كتبت ابتسام شديد في" الديار": مع ان الكنيسة المارونية لم تكن يوما من الفريق المؤيد لخيارات حزب الله السياسية، وآخرها عدم الموافقة على حرب إسناد غزة، إلا ان الكنيسة بعد توسع الحرب تخطت الحواجز السياسية، لتطالب بالتضامن الوطني واحتضان اللبنانيين الهاربين من القصف.

والمشهد في المناطق المسيحية على غرار منطقة دير الأحمر بعد حركة التهجير من بعلبك، هو نموذج يشهد على التعاضد الوطني والالتحام بين الناس، على الرغم من الانقسام السياسي الكبير.


سبق لرأس الكنيسة الكاردينال بشارة الراعي ان حذر من الفراغ الرئاسي، ومغبة انفلات الوضع، وعلى هذا الأساس دعا لفك الارتباط بين لبنان وحرب غزة، مما تسبب بتباعد بين بكركي والمحور الذي انخرط بالحرب، وتزايد الفتور في العلاقة بين الصرح البطريركي وحزب الله، مع تعثر انتخاب رئيس جمهورية واستمرار الشغور في رئاسة الجمهورية.

وقد ثبت كما تقول مصادر سياسية ان الراعي كان الى حد كبير محق في هواجسه من الفراغ في سدة الرئاسة، مع اندلاع العدوان «الإسرائيلي» الوحشي، في حين ان وجود الرئيس المسيحي التوافقي والقوي يعطي المظلة الداخلية المطلوبة ويقدم الحلول والمخارج للأزمة.

وعلى الرغم من الإختلاف السياسي، فان الكنيسة كما تقول مصادر مسيحية، لم تقف على الحياد في موضوع الحرب الدائرة لإبادة طائفة ومكون أساسي، وقد وضعت التباين جانبا وانخرطت في معركة مساندة المهجرين من أتون الحرب، فكانت من المبادرين في ترتيبات التهحير لمساعدتهم، التزاما بالرسالة المسيحية. وكان لافتا ان مجلس المطارنة الموارنة اعلن وقوف الكنيسة الى جانب «الشعب الجريح في الأبرشيات والرعايا»، منطلقا من الحس الإنساني، فتم تفعيل عمل الابرشيات والمؤسسات المسيحية في لبنان والخارج للمساهمة في الإنقاذ.

الى جانب الموقف المسيحي، برز التضامن من قبل سياسيين من خارج التوافق مع حزب الله في موضوع الحرب، النائب السابق وليد جنبلاط كان أول الداعمين لحزب الله باستقبال النازحين وفتح مراكز الإيواء في الجبل، والأمور لم تختلف كثيرا عن حرب تموز ٢٠٠٦ لدى بيئة وجمهور «التيار الوطني الحر» ، فالاختلاف مع حزب الله في ملف الرئاسة والانخراط بالحرب لم يمنع التيار من مؤازرة الحزب وجمهوره .
لا يختلف الوضع على الساحة السنية، فمناطق الشمال تحتضن المهجرين، ومن الواضح ان ثمة تغييرا كبيرا أصاب الشارع السني بعد حرب غزة، التي أرست معادلات مختلفة على صعيد العلاقة بين الجمهور السني والبيئة الشيعية.

التضامن بكل وجوهه أفشل المخطط «الإسرائيلي» للفتنة والحرب الأهلية، من خلال اللعب على التباين بين الحزب والمكونات السياسية والطائفية، فحزب الله أكثر الرافضين للفتنة.  
 

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

في ذكري مجزرة فض الاعتصام

علي أعتاب العيد نكتب:
ست سنوات علي مجزرة فض الاعتصام .
ويمكرون ويمكر الله
والله خير الماكرين.
فقد ظنوا انهم بتلك الفعلة الغادرة المشينة والتي لاتشبه شعبنا ولا تاريخنا ولا تراثنا ولا حتي تشبه أفعال من سبقوهم في السلطة من قطاع العسكر سواء في زمان الفريق عبود او المشير نميري.
فقد ظنوا انهم بعد تلك المجزرة البشعة بكل تفاصيلها المخجلة يستطيعون الانفراد بالسلطة تارة اخري..
إلا انهم لم يتمكنوا. فقد وقف لهم شباب الثورة بنين وبنات بالمرصاد.. بل سيقفون بالمرصاد تارات وتارات اخر حتي يحافظوا علي مكتسباتهم التي مكروها بالدم الغالي الذي كان بسبب رصاص بنادق مختلفة .
فها هي الارادة الإلهية تمكر عليهم وتضعهم في جحر ضب حين فتنهم الله ضد بعضهم البعض في هذه الحرب التي خسرها الطرفان المتعجلان لكراسي الحكم.
وحتي اللحظة يظن كل طرف بانه هو المنتصر .. فكانوا لا يدرون ان الخاسر هو شعبنا وموارد وطننا وبنياته التحتية الهامة كالكهرباء والماء وقطاعات الإنتاج العامة والخاصة ودور العلم من جامعات ومدارس وغيرها.
ولولا التدخل السعودي والأمريكي الاخير وبقوة وصرامة لكان هم بعد قليل في خبر كان تحت نيران التدوين والقصف المتبادل.
نعم ... إن التدخل العربي الدولي هو الذي انقذ الطرفين المقاتلين من محرقة الحرب والتي لم تنفعهم التكبيرات والهتافات الجوفاء التي يطلقها جنود الطرفين حتي عند الذبح من الوريد الي الوريد في اغرب ظاهرة بشعة في تاريخ البشرية. الله اكبر الله اكبر.
وبهذه الأفعال فقد اثبت مشعلوا الحرب من الطرفين انهم غير جديرين بحكم هذا الشعب الراقي الجميل صاحب القيم والأخلاق السمحة التي تشهد بها كل شعوب العالم.
لذلك فان الثورة الديسمبرية لن تنطفئ شعلتها .. بل سوف يزداد إشتعالها ...
فلا القتل اوقف مسيرتها ولا الرمي في النيل صد عنفوانها.
فالثورة مستمرة لأنها اقوي تاثيرا من هياكل المكونات السياسية المتهالكة فطيرة الأداء.. واشجع من مايشيات حملة السلاح المتعددين.
وسوف يسقط مشعلوا الحرب في اقرب مرحلة للانتخابات العامة والتي ستأتي تحت ظل ظروف وضع ديمقراطي يصنعه شعبنا وتفرضه الأحداث القادمة.
فمهما تناقشوا وخططوا ووضعوا خططهم الخبيثة والمتنوعة في كل مرحلة فانها ستسقط سريعا وبلا تردد. لأنهم ظلوا دائما بعيدين عن نبض الجماهير بعد أن ظنوا ان المال الذي نهبوه ببيع ثروات البلاد سيكون لهم منجاة في هذه الدنيا.
فالجنجويد كمثال لم ينفعهم تصدير الذهب وحفظ المال ببنوك الخارج لاستيراد السلاح او لبناء العمارات والبيوت الفارهة بالخرطوم.
وايضا لم ينفع مثل هذا المال المنهوب أولئك السياسيين الحاكمين من قبل ومن بعد الثورة في تثبيت دعائم حكمهم الزائف.
ألم نقل انهم يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين.؟
وسيعلم الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون.
والثورة مستمرة والسياسيون البائعون دائما الي زوال في زمان الشباب القادم بقوة الدفع الثوري.
ولا أزيد؛؛؛؛؛

abulbasha009@gmail.com

   

مقالات مشابهة

  • انتصر لغزة وأفشل العدوان: اليمن في ذكرى الصمود الوطني يُرتل نشيد النصر
  • أوكرانيا تُشعل الخلاف بين ترامب وبوتين| تقرير
  • لا للتهجير.. كورنيش النيل في المنيا يتحول لساحة للتضامن مع فلسطين في صلاة العيد
  • فلسطين في قلب مصر.. صلاة العيد تتحول إلى تظاهرات مليونية للتضامن مع الأشقاء وتحد لمؤامرات التهجير
  • أصعب أيام المرشد
  • كان تكشف أبرز نقاط الخلاف بين حماس وإسرائيل
  • في حُب وإحترام أهل الشمالية
  • وزير الحرس الوطني يستقبل قادة الوزارة وكبار مسؤوليها المهنئين بعيد الفطر المبارك
  • في ذكري مجزرة فض الاعتصام
  • وزيرا الدفاع والحرس الوطني يهنئان القيادة بعيد الفطر المبارك