«خطاب » الحوار الناحج يكون مُمنهجاً بالحِكمة مُتّصفاً بالموعظة الحسنة
تاريخ النشر: 14th, August 2023 GMT
أقامت المنظمة العالمية لخريجى الأزهر فرع الغربية بالتعاون مع الجمعية الشرعية بالمحلة محاضرة دينية بعنوان كيف تدير حواراً ناجحاً وذلك بقاعة المحاضرات الكبرى بالجمعية الشرعية بالمحلة.
جاء ذلك ضمن فاعليات برنامج الملتقى الثقافي الدعوي برئاسة الأستاذ الدكتور سيف رجب قزامل رئيس فرع المنظمة العالمية لخريجي الأزهر بالغربية والعميد الأسبق لكلية الشريعة والقانون بطنطا وعضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، والأستاذ الدكتور حاتم عبد الرحمن رئيس الجمعية الشرعية بالمحلة، والأستاذ بجامعة الملك عبد العزيز بالسعودية، نحو إرساء الفهم الصحيح للإسلام
وحاضر فيها فضيلة الأستاذ الدكتور حسن خطاب أستاذ الدراسات الإسلامية، ووكيل كلية الآداب جامعة المنوفية بحضور فضيلة الشيخ إبراهيم الجندي مدير القطاع الدعوي بالجمعية، وسعيد صقر المنسق العام بالفرع، وراجية موسي المنسق الإداري للفرع، منصور مبارك منسق الملتقى الثقافي بالجمعية الشرعية.
وأشار د.حسن خطاب أن الحوار يشكّل ركنًا أساسيًّا من أركان الدّعوة الإسلاميّة، فالدّعوة الإسلاميّة في الأساس قائمة على حوار المُخالفين وإقناعهم بالحجّة والمنطق والدّليل، وقد جاءت الدّعوة الإسلاميّة في أساسها لتُعطي الحريّة لجميع النّاس في اعتناق الإسلام فلا إجبار لأحد على ذلك ما لم يقتنع اقتناعًا كاملًا، قال تعالى: (وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ ۖ فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ)، فالحوار ينبغي أن يكون مُمنهجاً بالحِكمة مُتّصفاً بالموعظة الحسنة، قال تعالى: (ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ۖ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ۚ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ ۖ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ)وأولى الإسلامُ مَوضوعَ الحوار أهميّة فريدة، ويُراد بالحوار النقاش الّذى يدور بين أشخاص مُختلفين في فكرةٍ ما، أو في معتقدٍ وآخر، حيث إنّ كيفية الحوار وطريقته تنعكس على المُتحاورين إمّا سلباً أو إيجاباً و إنّ من أهمِّ ثمرات الحوار في الإسلام تضييق هوّة الخلاف بين المتحاورَين، وتقريب وجهات النظر بينهما حتى لا يبقى في صدورهما شيءٌ ضدّ بعضهما، حيث يُمكن من خلال الحوار الهادئ الوصول إلى حلِّ وسطٍ يرضي جميع المتحاورين ويُقنعهم إن كان الخلاف بين جماعتين أو شخصين في فكرة ما، وبالتحاور يُستبدل التباغض والتناحر إلى تحاببٍ وتواد.
وطالب د.خطاب بأهمية أن يكون هناك حواراًمجتمعياً بين الأباء والأبناء بين الأزواج الزوجات بين الأفراد والمجتمعات فالحوار يساهم في تحقيق الألفة والمحبة والسلم المجتمعي وبناء حياة أفضل مبنية على التعددية وحرية الرأي والتعبير المسئول المبنى علي الحكمة والموعظة الحسنة، فلا يَنبغي أن ينبني التحاور على حبّ إظهار القدرات المعرفيّة من أجل الوصول للسمعة، أو الرياء، أو يكون القصد من ذلك مجرّد الجدال، أو إعلاء الباطل مع علمه ببطلانه. كان الشافعيُّ رحمه الله يقول: (ما ناظرتُ أحدًا قط على الغلبة، ووددتُ إذا ناظرتُ أحداً أن يظهرَ الحقُّ على يديه)، . والتواضع ولين الجانب وحُسن الخُلق عند طرح الفكرة المخالفة للآخر، ولذلك أثرٌ فعّالٌ على المُستمع والمتحاور، حيث إنّ المتحدّث إن انتقى كلماته وتحدّث بتواضع كان ذلك أدعى للإنصات له والاهتمام كما ينبغي أن يُتقن المُحاور فنّ الاستماع للآخر، وحُسن استماعه لمن يحاوره فلا يَنبغي أن يكون الحوار من طرفٍ واحدٍ بحيث يستأثر هو بالكلام دون محاوره، و ينبغي للمحاور أن يتكلّم إلا بما يَعرف، وذلك شرطٌ مهمٌ لنجاح الحوار والوصول إلى الغاية منه، ودون العلم يُصبح الحوار هشًّا لا نفع منه ولا فائدة، وينبغي أن ينبني الحوار على أدلّةٍ وبراهين منطقيّة وصحيحة حتّى يكون ناجحاً ومنهجياً، وإلا كان مُجرّد كلامٍ لا قيمة له ولا فائدة منه.
ويضيف أن الحوار وسيلة فاعلة لتحقيق الأهداف المنشودة للمعلم والداعية ولرب الأسرة وطالب العلم ولكل مسؤول فهو ضرورة من ضرورات الحياة مع ما فيها من شقاق ونزاع ومد وجزر وأخذ وعطاء وكان الرسول يحاور الشباب ويتغاضي عن زلاتهم حتى يصل بهم الي حقيقة الإيمان مثل حادث الشاب الذي أراد أن يأذن الرسول له بالزنا فخاطبه الرسول بالحجة والمنطق وحذره من خطورة هذه الفاحشة على المجتمع، ودعا له أن يحصن فرجه، فهداه الله الي الإستقامة، اسلوب تربوى عظيم من سيد المرسلين لرعاية الشباب، ورسالة هامة للمربين والقائمين على أمور الشباب، فلايجب الأخذ على الشباب دون بيان الخطأ الذي يقعون فيه وفتح الحوار معهم والعناية بهم وغرس القيم الصحيحة بداخلهم ودمج الشباب فى كافة مجالات الحياة.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: الازهر
إقرأ أيضاً:
كيفية المسح علي الخفين وضوابطه الشرعية .. تعرف عليه
إذا أراد المسلم المسح على الخفين أصاب من الماء بيديه، ثم مسح بيده اليمنى ظاهر قدمه اليمنى، من الأصابع إلى الساق مرة واحدة، دون أن يمسح على باطنها أو عقبها، ثم فعل بيده اليسرى على قدمه اليسرى مثل ذلك.
وقال رسول الله: "إذا توضأ أحدكم فلبس خفيه، فليَمسح عليهما وليُصلِّ فيهما ولا يخلعهما إن شاء إلا من جنابة."
ضوابط المسح على الخفينوأجاب المركز الأزهري العالمي للفتوي الإلكترونية، «بجواز المسح علي الخفين» خاصة في أيام الشتاء الباردة، وإذا أراد المسلم المسح علي خفين في الوضوء عليه مراعاة الشروط الآتية:
- أن يرتدي خُفَّيه بعد وضوء كامل، غَسل فيه رجليه إلى الكعبين.
- أن يكون الخفَّان طاهرين خاليين من النجاسة.
- أن يكونا مُباحين فلا يصح المسح على خفٍّ مسروق أو مصنوع من حرير للرجل مثلًا.
- أن يكونا ساترين لمحل الفرض، أي: لا بد أن يُغطيا الكعبين، وعليه؛ فإن ارتدى المسلم خُفًّا قصيرًا لا يُغطي عظمة قدمه البارزة لم يصح المسح عليه.
- أن يكونا سميكين لا يوصلان الماء إلى بشرة جلد القدمين.
- يُلحق بالخفين ما اتصف بصفتهما، وتوافرت فيه شروط المسح المذكورة، مثل: الجورب السميك، وحذاء «البوت» ونحوه.
- وإذا كان الجورب أو الحذاء قصيرًا لا يغطي موضع الوضوء من القدم؛ فلا يجوز المسح عليه.
رخصة المسح للمسافر والمقيم-للمقيم (أي غير المُسافر) أن يمسح على خفيه يومًا بليلة، ويبدأ حساب المدة من أول حدث بعد الوضوء الذي غسل فيه رجليه، وينتهي في الميعاد نفسه من اليوم التالي.
-أما يرخص للمسافر أن يمسح ثلاثة أيام بلياليهن، وتبدأ مدة المسح من أول حدث إلى الميعاد نفسه من اليوم الرابع، فقد «جَعَلَ رَسُولُ اللهِ ﷺ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ وَلَيَالِيَهُنَّ لِلْمُسَافِرِ، وَيَوْمًا وَلَيْلَةً لِلْمُقِيمِ».