن هذه هي المرة الأولى التي يصوت فيها الكونغرس على منع مبيعات الأسلحة لـ"إسرائيل"، ولم يتمكن البيت الأبيض من منع ذلك.



ويسلط التحرك الضوء على تحول جوهري في علاقات أمريكا بـ"إسرائيل"، وهو التحول الذي بدأ منذ سنوات لكنه انفجر في عهد بايدن مع هجوم حماس على "إسرائيل" وغزو إسرائيل اللاحق لغزة.

فقد ساهم رده في انقسام حزبه الذي من المرجح أن يكون جزءا من إرثه، على الرغم من أنه قد لا يرغب في ذلك، حيث من غير المرجح أن تظل سياسة "إسرائيل" في أمريكا كما هي.

وقالت الصحيفة إن دعم "إسرائيل" كان منتشرا بين الأمريكيين منذ إعلان تأسيس "إسرائيل" عام 1948، لكن الدعم أصبح قضية مثيرة للانقسام، حيث يواصل الجمهوريون بقيادة ترامب دعمهم لـ"إسرائيل"، في وقت يزداد فيه نقد الديمقراطيين، وينظم الجناح التقدمي في الحزب احتجاجات ضد "إسرائيل" وسياستها.

ويقول بروس ريدل، المحلل الذي عمل في قضايا الشرق الأوسط مع رؤساء من الإدارتين: "يرى الجيل الأصغر سنا من الناخبين الأمريكيين أن "إسرائيل" ليست الطرف المظلوم، بل الطرف الذي خلق الوضع من خلال احتلالها المستمر وغياب أي مفاوضات مع السلطة الفلسطينية"، و"الخلاصة هي أن سياسات الصراع العربي - الإسرائيلي تغيرت الآن بشكل كبير. وقد حدث ذلك في عهد بايدن".

وتقول الصحيفة إن أسباب التحول سابقة عن بايدن، فقد تحولت "إسرائيل" إلى اليمين، وبخاصة في عهد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. كما أن الأمريكيين الأصغر سنا  ليست لديهم أي ذاكرة شخصية عن الهولوكوست أو تأسيس "إسرائيل" ويعبر الكثيرون عن تعاطف أكبر مع الفلسطينيين، الذين يرون أنهم  يعانون في ظل دولة استعمارية بعد طرد مئات الآلاف من منازلهم بسبب تأسيس "إسرائيل".

وبنفس السياق يعاني المجتمع اليهودي الأمريكي، رغم ميوله الديمقراطية الليبرالية، من انقسام حول "إسرائيل"، وأكثر من أي وقت مضى . ومع ذلك، تسارعت الدينامية وتعززت خلال رئاسة بايدن.

 فبعد هجمات حماس في 7 تشرين الأول/ أكتوبر، شنت "إسرائيل" حربا مدمرة ضد غزة وخلقت كارثة إنسانية. وفي حين انتقد بايدن "إسرائيل" طوال الحرب لتعريض حياة المدنيين للخطر ولعرقلتها المساعدات الإنسانية، فقد أكد على مواصلة الدعم العسكري الهائل، بحجة أن حرب "إسرائيل" هي دفاع عن النفس ضد عدو إرهابي. وبالنسبة للعديد من الديمقراطيين كان موقفه منسجما مع نسخة سابقة للحزب الديمقراطي و"إسرائيل" مع أنها لا تتساوق مع الواقع الحالي.

وبدا بايدن متمسكا بوجهة نظر قديمة كونها من لقائه عندما كان عضوا شابا في الكونغرس، مع رئيسة وزراء "إسرائيل"، غولدا مائير عام 1973.

وقال تومي فيتور، المتحدث السابق باسم الأمن القومي في البيت الأبيض للرئيس باراك أوباما: "جزء من مشكلة بايدن هو أنه يتمتع بخبرة عميقة" لكنه "لا يزال يتحدث عن لقاء غولدا مائير، وإسرائيل هذه قد  اختفت تقريبا".

ومن جانبهم قال الديمقراطيون الذين صوتوا لصالح مشروع قرار منع إرسال الأسلحة إلى "إسرائيل"، إن المسألة لا تتعلق بما إذا كان ينبغي دعم "إسرائيل" أو ما إذا كانت "إسرائيل" تتمتع بحق الدفاع عن نفسها، بل إنهم يقولون إن جوهر المناقشة في حزبهم يتلخص فيما إذا كان الوقت قد حان لإعادة النظر في العلاقة التي تعني إرسال الولايات المتحدة  كميات هائلة من المساعدات العسكرية إلى "إسرائيل" دون أي قيود تقريبا.

وقال فان هولين، وهو ناقد صريح لسياسة بايدن في غزة: "إن جميع الديمقراطيين في مجلس الشيوخ يدعمون الشراكة الوثيقة مع إسرائيل. ولكن الشراكة يجب أن تكون طريقا باتجاهين، وليس شيكا مفتوحا في اتجاه واحد، وهذا هو جوهر القضية"، وأضاف: "هناك مجموعة كبيرة ومتنامية [من الديمقراطيين] تؤمن بالشراكة بين الولايات المتحدة وإسرائيل، لكنها تعتقد أن الولايات المتحدة بحاجة إلى استخدام نفوذها بشكل أكثر فعالية لضمان الامتثال للقانون الأمريكي".

وأشارت الصحيفة إلى دور نتنياهو في تفاقم إحباط الديمقراطيين، حيث تخلى عن سياسة الزعماء الإسرائيليين السابقين المتمثلة في التعاون الحزبي الدقيق بين الحزبين ومال إلى دعم الجمهوريين.

كما وانتهك قواعد البرتوكول في عام 2015 عندما قبل دعوة القادة الجمهوريين لإلقاء خطاب في الكونغرس ومهاجمة سياسة الرئيس أوباما آنذاك بشأن إيران. وفي تموز/ يوليو، اتخذ نتنياهو قرارا مشابها عندما خاطب الكونغرس بدعوة من رئيس مجلس النواب، الجمهوري عن لويزيانا، مايك جونسون، حيث كان هو وبايدن على خلاف علني بشأن مسار الحرب في غزة.

 وقال فيتور، الذي يشارك حاليا في استضافة بودكاست "أنقذ أمريكا": "هذه الحركة في الحزب الديمقراطي سبقت هذه الحرب في غزة" و"بدأ بيبي نتنياهو في تسميم العلاقة مع باراك أوباما في وقت مبكر من عام 2009، لكن زيارة عام 2015 وخطابه أمام الكونغرس كشفت عنه وما هي خططه. وأدى إلى تآكل مستمر للدعم بين المشرعين".



وكان دعم بايدن لـ"إسرائيل" بعد هجوم 7 أكتوبر حماسيا، وحصل على إشادة الحزبين. فقد ألقى خطابا في وقت الذروة بعد أقل من أسبوعين من الهجمات وتعهد فيه بأن تقف الولايات المتحدة مع حليفتها في سعيها للقضاء على حماس. وسافر إلى "إسرائيل"، متفاخرا بأنه أول رئيس أمريكي يزورها أثناء الحرب. وعانق نتنياهو عندما التقيا.

ولكن المزاج السياسي بين الليبراليين تغير بسرعة مثل العملية العسكرية. فقد أسفرت الغارات الجوية الإسرائيلية عن صور يومية للمعاناة واليأس في غزة، وتدمير المباني الفلسطينية التي سويت بالأرض بسبب الغارات الجوية الإسرائيلية والأطفال الذين تم انتشالهم من تحت الأنقاض.

وقد أدت القيود الإسرائيلية الصارمة على المساعدات الإنسانية على الرغم من المناشدات الأمريكية المتكررة إلى انتشار الجوع والمرض والدمار في غزة، مع تزايد الغضب إزاء صور وقصص الأطفال الذين يتضورون جوعا وفي غضون أشهر، واجه بايدن المتظاهرين في كل مكان الٌقى فيها خطابا، وهم يهتفون ضد "جو الإبادة الجماعية".

وبين ليلة وضحاها، تحولت غزة إلى قضية محورية لدى التقدميين الذين نظروا إلى الفلسطينيين كمجموعة مهمشة و"إسرائيل" كقوة استعمارية، وهو تحول صارخ عن صورتها السابقة بين العديد من الأمريكيين باعتبارها ولادة جديدة لشعب مضطهد. وحتى مع وقوف العديد من القادة اليهود إلى جانب "إسرائيل"، تحدث آخرون بشكل متزايد ضد حكومة نتنياهو، من الحاخامات الليبراليين إلى السياسيين مثل ساندرز وشومر.

وفي بيان لها، قالت "إيباك" إن أغلبية الكونغرس والجمهور الأمريكي يدعمون "إسرائيل".

وتزعم مجموعات مثل "صوت اليهود من أجل السلام"، على الرغم من صغر حجمها نسبيا، أن العسكرة الإسرائيلية ليست فقط خارج نطاق القيم الأمريكية بل وأيضا القيم اليهودية.
وقال إيلان غولدنبرغ، مستشار السياسة السابق للبيت الأبيض، إن الناس على جانبي المجتمع اليهودي المنقسم قد حصنوا أنفسهم على مدار العام الماضي.

وقال غولدنبرغ، الذي عمل مديرا للتواصل مع اليهود في الحملة الرئاسية لنائبة الرئيس كامالا هاريس: "المعسكر الأول متشكك بالفعل من نتنياهو، ثم أصبح أكثر تشككا بسبب الحرب، وابتعد أكثر عن هذه الحكومة الإسرائيلية اليمينية. وهذا يشكل جزءا كبيرا من المجتمع اليهودي. أما الجزء الآخر فهم الجمهوريون والديمقراطيون المحافظون الذين ضاعفوا بعد السابع من أكتوبر والحرب في غزة دعمهم لأفعال الحكومة الإسرائيلية".

ومر العرب والمسلمون الأمريكيون بتحول ثقافي خاص بهم، فبعد هجمات 11 أيلول/ سبتمبر  2001، شعر كثيرون منهم بأنهم صاروا هدفا للتشهير بعد كل هجوم شنه مسلحون إسلاميون، وترددوا في التحدث علنا أو لفت الانتباه غير الضروري إلى دينهم أو عرقهم، وفقا لمقابلات عديدة أجريت مع أفراد المجتمع.

ولكن حرب غزة قلبت هذا الأمر رأسا على عقب، وخاصة بين أفراد المجتمع الأصغر سنا. وأصبح العديد من العرب والمسلمين صريحين في الحديث عن القضية الفلسطينية وارتدوا الكوفية، الذي أصبح يرمز إلى التضامن معها.

وفي مجال النشاط الآخر، مثل حركة "حياة السود مهمة" فقد جاء تضامنهم مع الفلسطينيين وهم شعب من أصحاب البشرة الملونة الذين تستهدفهم دولة بوليسية وحشية وانضموا إلى القضية. وبحلول شهر تشرين الأول/ أكتوبر هذا العام، وجد استطلاع للرأي أجراه مركز بيو للأبحاث أن 50% من الديمقراطيين والمستقلين ذوي الميول الديمقراطية يعتقدون أن حملة "إسرائيل" ضد حماس قد ذهبت بعيدا، في حين شعر 13% من الجمهوريين وقادة الحزب الجمهوري بهذه الطريقة.

ومع دخول الحملة الرئاسية المرحلة الأخيرة، سعى كل من هاريس وترامب إلى استمالة المجتمع العربي والمسلم، وخاصة في ميشيغان، التي تضم واحدة من أكبر التجمعات للعرب والمسلمين في أمريكا. ويقول ريدل: "قد ننظر للوراء وإلى عام 2024 ونقول إن هذه هي المرة الأولى في تاريخ الانتخابات الرئاسية التي ساعد فيها العرب بتحديد النتيجة" و"لم يكن الصوت العربي والمسلم في الحقيقة مهما في الانتخابات الأمريكية لأنه كان صغيرا".

ومع تمسك بايدن بنهجه التقليدي المتساهل تجاه "إسرائيل"، بدأ التحريض خارج واشنطن يتسلل إلى قاعات الكونغرس. وفي نواح كثيرة، كان هذا يشبه مسار الاحتجاجات ضد حرب فيتنام في الستينيات من القرن الماضي، والتي بدأت في الحرم الجامعي لكنها وجدت في نهاية المطاف أبطالافي مجلسي النواب والشيوخ.



وقال ساندرز إنه يعتقد أنه كان من الممكن أن يكون هناك المزيد من الدعم لإجراءاته لمنع شحنات الأسلحة إذا لم يحشد فريق بايدن وشومر بقوة ضدها. وتداول البيت الأبيض نقاط الحديث بين المشرعين بتأكيدات مثل، "الآن هو الوقت المناسب للتركيز على الضغط على حماس لإطلاق سراح الرهائن ووقف الحرب. إن قطع الأسلحة عن "إسرائيل" من شأنه أن يجعل هذا الهدف أبعد من المنال ويطيل أمد الحرب، وليس تقصيرها". وقال ساندرز إن الضغط وضع زملاءه في موقف صعب. وأضاف ساندرز: "كان لديك رئيس الولايات المتحدة وإدارته، حرفيا في يوم التصويت، يفعلون كل ما في وسعهم للتحرك ضدنا" و"كان لديك زعيم الأغلبية يفعل كل ما في وسعه"،إلى جانب "إيباك".

وعبر عدد من المشرعين في الكونغرس عن إحباط من  إدارة بايدن التي أعلنت عن قرارات لتخفيف حدة الغضب ثم تتردد في متابعتها، تماما كرسالة بلينكن ووزير الدفاع لويد أوستن التي هددت "إسرائيل" وطلبت منها تحسين الظروف الإنسانية خلال 30 شهرا وإلا واجهت العواقب. وعندما حان الموعد لم تفعل الإدارة شيئا.

مقالات مشابهة

  • ياسر مناع: إسرائيل تستفيد من استمرار الحرب على قطاع غزة
  • وثيقة مسربة تكشف علم مسؤولي الاتحاد الأوروبي بجرائم الحرب الإسرائيلية في غزة
  • الأنروا: استشهاد طفل في غزة يوميا بسبب الحرب الإسرائيلية
  • WP: تحول مواقف الأمريكيين تجاه إسرائيل شهد فورة في عهد بايدن
  • «شؤون الكنائس بفلسطين»: الحرب الإسرائيلية تسلب فرحتنا بعيد الميلاد
  • "العربية لحقوق الإنسان" تدين جرائم الحرب الإسرائيلية ضد مستشفى كمال عدوان شمال غزة
  • إسرائيل توجه البعثات الدبلوماسية في أوروبا بالسعي لتصنيف الحوثيين منظمة إرهابية
  • إسرائيل توجه بعثاتها الدبلوماسية في أوروبا بالسعي لإدراج الحوثيين على قائمة الإرهاب
  • إسرائيل تنذر سكان «الشجاعية» بإخلاء منازلهم
  • أستاذ قانون دولي: المعارضة الإسرائيلية ضعيفة أمام حكومة نتنياهو